2008/10/15
الحمدي يقصى تاريخا واسماً من اليمن والحزب الناصري يغض البصر....!!

 مرت علينا قبل أيام قلائل في الحادي عشر من أكتوبر ذكرى اغتيال الرئيس المحبوب اليمني إبراهيم الحمدي ...الذي لم يكشف حتى الآن عن قاتليه الحقيقيين.والذي فجع الشعب اليمني لفقدانه رئيسا محبا لبلده. 

بصراحة لم أتشرف من قبل الكتابة عن هذا الرئيس المحبوب والوفي لبلده ..فلم أفكر يوماً أن اكتب عنه ,ليس لأنني لا أحب الكتابة عنه ,ولكن لإيماني الشديد لأهمية  التنوع في القضايا اليمنية وترك المجال للأقلام الذهبية التي تعرف كيف تسرد في الكتابة عنه وإعطاء حقه لهذا الرئيس البطل والمحب في قلوبنا.

والسبب الذي دفعني اليوم في الكتابة عنه خاصة وان ذكرى يوم اغتياله مرت علينا قبل أيام  هو أن  أسلط الضوء على جريمة  أخرى ترتكب في حق الحمدي وهي ليست عن حادثة اغتياله ولا  عن  دفن قضيته ,وإنما عن اغتيال من نوع أخر ومستمر إلى اللحظة بحق هذا الرئيس الذي اخلص لبلده  ولشعبه وهو محاولات خبيثة في طمس تاريخ الحمدي في اليمن .فبرغم من دفن قضيته وترك قاتليه طلقاء يعبثون في البلد ,إلا أن هؤلاء العابثتين يحاولون دفن ذكراه وتاريخه....فهم لم يكتفوا في التخلص عنه روحا وجسداً وإنما ايضاً اسماً وتاريخاً وهذه أبشع جريمة في حق الرئيس الحمدي وفي حقنا كشعب يمني نريد أن  نهنأ  بتاريخه بعد أن فقدانه  ...فمنذ اغتيال الحمدي ولم  نجد أي احتفال لأحياء ذكراه  في ساحة اليمنية , ففي عام 1990 تم تكريم و  إحياء ذكرى رؤساء اليمنيين السابقين باستثناء الحمدي !!!

وعلى رغم  من كثر احتفالاتنا الوطنية وإعطاء إعلام السلطة مساحه كبيره عن هذة الاحتفالات خاصةً عن عيد  ثورة 26 سبتمبر في الشطر الشمالي والتحدث بشكل متعمق عن  حكم الإمامة إلا إننا لم  نجد ولو لمساحة سطرين في التحدث عن أفضل وأعظم رئيس في اليمن الرئيس الشهيد  إبراهيم الحمدي ,وهو تجاهل  متعمدا بل إقصاء واضح  أمام أعيننا واعين أحزابنا السياسية وعلى رأسهم الحزب الناصري الوحدوي  الذي أطال غض بصره بل ولى مدبراً عن جريمة الإقصاء من قبل النظام الحاكم.

 وفي بداية عامنا هذا 2008 تم تكريم الحمدي في ذكرى الوحده العربية بين مصر وسوريا من قبل القوى الحية في الساحة  العربية ولم يتم ذلك في بلده اليمن ولم نسمع صوت معترض عن أقلامنا أو أحزابنا وعلى رأسهم الناصري يطالب النظام بقوة عن تفسير التجاهل والإقصاء المتعمد بحق الرئيس الحمدي وان كان خصماً له .

لا ننكر أن الحزب الناصري وغيره من الأحزاب حاولوا  في إرساء ذكرى الحمدي على صفحات جرائدهم  ولكن لا يكفي  هذا أن ينتهي الحديث عن الحمدي بصيغة فعل ماضي  بل يجب أن تصب الأقلام في دفاع عن تاريخه ومطالبة وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم بل وإحراجهم في إرساء تاريخ الحمدي في كتبنا ومناهجنا المدرسية كبرنامج للدفاع عن تاريخنا اليمني ,كما انه يمكن أن تستخدم محاولات تجاهل وإقصاء الحمدي كنقاط قوة  لإدانة النظام إن كان كما يدعي براءته من دم الحمدي.

والسعي في هذة القضية تكون لها نتائجها المثمرة فإما أن يستجاب وهذا خيراً للحكومة والنظام أو إما أن ير فض وهنا تتضح لنا الصورة أكثر عن مشاركة في اغتيال تاريخ الحمدي بمساحة وشريحة واسعة من أبناء اليمن......... 

النظام الحاكم يكشر عن أنيابه بقوة أكثر وأكثر طالما  الجميع ساكت وراضي عن تماديه حتى في تاريخنا وثقافتنا التي تبني عقول الأجيال والتي تسهم في خروج حمدي أخر ورجالاً يساندوه  .

ولا ألوم  النظام  طالما أصابع الاتهام متوجه إلى صوبه في اغتيال الحمدي, كما  يعترف لنا بجرأة بالغة بجريمته عندما يتعمد في إقصاء  تاريخ الحمدي وكأن لسان حاله يقول متحدياً :"هل من رجالٍ في اليمن,هل من أحزابٍ  في اليمن  تعترض أو تحتج عن ما افعله بتاريخكم وبمحبوبكم الحمدي..!! 

 طبعاً هنا يقع اللوم وكل اللوم على أحزابنا السياسية واخص باللقاء المشترك واخص أكثر بالحزب الناصر الوحدوي الذي نجد منهم الصمت والخوف في تقاعسهم حول هذة الجريمة وان كان التنديد والاحتجاج اضعف الإيمان ولكن لم يصدر منهم ذلك .

وهنا أدعو الحزب الناصري ومعه زملاءه في اللقاء المشترك  أن يخرجوا من قوقعتهم وان ينطلقوا منها ويطالبوا وزارتي الثقافة والتربية والتعليم في إرساء تاريخ الحمدي في كتبنا ومناهجنا المدرسية وإن  رفضت أن تعطينا التفسير في ذلك ...

فالمعركة أيها الحزب الناصري واللقاء المشترك ورجال اليمن الأوفياء النائمون  تحتاج إلى استخدام نقاط القوى ومعكم نقاط القوى وهو تجاهل وإقصاء تاريخ الحمدي  من قبل النظام وهذا سيشكف لنا عن المتورطين في اغتياله وعن فتح ملف الحمدي . فهل ستحولون قضية الحمدي من قضية ماضي وبكاء على إطلاله إلى قضية حاضر ومستقبل لليمن ؟؟  

  

 _________________

صحفية وكاتبة يمنية

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news104178.html