الرئيسية - الأخبار - الشيخ بن زبع: مأرب عصية وعلى من يعتقدون أن القمع سيحني القبائل مراجعة تجاربهم
الشيخ بن زبع: مأرب عصية وعلى من يعتقدون أن القمع سيحني القبائل مراجعة تجاربهم
الساعة 11:30 مساءً

* مايقوم به الحوثي من عمليات انتحارية باتجاه مأرب لن يقدم حلا.

* لا زال بإمكان مأرب أن تشكل رافعة للسلام بدلا عن الحرب

القبائل مؤمنون بأن للكرامة ثمن وأن العرب ما تموت إلا متوافية


أكد الشيخ علوي الباشا بن زبع - عضو مجلس الشورى، وعضو البرلمان العربي وأحد مشائخ محافظة مأرب أن اليمن ومأرب تحديدا لن تحكمها إلا دولة يعترف بها العالم.
وقال: "قلناها من أول يوم، ونقولها بوضوح شديد اليوم، ونحن نعلم بأن رجالنا وأسرنا وقرانا ومنازلنا وقومنا تحت خطوط النار فهذا قدرنا، والرجال مواقف وليس لدينا ما نخاف عليه أكثر مما خسرناه".
ودعا في مقال له نشره "الثورة نت" من يعتقدون بأن القمع والإرهاب والاستنزاف والإذلال ممكن أن يحني القبائل ويروضهم أن يعيدوا حساباتهم ويستفيدوا من تجاربهم السابقة.
وأكد أن مايقوم به الحوثي من عمليات عبثية وانتحارية باتجاه مأرب لن يقدم حلا، فمأرب عصية وقوية بالله سبحانه أولا وأخيرا.. داعيا إلى الحذر من عواقب الحسابات العدوانية أو التآمرية التي نتائجها ستكون مروعة وستقلب الحسابات الإقصائية رأسا على عقب.
وقال: "مأرب احتضنت الدولة بدون تردد وفتحت ذراعيها  لكل النازحين إليها من جحيم الحرب بدون تمييز واستمرت تمد بالطاقة والحياة كل محافظات اليمن لا تفرق بين عدو أو صديق ولا بين محارب ولا مسالم، وهذه هي سجيتها من أول يوم وحتى الآن ولا تنتظرون من مأرب أكثر من ذلك".
وتابع: "لا زال بإمكان مأرب أن تشكل رافعة للسلام بدلا عن الحرب والتوافق بدلا عن التناحر والتكامل بدلا من التشظي والحياة بدلا من الموت، فإياكم من جرها إلى مستنقع التدمير الشامل الذي ستكون عواقبه وخيمة على الوطن عموما لاسمح الله".
خصوصية لايحسنها الآخر
وأكد أن "القبائل لديهم خصوصية لا يحسنها الآخر، فهم حين يكسبون أي موقف أو جولة يترفعون عن التشفي ويستحون من الغطرسة، ولا يتطرفون في خصوماتهم، لأنهم يعلمون أن اليوم لك وغداً عليك أو العكس صحيح، وحتى حين يخسرون في نزاعاتهم المختلفة لا ينكسرون".
مضيفا: "القبائل مؤمنون بأن للكرامة ثمن وأن العرب ما تموت إلا متوافية، وأن المواطن يرث الدولة كما يقولون في أمثالهم الدارجة، وهناك حقيقة في أوساط القبائل وخاصة في شرق اليمن، وليست سرا وهي أن القبائل يلتفون حول المظلوم والخسران أكثر من التفافهم حول الظالم والكسبان".
وأكد أن القبائل يتمتعون بذهنية المتعالية على المواجع والآلام أو الخيبات والخذلان، والمتطلعة إلى العدالة والحرية والكرامة ونصرة المظلوم ولا مجال للعبث بها أو الرهان على إعادة صياغتها، ومن الحصافة والعقل التعاطي مع هذا الوسط بطبيعته، كما هو، بدلا من استعدائه أو شيطنته.
وأضاف في مقاله تحت عنوان "لن تحكمنا إلا دولة.. والسلام هو الحل" :اليمن يتسع للجميع قلناها وقالها غيرنا حين كانت مقاومتنا وقوات الجيش على مشارف العاصمة صنعاء، فليس في ثقافتنا القبلية والوطنية مصطلحات الاجتثاث والإقصاء، فنحن نعلم جيدا بأننا في اليمن ولسنا في جزر الكناري، وأن تكون في اليمن عليك أن تظل واقعيا وموضوعيا فأنت أمام شعب معجون بالكرامة، وأطيب وأضعف مواطن فيه لديه بندقية كلاشنكوف وخط ناري، وليس أمامك إلا أن تتعامل معه بعقل وأخلاق وبالنظام والقانون أو أن يطلق عليك النار".
لامراهنة على البندقية
وأكد في مقاله أن السلام هو الحل، ولا يمكن لأي عاقل أن يراهن على خيار البندقية لإخراج اليمن من أزمته الكبرى الحالية، وإعادة إعمار ما تم تدميره ولملمة أشلاء البلاد المبعثرة.
ودعا إلى الجلوس على طاولة حوار وطني متكافئ، وعدم الرهان على الوقت ولا على الهجمات الدموية التي يحاول الحوثيون من خلالها اجتياح مأرب أو غيرها.
ودعا في ختام مقاله إلى إدراك التحدي الكبير والمرعب، وهو تحدي انهيار الدولة وتمزق اليمن، فضلا عن جائحة وبائية عالمية، وكوارث ومجاعة تحيط بنا من كل جانب.. مؤكدا أن التاريخ لا يرحم، والأوطان لا تعوض، ومن المسؤولية أن تقول ما تعني لا ما تتمنى، ومن الشجاعة أن تتحدث عن السلام ومنافعه بقدر استعدادك للحرب وتقبل نتائجها.