الرئيسية - الأخبار - الصحفيون يروون معاناتهم في معتقلات الحوثيين بعد شهر ونصف من التأجيل بسبب وضعهم الصحي
الصحفيون يروون معاناتهم في معتقلات الحوثيين بعد شهر ونصف من التأجيل بسبب وضعهم الصحي
الساعة 05:58 مساءً الثورة نت/ خاص

     

نظمت نقابة الصحفيين اليمنيين بالتعاون مع المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين صدى جلسة استماع لخمسة من الصحفيين المفرج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى منتصف شهر أكتوبر الماضي، بعد خمس سنوات من الاختطاف في معتقلات مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
وأكد منظمو جلسة الاستماع أن تأخر عقد الجلسة لأكثر من شهر ونصف كان سببه الوضع الصحي الذي يعيشه الصحفيون والذي تسبب في تأجيلها لأكثر من مرة، حتى يتمكن الصحفيون الإدلاء بشهاداتهم لوسائل الإعلام عما تعرضوا له خلال فترة الاختطاف. 
وخلال الجلسة التي أقيمت بمحافظة مأرب وشهدت حضور إعلاميين وحقوقيين، كشف الصحفيون هشام طرموم، وحسن عناب، وعصام بلغيث، وهيثم الشهاب وهشام اليوسفي، عن صنوف الانتهاكات التي تعرضوا لها داخل معتقلات المليشيا، وألوان التعذيب النفسي والجسدي منذ اللحظات الأولى لاختطافهم وحتى الإفراج عنهم.
وأظهرت شهادات الصحفيين مستوى الوحشية لدى مليشيا الحوثي، والتي انعكست آثارها على صحتهم بعد الإفراج عنهم، من خلال الانتكاسات التي يتعرضون لها بين الحين والآخر منذ الإفراج عنهم جراء التعذيب النفسي والجسدي، وعدم تلقيهم أي رعاية صحية خلال سنوات الاختطاف.
وروى الصحفيون خلال جلسة الاستماع نماذج للتعذيب التي تعرضوا لها داخل المعتقلات بداية من الترهيب والتهديد بالقتل والتصفية، ووضعهم في مخازن الأسلحة ليكونوا ضمن أهداف قصف الطيران ، وصولا إلى الحرمان من النوم والأكل والشرب وإعطائهم بقايا الطعام الذي تعافه الحيوانات والمياه الملوثة، والحرمان من العلاج وإعطائهم عقارات لا تناسب الأمراض التي يعانون منها، تتسبب في تشنجهم وانهيارهم.
كما روى الصحفيون صورا من التعذيب الجسدي توزعت بين التعليق لفترات طويلة، والضرب بالعصي واللكم والركل والإهانة أثناء جلسات التحقيق التي تستمر لساعات وبشكل شبه يومي خاصة خلال السنة الأولى من الاختطاف .. مشيرين إلى أن عمليات الضرب تتركز على الرأس والعمود الفقري والكلى والقفص الصدري والبطن والمفاصل وعظام الأيدي والأرجل بهدف إعاقتهم.
وأكد الصحفيون أن مليشيا الحوثي لم تكتف بالتعذيب الجسدي ، بل مارست تعذيبا نفسيا ممنهجا جعلتهم يعيشون حالة رعب وخوف طوال فترة الاختطاف التي وصلت قرابة ألفي يوم، تنقلوا خلالها بين 27 سجنا ومعتقلا ، ومن تلك الصور السجن الانفرادي ومايعرف بـ (الضغاطة)، وتعمد الإهانة والإذلال وامتهان الكرامة، فضلا عن ممارسة التعذيب النفسي لأهاليهم من خلال نقل أخبار مزعجة لهم عن وضعهم في المعتقلات، وكذلك نقل أخبار مزعجة عن أهالي المختطفين إلى الصحفيين.
ومن صنوف التعذيب النفسي التي رواها الصحفيون: قيام مليشيا الحوثي بوضعهم في غرف مظلمة تماما لا تصل إليها أية إضاءة سواء الليل أو النهار، وتركهم لأيام وأسابيع في تلك الغرف، فضلاً عن وضعهم في زنازين ضيقة لا تتسع لنصف العدد الموجود فيها، وعزلهم لفترات طويلة في بدرومات تفيض فيها مياه الصرف الصحي وتفتقر لأدنى معايير الإنسانية، وكل ذلك – وفق تأكيدهم – بهدف جعلهم نموذجا لبقية العاملين في حقل الصحافة والإعلام بأنهم سيكونوا عرضة لنفس المصير، في حال نقلوا حقيقة المليشيا الإرهابية وانتهاكاتها وجرائمها بحق الشعب اليمني.
الصحفيون وجهوا خلال جلسة الاستماع مناشدة للعالم أجمع بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ حياة بقية الصحفيين الذين باتت حياتهم معرضة للخطر جراء تفاقم معاناتهم وتردي وضعهم الصحي، ومنهم الصحفي توفيق المنصوري الذي بدت عليه أعراض الفشل الكلوي في ظل رفض المليشيا نقله للعلاج أو تقديم الرعاية الصحية له ولبقية الزملاء الصحفيين. 
وكان رئيس لجنة الحقوق والحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين نبيل الأسيدي الذي ألقى كلمة عبر تطبيق الزوم، وكذا مدير المنظمة اليمنية للإعلاميين اليمنيين صدی، يوسف حازب قد طالبا في كلمتيهما الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل للإفراج عن بقية الصحفيين في معتقلات المليشيا الحوثية، وتقديم الرعاية الصحية لهم.
وجدد الأسيدي وحازب رفضهما للأحكام التعسفية التي أصدرتها مليشيا الحوثي بحق الصحفيين المختطفين، وما يتعرضون له من انتهاكات فاقمت معاناتهم ووضعهم البائس داخل معتقلات المليشيا .. مطالبين في ذات السياق بسرعة نقل الصحفيين المفرج عنهم إلى الخارج لتلقي الرعاية الصحية اللازمة بعد أن تسبب التعذيب خلال فترة الاختطاف في تردي وضعهم الصحي يوما بعد يوم.
وفي ختام الجلسة تم تكريم الصحفيين المفرج عنهم بدروع الحرية من نقابة الصحفيين ومنظمة صدی، تقديرا لنضالهم الكبير وصمودهم الشجاع طيلة سنوات اختطافهم.