العرادة يناقش مع وفد برنامج الـ (UNDP) خطة التدخلات وتوسيع مشروع (SIERY) وكيل مأرب ينتقد الصمت الدولي على انتهاكات مليشيات الحوثي ضد المرأة اليمنية لجنة من وزارة الدفاع تزور الوحدات العسكرية في محور جبهات الضالع لجنة من مصلحة الأحوال المدنية تبدأ منح منتسبي شرطة حجة البطاقة الإلكترونية ورشة عمل لمحققي اللجنة الوطنية للتحقيق والمجتمع المدني في عدن باحميد يبحث مع وكيل وزارة الخارجية الماليزية مستجدات الأوضاع باليمن الارياني يدين اقدام مليشيات الحوثي على تصفية أحد مشايخ مديرية الشعر بإب ترامب يتعهد بفرض رسوم جمركية على الصين والمكسيك وكندا السعودية تعلن موازنة 2025 بإيرادات بقيمة 1.18 تريليون ريال سعودي "التعاون الإسلامي" توثّق زيادة عمليات القصف الإسرائيلي للمخيمات الفلسطينية
- سبعة من مسلحي الحوثي ارتكبوا القتل الجماعي لـ29 من أقاربهم.
- خلال عام ونصف قتل مسلحون حوثيون 44 من أقاربهم وذويهم.
- الإحصائية الواردة في التقرير هي التي وصلت وسائل الإعلام.
في نهار الأثنين (29 سبتمبر 2014)، سقط المسن "سعد الله العمدي" مضرجاً بدمائه في فناء المحكمة بمديرية عيال سريح- محافظة عمران - بعد أن تلقى جسده 30 طلقة رصاص من سلاح ولده "حسين" والذي غادر بعدها المكان دون أن يعترضه أحد.
جاءت هذه الجريمة المروّعة بعد نحو أسبوع من انقلاب مليشيا الحوثي واجتياحها العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر من العام ذاته، وقبلها كانت قد أحكمت سيطرتها الكاملة على محافظة عمران.
حينها كان المجرم "حسين" قد أصبح قيادياً في المليشيا، وقاضي المحكمة التي سفك دماء المسن على أسوارها معيّناً حديثاً من المليشيا ذاتها، وبين الولد القيادي والقاضي الحوثي هدرت دماء الأبوّة حتى باتت تكاد اليوم ظاهرة تزداد انتشارا بين مسلحي الحوثي في عموم المناطق المحتلة.
التعبئة الدموية
ومنذ نشأتها قبل نحو عقدين من الزمن، اعتمدت المليشيا الحوثية خطاباً دينياً قائماً على مبدأ الولاية ونظرية الاصطفاء الإلهي، وتعمل على غرس قناعات فكرية في أذهان أفرادها بحيث تجعلهم ينقادون ويخضعون لها بالمطلق ويؤمنون بأن طاعة قائد الجماعة واجباً دينياً وطاعة لله والرسول، وأن من ينتقده منافق وكافر يجب قتله وإن كان أبًا أو أمًا أو غيرهم من الأقارب.
وتأتي ما يسمّى بـ"الدورات الثقافية" في مقدّمة الوسائل الحوثية التي تستغلها لحقن أتباعها والأشخاص الذين تستقطبهم بهذه الأفكار العنصرية، وتحرص على تنظيمها باستمرار في أماكن مغلقة وسرّية، وتستمر الدورة الواحدة لعدّة أيام يخضع خلالها المشاركون لبرنامج فكري مكثّف تتنوع فقراته ما بين الدروس الدينية وعادة ما تكون من ملازم مؤسس الجماعة حسين الحوثي، والمحاضرات التعبوية وتلقيها قيادات دينية حوثية أو محاضرات مسجّلة لمرجعيات شيعية متطرّفة، إضافة إلى الأفلام التعبوية الإيرانية التي تظهر بطولات مزعومة للمليشيا الشيعية المسلحة الموالية لإيران.
ويضاف إلى ذلك، التعبئة الطائفية عبر القنوات والإذاعات والمساجد والمراكز الصيفية والمنشورات ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها، وجميعها تصوّر لأفرادها أن كل من يخالف أفكار ومعتقدات الجماعة هم أعداء وبذلك تكون دماءهم وأعراضهم وممتلكاتهم مباحة لهم.
وانعكست هذه التعبئة العقائدية المتطرّفة على سلوك مشرفي الجماعة ومجنّديها والذين تجاوزوا الفتك بالخصوم إلى سفك دماء الأهل بما فيهم الآباء والأمهات، وتحولت هذه الجرائم إلى ظاهرة متكررة في مناطق سيطرة المليشيا، والتي أكد مراقبون أنها نتيجة طبيعية لهذه التعبئة الخاطئة التي تصوّر كل من لا يلتزم بمعتقدات وأفكار الجماعة بأنهم أعداء وإن كانوا من الأهل أو الأقارب، فخلاصة الدورات الثقافية الحوثية أنه لا طاعة ولا ولاء سوى لأحفاد سلالة النبي محمد (ص).
حصاد الشحن التكفيري
ونتيجة للشحن التكفيري رصد "الثورة نت" أبرز 15 واقعة قتل أقارب على يد عناصر حوثية - نشرتها وسائل الإعلام - أسفرت عن مقتل 34 وإصابة 10 آخرين، غالبيتهم الآباء والأمهات تلاهم الأبناء والأخوات.
ووفق ما رصد محرر الثورة نت فإن 11 أب قتلوا على يد أبنائهم الحوثيين، و9 حالات قتل بحق أبنائهم الأطفال، تلاها قتل الزوجات بواقع خمس حالات، و4 أشقاء وشقيقات إضافة إلى إصابة 10 آخرين إحداهما "أم"، فيما نجا أحد الآباء من موت محقق.
وبالنسبة لخارطة التوزيع الجغرافي للجرائم فقد سجلت محافظة ذمار 4 حالات، وشهدت محافظة عمران 3 حالات، وفي محافظة الحديدة (حالتين)، ومحافظة إب (حالتين)، وحالتي قتل في محافظة حجة، فيما سلجت بقيّة الحالات في محافظات صنعاء والمحويت والبيضاء وتعز، في أوقات متفرقة خلال الفترة المذكورة.
قتل آباء وأمهات
16 يناير 2020: أقدم المسلح الحوثي المدعو مساعد جمال القهبري من أبناء منطقة بيت الكوماني بمديرية عنس محافظة ذمار، على قتل والده ليلة الأربعاء/ الخميس بإطلاق النار على رأسه مباشرة، إثر محاولاته ثنيه عن العودة للقتال في صفوف مليشيا الحوثي، حيث وأنه سبق وأن غاب نحو 5 أشهر بعد التحاقه بالجماعة والقتال معها في جبهات الضالع.
2 يونيو 2020: أقدم الشاب العشريني علي عبد المغني الحميدي، على قتل اثنين من جيرانه، وبعدها عاد إلى منزله وقام بقتل والديه وأخته الكبرى وأخيه الأصغر، في قرية الزوحة جنوب غربي شرعب السلام شمال تعز. كما أصاب اثنين آخرين من إخوانه بجروح خطيرة. وبحسب مصادر محلية فإن القاتل مجنداً في صفوف الحوثيين وعاد إلى مسقط رأسه، ولا يعرف حتى الآن أسباب إقدامه على ارتكاب الجريمة.
6 سبتمبر 2020: أقدم المسلح الحوثي صبري يوسف غيلان البروي، فور وصوله إلى مسقط رأسه في عزلة بروة بمديرية عتمة محافظة ذمار، على قتل صهره ومن ثم اتجه إلى منزل شقيقه وأقدم على قتله مع ثلاثة من أطفاله، وهما فتاتان الأولى عمرها 6 سنوات والثانية 7 سنوات وطفل بعمر شهرين، وأصاب طفل رابع بطلق ناري في كتفه. وبعدها اتجه نحو منزله، حيث تقيم والدته، ليصوب البندقية نحوها ويطلق عليها النار ويرديها قتيلة على الفور، ومن ثم يشتبك مع الأهالي الذين حاولوا إنقاذ الأم وتسبب في إصابة 5 من جيرانه، أحدهم فارق الحياة متأثراً بإصابته.
13 سبتمبر 2020: أقدم المدعو محمد عبدالله واصل، على قتل والده عبدالله علي واصل، وزوجته، وابن عمه العقيد حسن عبيد واصل، وأصاب شقيقته بجروح، في مديرية الجراحي التابعة لمحافظة الحديدة، جاء ذلك بعد أن أخضعته مليشيا الحوثي لدورات ودروس طائفية مكثفة مشبعة بالأفكار المتطرفة التي تحث على الكراهية والموت.
18 نوفمبر 2020: أقدم مسلح حوثي يدعى عبده محمد جابر صايغ القطري (25 عامًا) على قتل والدته نوحيه محمد حسين القطري (40 عامًا) بالرصاص الحي، في مديرية كُشر بمحافظة حجة، قبل أن يلوذ بالفرار.
24 نوفمبر 2020: شهدت مديرية حوث بمحافظة عمران جريمة هي الأبشع والأولى من نوعيها، حيث أقدم المدعو صالح محمد العوش سيله على قتل والده محمد العوش سيله. وبحسب مصادر محلية فإن الضحية كان قد عاد للتو من القتال في صفوف مليشيا الحوثي وباشر إطلاق النار على ولده المذكور والذي كان حينها يعمل في المزرعة ولكنه كان أسرف في التصويب على والده وقتله.
10 مايو 2021: أقدم مسلح حوثي يدعى عبدربه ثابت، ويكنى "أبو صارم" على قتل زوجته (أ.م.ع) (36 عاماً)، وهي أم لأربعة أطفال، وأصاب والدته "سعديه محمود" (57 عاماً)، في منزله بإحدى قرى مديرية عتمة غربي محافظة ذمار، بسبب إلحاحهما عليه بأن يبقى إلى جانبهما وأن لا يذهب مع الحوثيين. ووفقاً لمصادر محلية فإن القاتل ارتكب جريمته بعد 48 ساعة من عودته من دورة ثقافية نظّمتها مليشيا الحوثي واستمرت لأكثر من ثلاثة أشهر، وبعدها التجأ للاحتماء بأحد مشرفي المليشيا.
29 يونيو 2021: أقدم مسلح حوثي يدعى خالد محمد الرعوي، على قتل والده محمد الرعوي، في قرية الجبجب بمديرية بعدان محافظة اب، بعد رفض والده إعطاءه المال بشكل يومي.
18 يوليو 2021: أقدم مسلح حوثي يدعى محمود محمد حسن، من الحيمة الداخلية غرب صنعاء، على قتل والده ومن ثم قام بقطع رأسه (رأس والده) بالخنجر الأبيض (الجنبية). وبحسب لمصادر محلية فإن الجريمة جاءت بعد أن طلب القاتل من والده وإخوته التوجه لرفد جبهات مليشيا الحوثي وهو ما رفضوه وحاولوا أن يوضحوا له موقفه الخاطئ الأمر الذي أثار غضبه وانبرى لقتل والده بطريقة شنيعة.
19 يوليو ٢٠٢١: أقدم المدعو محمد علي الحرازي، على قتل والديه- الأب علي الحرازي (60 عاماً)، والأم فاطمة كوكبة (55 عاماً)، مغرب يوم الأحد (18 يوليو) في قريته بعزلة الاحجول التابعة لمديرية حُفَاش بمحافظة المحويت، بينما كانا صائمين العشر من ذي الحجة، وأفادت مصادر محلية بأن القاتل اتهم والديه بأنهما على ضلالة لعدم اتباعهما النهج الحوثي. وبحسب المصادر فإن القاتل عاد مؤخراً من دورة تعبوية نظّمتها الحوثيون وسبق وأن قاتل في صفوفهم، ويعمل حالياً خطيباً للجامع الكبير في مركز المديرية ومساعداً للمسؤول الثقافي بالمديرية يدعى أبو بدر الوائلي وينحدر من محافظة صعدة.
24 يوليو 2021: أقدم مسلح حوثي يدعى وليد أحمد محمد عز الدين، من قرية الحلة التابعة لمديرية جبل الشرق بمحافظة ذمار، على قتل والدته لطيفة محمد علي عز الدين، صبيحة يوم عرفة. وأوضحت مصادر محلية أن القاتل كان قد استهدف والده بنحو 13 رصاصة لكنها أخطأت هدفها، وعند خروج والدته لمحاولة ثنيه عن قتل والده باشرها برصاصتين في صدرها وأرداها قتيلة على الفور. ووفقاً للمصادر فإن القاتل كان يعمل مدربًا لمجنّدي المليشيا، وعاد إلى منزله قبل يومين من إقدامه على الجريمة وكان يوصم والديه بالتكفيريين لأنهما لا يؤمنان بالمعتقدات والأفكار الحوثية.
حالات قتل أقارب
12 أكتوبر 2020: قدم المسلح الحوثي عمار محمد أحمد الاجدع، ينحدر من منطقة حوران التابعة لمديرية ردمان بمحافظة البيضاء، إلى منزل نسيبه "محمد حسين عناق" في مدينة البيضاء وباشر إطلاق الرصاص الحي على القاطنين في المنزل ليقتل 12 شخصاً بينهم زوجته وأطفاله الأربعة أحدهم لم يتجاوز عمره شهرًا، وبحسب الأهالي فإن القاتل ساءت تصرفاته بعد التحاقه بمليشيا الحوثي مرجحة أنه بات يتعاطى "المخدرات".
23 ديسمبر 2020: أقدم المسلح الحوثي المدعو عيسى ردمان، من أبناء منطقة الغولة بمديرية ذيبين بمحافظة عمران، فور عودته من القتال إلى جانب مليشيا الحوثي، على قتل شقيقه كمال ردمان.
12 أبريل 2021: أقدم مجند حوثي يدعى سامي محسن عوضة (٣٢ سنة)، من مديرية السودة بمحافظة عمران على ضرب زوجته "سعدا صالح صالح المعمري، الحامل في شهرها الرابع ضرباً مبرحاً بالهراوات والركل بالأرجل حتى فارقت وجنينها الحياة. وبحسب مصادر محلية فإن الجاني لم يمر على زواجه بالضحية سوى 5 أشهر، وكانت قبل يوم من مقتلها قد هربت إلى بيت أهلها، لكنهم أعادوها مع زوجها تجنباً لوقوع الفتنة، قبل أن يغدر بها فور وصولها إلى منزله ويلوذ بالفرار بمساعدة أحد مشرفي الجماعة بالمحافظة الذي دفع به إلى جبهة مأرب. ووفقاً للمصادر فإن ذات السلوك العدواني مارسه "عوضه" مع زوجته السابقة والتي لجأت إلى هجره وخلعه في المحكمة بسبب تعامله العدواني معها منذ التحاقه بمليشيا الحوثي.
26 يوليو 2021: أقدم المدعو محمد أحمد أحمد حسين (25 عاماً)، على قتل زوجته رشيدة يحيى (22 عاماً) وطفلته ياسمين (سنتين)، لينهي حياته بعد ذلك انتحارًا في جريمة مروعة هزت مدينة باجل شمال مدينة الحديدة. وبحسب مصادر مطلعة فإن البندقية التي نفّذ بها القاتل جريمته حصل عليها من أحد مشرفي المليشيا الحوثية.
7 يوليو ٢٠٢١: أقدم المدعو صالح عبده البحش، وهو نجل مشرف ميليشيا الحوثي على مربع "كحلان" بمديرية الرضمة في محافظة إب، على قتل ابن عمه الشاب "أحمد صالح البحش"، وبحسب مصادر محلية فقد سبق وقد قتل والد الضحية وهو يقاتل في صفوف المليشيا بجبهة "العود" قبل عامين.
11 يوليو 2021: أقدم الحوثي المدعو عسكر القدمي على قتل نجله وسط مدينة حجة.
تصاعد مخيف
الجدير بالذكر أن هناك العشرات من حالات القتل خلال السنوات الخمس الماضية، لم يتسع المجال لذكرها، كما أن هناك الكثير من الجرائم التي تعرّض لها آباء وأمهات وأقارب بنيران أولادهم الذين خضعوا لدورات ثقافية تعبوية منذ التحاقهم بصفوف المليشيا الحوثية، ولم تصل إلى وسائل الإعلام بسبب تكتّم المليشيا وملاحقتها للصحفيين ونشطاء وسائل التواصل.
كما أن هذا النوع من الجرائم ما تزال في تصاعد مخيف، ورغم محاولة الأهالي منع التحاق أبنائهم بالدورات الثقافية الحوثية إلا أن المليشيا تمارس عليهم ضغوطاً مميته كحرمانهم من الخدمات واضطهادهم بتهمة النفاق والعمالة للخارج.