اليمن يشارك في الاجتماع الدولي السادس لمختبرات الرقابة على الأدوية مجلس القيادة الرئاسي يواصل مناقشاته للأوضاع الوطنية والمستجدات الإقليمية اليمن يرحب باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان رئيس مجلس القيادة يهنئ بذكرى استقلال ألبانيا وزارة الداخلية: ضبط 200 كجم من الحشيش في منفذ شحن رئيس مجلس القيادة يهنئ بذكرى استقلال موريتانيا المحافظ بن ماضي يطلع على التحضيرات لتدشين المؤتمر التراثي والسياحي ويشيد بخدمات مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان وكيل مأرب يبحث توسيع تدخلات مشروع المرونة المؤسسية والاقتصادية (سيري) بالمحافظة دوري أبطال أوروبا: إنتر ميلان يتصدر مؤقتا وتعثر سان جيرمان ومانشستر سيتي الأمم المتحدة تدعو لتحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة للفلسطينيين
بالقدر الذي لقي فيه القرار الأمريكي بتصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية ارتياحا وترحيبا رسميا وشعبيا واسعا، فقد كان لهذا القرار صداه لدى الكتاب والمحللين العرب الذين اتفقت آراءهم على أهميته وضرورته، وتباينت حول توضيح تلك الأهمية.
في هذا التقرير يرصد موقع "الثورة نت" آراء المحللين والكتاب العرب المنشورة في المواقع والصحف العربية ، وتعليقاتهم عن القرار الأمريكي، وتبعاته سواء على مليشيا الحوثي من جهة، أو على التحرك الإيراني الداعم للحوثيين من جهة أخرى.
تصحيح مسار الأزمة
يقول الكاتب والصحفي الإماراتي، محمد الحمادي في تعليق لموقع قناة الحرة الأمريكية إن "القرار مهم جدًا وإن جاء متأخرا كثيرا، ومن شأنه أن يصحح المسار في الأزمة اليمنية"، مضيفا أن "الجميع أدرك بعد كل الضحايا الذين سقطوا أن الحوثي غير جاد في الانتقال إلى السلام، وهو يقوم بالتخريب في اليمن خدمة لأجندة خارجية واضحة".
واتهم الحمادي إيران بتحريك مليشيا الحوثي، والتأثير عليها، مؤكدًا أن خطوة واشنطن يجب أن يتبعها خطوات أوروبية ودولية، لأنه لم يعد هناك مجال للشك بأن الحوثي يشكل خطرًا على اليمن، وكذلك على الأمن والسلام في العالم".
من جانبه يقول الكاتب والمحلل السياسي البحريني، عبد الله الجنيد، لذات الموقع إن "كل ما تقدم عليه الولايات المتحدة عبر وزارة خارجيتها من قرارات تمس ملفات ذات علاقة بالأمن وإعادة الاستقرار لعموم منطقة الشرق الأوسط، تأتي ضمن تفاهمات استراتيجية (تصفير الملفات) المتفق عليها مع حلفائها الاستراتيجيين في المنطقة، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".
وأضاف بأن القرار الأميركي يأتي "ضمن ذلك السياق، فالحوثي يرفض الانخراط بشكل جاد في العملية السياسية اليمنية، ويمارس أعمال عدائية تجاه دول جوارها وأمن الملاحة في البحر الأحمر ويمتد لبحر العرب. ذلك السلوك غير مقبول، ولا يمكن القبول به أمر واقع أكان ضمن رؤية الحوثي او بالنيابة عن إيران".
وأوضح الجنيد أيضًا أن هذا "التصنيف يأتي في هذا التوقيت بما يخدم المصالح الاستراتيجية المشتركة، وكذلك مدخلا لحسم الأزمة اليمنية".
المتذمرون من التصنيف
وتحت عنوان "خطيئة خامنئي ترْتدّ.. الحوثي يدفع الثمن" كتب فهيم أحمد في صحيفة عكاظ السعودية مقالا انتقد فيه المتذمرين من القرار الأمريكي بتصنيف الحوثي منظمة إرهابية .. وقال إنهم "يجعجعون ويتذمرون ويسوقون لرواية كاذبة واهية لا تمت للحقيقة بصلة؛ بزعمهم أن القرار الذي اتخذته وزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف جماعة الحوثي اليمنية منظمة إرهابية من شأنه أن يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية".
وأكد فهيم أحمد أن هؤلاء المتذمرين "إما نسوا أو تناسوا أن الأزمة الإنسانية وراءها مليشيات الحوثي التي لم تكتف بمنع دخول قوافل الإغاثة في المناطق التي تحتلها وغيرها فحسب، بل نهبتها ووزعتها على المليشيات ظلما وعدوانا".
وقال إن "تصنيف المليشيات الحوثية جماعة إرهابية، خطوة مهمة في تعزيز جهود التصدي للإرهاب حول العالم، ويعزز جهود مكافحة الإرهاب وتمويله على الصعيدين الإقليمي والدولي، لما تمثله هذه المليشيات المدعومة من إيران من مخاطر حقيقية وتهديدات واضحة على الأمن والسلم الدوليين".
وقال: "لقد جاء قرار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بإدراج جماعة الحوثي على قائمة المجموعات «الإرهابية» مع 3 من قادتها أبرزهم زعيمها عبد الملك الحوثي في الوقت المناسب، وحكم بإعدام هذه الجماعة الإرهابية ووقف تمويلها ماديا".
وتابع: "يبدو أن الأمم المتحدة لا تزال ترى ملف الأزمة اليمنية من زاوية مليشياتية عندما زعم المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن قرار الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين «إرهابيين» من شأنه «التسبب في تداعيات إنسانية وسياسية خطرة». والمنظمة الأممية تعلم علم اليقين من هو الذي سرق ونهب المواد الإغاثية والإنسانية الدولية عن الشعب اليمني. وسبق أن تم تصنيف جماعات أخرى منظمات إرهابية، مثل مليشيا «حزب الله» اللبناني، وحركة «حماس» الفلسطينية، وجماعة «طالبان» الأفغانية، وحركة «الشباب» الصومالية، وجماعة «بوكو حرام» في دول الساحل، ولم تتأثر بذلك التصنيف الأعمال الإنسانية كما تروج الأصوات المعارضة للتصنيف، بل استمرت الهيئات والمنظمات في أعمالها الإغاثية والإنسانية بوتيرتها الطبيعية.".
وأكد أن ترك مليشيات الحوثي بلا عقاب أممي هو الذي أدى لتماديها في القتل والتدمير كون الحوثيين واصلوا علناً وبشكل واضح وصريح ترويج خطابهم الأيديولوجي المتطرف الذي يدعو إلى العنف ونشر الكراهية، منتهكين طبيعة الشعب اليمني الذي يتسم أبناؤه بالاعتدال ورفض العنف المسلح والتطرف الفكري.
واختتم مقاله بالقول: "خطوة التصنيف هي بداية حقيقية لإنهاء كابوس احتلال اليمن.. وأخيرا خطيئة خامنئي ترْتدّ عليه.. الحوثي يدفع الثمن"..
وفي ذات الصحيفة كتب حمود أبو طالب مقالا تحت عنوان "أمريكا والتصنيف المتأخر" قال فيه متسائلا: هل كان الشعب اليمني ودول الإقليم والعالم بأسره بحاجة للانتظار كل هذا الوقت الطويل لكي يثبت أن جماعة الحوثي منظمة إرهابية. مضيفا: "هذا السؤال يحيلنا إلى سؤال أعم وأشمل حول ازدواجية معايير المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان في تعريف الإرهاب، إذ ثبت أنه تعريف خاضع لاعتبارات مختلفة تتعلق بتوجهات سياسات الدول الكبرى تجاه مناطق العالم وشعوبها، وأجندات المصالح والنفوذ، وتشكيل المحاور والوكلاء، والتحضير لإعادة تشكيل الخرائط الجيوسياسية، بغض النظر عن الاعتبارات الإنسانية، ومهما حدث من كوارث للشعوب.
تحجيم خطر إيران
وكتب الخبير في الشؤون الاستراتيجية والدولية، عاطف السعداوي، مقالا نشره موقع قناة سكاي نيوز حمل عنوان "الحوثي.. منظمة إرهابية" أكد فيه أن القرار الذي لاقى ترحيبا إقليميا ودوليا واسعا، من شأنه أن يحجّم من خطر إيران ومشروعها بتحجيم أهم ميليشياتها، لأن التصنيف سيسهم في وضع حد لأعمال هذه الميليشيا الإرهابية وداعميها وتحييد خطرها ووضع حد للانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها ضد الشعب اليمني.
وأكد أن القرار سيؤدي إلى "إيقاف تزويد هذه المنظمة الإرهابية بالصواريخ والطائرات بدون طيار والأسلحة النوعية والأموال لتمويل مجهودها الحربي ولاستهداف الشعب اليمني وتهديد الملاحة الدولية ودول الجوار"، ومن شأنه أن يسهل عملية إحلال السلام في اليمن، لأنه سيؤدي لدعم وإنجاح الجهود السياسية القائمة وسيجبر قادة الميليشيا الحوثية على العودة بشكل جاد لطاولة المشاورات السياسية بعد أن لعبت خلال السنوات الخمس الماضية دورا رئيسيا في عرقلة كل الجهود الهادفة للتوصل إلى سلام دائم وحل سياسي يحفظ للجمهورية اليمنية وحدتها وسلامة أراضيها ورفضوا كل الفرص للوصول لتسوية سليمة في اليمن.
وأعرب الكاتب السعداوي عن تهانيه لفريق السياسة الخارجية في إدارة ترامب، بما قدمه في مجال محاربة الإرهاب وتنظيماته المتطرفة .. آملا في أن تسير إدارة جو بايدن على نفس النهج.
انتصار ظافر للتحالف
وفي صحيفة الوطن البحرينية كتب علي حسين تحت عنوان: "ما تبعات قرار تصنيف الحوثي منظمة إرهابية؟" "بعد هذا الاعلان ستتأزم الامور على الحوثي حيث يعد هذا انتصار ضافر لتحالف دعم شرعية اليمنية وتفعيلاً للقيمة القانونية لقرار مجلس الامم المتحدة الذي يعتبر ميليشيا الحوثي تنظيماً ارهابياً من خلال فرضه لعقوبات على شخصيات حوثية ، كما انه سيضيق الخناق الدولي على عنق الميليشيا نتيجة فرض عقوبات حظر السفر وتجميد الارصدة المالية والاصول العينية ، وعدم منح حق اللجوء السياسي لافراد الحوثي".
وأكد أن التصنيف "يعد بداية مقاطعة دولية واسعة لتدخل الميلشيا مرحلة العزلة التامة ، لفك الارتباط بينها وبين منظومة الاطراف والمؤسسات الدولية المتعارضة معها ، كما سينزع عن الميليشيا الصفات السياسية التي تتوارى خلفها ، حيث يكون الحوار السياسية او التفاوض للسلام معها جريمة ارهابية، كما سيمنعها عن الحصول على الدعم والإسناد ، بالإضافة إلى تجميد الأصول المالية للجماعة و سيفتح الطريق على مصراعيه أمام محاكمة الميليشيا دولياً على الجرائم التي ارتكبها، كما إن تصنيف سيعدّ توصيفاً قانونياً للتمهيد لمحاكمتها ومحاكمة داعميها في إيران".
يذكر أن القرار الأمريكي بتصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية لقي ترحيبا واسعا من قبل المكونات اليمنية وعلى وسائل التواصل الإجتماعي، الذين اعتبروا القرار بداية لإنهاء الدور التدميري الذي سلكته مليشيا الحوثي منذ 2004 وحتى اليوم.