الرئيسية - الأخبار - المبعوث الأمريكي إلى إيران: خامنئي يدير لعبة طويلة الأمد في اليمن باتجاه لبننتها
المبعوث الأمريكي إلى إيران: خامنئي يدير لعبة طويلة الأمد في اليمن باتجاه لبننتها
الساعة 06:49 مساءً الثورة نت/ وكالات

 

كشف المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران براين هوك عن علاقة المرشد الإيراني علي خامنئي بالمعركة التي تديرها مليشيا الحوثي في اليمن ضد الحكومة الشرعية، واستنساخ التجربة الإيرانية في لبنان.
وانتقد هوك في مقال له نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية ضعف الإعلام في تغطية الدور الإيراني في تأجيج وإطالة النزاع الكارثيّ في اليمن. مما سمح لإيران للهرب من الملامة المتعلقة بالعنف والمجاعة والمعاناة البشرية، والتي أصبحت أكبر الصادرات الإيرانية.
وحذر هوك من مخاطر التمدّد الإيراني في المنطقة، منبّهاً إلى أنّ إيران تسعى إلى استنساخ التجربة اللبنانية في اليمن. مشدداً على وجوب منع إيران من ترسيخ نفوذها في اليمن، بالتوازي مع تقييد التوسع الإيراني في لبنان وسوريا والعراق.
وقال هوك : يلعب القائد الأعلى الإيراني لعبة طويلة الأمد في اليمن ويبدو أن قلة حول العالم قد لاحظوا ذلك. فبرعاية إيرانية، نفّذ الحوثيون – حركة سياسية شيعية – انقلابًا في عام 2014م، دافعين بالبلاد إلى الفوضى. كما أدى الدعم الإيراني إلى تحويل الحوثيين من ميليشيا قبليّة إلى قوة قتالية مميتة، والآن، يريد النظام الإيراني مقعدًا على طاولة المفاوضات للمساعدة على إطفاء نيران حرب قد ساهم في إشعالها.
وأضاف هوك : ” مهما كان الناتج النهائي في اليمن، فقد زادت إيران وبنجاح شبكة تهديداتها ووضعت نفسها صاحبة النفوذ في شبة الجزيرة العربية. 
 أكد أن أوجه التشابه للتقارب الإيراني في اليمن واضحة جدًا. فمثل ما فعلت في لبنان لأربعة عقود مضت، يتم استعمال اليمن عن طريق إيران لرفع مرتبتها كقوة إقليمية. 
وقال إن المساعدات الإيرانية عززت من تحدي الحوثيين للسلطات الحكومية اليمنية بطرق لم يكن باستطاعتها أن تفعلها. وقامت إيران بتزويد الحوثيين بمئات الملايين من الدولارات وترسانة من الأسلحة المتطورة. وتدفقت الصواريخ المضادة للسفن والقوارب المتفجرة المسيّرة والالغام إلى اليمن؛ وذلك بفضل السيد خامنئي. 
وفي زيارة أخيرة لقاعدة الأمير سلطان الجوية في المملكة العربية السعودية، أخذ جولة في مستودعات للأسلحة التي من الواضح أنها إيرانية الصنع والتي تم اعتراضها وهي في طريقها للحوثيين. ”
وأشار هوك إلى أن تحالف إيران الاستراتيجي مع الحوثيين يسمح باستهداف دول الخليج حسب رغبتهم بهجمات الصواريخ والطائرات المسيّرة، وإلهام وتنظيم وتوجيه الجماعات الانفصالية المسلحة في المحافظات السعودية. كما أطلق الحوثيون صواريخ إيرانية الصنع على المناطق ذات الكثافة السكانية كالرياض، التي تبعد مئات الأميال.
وأكد المبعوث الأمريكي ، أن إيران كانت لعقود من الزمن تهدد حرية الملاحة في مضيق هرمز، وسيتيح لها الآن تحالفها مع الحوثيين تهديدَ حركة السفن في مضيق باب المندب، الذي يُعدّ بوابةً للبحر الأحمر وقناة السويس، انتهاءً بالبحر الأبيض المتوسط. ومن خلال هذين المضيقين يمر ما يقرب من ربع إمدادات النفط في العالم. إنك لو أطلقت يد إيران في اليمن فسيكون بمقدورها التهديد بإغلاق كل من هذه الممرات المائية الأساسية وارتكاب أعمال عدوانية بحرية. فقد نفّذ الحوثيون في مارس 2016 عدة هجمات صاروخية على المدمّرة الأمريكية يو إس إس ميسون [USS Mason] أثناء عبورها لمضيق باب المندب.
وأوضح أنه في اليمن اليوم، تقوم إيران بتوسيع حدودها بشكل فعّال، وتوسيع مساحة نفوذها، وشن هجمات فتاكة ضد منافسيها. ويمكن لإيران من موقعها الجديد على خليج عدن أن تهدد حلفاء الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة وتقوّض الاستقرار الذي عملنا جاهدين لتحقيقه.
ورأى أنه في حال فشلت الولايات المتحدة بالتصدي لاستراتيجية إيران الكبرى في اليمن، فسنواجه مخاطر أكبر في المستقبل، مخاطر تتضمن احتمالية “اللبننة” للدولة. وبالواقع، تكشف المعلومات التي أزيل عنها طابع السرية، أن حزب الله يقدم الدعم النّشِط للقضية الحوثية باليمن، حيث أنها تقوم بإكمال دائرة شبكة وكلاء إيران. ومن خلال السيطرة والنشر لجماعات مثل الحوثيين وحزب الله، تستطيع طهران أن تخوض الحروب من خلال أطراف ثالثة محلية في عدة مناطق بآن واحد.
وأوضح أن إدارة ترمب تركز على عكس مكاسب إيران الاستراتيجية في المنطقة كجزء من حملتها لــ “أقصى قدر من الضغط “. وفي اليمن، يتطلب هذا إبرام اتفاق سلام شامل يجمع بين كل الأطراف الشرعية لإنهاء الأزمة الإنسانية ومنع تعميق إيران لجذورها في المنطقة.
وأكد هوك أن إيران ليس لها أي مصالح مشروعة في اليمن. وأما الحوثيون فمكاسبهم قليلة وخسائرهم كثيرة في حين استمرت شراكتهم مع إيران. فيمكنهم إما دعم جهود سياسية حقيقية من أجل السلام في اليمن والاستمتاع بالمزايا، أو الاستمرار بترويج العنف وتعزيز طموح إيران الإقليمي. الخيار الأول سينتج عنه شرعية وقابلية للجلوس على طاولة الحوار، والخيار الثاني سيؤدي إلى العزلة وإطالة معاناة الشعب اليمني.
وقال إن الحكومة الأمريكية تسلّط الضوء على الجرم الإيراني وأهدافها المهيمنة. وبينما نقوم بالسعي لكبح التوسع الإيراني في لبنان وسوريا وهضبة الجولان والعراق، يجب علينا أن نمنع إيران من ترسيخ نفسها في اليمن. ويجب على العالم أن يتوصل إلى اتفاق فيما يخص طموحات طهران ومكافحتها، أو أن الهلال الإيراني سيصبح بدرًا في القريب العاجل.