وزارة الداخلية: ضبط 200 كجم من الحشيش في منفذ شحن رئيس مجلس القيادة يهنئ بذكرى استقلال موريتانيا المحافظ بن ماضي يطلع على التحضيرات لتدشين المؤتمر التراثي والسياحي ويشيد بخدمات مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان وكيل مأرب يبحث توسيع تدخلات مشروع المرونة المؤسسية والاقتصادية (سيري) بالمحافظة دوري أبطال أوروبا: إنتر ميلان يتصدر مؤقتا وتعثر سان جيرمان ومانشستر سيتي الأمم المتحدة تدعو لتحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة للفلسطينيين العرادة يناقش مع وفد برنامج الـ (UNDP) خطة التدخلات وتوسيع مشروع (SIERY) وكيل مأرب ينتقد الصمت الدولي على انتهاكات مليشيات الحوثي ضد المرأة اليمنية لجنة من وزارة الدفاع تزور الوحدات العسكرية في محور جبهات الضالع لجنة من مصلحة الأحوال المدنية تبدأ منح منتسبي شرطة حجة البطاقة الإلكترونية
- ضغطت مليشيا الحوثي على الممثلين للمشاركة في مسلسلات عدوانية.
- مخرج مسلسل دار مادار اضطر للتوقف بعد أن قطع نصف الشوط.
- نزوح البرامج الرمضانية جاء بعد إجراءات قمعية حوثية طالت الإعلام
- حالة النزوح فرضت تكاليف باهظة على مؤسسات الإنتاج التلفزيوني
حتى العام الماضي استطاع كثير من مخرجي البرامج والمسلسلات الرمضانية ذات الطابع الاجتماعي البعيد عن السياسة إنتاج الكثير من تلك البرامج والمسلسلات في العاصمة صنعاء، وبيعها للقنوات الفضائية اليمنية، وهو ماكان يحظى بترحيب الوسط الفني، نظرا لكون ذلك يسهم في تخفيف حالة البؤس التي خلفتها إجراءات مليشيا الحوثي بحق الإعلام وعلى رأسهم القنوات الفضائية.
لكن خلال رمضان الجاري يلحظ أي متابع للقنوات اليمنية حالة النزوح الجماعي للمسلسلات والبرامج الرمضانية والممثلين والمقدمين من العاصمة صنعاء إلى المحافظات المحررة لتنفيذ برامجهم ومسلسلاتهم الاجتماعية، في حين توقفت بعض المسلسلات أو البرامج التي كان متوقعا أن تواصل إنتاج الجزء الثاني منها في رمضان هذا العام.
وحتى العام 2014، كانت صنعاء بمثابة "عاصمة الدراما اليمنية " ومسرحاً لإنتاج أغلب المسلسلات والأعمال الدرامية والبرامج الرمضانية، لاحتضانها أغلب شركات الإنتاج في البلاد، قبل أن تحوّلها مليشيا الحوثي تدريجياً إلى أشبه بحوزة إيرانية ملطخة بلون الدم وغارقة في الأحزان وصرخات الآلام.
توقف في المنتصف
واضطر منتجو المسلسل الكوميدي (دار مادر) الذي بثته قناة يمن شباب رمضان الماضي لتأجيل إنتاج الجزء الثاني من المسلسل إلى رمضان القادم، بعد أن كانوا قد قطعوا نصف الشوط، بسبب قيود حوثية جديدة على الإنتاج التلفزيوني لصالح القنوات الفضائية التي لا تخضع لسلطتها.
وبحسب مخرج المسلسل دارس قائد صالح فإنهم كانوا قد بدأوا وبحماس كبير في كتابة النصوص قبل الآخرين ووصلوا إلى منتصف العمل قبل أن يسمعوا قرار مليشيا الحوثي بمنع التعامل مع قنوات أخرى غير القنوات التابعة أو الناطقة باسم المليشيا الحوثية.
يعرب المخرج دارس في منشور على صفحته في الفيسبوك عن اعتذاره للجمهور لعدم قدرتهم على متابعة إنتاج البرامج ووعدهم باستكماله العام القادم.. مردفا: "للأسف توقفنا عن استكمال الكتابة والانتاج بشكل عام وقررنا تأجيل المشروع للسنة القادمة".
وقال: "كلي ثقة بأن الجزء الثاني سيكون أفضل بكثير من سابقه، فما قمنا بكتابته من حلقات كانت أكثر من رائعة وكنا متحمسين جدًا لتحويلها لحلقات مصورة.. لكن ما باليد حيلة".
وكان الموسم الأول من مسلسل "دار ما دار" قد تم إنتاجه في صنعاء إلى جانب مسلسلات أخرى من أبرزها مسلسل سد الغريب الذي عرض في أكثر من قناة، إلى جانب برامج رمضانية اجتماعية أخرى انتقلت هذا العام إلى المحافظات المحررة بعد أن ضاقت منها مليشيا الحوثي الإرهابية.
الخوف من المؤثرين
وحول أسباب النزوح الجماعي للدراما والبرامج الاجتماعية الرمضانية إلى المحافظات المحررة يقول الفنان عبدالمحسن المراني – أحد أبطال مسلسل الجمرة الذي تبثه قناة حضرموت – إن بيئة التمثيل في صنعاء باتت غير مؤهلة لاستيعاب الممثلين خاصة أولئك الذين يحضون بالتأثير أوساط المجتمع.
وقال في حديثه لـ"الثورة نت" إن مليشيا الحوثي تمارس ضغوطا على الفنانين الذين مازالوا متواجدين في مناطقهم للمشاركة في أعمالهم التلفزيونية المشحونة بالأفكار المتطرفة، والبعض يضطر تحت الاكراه للمشاركة، فيما البعض اضطر للتوقف وعدم المشاركة في أي من الأعمال التلفزيونية حتى لايتم إرغامه على المشاركة في برامج ومسلسلات عدوانية.
وتابع: الكثير من الزملاء لجأ للعمل في البرامج والدراما الاجتماعية البعيدة عن السياسة لكي يحافظ على بقائه في صنعاء، لأنه غير قادر على النزوح والبحث عن بيئة جديدة، لكن مليشيا الحوثي لم تسمح حتى بتلك الأعمال البعيدة عن السياسة والحرب، ولجأت إلى إيقافها، وهذا مادفع الكثير من الممثلين ومخرجي البرامج الانتقال إلى المحافظات المحررة لتنفيذ أعمالهم الفنية والدرامية.
وأكد أن المليشيا الحوثية تحاول السيطرة على المشهد الفني في عموم البلاد واستغلاله لنشر فكرها الإيراني الدخيل على اليمنيين، وفرض الوصاية على كل الفنانين المتواجدين في مناطق سيطرتها والذين يواجهون مضايقات مستمرة.
مضيفا بأن المليشيا "تقوم بإقصاء أي شخص مؤثر كي لايصل إلى المجتمع، فكيف إذا كان هذا الشخص ممثلًا يحظى بشعبية واسعة، ولا يدعم أفكار ومعتقدات الجماعة."
وقال إن ذلك يأتي ضمن مساعي المليشيا للتفرد بالمجتمع وإخضاعه لنوع معين من الخطاب الثقافي تشرف هي على إنتاجه وتقديمه للجمهور، وغالباً ما تفضّل الخطاب التعبوي الذي يحشد المجتمع نحو العنف، وترفض أي عمل آخر حتى وإن كان اجتماعي لا صلة له بالفكر والسياسية.
رفض الوصاية
وتتنافس أكثر من 10 قنوات فضائيات يمنية على خطف أنظار المشاهدين خلال ليالي شهر رمضان هذا العام، من خلال تقدم الأعمال الدرامية والبرامج الرمضانية ومن الملاحظ أن أغلبها جرى إنتاجها وتصويرها في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية وبعضاً منها خارج البلاد.
وجاء النزوح الجماعي للدراما والبرامج الاجتماعية من العاصمة صنعاء إلى المحافظات المحررة بعد سلسلة إجراءات قمعية وجهتها مليشيا الحوثي الإيرانية، للصحافة والإعلام دفعت معظم وسائل الإعلام للتوقف، فيما نزحت كثير منها إلى المحافظات المحررة أو خارج الوطن.
ورغم ذلك استمر الوسط الصحفي والإعلامي والفني في مقاومة محاولات مليشيا الحوثي كسر إرادتهم، بالإستمرار في إنتاج البرامج التي كانوا قد بدأوا فيها خلال السنوات الماضية، وقرروا توسيع أعمالهم وبرامجهم والإستمرار مع القنوات التي قررت مليشيا الحوثي التوقف عن العمل معها من المحافظات المحتلة.
وبحسب الفنان عبد المحسن المراني فإن ذلك التحدي والصمود دلالة على قوّة الإرادة وروح التمرد لدى الفنانين الذين أصرّوا على تصوير أعمالهم بمناطق أخرى رغم المشقّة.
وقال إن مليشيا الحوثي لا تريد لأي مواطن يمني سواء كان فنان أو مخرج تلفزيوني أو صحفي أو إعلامي أن يعمل في أي مهنة لا تكون مرتبطة بهم ويشرفون عليها، فضلاً عن مساعيهم الحثيثة للتحكم الكامل في حرية الفنانين والإعلاميين وغيرهم.
ولفت المراني، إلى أن مليشيا الحوثي لم تمنح سوى بعض التصاريح لتصوير أعمال درامية داخل صنعاء تخدم أهدافها وأفكارها العنصرية والتي لم تلق أي قبول في الأوساط اليمنية كون هذه الأعمال تحرّض على العنف وسفك الدماء وتحث على الكراهية في حين يتطلع المشاهد اليمني للأعمال الدرامية التي تعود عليه بالفائدة والمتعة والسعادة.
تكاليف باهظة
وأوضح المراني في حديثه مع "الثورة نت" أن هذا النزوح الجماعي للدراما والبرامج الاجتماعية جاء رغم التكاليف الباهظة التي تكبدتها شركات الإنتاج سواء في مستحقات الفنانين والطاقم الفني أو أجور المعدات بشكل عام أو فيما يتعلق بالسكن ومواقع التصوير وغير ذلك من متطلبات إنتاج الأعمال التلفزيونية.
ويصف المراني انتقال الممثل من صنعاء إلى مناطق أخرى للمشاركة في إنتاج عمل درامي بـ"المغامرة" فمليشيا الحوثي تطلب منهم بلاغات من أجل السماح لهم المرور من نقاطها المسلحة بالسفر، ولذلك يضطر إلى السفر عبر مناطق خطرة وطرق وعرة وفي حال نجاحه في الخروج من صنعاء إلى محافظة أخرى فالخطر الأكبر ينتظره في حال عودته والذي قد يصل به السجون الحوثية.
وعبّر المراني، عن أمله في أن تعود الدولة وكل مؤسساتها إلى العاصمة صنعاء كي تعود معها الحرية والحياة الفنية التي صادرتها مليشيا الحوثي واستغلت كل وسائل الإعلام لخدمة أفكارها العنصرية ومشروعها الذي قضى على أحلام اليمنيين وحوّل حياتهم إلى مأتم.