الرئيسية - الأخبار - المنظمات الحقوقية بمأرب .. دكاكين ولافتات للتكسب على حساب الإنسان
هكذا قالوا
المنظمات الحقوقية بمأرب .. دكاكين ولافتات للتكسب على حساب الإنسان
الساعة 06:23 مساءً الثورة نت/ تقرير – خاص
  • علاو أكد أن المنظمات استغلت صفتها الحقوقية لتحقيق مكاسب ربحية
  • الغليسي تحدث عن مصاعب وطغيان للسياسي على الجانب الحقوقية
  • الزبيري أشار إلى تخوف لدى المنظمات من التصنيف الحزبي

 


رصاصة مجرم حوثي في إحدى نقاط مديرية مدغل اخترقت الجسد الطري للطفل سرحان الشبواني أطلقها دون سبب ودون رحمة نحو سيارة كانت تقل الطفل وعائلته أثناء مرورها من النقطة الحوثية، ليجد سرحان نفسه مضرجا بدمائه بين ذراعي والدته المكلومة التي باتت تبحث عمن ينقذ ولدها الرضيع من الموت.
نقل الطفل الشبواني إلى المستشفى بمدينة مأرب، وهناك التقطت له صورة يتيمة بعد أن لف كتفه الطري بالشاش الأبيض، لكن الصورة والجريمة مرت دون أن تنبس منظمة حقوقية محلية أو دولية في مأرب ببنت شفه رغم كثرة المنظمات التي ترفع لافتات أنها تعمل في مجال حقوق الإنسان.
جريمة وصورة كهذه لو أنها حدثت في مكان آخر غير مأرب لتحولت إلى أيقونة على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لكنها وعشرات الحوادث في مأرب تمر دون أي حراك للمنظمات الحقوقية وناشطي حقوق الإنسان المعنيون بتحشيد الرأي العام في مثل هكذا جرائم.
هذا الغياب للمنظمات في مأرب تجاه هذه الجريمة وعشرات الجرائم التي يتعرض لها المدنيون دفع "الثورة نت" للبحث عن جواب حول أسباب خفوت الصوت الحقوقي في مأرب رغم الوضع الإنساني الكارثي الذي تسببته مليشيا الحوثي بحق سكان هذه المحافظة والنازحين فيها.

الربح الشخصي

البداية كانت مع المحامي والناشط الحقوقي سليم علاو رئيس فريق الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" بإقليم سبأ الذي لم ينف ضعف أداء المنظمات الحقوقية بمأرب. بل أكد ذلك بقوله إن "المنظمات في مأرب لاتقوم بالدور المطلوب تجاه الانتهاكات التي ترتكبها  مليشيات الحوثي بحق المدنيين".
علاو أرجع سبب الضعف إلى قيام بعض المنظمات باستغلال صفتها الحقوقية لتحقيق مكاسب شخصية والبحث عن الربحية، من خلال ملاحقة المشاريع الممولة من جهات ومنظمات دولية، على حساب الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان، مما جعل من تلك المنظمات "أشبه بدكاكين التجارة هدفها الكسب والربح دون غيره".
وتابع علاو في حديثه لـ"الثورة نت" : "هناك منظمات تقدم عمل مهني وتبذل جهد كبير من الرصد والتوثيق ولديها الكثير من المعلومات عن الانتهاكات بشكل كامل، لكنها لا تستطيع إيصال صوتها أو القيام بأي فعاليات لكي تتمكن من خلالها إيصال الانتهاكات والممارسات التي تقوم بها مليشيات الحوثي إلى المجتمع الدولي".
واعتبر علاو نقص وشحة الموارد المالية وعدم وجود أي دعم سواء محلي أو غيره، وعدم وجود كوادر وخبرات حقوقية لديها علاقات دولية لدى المؤسسات والمنظمات الدولية ذات الاختصاص أسباب لضعف الدور الحقوقي أمام ماتقوم به مليشيا الحوثي الانقلابية من انتهاكات ضد المدنيين في محافظة مأرب.

طغيان السياسي

من جانبه قال محمد الغليسي صحفي وناشط حقوقي إن الغياب الحقوقي في المحافظة يعود لسببين أولاها أن المجتمع وأهالي الضحايا في كثير من الحالات لايلقون بالا لتوثيق ورصد الانتهاكات كي يتم كشفها للرأي العام المحلي والدولي.
أما السبب الآخر وفق الغليسي فيعود لانشغال الإعلام والنشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي بنشر أخبار المواجهات، وخوضهم كل اخبار العالم بدءً بما يجري في امريكا وأوروبا وانتهاءً بأخبار الشرق الاوسط وافريقيا على حساب مشاكلهم وقضاياهم، ومنها كشف جرائم وانتهاكات الحوثيين بحق المدنيين في مأرب.
وأكد الغليسي لـ"الثورة نت" أنه كراصد حقوقي يجد صعوبات وعراقيل وعدم تعاون من المجتمع نفسه في توثيق الانتهاكات والجرائم، إما لتحفظ الأسر على تلك الإنتهاكات بسبب العادات والتقاليد أو لعدم الإبلاغ أو لصعوبة الوصول.
التصنيف الحزبي
وغير بعيد أكد الحقوقي فهمي الزبيري أن الخوف من التصنيف الحزبي وغلبة الجانب السياسي على الجانب الحقوقي والإنساني لدى ناشطي حقوق الإنسان في محافظة مأرب واحد من أسباب ضعف النشاط الحقوقي تجاه ما يتعرض له أبناء مأرب والنازحين والمهجرين من جرائم وحشية من قبل مليشيا الحوثي.
وانتقد الزبيري في حديث لـ "الثورة نت" صمت الحقوقيين والمنظمات المحلية والدولية عما تتعرض له محافظة مأرب .. مؤكدا أن مليشيا الحوثي تمارس جرائم ترقى إلى جرائم ضد الانسانية، وجرائم تتعارض مع أبسط القيم والاخلاق الانسانية وتتنافى مع الاديان والشرائع السماوية والقوانين والمعاهدات والصكوك الدولية.
واتهم الحقوقي الزبيري الامم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها بالتماهي مع المليشيات الحوثية, وتدليلها ورعايتها بهدف تنفيذ أجندة دولية، وابتزاز بعض الدول الفاعلة في الملف اليمني. 
وقال إن ذلك يظهر جليا من خلال الموقف المتراخي مع الهجوم الواسع الذي تتعرض له محافظة مأرب من مليشيات الحوثي واطلاق الصواريخ خلافا لموقفها وصراخها الشديد عند اقتراب الجيش من تحرير مدينة الحديدة.
يذكر أن مليشيا الحوثي استهدفت مدينة مأرب حتى منتصف يوليو الماضي بـ 244 صاروخ باليستي تسببت في استشهاد 251 مدنيا بينهم 25 طفلا و12 امرأة، في حين بلغ عدد الجرحى 438 مدنيا بينهم 47 طفلا 8 نساء ومسنين.