الخدمة المدنية: الأحد القادم إجازة رسمية بمناسبة العيد الـ57 للاستقلال الوطني الزنداني يؤكد أهمية دعم المجتمع الدولي لتعزيز مساعي السلام في اليمن العرادة يختتم المرحلة الثانية من مشروع إنارة عدد من شوارع مدينة مأرب الإرياني يزور مؤسسة 14 أكتوبر ويدشن العمل بالمطبعة التجارية وفد الـ (UNDP) يتفقد عددا من المشاريع المنفذة من قبل مشروع (سيري) بمأرب اليمن يشارك في الإجتماع الـ2 لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بدول التعاون الإسلامي عقد قمة ثلاثية بين الأردن وقبرص واليونان لتعزيز التعاون المشترك البرلمان الأوروبي يوافق على التشكيل الجديد لأعضاء المفوضية الأوروبية 44282 شهيدا و104880 مصابا ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة وزارة الإتصالات تعلن بدء المرحلة الثانية لتوسعة شبكة عدن نت
سهل الإمام أحمد هجرة 49 ألف يهودي لتمكين إسرائيل من احتلال فلسطين.
نفذت إسرائيل عمليات مساندة للإمام البدر (الدوربان – مانغو – الصلصة).
بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء أنهت الدور الشعبي اليمني الداعم لفلسطين.
احتل الحوثيون منزل الرئيس عرفات وأغلقت الجمعيات الداعمة لفلسطين.
منذ نشأتها في اليمن قبل نحو ثلاثة عقود، رفعت مليشيات الحوثي شعارات رنانة تهتف بالموت لأمريكا وإسرائيل، وأعقبتها بأنشطة وخطابات تدّعي الحرص على القضية الفلسطينية، إلا أنه ما تمارسه في الواقع يبدو خلاف ذلك تماماً.
فالمتابع لمسيرة المليشيات الحوثية الذراع الإيرانية في اليمن، يجد أن الجماعة تعمل بإخلاص في خدمة الكيان الصهيوني على خطى أسلافها الأئمة، سواء بطريقة غير مباشرة من خلال استهداف كل ما له علاقة بفلسطين قضية ومقاومة وشعب، أو بطريقة مباشرة من خلال استكمال تهجير اليهود اليمنيين إلى إسرائيل، والاشتراك مع الصهاينة في التجارة بالآثار والمخطوطات اليمنية القديمة.
علاقة قديمة حديثة
وبدأت أولى علاقات التعاون والتخادم الإمامي الإسرائيلي في وقت مبكر وبعد عام واحد فقط من إعلان قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي في مايو 1948 ، من خلال مساعدة إسرائيل على بسط سيطرتها على أرض فلسطين بتسهيل هجرة 49 ألف يهودي يمني عبر عملية أسميت "بساط الريح" والتي استمرت من يونيو 1949 إلى سبتمبر 1950 بشكل سري عن طريق الوكالة اليهودية وجرى نقلهم على متن طائرات أمريكية وبريطانية عبر عدن.
وتعتبر عملية "بساط الريح" الشهيرة أول اعتراف عربي باحتلال إسرائيل لدولة فلسطين لتتكشف بعدها سلسلة من عمليات التعاون لدعم بقاء بعضهما بعد اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962 وقيام الجمهورية، حيث أمدّت إسرائيل الإمام البدر بجسر جوي من السلاح والذخائر والمواد الطبية خلال الأعوام من 1964 إلى 1967 فيما عرفت بعمليات "عملية الصلصة" وبعد ذلك "عملية دربان" التي بدأت في 31 مارس 1964.. وتلتها بعد ذلك 13 طلعة جوية لليمن لتزويد الإماميين بالإمدادات العسكرية بأقصى درجات السرية".
وحينها أنشأت إسرائيل مراكز في تل أبيب لاستقبال المقاتلين اليهود للقتال إلى جانب الاماميين في اليمن، ووفقاً لما ذكره رئيس مركز نشوان للدراسات عادل الأحمدي، فقد استقطبت إسرائيل أكثر من 15 ألف من المرتزقة للقتال إلى جانب قوات البدر والحسن، وعلى رأسهم بوب دينارد المرتزق الفرنسي الشهير.
وأكد الأحمدي، في تصريح صحفي سابق، أن "إسرائيل وإيران كانتا تدعمان الإماميين الذين يعتبر الحوثيون امتداداً لهم، ولم تزل العلاقة قائمة بينهم إلى الآن". وأضاف متسائلاً: "على أي أساس يدعي الحوثي معاداة إسرائيل والمزايدة على القضية الفلسطينية؟".
وقال رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد في منشور له على صفحته في مارس 2016 أن التحالف الإسرائيلي-الإيراني تأريخي، وينكشف في اليمن بشكل جَلِيٍّ، الصفقات مع إسرائيل تمت مرتين أيام الأئمة وأيام الحوثيين، صحيح اللعنة والطرد ليهود اليمن، لكن التحالف مع إسرائيل تاريخكم يا أقذر عصابة سلالية".
وفي السياق، تحدث الباحث التاريخي بلال الطيب عن محطات من التعاون الإمامي مع إسرائيل خصوصا في حصار صنعاء 1967، حيث ذكر أن الإماميين الذين حاولوا الإنقضاض على 26 سبتمبر حشدوا حول 70 ألف مقال من رجال القبائل، و10 ألف جندي نظامي، إلى جانب قوات عسكرية تجمعت من «إسرائيل، وبلجيكا، وفرنسا، وأمريكا، وإيران، وجنوب أفريقيا»، وحوالي «300» ضابط من المُرتزقة الأجانب.
وقال الطيب إن خبير عسكري فرنسي عمل مع الإمام البدر يدعى بوب دينار اعترف أنَّ إسرائيل دعمت القوات الملكية بأسلحة نوعية، أنزلت لهم عبر المظلات، في حين أكدت صحيفة سلاح الجو الإسرائيلي نقلاً عن طيارين إسرائيليين شاركوا في تلك العملية التي أعطيت اسم صلصة.
وفي كتابه "سنوات الغليان أكد الصحفي العربي الكبير محمد حسنين هيكل أنَّ الدولة العبرية شاركت فعلياً في حرب اليمن، وتولت إسقاط أسلحة وذخائر لجيوب الملكيين المحاصرين في الجبال، بعملية عسكرية أخذت اسم "مانغو"، وأنَّها - أي إسرائيل - كانت تمارس ذلك النشاط من قاعدة جيبوتي الواقعة حينها تحت الاحتلال الفرنسي.
وذكر الباحث الطيب أن شمعون بيريس مساعد وزير الدفاع الاسرائيلي أكد في لقاء بأحد تجار السلاح العرب في باريس أنَّ الدولة العبرية شاركت فعلياً في حرب اليمن، وتولت اسقاط أسلحة وذخائر لجيوب الملكيين، وقامت بإنزال مظلي لحوالي 400 إسرائيلي من أصل يمني، وأنَّ مهمة هؤلاء تمثلت في القيام ببعض العمليات الخاصة في المجهود الحربي، ومن ثم التسلل والذوبان وسط الجماهير.
فضلا عن ذلك فإن المستشار العسكري الأول للإمام البدر كان يهوديا أمريكيا يدعى بروس كندي، وكان هذا المستشار المعد لخطة حصار صنعاء في 1967 وأطلق عليه الإماميون اسم عبدالله وأعطوه رتبه لواء.
احتفال إيراني إسرائيلي
وفي حين احتفلت إيران بما أسمته سقوط العاصمة العربية الرابعة في قبضتها حينما اقتحمت أداتها الحوثية العاصمة صنعا في سبتمبر 2014، احتفلت إسرائيل هي الأخرى بهذا الانجاز الذي قالت إنه يحقق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
وقال مدير وحدة البحوث في قسم السياسة والاستراتيجيات (IPS) في المركز الأكاديمي متعدد المجالات في هرتسيليا، الجنرال شاؤول شاي، في مقال له نشرته صحيفة (إسرائيل هيومفي) في أكتوبر 2017، أن "سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من الموانئ والمحاور المهمة على البحر الأحمر يحقق مصالح جيواستراتيجية ذات إسقاطات طويلة الأمد لإسرائيل".
وفي الحقيقة، أن مليشيات الحوثي، كانت قد باشرت مهامها في خدمة الكيان الصهيوني منذ وقت مبكّر، فأثناء حروبها ضد القوات الحكومية في صعدة، وتحديداً في 2007، شرعت في مضايقة الأسر اليهودية المتواجدة في منطقة آل سالم بمحافظة صعدة، واتهمتهم بـ"الفساد" وخيّرتهم بين القتل أو الرحيل، وهو ما اضطرّهم إلى النزوح قسريّاً إلى صنعاء.
هذه الممارسات الحوثية العدائية ضد أتباع الطائفة اليهودية هيّأت الأجواء المناسبة للمنظمات الصهيونية وعلى رأسها الوكالة اليهودية لتهجير نحو 200 يمني من أتباع الطائفة اليهودية من وطنهم عبر رحلات جوية سرية إلى إسرائيل.
وأوضحت مصادر يمنية مطّلعة أن عملية تهجير يهود اليمن إلى إسرائيل ليس كما تصوره مليشيات الحوثي من قبيل عدائها لإسرائيل، وإنما تمت عبر صفقات سرّية حصل بموجبها الحوثيون على أموال وأسلحة من إسرائيل، فيما حققت الأخيرة حلمها الكبير الذي لم تستطع تحقيقه منذ عقود.
وأكدت أن هذه الأسر اليهودية كانت قد رفضت عروض الصهاينة بالسفر إلى تل أبيب وفضّلت العيش في بلادها اليمن، خصوصاً وأن الحكومات اليمنية بعد ثورة 26 من سبتمبر 1962 قد اعتبرت قضية اليهود اليمنيين قضية قومية ورفضت تهجيرهم، وفشلت بعدها كل محاولات الصهاينة في استقطاب الأسر اليهودية اليمنية، قبل أن تأتي مليشيات الحوثي وتحقق لهم ذلك الحلم.
استكمال مشروع التهجير
ويؤكّد باحثون أن تهجير الأسر اليهودية اليمنية لم يتم إلا في زمن أئمة الزيدية الذين دأبوا على عقد صفقات سياسية مع الكيان الصهيوني مقابل إجبار الكثير من اليهود اليمنيين على النزوح الجماعي إلى إسرائيل في مراحل متعددة، قبل أن يتوقف هذا النزيف بعد قيام الجمهورية، ويتم استئناف ذلك بعد استيلاء الحوثيين- مؤخّراً- على أجزاء من البلاد.
وكانت أحدث عملية تهجير ليهود يمنيين، هو ما أعلنته إسرائيل في مارس 2016، عن تمكنها من نقل 19 يهودياً يمنياً من بلادهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر "عملية سرية ومعقدة" أشرفت عليها الوكالة اليهودية، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذه المجموعة المغادرة هي "آخر ما تبقى من يهود اليمن الذين أبدوا رغبة في مغادرة البلاد".
وأثارت هذه العملية، حينها، استياءً شعبياً يمنياً واسعاً، خصوصاً وأن أحد أفراد المجموعة نقل معه مخطوطة قديمة من "التوراة" يعود تاريخها إلى قبل ما يقارب 500 عام، وهو ما عزز اتهامات اليمنيين لمليشيات الحوثي بالضلوع في ترتيب هذه العملية وتهريب المخطوطات اليمنية التاريخية لإسرائيل في صفقات مشبوهة تستهدف تاريخ وهويّة البلاد.
وحينها اعتبر رئيس الوكالة اليهودية، ناتان شارانسكي، ما جرى بأنه "لحظة هامة من تاريخ إسرائيل". لافتاً إلى أنه "بعد عمليات نقل جوي متعددة ليهود اليمن، فإنه مع نقل المجموعة الأخيرة تكون المهمة التاريخية وصلت إلى نهايتها".
حصار فلسطين في اليمن
ولم تتوقف مليشيات الحوثي عن خدمة الكيان الصهيوني، وتسهيل مهمة تهجير يهود اليمن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك من خلال استهداف كل ما له علاقة بفلسطين في اليمن، وتحويل القضية الفلسطينية إلى مجرّد شعار ترفعه الجماعة، وتظاهر سنوية تنظمها بأحد شوارع صنعاء.
ومنذ العام 2014، كانت مليشيات الحوثي تتعمّد مع دخولها كل مدينة بقوّة السلاح، إغلاق مكاتب الجمعيات التي تتولى دعم المقاومة في فلسطين، ونهب محتوياتها واختطاف العاملين فيها، واستبدلت كل صناديق التبرعات الموجودة في المساجد والمحلات التجارية لدعم المقاومة الفلسطينية بصناديق أخرى لدعم حروبها ضد اليمنيين.
وبعد تمكن مليشيا الحوثي الإنقلابية من إحكام قبضتها على صنعاء قامت باقتحام جمعية الأقصى المركز الرئيسي بمنطقة عصر في 5 أبريل 2015، وكذا اقتحام مقر جمعية الأقصى في شارع الرباط ونهب صناديق التبرعات واختطفت مدير الفرع الدكتور خالد السقاف واثنين من حراسة المقر.
وتوالت عمليات المداهمات والملاحقات لكل من يعمل في مجال دعم القضية الفلسطينية والمقاومة والشعب الفلسطيني بأي شكل من الأشكال، ومن ضمن من اختطفتهم مدير فرع جمعية الأقصى بمديرية خمر حسين احمد الشهاري في 26 مايو 2015، ورئيس جمعية الأقصى فرع ذمار رفاد أبو شايع 24 ديسمبر 2016، ورئيس الهيئة الإدارية لفرع الجمعية في محافظة إب الشيخ "إبراهيم شريف".
وكانت جمعية الأقصى قد أكدت في بيان لها، أن اقتحام الحوثيين لمقراتها وتهديد حياة العاملين فيها وتقييد حريتهم، تسبب في إسقاط كفالة أكثر من 3000 يتيم فلسطيني و350 أسرة كانت تكفلهم الجمعية، بالإضافة إلى توقف عشرات المشاريع التي كانت تنفذها الجمعية باسم أهل اليمن في فلسطين. حيث كان الدعم المقدم من الشعب اليمني هو الأكبر على مستوى العالم.
وشملت الحملة الحوثية ملاحقة الطلاب الفلسطينيين في الجامعات اليمنية واختطافهم وإغلاق السكنات الخيرية التي كانت مخصصة لهم في صنعاء، وتنفيذ كل ما يطلبه منهم الإسرائيليون مقابل الحصول على المال والسلاح والتأييد في المحافل الدولية لتمكينها من حكم اليمن.
وكان وزير الإعلام معمر الإرياني قد كشف في فبراير 2019 عن قيام مليشيا الحوثي باحتلال منزل الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورفض تسليمه، وهو ما يمثل اعتداء على واحدة من رمزيات القضية الفلسطينية باعتبار عرفات، كان واحدًا من أبرز رموز النضال الفلسطيني في وجه الإحتلال الصهيوني.