الرئيسية - الأخبار - رمضان عند الحوثيين.. موسم ثراء المشرفين وتوسيع السوق السوداء وفرض المعتقدات الإيرانية
رمضان عند الحوثيين.. موسم ثراء المشرفين وتوسيع السوق السوداء وفرض المعتقدات الإيرانية
الساعة 11:53 مساءً الثورة نت/ تقرير


منذ نهاية العام 2014 حولت ميليشيا الحوثي الإيرانية شهر رمضان المبارك في العاصمة صنعاء والمحافظات المحتلة إلى شهر لفرض المعتقدات الدخيلة على هوية الشعب اليمني، وفرصة لمزيد من الإثراء للقيادات الحوثية وفرض الجبايات بمختلف صورها على الشعب اليمني.
ففيما تغص معتقلات المليشيا بآلاف المظلومين بعضهم مر عليه سبعة أعوام، يواجه الناجون من سجون المليشيا الإرهابية صلف الحياة والإفقار الشامل الذي بدأ بنهب البنك المركزي والاحتياطي النقدي، مروراً بنهب الرواتب والإيرادات ومضاعفة الضرائب والجبايات، وصولاً إلى نهب المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية.
فبحسب مدير عام المنظمات والتقارير الدولية بوزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان عصام الشاعري فقد تم رصد 950 اعتداء ونهب للقوافل الإغاثية من قبل الميليشيات الحوثية خلال العام 2020م، مما يزيد من معاناة اليمنيين خلال شهر رمضان المبارك. 
ومما يفاقم معاناة اليمنيين في المحافظات الخاضعة للمليشيا نهب مليشيا الحوثي للغاز المنزلي الذي يتم إرساله من مأرب يوميا، وتحويله إلى أسواقها السوداء للإثراء والاستقطاب، إضافة إلى انعدام المشتقات النفطية التي أصبحت جحيماً آخر يحرق غالبية الناس في رمضان.
وتتضاعف المأساة في صنعاء والمحافظات المحتلة مع التفشي المخيف لوباء فيروس كورونا دون أي اكتراث من ميليشيا الانقلاب الحوثية العنصرية، التي تحرص على نفي تفشي الوباء لأسباب.
موسم الفيد

وفي حين كان شهر رمضان لدى غالبية الشعب اليمني شهر البذل والعطاء للفقراء والمعدمين، ليعيشوا شهراً مختلفاً، فقد أنهت ميليشيا إيران هذا التكافل الاجتماعي، بعد أن أحالت غالبية الشعب إلى محتاجين ومُعدَمين، ومن تبقى من الميسورين سلطت عليه مشرفيها بالجبايات الجائرة.
جرمت مليشيا الحوثي أعمال الخير خارج إطار منظماتها التابعة لها، ووجهت المساعدات والزكوات والصدقات إلى المجهود الحربي، بعد أن دمرت مظاهر التكافل الاجتماعي والجمعيات التي كانت تسد جزءاً من حاجات الضعفاء.
لا تفرق ميليشيا إيران في أيام السنة التي قسمتها إلى مواسم للفيد والجبايات، غير أن موسم رمضان يمثل لديها موسماً أكثر خصوبة يمكنها خلاله النهب بأسماء ومبررات جديدة، ومن خلال منظمات ومؤسسات انشأتها لهذا الغرض، علاوة على نهب المساعدات التي تقدمها المؤسسات الإغاثية والميسورين، فتتلقفها أيدي اللصوص من قيادات ومشرفي ميليشيا الحوثي.
ورغم الزكوات والصدقات التي تتحصلها الميليشيا في شهر رمضان باسم الفقراء والمحتاجين وتحولها إلى قاداتها وعناصرها، فإنها ترسل جباتها إلى المساجد والشوارع وإلى المحال التجارية، راجية المزيد من أموال اليمنيين، بينما ينتظر قطاع كبير من الذين أفقرتهم الميليشيا وانقلابها وحربها، ما تجود به أيادي الخير، لكن أيادي اللصوص تترصد لها وتعدّها طابوراً خامساً لأنها لا توجه المال إلى خزائن الميليشيا الحوثية.
فرسنة الشعائر
ولم يتوقف الصلف المليشاوي الحوثي عند الإفقار الشامل لليمنيين، وأعمال النهب والجبايات المنظمة، بل عملت على السطو على الشعائر الرمضانية المتوارثة والقضاء على مظاهر البهجة والروحانية التي كانت تتجلى في رمضان الشعب اليمني، من خلال فرض حالة من تجريم الشعائر الرمضانية واعتبارها أجواء تخالف منهجها المستورد من الحوزات الإيرانية والتي أسمتها "الهوية الايمانية"، وذلك في إطار مساعي المليشيا لطمس عقيدة الشعب وهويته اليمنية العربية الإسلامية.
وخلال ست سنوات صدرت العديد من التقارير عكست حجم الجرائم والانتهاكات التي تعرضت لها المساجد في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية، غير أن هذه الانتهاكات تتضاعف في شهر رمضان حين يقبل اليمنيون كما هي العادة على المساجد من أجل احياء شعائر الشهر الكريم بينما تمضي ميليشيا الحوثية في مشروعها منتهكة حرمة الشهر والمساجد معاً.
ألغت الميليشيات صلاة التراويح في كثير من المساجد بقوة السلاح والترهيب، وحولت مساجد أخرى إلى مجالس لتعاطي القات والتدخين والرقص، ما أفسد روحانية الشهر في يمن الإيمان والحكمة.
كما ألزمت مليشيا الحوثي المساجد في الأرياف الاستماع الإجباري اليومي لمحاضرات زعيم مليشيا الحوثي، بفتح تلك المحاضرات عبر مكبرات الصوت الساعة التاسعة من مساء كل يوم.
للعام السابع على التوالي تضيق باليمنيين في شهر رمضان الكريم سبل الحياة، وتخنق الميليشيا معيشتهم وأرزاقهم، وتوفر عوضاً عن ذلك سبل الموت قتلاً أو جوعاً، إذْ لا شيء تصنعه ميليشيا إيران إلا الألغام وأدوات الموت وتوسعة المقابر، بينما لا يزال اليمنيون يأملون أن يعود رمضان وقد انزاحت عن كاهلهم الجائحة الحوثية وعادت إليهم بلادهم، ليعود للشهر الفضيل روحانيته ورونقه.