الرئيسية - الأخبار - باحثة في الشأن الإيراني لـ(الثورة نت): نتائج معركة مأرب خيبت التوقعات الإيرانية (إنفوغرافيك)
باحثة في الشأن الإيراني لـ(الثورة نت): نتائج معركة مأرب خيبت التوقعات الإيرانية (إنفوغرافيك)
الساعة 08:44 مساءً الثورة نت/ خاص

*      لن تدعم إيران أي مبادرة لإنهاء الحرب وضمان سلام دائم في اليمن

*      إيران كانت تتوقع أن يحسم الحوثيون معركة مأرب لصالحهم خلال أيام

*      إيران تدرك أهمية معركة مأرب وانعكاساتها على أوضاع المنطقة مستقبلًا

*      إيران هي من يقرر والحوثيون مجرد أداة يحركها الحرس الثوري الإيراني

منذ 7 فبراير الماضي، بدأت مليشيا الحوثي، هجوماً انتحارياً باتجاه محافظة مارب، من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية، حشدت خلاله الآلاف من المسلحين وعتاد قتالي ضخم، معلنة أنها ستسيطر على المحافظة خلال أيام، إلا أنها فشلت في تحقيق أي تقدم حتى الآن.
كان اللافت في هذا الهجوم الحوثي الجديد على مارب الذي يمتد ، هو الاحتشاد الإيراني غير المسبوق على مختلف المستويات السياسية والديبلوماسية والإعلامية، فضلاً عن المشاركة الميدانية من خلال التخطيط والإشراف على سير المعركة بقيادة الحاكم الإيراني في صنعاء، القيادي في الحرس الثوري الإيراني المدعو حسن إيرلو.
وحول هذا الاحتشاد، تقول الباحثة المتخصصة في الشأن الإيراني، أمل عالم، إن مسؤولين ايرانيين على أعلى مستوى من مختلف المجالات سواء العسكرية أو السياسية والإعلامية تفاعلوا مع الحرب في مأرب وقالوا إن النصر سيكون حليف الحوثيين قريباً.
وتضيف في تصريح لـ"الثورة نت" "يمكن القول إن نتائج المعركة في مأرب حتى اليوم جاءت مخيبة للتوقعات الإيرانية، حيث ظهر من التصريحات الإيرانية والاعلام الإيراني منذ بداية التصعيد في مأرب أن النظام الإيراني كان يتوقع أن يحسم الحوثيون المعركة في مأرب لصالحهم خلال أيام".
ومن الملاحظ أن هذا الاحتشاد لم يتوقف حتى بعد فشل مليشيا الحوثي في السيطرة على مأرب، وفقاً للمخطط الإيراني، وبحسب الباحثة أمل عالم، فإن "أصوات إيرانية" ظهرت تبرر ذلك الفشل بالزعم أن الحوثيين "يتمهلون في الحرب حرصًا منهم على الوضع الإنساني في مأرب في مغالطة مكشوفة".
لماذا الإحتشاد الإيراني

وحول سبب الاحتشاد الإيراني خلف الحرب الحوثية على مارب، تقول أمل عالم، إن الإيرانيين يدركون "أهمية معركة مأرب وانعكاساتها على الأوضاع في المنطقة مستقبلًا، لذلك حظيت باهتمام واسع". 
وتضيف بأن الاعلام الإيراني كان حاضراً أيضاً في هذه المعركة، والذي ركّز أيضًا على "خلق أكاذيب تغطي الاعتداء الحوثي على مأرب وتظهره وكأنه عمل بطولي". 
وتطرقت إلى ما ذكرته وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، والتي زعمت في إحدى افتتاحياتها بأن "أحد الأسباب التي دفعت الحوثيين للذهاب إلى مأرب هو تحرير نساء يمنيات مختطفات يتم استغلالهن في أعمال تجسس، وكذا وسائل إعلامية أخرى مثل وكالة مهر للأنباء التي روجت أن مأرب مدينة محتلة وأن الحوثيين ذهبوا لتحريرها".
اليمن والإتفاق النووي

وبالإضافة إلى الأهمية الجيوستراتيجية، ترى الباحثة أمل عالم، أنه "أصبح من الواضح أن النظام الإيراني يربط حلحلة الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب بالحرب في اليمن"، مشيرة إلى أن الحرب في اليمن "لن تنتهي طالما الإيرانيون لم يحصلوا على مبتغاهم فيما يتعلق بالاتفاق النووي".
وفي نظرة سريعة على سير الأحداث في هذا السياق، تقول أمل عالم، إنه وبعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق ترامب من الاتفاق النووي في مايو 2018 علّق الإيرانيون آمالهم على الدول الأوروبية في تنفيذ الاتفاق، ولكن بعد مرور عام فقد الإيرانيون هذا الأمل الذي من شانه أن ينعش الاقتصاد الإيراني ويتجاوزون من خلاله وطأة العقوبات الاقتصادية، ولذلك انتقلوا إلى تصعيد الفوضى وتقوية أوراق الضغط التي يمتلكونها ومنها الورقة الحوثية".
وتضيف أنه "في أغسطس 2019 اعترفت إيران بتحالفها مع الحوثيين من خلال اللقاء الذي جمع وفد الحوثي بالمرشد الإيراني علي خامنئي، وكذا توقيع وزير الدفاع الإيراني معاهدة عسكرية معهم (الحوثيين)، ومن أجل استثمار ورقة الضغط هذه كان لابد من صناعة قناة دبلوماسية لها تظهر للمجتمع الدولي، لذلك قاموا بتعيين سفير حوثي في طهران ثم بعد ذلك إرسال القيادي في الحرس الثوري حسن ايرلو، إلى صنعاء، والذي حرص على إبراز نشاطه على الساحة اليمنية".
وتعتقد الباحثة أمل عالم، أن لقاء إيرلو بممثلة الصليب الأحمر في صنعاء وفي مبنى وزارة الخارجية اليمنية هناك كان الهدف منه إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي بأن الإيرانيين يحظون بقبول تام من الحوثيين وبإمكانهم لعب دور مباشر ومؤثر في الدوائر الحوثية الهامة". مضيفة أنه "ومع وصول بايدن إلى البيت الأبيض وجد الإيرانيون أن الفرصة قد حانت لاستثمار الورقة الحوثية فدفعوا بها للتصعيد في جبهة مأرب للضغط على السعودية".
إيران والسلام
وفيما يتعلق بمواقف إيران من المبادرات الساعية لإحلال السلام في اليمن، تعتقد الباحثة في الشأن الإيراني أمل عالم، أن الإيرانيين لن يدعموا "بشكل إيجابي أي مبادرة من شأنها تنهي الحرب وتضمن سلام دائم في اليمن، واستقرار للأمن في السعودية، طالما وهناك ملفات نفوذ وتنافس إقليمي لاتزال مفتوحة بما في ذلك الاتفاق النووي الإيراني".
وبالنسبة لموقف مليشيا الحوثي إزاء ذلك، تقول أمل عالم، إنه "لا توجد مؤشرات توحي بأن لدى الحوثيين نية في إنهاء الحرب والتوجه نحو السلام". 
وتؤكد أنه "في الواقع إيران هي من يقرر والحوثيون مجرد أداة يحركها الحرس الثوري الإيراني لخدمة المصالح الإيرانية".