العرادة يناقش مع وفد برنامج الـ (UNDP) خطة التدخلات وتوسيع مشروع (SIERY) وكيل مأرب ينتقد الصمت الدولي على انتهاكات مليشيات الحوثي ضد المرأة اليمنية لجنة من وزارة الدفاع تزور الوحدات العسكرية في محور جبهات الضالع لجنة من مصلحة الأحوال المدنية تبدأ منح منتسبي شرطة حجة البطاقة الإلكترونية ورشة عمل لمحققي اللجنة الوطنية للتحقيق والمجتمع المدني في عدن باحميد يبحث مع وكيل وزارة الخارجية الماليزية مستجدات الأوضاع باليمن الارياني يدين اقدام مليشيات الحوثي على تصفية أحد مشايخ مديرية الشعر بإب ترامب يتعهد بفرض رسوم جمركية على الصين والمكسيك وكندا السعودية تعلن موازنة 2025 بإيرادات بقيمة 1.18 تريليون ريال سعودي "التعاون الإسلامي" توثّق زيادة عمليات القصف الإسرائيلي للمخيمات الفلسطينية
نشرت مجلة يونيباث العسكرية الصادرة عن قائد القيادة المركزية الأمريكية مقالا لوزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني بعنوان(الحوثيون يجندون الأطفال).
المقال الذي تم ترجمته إلى خمس لغات يدق ناقوس الخطر من تحويل آلاف الأطفال إلى "قنابل موقوتة" لا يمكن التنبؤ بها أو السيطرة عليها، وتمثل تهديدا للسلم والأمن الإقليمي والدولي.
ويحذر المقال من استخدام مليشيا الحوثي المراكز الصيفية للاستقطاب كواجهة لمعسكرات تدريب الأطفال والتي باتت تشكل الاكبر من نوعها في تاريخ البشرية.. مؤكدا أن الحوثيين يعكفون في هذه المعسكرات على مسخ الهوية الوطنية للأطفال وغسل أدمغتهم وحقنهم بثقافة الموت وكراهية الآخر والشعارات المعادية وغرس الافكار المستوردة من إيران.
كما حذر المقال من مغبة التقليل من خطورة تلك الشعارات التي ترددها المليشيات الإيرانية، والتي استخدمتها جماعات إرهابية كالقاعدة، وداعش في تلقين الأطفال تلقيناً منهجياً باستخدام شعارات مماثلة للتحريض على القتل والعنف والكراهية، وهو ما جعل العالم يقاسي العواقب الوخيمة لتلك الشعارات والأفكار حتى اليوم.
الثورة نت يعيد نشر نص المقال:
الحوثيون يجنِّدون الأطفال
- بقلم السيد معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة باليمن
تقيم ميليشيا الحوثي التي تحظى بدعم إيران في نهاية كل عام دراسي آلاف ممَّا تسميه «المراكز الصيفية» في العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية الأخرى الخاضعة لسيطرتها، وتستخدم هذه المراكز لاستقطاب الأطفال دون 18 عاماً من منازلهم وفصولهم الدراسية وتجنيدهم عنوة ورهن مصيرهم بلا رحمة بموت مؤكد على مختلف جبهات القتال.
أعلن قيادي حوثي في عام 2021 عن تسجيل 620,000 طفل في تلك المراكز تحت إشراف حسن إيرلو الضابط بفيلق القدس الإيراني (والمدرج بقوائم الإرهابيين الدوليين). ومن خلال تجنيد بعض هؤلاء الأطفال للقتال، يأمل الحوثيون في تعويض النقص الحاد في أعداد العناصر المتمردة، وهو أكبر نقص في صفوفها منذ بداية الحرب التي أشعل الانقلاب فتيلها وجاء على إثر تصعيد عسكري موسَّع على جبهة محافظة مأرب.
والحق أنَّ هذه المراكز الصيفية عبارة عن واجهة لمعسكرات لتدريب الأطفال – وهي أكبر معسكرات من هذا القبيل في تاريخ البشرية. ويعكف الحوثيون وداعموهم الإيرانيون بتلك المراكز على تشويه الهوية الوطنية للأطفال وغسل أدمغتهم ثم حقنها بثقافة الموت وكراهية «الآخر» والشعارات المعادية وغرس مبادئ الفكر المستورد من إيران، فيُلقى بعضهم في النار ويعودون إلى ذويهم على شكل صور وأشلاء وصناديق فارغة.
إنَّ شعار «الموت لأمريكا» الذي لا تنفك ميليشيا الحوثي عن تلقينه للأطفال سيخلق جيلاً مشبعاً بالكراهية والعداء، وسرعان ما سيتحول إلى قنابل موقوتة تستخدمها إيران لنشر الفوضى في المنطقة.
ولا ينبغي لأحد التقليل من خطورة هذا الشعار، فالملمون بالميليشيات الإيرانية يعون معناه ويدركون الخطر الذي ينذر به، ويتذكر كثيرون ظهور جماعات إرهابية كالقاعدة وداعش ، إذ حرصت تلك الجماعات على تلقين الأطفال تلقيناً منهجياً باستخدام شعارات مماثلة للتحريض على القتل والتدمير والعنف والكراهية، وما يزال العالم يقاسي العواقب الوخيمة لما سببته تلك الجماعات.
ومنذ افتتاح المراكز الصيفية، أكدت تقارير ميدانية وبيانات من وسائل إعلام حوثية تزايداً في عدد القتلى من الأطفال الذين أُقحموا في هجمات انتحارية على جبهة مأرب في ظل عدم خبرتهم بالقتال، ويخشى كثيرون أنَّ آلاف الأطفال الآخرين المسجلين في هذه المراكز ينتظرهم مصير مماثل.
وثَّق فريق الأمم المتحدة للخبراء الدوليين والإقليميين البارزين المعني باليمن تجنيد ميليشيا الحوثي للأطفال، وتحقق الفريق من تجنيد الحوثيين للأطفال في كافة المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، واستشهد بتقارير موثوقة عن تجنيد الفتيات لاستغلالهن في المهام الأمنية والاستخباراتية.
وفي مطلع عام 2021، أكد تقرير صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة سام للحقوق والحريات أنَّ الحوثيين جنَّدوا 10,300 طفل منذ عام 2014، ولعلَّ العدد الفعلي للأطفال المجنَّدين يفوق ذلك بكثير، إذ افتتح الحوثيون 52 معسكراً لتدريب عشرات الآلاف من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 10 أعوام إلى 17 عاماً، وتحقق لهم ذلك بتهديد الأهالي وإغراء الأطفال بالمال، بالإضافة إلى تجنيد الأطفال المقيمين بمخيمات النازحين ودور الأيتام، ووثَّق التقرير كيف عاقب الحوثيون الأطفال المجنَّدين، كحرمانهم من الطعام، وسجنهم، والاعتداء عليهم بدنياً وجنسياً، وتهديدهم بالقتل.
يعتبر إصرار الحوثيين على تجنيد الأطفال، في الوقت الذي يدعو فيه المجتمع الدولي إلى إنهاء سلمي للحرب التي دمرت اليمن، وسيلة لتحويل آلاف الأطفال إلى أدوات للقتل ونشر العنف والفوضى والإرهاب في اليمن والمنطقة والعالم أجمع.
ولا ريب أنَّ هذا التصعيد سيؤدي إلى اتساع رقعة الحرب ويهدد النسيج الاجتماعي والسلم المدني وقيم التعايش بين اليمنيين على مدار عقود قادمة، وينذر بخلق جيل من متطرفي الفكر الذين لا يمكن السيطرة عليهم وتجنيدهم في معارك لا طائل من ورائها لخدمة المشروع التوسعي الإيراني وأطماع إيران في المنطقة.
ومن هنا أناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأمميين والأمريكيين إلى اليمن بالنظر في حجم هذه الكارثة التي تهدد حاضر عشرات الآلاف من الأطفال ومستقبلهم، وعلى هذه المنظمات الضغط على الميليشيا للكف عن تجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال العدائية باعتباره انتهاكاً صارخاً وغير مسبوق للقوانين والمواثيق الدولية.
كما أناشد المنظمات المعنية بحقوق الإنسان وحماية الطفل بالاضطلاع بمهامها الإنسانية والأخلاقية لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق الأطفال اليمنيين وتقديم الجناة للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب بموجب نظام روما الأساسي.
وإننا ندق ناقوس الخطر بشأن مخاطر تحويل آلاف الأطفال اليمنيين إلى «قنابل موقوتة» لا يمكن التنبؤ بوقت إنفجارها أو السيطرة عليها ويمكنها تهديد السلم والأمن الإقليميين والدوليين، ولا يمكننا تركهم رهينة ميليشيا قاتلة ومدمرة تركت قراراتها بين يدي إيران وأثبتت أنها لا تفهم لغة السلام.