البديوي: غداً انطلاق الاجتماع الوزاري الـ162 للتحضير لقمة المجلس الأعلى الـ45 وزير الخارجية يثمن دعم الحكومة الإيطالية لمجلس القيادة والحكومة اليمنية وفد أممي يزور المعهد التقني الصناعي بمأرب ويطلع على احتياجاته باذيب: اليمن تعول على دور أكبر لصندوق (الايفاد) في دعم القطاع الزراعي بن نهيد يبحث مع وزير الطيران المدني المصري تعزيز التعاون المشترك وزير الصحة يدشن وثيقتي السياسة الدوائية والدليل العلاجي في اليمن مشاركة يمنية في مؤتمر وزراء التعليم العالي العرب بالإمارات اليمن يشارك في الاجتماع الدولي السادس لمختبرات الرقابة على الأدوية مجلس القيادة الرئاسي يواصل مناقشاته للأوضاع الوطنية والمستجدات الإقليمية اليمن يرحب باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
- أمة الله: تهاوي العملة أثر على حياتنا بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني
- رشيد: يوم بعد آخر أشعر بالقلق، وصعوبة الحياة بسبب تهاوي الصرف
- اسماعيل الريمي مواطن بات يخشى أن يفقد القدرة على شرائه كيس القمح
لا يكاد يمر يوم إلا وتزداد معه حياة اليمنيين معاناة زاد من بؤسها تهاوي العملة الوطنية التي ألقت بظلالها على الجميع، فمع هذا التهاوي المتواصل بات المواطن إسماعيل الريمي – ذو الداخل المحدود – يخشى أن يفقد القدرة على شراء الكيس الدقيق الذي بات سعره اليوم يتجاوز 18 ألف ريال، بعد أن استغنى عن الكثير من السلع جراء عدم تغطية راتبه الشهري الذي لايتجاوز 50 الف ريال للمتطلبات الأساسية.
وخلال الأيام الأخيرة واصلت العملة الوطنية تهاويها أمام العملات الأجنبية، حيث وصل الريال اليمني إلى أدنى مستوياته بعد أن قارب حاجز الـ900 ريال أمام الدولار الواحد، وهو ما أثر سلبًا على حياة المواطن اليمني، الذي يرتبط كل ما يحتاجه من مواد غذائية أو أساسية ضرورية بأسعار الصرف الذي يذهب نحو مزيدًا من الانحدار يومًا بعد يوم.
وإسماعيل الريمي، رب أسرة مكونة من 8 أبناء وزوجة ووالدان لا يزالا على قيد الحياة، يشير في حديث لـ"الثورة نت" إلى أنه ومع تهاوي العملة الوطنية التي نتج عنها ارتفاع جنوني في الأسعار، بات الأمر يشكل مصدر قلق يزعجه كل لحظة من يومه الذي يقضيه متابعًا أخبار البلد المنهك بالحرب، وهو المواطن الذي يحتاج إلى ثلاثة أكياس من الدقيق على الأقل في الشهر، في ظل محدودية الدخل، وعدم تغطية الاعمال الأخرى غير الوظيفية لنصف احتياجات الأسرة.
زيادة أعباء الحياة
المواطن أحمد العود، لا يستغرب ارتفاع أسعار السلع في بلد يستورد 90% من حجم ما يستهلك، حيث يتم شراء المواد الاستهلاكية بمختلف أنواعها بالعملة الصعبة، لذا فإن تجار الجملة والتجزئة - بحسب العود في حديث مع "الثورة نت" - يربطون الأسعار بقيمة الريال مقابل الدولار أو الريال السعودي.
ولفت المواطن العود، إلى أن ربط التجار الأسعار بالعملة الأجنبية ضاعف من معاناة المواطنين، وزاد من أعباء الحياة على كاهل المواطن البسيط .. مؤكدًا إن المواطن مع هذا الارتفاع الجنوني للأسعار الناتج عن تدهور العملة المحلية أصبح يبحث عن أساسيات البقاء لا أكثر.
استراتيجية التقشف
رشيد المليكي، من جانبه، يقول لـ"الثورة نت" إن تهاوي العملة المحلية كان له آثار كثيرة وكبيرة انعكست على حياته الشخصية كمواطن، لافتًا إلى أنه كان في السابق (أي قبل تهاوي العملة) يمكنه الادخار وشراء حاجات كثيرة، غير أنه الآن لم يعد بإمكانه أيًا من ذلك، بل أضحى يركز على الأمور والأشياء الضرورية والأساسية فقط.
ويؤكد المليكي - وهو موظف في القطاع الحكومي أن تهاوي العملة المحلية أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار، وهو ما أثر ويؤثر بشكل يومي على حياته اليومية كمواطن يعمل جاهدًا على توفير أدنى ضروريات الحياة اليومية .. موضحًا أنه ومع هذا الارتفاع الجنوني للأسعار الناتج عن تدهور العملة الوطنية بات عليه من الضروري استخدام "التقشف" والاكتفاء بشراء الأمور الأساسية والأساسية جدًا.
تفاقم المعاناة
يتابع المليكي حديثه: يوم بعد آخر أشعر بالقلق، وصعوبة الحياة .. مشيرًا إلى أن الكثير من الآثار السلبية انعكست على حياته اليومية بسبب تهاوي العملة الذي كان تهاويها - وفقًا لما يقول - سببًا رئيسيًا في إحجامه عن إرسال حوالات نقدية لأسرته في محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، بعد أن اصبحت عمولة إرسال الحوالة من مناطق الحكومة الشرعية إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المتمردة حوالي ما يقارب 47% من إجمالي المبلغ المرسل.
ويشير إلى أنه وبمرور الوقت يزداد الأمر تعقيدًا، ومعه تزداد المخاطر، وتزيد تخوفات المواطنين وهو من ضمنهم من تهاوي العملة المحلية وما آلت أليه من ارتفاع جنوني في الأسعار في كافة الاحتياجات الأساسية والمواد الحياتية الضرورية.
المليكي أكد في حديثه مع "الثورة نت" ضرورة تحرك الحكومة وبشكل عاجل لإيقاف نزيف تدهور العملة الوطنية الذي يزيد وتزيد معه حياة المواطن البسيط بؤسًا ومرارة.
آثار ومعاناة
وبحسب أمة الله الحمادي، فإن تهاوي العملة المحلية أثر بشكل كبير على حياة المواطنين نتيجة لارتفاع الأسعار الجنوني الذي وصل إلى الضعف في مختلف المواد والسلع الاستهلاكية (أي بنسبة ارتفاع 200% في كل قطعة) وهو ما زاد من حجم المعاناة في حياة المواطن الذي لم تكن تتوقف (أي هذه المعاناة) في حياته على الحرب ونتائجها فقط.
ووفقًا لحديث الحمادي مع "الثورة نت" فإن معاناة المواطن مع تهاوي العملة المحلية كانت قد بدأت منذ مطلع العام الجاري، وذلك منذ بداية ترسيم عمولة الحوالات المالية ما بين مناطق الحكومة الشرعية وبين مناطق سيطرة مليشيا الحوثي مطلع العام بنسبة بدأت بـ15% مطلع العام ووصلت اليوم مع نهاية العام 47%.
على مستوى الساعة
إلى ذلك، يقول خليل الحبيشي، وهو صاحب بقالة صغيرة في مدينة مأرب، إن أسعار المواد الغذائية تشهد ارتفاعًا جنونيًا على مستوى الساعة الواحدة في اليوم الواحد، وذلك - بحسب ما يذكر لـ"الثورة نت" - أبرز أسبابه، وهي تدهور العملة المحلية التي تزداد تدهورًا وإرتفاعًا على مستوى الساعة.
وطبقًا للحبيشي فإن ذلك التدهور يؤدي إلى عدم استقرار الأسعار لدى التجار، وهو ما يضطرهم لشراء المواد الغذائية بأسعار مرتفعة ، معها تزداد معاناتهم أيضًا أمام تساؤلات المواطن حول هذه الارتفاعات المفاجئة التي يعجزون معها عن إيجاد حجة يقنعون بها المواطنين عن ارتفاع الأسعار، طالما وان فارق الارتفاع في السعر في أغلب الأحيان لا يكون بسيطًا يمكن تجاوزه بمبررٍ ما.
خطير جدًا
ووصل مؤخرًا سعر بيع الدولار الأميركي الواحد في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، 896 ريالاً، وبلغ سعر صرف الريال السعودي 235 ريالاً، وتعتبر ذلك دعاء أحمد، وهي مواطنة وناشطة إعلامية، أمرًا خطيرًا جدًا، أثّر وقد يزيد من تأثيره على الوضع الاقتصادي والوضع المعيشي بشكل عام في البلاد.