الخدمة المدنية: الأحد القادم إجازة رسمية بمناسبة العيد الـ57 للاستقلال الوطني الزنداني يؤكد أهمية دعم المجتمع الدولي لتعزيز مساعي السلام في اليمن العرادة يختتم المرحلة الثانية من مشروع إنارة عدد من شوارع مدينة مأرب الإرياني يزور مؤسسة 14 أكتوبر ويدشن العمل بالمطبعة التجارية وفد الـ (UNDP) يتفقد عددا من المشاريع المنفذة من قبل مشروع (سيري) بمأرب اليمن يشارك في الإجتماع الـ2 لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بدول التعاون الإسلامي عقد قمة ثلاثية بين الأردن وقبرص واليونان لتعزيز التعاون المشترك البرلمان الأوروبي يوافق على التشكيل الجديد لأعضاء المفوضية الأوروبية 44282 شهيدا و104880 مصابا ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة وزارة الإتصالات تعلن بدء المرحلة الثانية لتوسعة شبكة عدن نت
بدت اسواق العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية قُبيل عيد الاضحى المبارك اقل اقبالا من قبل المتسوقين هذا العام عنهم في الاعوام السابقة في مثل هذا التوقيت، حيث منع الوضع الاقتصادي المتدهور عند معظم الاهالي من التوجة الى الاسواق لشراء احتياجات العيد.
يقول سعيد الزوملي42 موظف في وزارة الإدارة المحلية "بالكاد نحصل على لقمة العيش، اما احتياجات العيد التي كنا معتادين عليها فقد اصبحت من الكماليات التي يصعب الحصول عليها"
هذا العيد هو الثالث الذي ياتي دون ان يشتري الزوملي ملابس جديدة لاطفالة الثلاثة ،عمر، قارس، وليلى.
انقطاع المرتبات وتدهور الوقع الاقتصادي منذ سيطرت المليشيا الحوثية على صنعاء وعدد من المناطق دفع بالكثير من المواطنين للاستغناء ،مجبرين، عن الكثير من الاحتياجات ومحاولة الاكتفاء بما يسد الرمق.
ضرائب المليشيات
35 ألف ريال لا تكفي لشراء ملابس العيد للفتاتين عفراء 12عام و غيدا 9 أعوام، تقول والدتهم التي تعمل في مستشفى الثورة بالكاد استطعت توفير هذا المبلغ لكن مع الاسف لم يكف لكسوة البنات" .
انها مضطرة للبحت عن من يقرضها مبلغ اضافي لاستكمال شراء احتياجات فتياتها، خاصة بعد ان اصحبن لا يحصلن على ملابس الا مرة كل عام.
فرضت المليشيا الحوثية ضرائب مضاعفة على الاسواق التجارية ما ساهم في ارتفاع الاسعار بالإضافة الى الواجبات والزكاة واتاوات الاخرى وتهديد المستثمرين باغلاق مراكزهم ومحلاتهم التجارية مالم يدفعوها.
"هذا الموسم هو الاضعف اقبالا منذ افتتاح المول" ويضيف فايز العامري 46 عام مدير التسويق في احد المراكز التجارية المعروفة بصنعاء لم نتوقع ان يكون الاقبال ضعيفا الى هذه الدرجة ، مشيرا في حديثة لـ"الثورة نت" الى ان الكثير من المتسوقين يخروجون دون ان يشتروا احتياجاتهم من الملابس.
لقد ارتفعت الاسعار ثلاثة اضعاف عنها في العام الماضي وهذا ما يجعل الناس تعزف عن التسوق او العودة من الاسواق دون الحصول على ما يحتاجونه من ملابس.
يقول العامري "المستثمر يريد ات يكسب من المشروع الذي استثمر فيه مبلغ كبير من المال، وفي اسوء الاحوال لا يريد ان يخسر" ما تقوم به المليشيات يجبر التجار على رفع الاسعار حتى لا يعلنون الافلاس.
"دائما ما نفكر بقدرات الناس الشرائية ونحاول مراعاة وضعهم الاقتصادي لكن المليشيات لم تترك لنا فرصة لعمل ذلك".
اضطر الكثير من تجار الملابس الى رفع الاسعار بشكل مضاف حتى يتم تعويض الضرائب والجمارك والرسوم الجديدة المفروضة عليهم من قبل المليشيا الحوثية وحتى لا يضطروا الى اغلاق المراكز والمحلات.
الاضحية لمن استطاع
"انه الاسوء على الاطلاق" بهذا الوصف رد سعد النوم على سوال المحرر حول تقييم الموسم، ويضيف تاجر المواشي "ارتفعت الاسعار وقل الاقبال، لقد تجاوز ثمن الثور 500 الف ريال و وثل ثمن الخروف الى 90الف بينما يعاني معظم الناس من وضع اقتصادي سيء للغاية.
يقول النوم "الاضحية فريضة دينية لكن معظم الناس اصبحوا غير قادرين على القيام بها" انه يحاول الترويج لبضاعته لكن الفقر هو من اجبر ملايين الناس على تركها، موضحا منذ ثلاث سنوات تقريبا اصبح الزبائن اما من التجار والميسورين او من المشرفيين الحوثيين فقط، ونادرا ما يكون هناك مواطنين عاديين.
منذ فقدنا وظائفنا لم نعتمد على جارنا الميسور في توفير "لحمة اليعد" . سليم الديقمي لم يفقد وظيفته في وزارة الكهرباء، لقد امتنعت المليشيا عن دفع مرتبه ما اضطره للعمل في محل لاصلاح التلفونات لكن المبلغ الذي يحصل عليه كراتب شهر بالكاد يكفي لدفع ايجار مسكنه هو وعائلته وويساعد في توفير الجد الادنى من لقمة العيش.
يبدو ان وضع الدقيمي افضل بكثير من جيرانه في حي السنينة بصنعاء، اذ دفعت الاوضاع الاقتصادية المزرية التي تسببت فيها المليشيا الحوثي الكثير من الاسر الى التسول في احياء اخرى، يقول الدقيمي في حديثة لـ"الثورة نت" انت تسال عن الاضحية بينما الكثير من حارتي ،كانوا مستورين، اصبحوا متسولين طوال العام هولاء الناس لم يعودوا يفكرون في الاضحية ولا مدى وجوبها.
العيد للميسورين
"يمر العام الثالث دون ان نتمكن من زيارة جدي في القرية، بنبرة حزينة" تقول الطفلة سهى عبدالسلام 9 اعوام من اهالي محافظة اب مديرية القفر انها تشتاق للعيد بين ابناء عمها والتجوال في وادي القرية.
يعود ملايين الناس في مثل هذه الايام الى قراهم لقضاء اجازة العيد خاصة عندما يصادف العيد في فصل الصيف موسم تساقط الامطار واخضرار الارض، هذا لم يعد يحدث في ظل سيطرة المليشيا الحوثية على صنعاء وعدد من المناطق، لقد حرموا الناس حتى من زيارة الاهل حيث تبدو الحركة في الطرق السريعة بين صنعاء وباقي المحافظات طبيعية وهذا مالم يكن يحدث في السابق.
يقول عبدالسلام الدعيس والد سهى، انهم يكتفون بالسلام على الاهل عبر التلفون صباح العيد والاطمئنان على صحتهم وانه يشعر بحزن شديد كلما مر عيد دون ان يتمكن من زيارة والدته ويضيف "لقد حرمتنا المليشيا من كل شي جميل في هذه البلاد".
يبدو ان الامر لم يعد متعلقا بالعجز عن توفير تكاليف السفر بين المحافظات، حتى مجرد زيارة الاهل في اطار المدينة نفسها، حيث ينوي يحيى علي الريدي النوم يوم العيد بدلا عن زيارة الاهل، ويضيف في حديثه لـ"الثورة نت" "زيارة الاهل في العيد يحاجة الى مصاريف وانا لم انجح في تدبير ما يكفي" لقد اصبح الناس هنا عاجزين عن تدبير ما يدخل الفرحة الى قلوب اهاليهم بفعل ما ترتكبه المليشيا الحوثية في حق الناس من جرائم التجويع والافقار.