الرئيسية - محليات - الطقوس المبهجة والعادات الجميلة تتحدى
الطقوس المبهجة والعادات الجميلة تتحدى
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

المكلا‮ / ‬أحمد بن زاهر – قساوة الحياة المعيشية ,يستقبل الأطفال العيد بحمل المشاعل والطوفان بها في‮ ‬الشوارع , ‬تتوارى الأحقاد وتتلاشى الضغائن‮.. ‬وترق المشاعر وتكتسي‮ ‬النفوس بحلة من الجمال‮..‬ ‮تنفرد أيام وليالي‮ ‬عيد الفطر المبارك بمحافظة حضرموت خصوصاٍ‮ ‬وفي‮ ‬عموم محافظات الجمهورية عموماٍ‮ ‬بأجواء مفعمة بالبهجة والسعادة وبمشاعر مغمورة بالرقة‮..‬‮ ‬وتكستي‮ ‬النفوس بحلة من الجمال‮..‬‮ ‬وتترسخ مبادئ وقيم العدل والتراحم‮ ‬والتكافل الاجتماعي‮..‬‮ ‬وفي‮ ‬هذه الأيام واليالي‮ ‬تحيا الطقوس والعادات الفرائحية المتوارثة عن الآباء والأجداء‮ ‬ابتهاجاٍ‮ ‬بقدوم عيد الفطر المبارك‮..‬‮ ‬حول هذا الموضوع أجرينا الإستطلاع التالي‮..‬ البداية كانت مع الأخ سامي‮ ‬محمد بن شيخان الذي‮ ‬تحدث قائلاٍ‮: ‬تتفرد أيام عيد الفطر المبارك بنكهة خاصة وتكتسب ميزة منفردة‮ ‬ففيها تصفو القلوب وترق المشاعر وتكتسي‮ ‬النفوس بحلة من الجمال ووتوارى الأحقاد وتتلاشى الضغائن ويتناسى الخصام والشقاق والاختلاف ويعم ا لسلام والفرحة بين أبناء حضرموت باجتماعهم بقلوب متحابة وأجسام متعانقة ووجوه باشة وأيد متصافحة‮.‬

‬هكذا هي‮ ‬أيام العيد كما أرادها المولى عز وجل لعباده وأوصى بها نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم بعد انقضاء شهر الصيام والقيام‮.. ‬جزاء وثواب‮.. ‬حسب وعطاء‮ .. ‬فرحة وسعادة للمسلمين أجمعين‮.. ‬محققاٍ‮ ‬بذلك هدفاٍ‮ ‬عظيماٍ‮ ‬ليس كمثله هدف ترسخ فيه مبادئ وقيم سامية للحق والعدل والتراحم والمساواة‮.‬ بريق السعادة والبهجة وأضاف‮ : ‬في‮ ‬العيدد‮ .. ‬رغم الأجواء الروحانية الأحتفائية المنسوجة أمامنا‮ ‬غبطة وابتهاجاٍ‮ ‬تتسلل خلسة بعض المنغضات والهموم المعيشية بعد أن فرقتنا معشر المسلمين نزاعات المذاهب وكثرة الفروع‮ ‬واختلاف القواعد‮ ‬وجعلتنا خصوماٍ‮ ‬في‮ ‬البيوت والأسواق والأندية والمساجد وبلينا ببعض الأقربين وحب الأباعد ونبذنا الصحيح من تقاليدنا وعاداتنا وقيمنا وجفتنا مظاهر الحضارة الخداعة لتغتال كل أصيل وجميل في‮ ‬حياتنا‮.‬ ‮ ‬وفي‮ ‬العيد أيضاٍ‮ ‬تبرز الذكريات من بين ثنايا الفكر والهواجس تعلن بتحد جميل عن وجودها ـ برغم بؤس أحوالنا في‮ ‬محافظة حضرموت خاصة واليمن عامة ـ وعن بارقة أمل في‮ ‬أن تتحسن الأحوال ففي‮ ‬حضرموت مثلاٍ‮ ‬ومدينة‮ ‬غيل باوزير تحديداٍ‮ ‬يلمع بريق السعادة والبهجة بقدوم العيد من خلال تلك المظاهر الأحتفائية التي‮ ‬كانت ولازالت تتحدى تلك البهجة العولمية الشرسة وترفض الاستسلام لزيف الحضارة والتقدم‮.. ‬بدايتها لحظة إعلان قدوم العيد بواسطة المدفع في‮ ‬السابق أو إطلاق الأعيرة النارية‮ ‬حينها تغمر الفرحة الأطفال وتسمعهم‮ ‬يرددون منشدين‮ »‬دو الليلة مقابر وغدوة زينة‮« ‬حيث اعتاد أهالي‮ ‬البلدة في‮ ‬ليلة العيد أن‮ ‬يعمروا المساجد وزيادة أضرحة الأولياء ويقضون الليل بكامله في‮ ‬قراءة القرآن الكريم في‮ ‬هذه الأماكن ولذلك فهي‮ ‬تسمى‮ (‬مقابر‮) ‬حسب ما جاء في‮ ‬أهزوجة الأطفال‮ ‬أما البعض الآخر فيقضي‮ ‬الليلة في‮ ‬السمر واللهو حتى قرب موعد صلاة الفجر ويطلقون على هذه الليلة أسم‮ »‬ليلة الحية‮« ‬لأن الناس لاينامون فيها ويظلون سهرانين‮ (‬حيين‮) ‬للصباح‮.‬ ‮ ‬يوم الزينة واستطرد شيخان‮: ‬وفي‮ ‬صباح العيد‮ ‬يتوجه الرجال بصحبة أطفالهم في‮ ‬كامل زينتهم إلى المسجد الجامع لأداء صلاة العيد ويقام بجانب الجامع سوق لبيع الحلويات والمكسرات والعاب الأطفال‮.. ‬ويطلق على هذا اليوم‮ |(‬يوم الزينة‮) ‬وبعد انتهاء خطبة العيد‮ ‬يتصافح الجميع متبادلين التهاني‮ ‬بالعيد‮ ‬ثم‮ ‬تبدأ مراسيم الاحتفال بالزينة فتتجمع الفرق الشعبية أمام الجامع كالزامل والعدة والمرفع والزف وتسير في‮ ‬موكب مخترقة شوارع المدينة لتنتهي‮ ‬بجوار الحصن الأزهر‮ (‬المركز الثقافي‮ ‬حالياٍ‮) ‬وبعدها‮ ‬يتجه الناس لزيارة الأهل والأقارب كي‮ ‬يتبادلون التهاني‮ ‬بحلول العيد‮ ‬يبسطون أيديهم بالجواد والسخاء وتتحرك نفوسهم بالشفقة والرحمة‮ ‬فيوسع موسرهم على معسرهم‮ ‬وتسرى في‮ ‬قلوبهم روح المحبة والتآخي‮ ‬فتذهب عنهم الضغائن وتتلاشى الأحقادو تسود المودة والصفاء‮ ‬ويكون للأطفال نصيبهم من العطف‮ ‬حيث‮ ‬يقوم الكبار بتقديم النقود لهم ويقال له‮ (‬العوادة‮) ‬فيضفي‮ ‬فرحة ما بعدها فرحة على الأطفال‮.‬ وأردف‮: ‬ومن المظاهر التي‮ ‬تصاحب العيد وتسود بين أفراد المجتمع تلك الزيارات والتجمعات التي‮ ‬تقام في‮ ‬أحياء المدينة حيث‮ ‬يتجمع أهالي‮ ‬كل حارة في‮ ‬مكان معروف ليتبادلوا التهاني‮ ‬ثم‮ ‬يقومون بزيارة المرضى من أهالي‮ ‬الحارة‮ ‬وكان كبار السن والشيوخ في‮ ‬الماضي‮ ‬يستغلون هذه المناسبة في‮ ‬الصلح بين المتخاصمين من خلال الزيارة‮ ‬مما‮ ‬يقوي‮ ‬أواصر الألفة والمحبة‮ ‬وفي‮ ‬أيام العيد الثلاثة تقام بجوار الحصن الأزهر الألعاب الشعبية عصراٍ‮ ‬خاصة لعبة‮ “‬البارعة‮” ‬والشبواني‮ ‬التي‮ ‬تضفي‮ ‬جواٍ‮ ‬من البهجة على أيام العيد‮ ‬وبوجود البسطات في‮ ‬هذا الموقع‮ ‬يشعر الأطفال بالفرح العارم فيشترون ما تشتهي‮ ‬أنفسهم من العاب وحلويات بما جمعوه من عواد كما جرت العادة في‮ ‬ثاني‮ ‬أيام العيد أن‮ ‬يذهب الأهالي‮ ‬إلى منطقة النقعة في‮ ‬ضواحي‮ ‬المدينة لزيارة ضريح الشيخ محمد بن سالم حيث‮ ‬يأتي‮ ‬الأهالي‮ ‬من كافة مناطق المديرية تصحبهم العابهم الشعبية لعل أشهرها‮ “‬المرزحة‮” ‬التي‮ ‬يقيمها أهالي‮ ‬مدينة القارة‮ ‬كما‮ ‬يقام بها سوق‮ ‬يتبضع منه الأهالي‮ ‬لأطفالهم‮.‬ مشاعل العيد الأخ عوض سالم البهيشي‮ ‬قال من جانبه‮: ‬مراسيم استقبال العيد‮ ‬يختلف باختلاف المناطق والشعوب‮ ‬وعندنا بمحافظة حضرموت تختلف المراسيم في‮ ‬المدن عن المناطق الريفية فلكل منطقة عاداتها وتقاليدها ولكنها جميعها تعد جزءاٍ‮ ‬لا‮ ‬يتجزأ من الموروث الاجتماعي‮ ‬في‮ ‬كافة محافظات الجمهورية ففي‮ ‬مناطقنا الريفية وبالذات منطقة فوة الشعبية من ضواحي‮ ‬مدينة المكلا‮ ‬يقوم الأطفال في‮ ‬ليلة العيد بشراء وتنظيم وتجهيز ملابس العيد الجديدة ويخرجون إلى شوارع القرية حاملين الأعواد مرفوعة وفي‮ ‬أعلاها لمبة وسراج كالمشاعل عبارة عن علبة لبن صغيرة مملوءة بالكورسين”القاز‮” ‬وذبالة قطن‮ ‬يتم اشعالها‮ ‬ويطوف الأطفال بها حاملين المشاعل كل شوارع وأزقة القرية مرددين أهازيج بتوديع شهر‮ ‬ رمضان شهر القيام والصيام والمغفرة والأحسان ومن ضمن تلك الأهازيج‮ :‬ ودع ودع‮ ‬يا رمضان‮.. ‬ودعك الله‮ ‬يا رمضان‮.. ‬شهر العبادة شهر الصيام بينما الشباب‮ ‬يسهرون في‮ ‬ليلة العيد لتجهيز وجلب ما تبقى من المتطلبات المنزلية بمساعدة آبائهم والنساء‮ ‬يسهرن في‮ ‬ترتيب وتزيين وتنظيف المنازل وتركيب أدوات الزينة والستائر المنزلية وبالذات في‮ ‬غرف الأستقبال‮.‬ ترديد الأهازيج والموشحات وأضاف البهيشي‮: ‬وفي‮ ‬يوم العيد وبالذات بعد صلاة العيد في‮ ‬المسجد‮ ‬يصطف الرجال والشباب في‮ ‬ساحة المسجد ويقومون بتقديم العقال وشيخ المنطقة ويتبادلون التهاني‮ ‬والتحايا والتبريكات العيدية في‮ ‬طابور منتظم‮ .. ‬وبعد الانتهاء من التهاني‮ ‬في‮ ‬المسجد‮ ‬ينتقل الجميع الجميع إلى خارج المسجد وينتظمون في‮ ‬مجموعتين المجموعة الأولى‮ ‬يتقدمها السادة والمشايخ ومنصب القرية ويقومون بترديد مقاطع إنشادية وموشحات دينية ترتفع أصواتهم ونبراتهم بالتكبيرات والتهاني‮ ‬والاستغفار الروحية الصافية ويتقدمهم الشباب بالطبول والدفوف وبالذات من لديهم الخبرة في‮ ‬دق الطبول ولديهم مقدرة صوتية مقبولة ومؤثرة في‮ ‬ترديد الموشحات ويتجهون صوب المقابر في‮ ‬القرية وهناك تقرأ الفاتحة على أرواح الموتى ويتم توزيع القهوة والتمر وأحيانا قطع من حلوى وبعدها تنتهي‮ ‬الأفراح بالعيد لهذه المجموعة أما المجموعة الثانية فيتقدمها عقال ومقادمة القرية من البدو وكافة الشرائح الأخرى وتصطف خارج المسجد ومن ثم‮ ‬يقوم أفراد هذه المجموعة بترديد الأهازيج والزوامل التي‮ ‬تتخللها الألعاب الشعبية الراقصة‮.. ‬بينما‮ ‬يصطف الأطفال بمحاذاة المواكب الشعبية ويقومون بإطلاق المفرقعات والطماش والجميع شيوخا وأطفالاٍ‮ ‬رجالاٍ‮ ‬وشباباٍ‮ ‬متجهين ومستبشرين بفرحة العيد السعيد وهكذا تستمر الأفراح الشعبية حتى الساعة العاشرة تقريبا وبعدها‮ ‬يتجهون إلى المنازل لتقديم التهاني‮ ‬للشيوخ والأقارب والأصدقاء وأعيان وعقال ومعاودتهم بالعيد والقيام بمراسيم ذبح ولائم العيد مرددين التكبيرات أثناء الذبح‮.‬ تعاظم البهجة وعن الطقوس والعادات التي‮ ‬يستقبل بها أبناء محافظة حضرموت عيد الفطر تحدث أيضا الأخ محمد أحمد باعباد بالقول‮: ‬البهجة الكبيرة المغمورة بالفرحة صيام شهر رمضان الكريم تتعاظم عند حلول عيد الفطر المبارك بعد أن تجاوز المسلم الصائم المسئولية بنجاح واقتدار وسرور في‮ ‬شهر الصفاء الروحي‮ ‬والفرحة تغمرنا والابتهالات تتعالى أصواتها إلى المولى جل شأنه أن‮ ‬يتقبل الله صيامنا بالعتق من النار ونسأله تعالى أن‮ ‬يعيده علينا في‮ ‬صحة وعافية تامة وبقدوم عيد الفطر المبارك وببهجة وحبور تتبادل التهاني‮ ‬وعبارات الحب والمودة والدعوات الصالحة وبالشكر والثناء للخالق العظيم بأدائها لصلاة العيد وبتعزز التآخي‮ ‬والتآزر بين كافة أبناء محافظة حضرموت متناسين الأحقاد والضغائن والفتن ما ظهر منها وما بطن ففي‮ ‬العيد تتغير الناس بلباسها الجديد القشيب وعلى وجوهها الابتسامة بالنجاح الذي‮ ‬حققته طيلة شهر العبادة والغفران وقد تطهرت لتتزين وتذبح الذبائح شكرا لرب العباد جل شأنه وبطبيعة الحال فلكل منطقة عاداتها وتقاليدها في‮ ‬الأعياد الدينية والأفراح المناسباتية وتشعر بالاعتزاز للامتثال لهذه العادات التي‮ ‬أساسها الأجداد الأفاضل رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته‮.‬ ارتباط الحاضر بالماضي وأضاف باعباد‮: ‬إن عادات وتقاليد عيد الفطر المبارك في‮ ‬اليمن عامة‮ ‬في‮ ‬حضرموت خاصة لها نكهة خاصة تربط الحاضر بالماضي‮ ‬الجميل وإن بدأت تنقرض اليوم بسبب بعض أفكار المتشددين الذي‮ ‬يحاربون العادات والتقاليد بالمفهوم الضيق والموصي‮ ‬من خارجنا‮ (‬البدعة‮) ‬وبلغة التشديد بالتعميم على تقاليد وعادات الأجداد أهل السلف الصالح التي‮ ‬تعبر عن البهجة والسرور‮ ‬ولكل مناسبة فرائحية تقاليدها وعاداتها ففي‮ ‬عيد الفطر‮ ‬يطلق المدفع إيذانا بحلوله فتحيى ليلة العيد بتلاوة القرآن حتى الفجر لتتحول صوب المسجد لصلاة العيد مكبرة شاكرة حامدة لربها وهي‮ ‬متزينة بثوب العيد‮ ‬كما‮ ‬ينطلق الأطفال فرحين بيوم الاحتفال وهم‮ ‬يشاهدون الفرق الشعبية تصول وتجول في‮ ‬الشارع والزوامل وبعدها‮ ‬يذهب الناس في‮ ‬زيارة الإحباء والأصدقاء لتبادل التهاني‮ ‬والمباركة فترة أيام العيد والتمنيات الصادقة لكل فرد بالصحة التامة وحسن الأحوال إلى أفضلها وأن‮ ‬يسود الوطن الأمن والسلام والرخاء والتقدم والازدهار وهكذا تظل القلوب في‮ ‬آمال وتطلعات مشرقة بالخير كل الخير وكل عام وأنتم بخير‮..‬