مجلس القيادة الرئاسي يواصل مناقشاته للأوضاع الوطنية والمستجدات الإقليمية اليمن يرحب باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان رئيس مجلس القيادة يهنئ بذكرى استقلال ألبانيا وزارة الداخلية: ضبط 200 كجم من الحشيش في منفذ شحن رئيس مجلس القيادة يهنئ بذكرى استقلال موريتانيا المحافظ بن ماضي يطلع على التحضيرات لتدشين المؤتمر التراثي والسياحي ويشيد بخدمات مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان وكيل مأرب يبحث توسيع تدخلات مشروع المرونة المؤسسية والاقتصادية (سيري) بالمحافظة دوري أبطال أوروبا: إنتر ميلان يتصدر مؤقتا وتعثر سان جيرمان ومانشستر سيتي الأمم المتحدة تدعو لتحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة للفلسطينيين العرادة يناقش مع وفد برنامج الـ (UNDP) خطة التدخلات وتوسيع مشروع (SIERY)
نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش جانبا من تفاصيل المحرقة الإرهابية التي ارتكبتها مليشيا الحوثي التابعة لإيران بحق عشرات المهاجرين الذين قتلتهم المليشيا حرقا في السابع من مارس الحالي بعد ألقوا عليهم قنبلتين دخانية وحارقة أثناء احتجازهم في هنجر تابع لمصلحة الجوازات بالعاصمة صنعاء.
وأكدت المنظمة أن قوات حوثية بالزي الأسود والأخضر والرمادي التابعة للحوثيين كانوا مجهزين بأسلحة ومعدات عسكرية، أمروا المحتجزين في هنجر الجوازات قبل ارتكاب المحرقة بأن يؤدوا صلاتهم الأخيرة، كما تحدث بذلك أشخاص لهيومن رايتس.
وقالت هيومن رايتس ووتش في تقرير صادر عنها اليوم إنّ عشرات المهاجرين ماتوا احتراقا بعد أن أطلقت قوات الأمن التابعة للحوثيين مقذوفات مجهولة على مركز احتجاز للمهاجرين في صنعاء، ما تسبب في حريق.
وكشف تقرير المنظمة أنه بينما كان الهنجر يشتعل بالمهاجرين كانت الأبواب مغلقة حتى ساعد الناس من خارج الهنجر بعد مضي نحو 10 إلى 15 دقيقة في كسر الجدران والأبواب، ونقلوا عددا من الناجين إلى المستشفيات القريبة.
وأكدت المنظمة أن مليشيا الحوثي فرضت إجراءات أمنية عرقلت وصول الأقارب والوكالات الإنسانية إلى المئات ممن الجرحى الذين أصيبوا في الحريق وكانوا يتلقون العلاج في مستشفيات العاصمة صنعاء.
وذكر تقرير المنظمة أن المحتجزين في هنجر الجوازات نظّموا، بعد أسابيع من الاحتجاز في مكان مكتظ إضرابا عن الطعام احتجاجا على الظروف واستمرار احتجازهم، واشترطوا للافراج عنهم دفع 280 دولار أمريكي لحراس الأمن.
وأكد التقرير أن المهاجرين أكدوا أنهم تعرضوا لانتهاكات لفظية من قبل الحراس، بما فيها الإهانات العنصرية، والتهديدات، والشتائم المتكررة.
وتابع التقرير: في صباح 7 مارس/آذار، بحسب ما قال المحتجزون، رفضوا تناول الإفطار. حوالي الساعة 1 بعد الظهر، عاد الحراس بطعام الغداء، لكنّ المحتجزين أصرّوا على رفضهم. تلا ذلك اشتباك قال المحتجزون إنّ حراس الأمن تعرفوا خلاله على منظمي الاحتجاج، وأخرجوهم من الهنجر، وضربوهم بالعصي الخشبية وأسلحتهم النارية.
واستطرد: "ردّ المحتجزون بإلقاء الأطباق، وأصابوا أحد حراس الأمن في وجهه وجرحوه. جمع الحراس المهاجرين بعدها في مكان قريب واحتجزوهم في الهنجر، بحسب قولهم".
وقالت المنظمة: غادر الحراس وعادوا بعد عدة دقائق برفقة قوات أمن بالزي الأسود والأخضر والرمادي التابعة للحوثيين. كانوا مجهزين بأسلحة ومعدات عسكرية. قال الأشخاص الذين قوبلوا إنّ حراس الأمن أمروا المحتجزين بتلاوة "صلواتهم الأخيرة".
وأضاف تقرير المنظمة: "صعد أحد أفراد القوة الوافدة إلى سطح الهنجر، الذي يضمّ فسحات مفتوحة، وأطلق مقذوفتين على الغرفة. قال المهاجرون إنّ المقذوفة الأولى أحدثت دخانا كثيفا وجعلت عيونهم تدمع وتلذع. انفجرت الثانية، التي أسماها المهاجرون بالـ "قنبلة"، محدثةً دويا ومشعلة الحريق".
ونقلت عن أحد المهاجرين قوله: "كان الدخان والنيران كثيفَيْن. لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن الوضع حينها - انفجرت [المقذوفات]، وتصاعد دخان كثيف، ثمّ انتشرت النيران. كنت مذعورا، وكأنّ الدخان شلّ ذهني. كان الناس يسعلون، وأحرقت النيران الفراش والبطانيات ... احترق الناس أحياء. اضطُررت إلى الدوس على جثثهم للهروب".
وتابعت التقرير: "بعد نحو 10 إلى 15 دقيقة، ساعد الناس خارج الهنجر في كسر الجدران والأبواب، ونقلوا عددا من الناجين إلى المستشفيات القريبة".
المنظمة طالبت فريق الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين بشأن اليمن" التابع لـ "الأمم المتحدة" بإدراج الحادثة في تحقيقاته الجارية في انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.
وتطرق تقرير هيومن رايتس ووتش إلى الاحتجاز اللا إنساني الذي كان يعيشه المهاجرون في الهنجر الذي كان يضم 550 مهاجرا، فلم يحصلوا أفرشة للنوم، ما دفعهم لشراء أفرشة من الخارج، بينما كان الطعام محدودا ومياه الشرب شحيحة، ما أجبر المحتجزين على الشرب من حنفيات المراحيض.
وأكدت المنظمة أنها تلقت مقاطع فيديو تؤكد روايات الشهود وحلّلتها، بما فيه فيديو التُقط بعد الحريق مباشرة يظهر عشرات الجثث المتفحمة في وضعيات تشير إلى أنهم كانوا يحاولون الفرار لكن الدخان والنار تغلبا عليهم.
وقالت المنظمة إنه عقب الحادث، عمّ انتشار أمني كثيف المستشفيات. قال الأشخاص الذين أُجريت معهم مقابلات إنّهم شاهدوا قوات الأمن الحوثية تعيد اعتقال مهاجرين غير مصابين بجروح خطيرة.