2019/01/30
وزير الاعلام لوكالة "وات للأنباء": يجب اجبار المليشيا على الانصياع للقرارات الدولية لانقاذ الفرصة الاخيرة للتسوية السياسية

دعا وزير الاعلام اليمني معمر بن مطهر الأرياني المجتمع الدولي الى اتخاذ موقف حازم من ميليشيات الحوثي واجبارها على ''الانصياع'' للقرارات الدولية والاتفاقات الموقعة لإنقاذ الفرصة الأخيرة للتسوية السياسية باليمن، مؤكدا أن الحوثيين ''لا يؤمنون بالحلول السياسية ولا يلتزمون بما جاء في اتفاق السويد الذي مضى عليه شهر ''.

وأوضح الوزير اليمني في حوار خص به وكالة تونس افريقيا للأنباء 'وات' عبر الهاتف اليوم '' أن الحوثيين تنصلوا من التزاماتهم ويسعون للاستفادة من الهدنة الموقعة مع الجانب اليمني في ديسمبر الماضي للاعداد لجولة جديدة من الحرب ''، موضحا أن اليمن يواجه اليوم حربا اقتصادية ساهمت في خسارته حوالي 100 مليار دولار جراء نهب مؤسسات الدولة وإنشاء اقتصاد مواز لتمويل الحرب من قبل جماعة الحوثي .

وأبرز أن الحوثيين قاموا بانشاء الأسواق السوداء لبيع المشتقات النفطية والعبث بالعملة الوطنية والتسبب في انهيارها عقب افراغ خزينةالبنك المركزي اليمني في صنعاء وإيقاف رواتب موظفي الدولة وهو ما انعكس سلبا على كافة مناطق اليمن بما فيها المناطق المحررة واصفا هذه الممارسات ب''المشينة'' باعتبارها أوصلت اليمن إلى ما هو عليه اليوم من وضع مترد.

لكنه أشار الى أن الحكومة الشرعية قامت على الرغم من هذه المعطيات بتعزيز جهودها من أجل ''التخفيف من هذه الأعباء على الشعب اليمني قدر استطاعتها سيما في المحافظات المحررة من خلال صرف رواتب الموظفين والعمل على معالجة الوضع الاقتصادي والنقدي عبر نقل البنك المركزي إلى عدن وانشاء لجنة اقتصادية ''.

وفي رده على سؤال يتعلق بتقرير منظمة الصحة العالمية الذي أفاد بحاجة قرابة 24 مليون شخص الى مساعدات انسانية في اليمن (أي بزيادة 10 في المائة عن السنة الفارطة ) وأن المجاعة خطر يهدد اليمنيين سيما الأطفال منهم، أفاد الأرياني 'وات' أن بعض المناطق باليمن شهدت بوادر مجاعة وفق تعبيره جراء جماعة الحوثي التي انتهجت منذ انقلابها على الدولة في سبتمبر 2014 على سياسة تعتمد على تجميع المواطنين عبر نهب مدخراتهم وفرض الجبايات المختلفة عليهم بما فاقم الأزمة الإنسانية بالبلاد ''.

وفي ما يتعلق بمسألة تجنيد الاطفال وزجهم في المعارك، شدد وزير الاعلام اليمني على أن ''جميع المنظمات الدولية تتحدث عن تورط الميلشيات الحوثية في عمليات ممنهجة وواسعة لتجنيد الأطفال وتعطيل الدراسة من أجل تحويل الطلاب إلى مقاتلين في الجبهات '' مشيرا الى أن '' العالم صدم قبل أيام قليلة بمشاهد في احدى مدارس اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين التي امتلأت بصور الطلاب الذين قتلوا في جبهات الميلشيات الحوثية ''.

وقف اطلاق النار بالحديدة

وحول انتهاكات الحوثين بالحديدة الشمالية التي وصلت 573 مرة والتي أدت إلى مقتل 41 من قوات التحالف العربي وإصابة 396 آخرين في المدة الأخيرة واضطرار القوات اليمنية على الرد على هذه الهجمات، أبرز وزير الاعلام اليمني أن ''الميليشيات الحوثية لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة على غرار الحكومة الشرعية .

ولاحظ الارياني أن هذه الخروقات تسببت في مقتل وجرح المئات من سكان الحديدة، كما أقدمت الميليشيات الحوثية وفق قوله على قصف مخيم للاجئين في مديرية الخوخة وقصفت المصانع وآخرها صوامع الغلال فضلا عن اقدام الحوثيين الى اختطاف واعتقال المدنيين .

 

وأشار في السياق ذاته الى أن خروقات الحوثيين تجاوزت الأمر عبر إطلاق النار على موكب رئيس فريق المراقبين الدوليين باتريك كاميرت، معتبرا أن كل ''هذه الممارسات والانتهاكات تقوض بالفعل اتفاق وقف اطلاق النار بل واتفاقات السويد برمتها '' داعيا الى أهمية اتخاذ ''المجتمع الدولي والأمم المتحدة لموقف صارم إزاء الانتهاكات الحوثية '' في الحديدة التي تمثل نقطة دخول لمعظم السلع التجارية والإمدادات الغذائية إلى اليمن، كما تشكل شريان حياة لملايين اليمنيين.وبسؤاله عن الاحصائيات حول عدد النازحين من محافظة الحديدة الشمالية منذ اندلاع الحرب فيها ( جوان 2018) خاصة وأن التقديرات تشير الى أن العدد يفوق مليون نازح، أكد وزير الاعلام اليمني أنه لاتوجد احصائيات دقيقة، لكنه أقر بأن عدد النازحين كبير بالفعل حيث أدت الانتهاكات الحوثية التي تمثلت في اختطاف واعتقال المدنيين في الحديدة والتمترس في المناطق الاهلة بالسكان الى نزوح عشرات الألاف من المواطنين '' الى منطاق مجاورة.

تبادل الأسرى

وبخصوص اختتام اجتماعات اللجنة الخاصة بتبادل الأسرى في اليمن بمشاركة ممثلين عن الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي بالعاصمة الاردنية عمان وبوساطة أممية (اوائل جانفي الجاري)، أكد وزير الاعلام اليمني، أن الميليشيات الحوثية ما تزال تراوغ حتى الأن (وفقا لممثلي الحكومة في اللجنة) وهي تناور وترفض تقديم تنازلات

حقيقية تفضي الى التوافق على تبادل الآلاف من الأسرى والمعتقلين رغم مطالبة الحكومة بإطلاق سراح معتقلين مدنيين تم اختطافهم من الشوارع والمدن من بينهم سياسيين صحفيين وطلاب بينما طالب الحوثيون بإطلاق سراح أسري حرب تم أسرهم في جبهات القتال.

وعبر عن اعتقاده بأن الحوثيين يبالغون في الحديث عن احتفاظهم بأسرى من التحالف العربي بهدف توجيه رسائل سياسية لأنصارهم وذلك على خلفية تصريح جماعة الحوثي مؤخرا بأن لديها مئات الأسرى السعوديين والاماراتيين وانها سلمت الأمم المتحدة وثائق تثبت وجود مئات الاسرى الحوثيين في السجون الاماراتية والسعودية.

كما اعتبر معمر الأرياني أنه لا أهمية لنشر المزيد من المراقبين في مدينة الحديدة (عقب موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في غضون الاسبوع الماضي بالاجماع على نشر ما يصل إلى 75 مراقبا لمدة ستة أشهر لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة انتشار قوات الطرفين المتحاربين)، طالما تستمر الميليشيات الحوثية في رفض اتفاق السويد الخاص بالحديدة والقاضي بضرورة انسحابهم منها ومن موانئها الثلاثة .

وأشار الى قيام الميليشيات بعرقلة جهود كبير المراقبين باتريك كاميرت مما حدا به الى تقديم استقالته، موضحا أن الحل الوحيد ''يكمن في اجبار الحوثيين على الالتزام بالاتفاقات والضغط عليهم من قبل المجتمع الدولي ودون ذلك لا يمكن أن تسفر زيادة عدد البعثة الأممية في تنفيذ اتفاق السويد'' .

تدهور أوضاع الصحافيين

وحول ما يتعرض له الصحافيون اليمنيون من انتهاكات جسيمة في ظل الحرب الدائرة، أكد وزير الاعلام اليمني أن ''حرية الصحافة في اليمن تمر بأسوأ مراحلها نتيجة اقدام الميليشيات الحوثية على اعتقال وقتل وتعذيب العديد من الصحفيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها ''.

وأضاف أن ''الميليشيات عمدت الى تحويل عدد من الصحفيين لدروع بشرية في المواقع العسكرية الامر الذي أدى إلى استشهاد عدد كبير منهم''.

كما لاحظ الأرياني أن ميليشيات الحوثي أقدمت ''على نهب العديد من المؤسسات الإعلامية والصحفية واغلاق وحجب الصحف والمواقع المستقلة'' ، موضحا أن الحكومة الشرعية تحاول معالجة العديد من القضايا سيما في المناطق المحررة وتحسين الواقع الإعلامي عبر عدد من الإجراءات من بينها إعادة احياء وتشغيل المؤسسات الإعلامية الرسمية واحتواء الصحفيين العاملين فيها والفارين من جحيم الميليشيات الحوثية.

القمة العربية المرتقبة في تونس -

وبخصوص توقعات اليمن من القمة العربية المزمع عقدها بتونس العاصمة في مارس المقبل، شدد وزير الاعلام اليمني على أهمية مساهمة هذه القمة في توحيد الكلمة العربية لمواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف بالمنطقة العربية معلقا أماله في أن تضمد الجراح وتجسر الهوة وتعالج العديد من الخلافات العربية .

,وأعرب عن ثقته في أن يكون لتونس دور كبير ومحوري في خروج القمة بنتائج ايجابية ومثمرة تعود بالنفع على الدول العربية ككل والمواطن العربي بشكل أخص.

ويشهد اليمن، حربا منذ 2014 بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي هادي، تصاعدت في مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.

ومنذ ذلك الوقت ، قتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، بينما تقول منظمات حقوقية مستقلة إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.

وتوصل طرفا النزاع في محادثات بالسويد (ديسمبر الماضي) الى اتفاق لوقف اطلاق النار في محافظة الحديدة، وانسحاب الحوثيين من هذا الميناء، ومغادرة قوات الطرفين لمدينة الحديدة، مركز المحافظة في غرب البلاد .

وكان من المقرّر أن تُطبَّق بنود هذا الاتفاق، إلى جانب اتفاق لتبادل الاسرى، في الاسابيع الاولى من الشهر الحالي، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وسط تبادل اتهامات بخرق الاتفاقات بين الطرفين..

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news105311.html