2019/05/11
كذبة انسحاب ثانية من الحديدة .. هل يلدغ الحوثي المجتمع الدولي مرة أخرى؟

- وزير الإعلام: مايجري استنساخ لمسرحية تسليم ميناء الحديدة لعناصرها - محافظ الحديدة: إعلان الانسحاب محاولة للتغطية على فشل المبعوث الاممي

- محمد جميح: إعلان المليشيا الانسحاب من الحديدة يكشف تناقضها وكذبها- المحلل السعودي العقيلي: مارتن غريفيث يقود عملية تطويل الأزمة اليمنية

- طواف: ما يجري في الحديدة قصة عبثية جديدة ستطيل معاناة الناس

 

أعلنت مليشيا الحوثي الانقلابية للمرة الثانية انسحابها بشكل أحادي من موانئ الحديدة ؛ بدأً من السبت 11 مايو ، ولمدة ثلاثة أيام، وسط رفض رسمي من الحكومة الشرعية لهذه الخطوة وتشكيك واسع في جدية مليشيا الحوثي بتنفيذ اتفاق استوكهولم.
إعلان مليشيا الحوثي انسحابها من موانئ الحديدة جاء بعد أشهر من إعلانها تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق استوكهولم ، وأنها انسحبت من الموانئ.
ورغم تمسك المليشيا بكذبتها الأولى التي أعلنتها في فبراير الماضي ، وتكرار تأكيد ذلك على لسان زعيمها؛ إلا أنها عادت أمس لتتحدث عن استعدادها الانسحاب من موانئ الحديدة ؛ الأمر الذي أثار انتقادات واسعة وتساؤلات عن تواطؤ أممي لتمرير "مسرحية الحوثي" حد وصفهم.

استنساخ مسرحية
وزير الإعلام معمر مطهر الارياني اعتبر عرض ‎مليشيا الحوثي إعادة الانتشار من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بمثابة استنساخ لمسرحية تسليم المليشيا ميناء الحديدة لعناصرها السابقة.
وقال في سلسلة تغريدات على تويتر إن أي انتشار أحادي لا يتيح مبدأ الرقابة والتحقق المشترك من تنفيذ بنود اتفاق السويد، هو مراوغة وتحايل لا يمكن القبول به.
وحذر الإرياني من محاولات المليشيا تضليل المجتمع الدولي ومجلس الأمن قبل انعقاد جلسته القادمة والحيلولة دون اتخاذ موقف حازم أمام استمرارها في عرقلة تنفيذ بنود اتفاق السويد وتقويض جهود الحل السلمي.
‏وأشار الإرياني إلى أن اتفاق ‎الحديدة في المرحلة الأولى يشمل خطوتين، الخطوة الأولى: انسحاب الحوثيين من الصليف ورأس عيسى وتسليم خرائط الألغام للأمم المتحدة ونزع الألغام والمتفجرات وإزالة المظاهر المسلحة وإجراء الرقابه والتحقق واستمرار الرقابة، فيما الخطوة الثانية من المرحلة الأولى تشمل انسحاب ‎المليشيا الحوثية من الميناء الرئيسي في الحديدة وانسحاب القوات الحكومية من مثلت كيلو 8 وتسليم الخرائط ونزع الألغام وإزالة المظاهر المسلحة وعمل رقابه مشتركة في كل المناطق التي سوف يتم الانسحاب منها.
وفي حين اعتبر رئيس الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار صغير عزيز أن أي انتشار أحادي الجانب من قبل مليشيا الحوثي وبدون رقابة وتحقق مشترك ؛ يعتبر تحايلاً على تنفيذ اتفاق استوكهولم ومسرحية هزلية كسابقتها ؛ أكد الكاتب والصحفي محمد جميح أن إعلان المليشيا بالإنسحاب يكشف تناقضه وكذبه.
وقال متسائلاً على صفحته في تويتر: "كيف يعلن الحوثي أنه انسحب اليوم من ميناء الحديدة مع أنه قد أعلن انسحابه من الميناء والمدينة قبل عدة أشهر؟! ألا يعني إعلان انسحابه اليوم أنه كان يكذب عندما أعلن انسحابه من قبل؟!
وأضاف: كما أثبت الحوثي اليوم تناقضه وكذب ادعائه الانسحاب من قبل، فسيثبت الحوثي غداً أنه كذب اليوم كما كذب أمس.
وتابع في تغريدة أخرى "نصت الاتفاقات على ضرورة وجود رقابة ثلاثية لأي انسحاب في الحديدة، لكن ما جرى اليوم من مزاعم انسحاب حوثي من الموانئ هو عبارة عن مسرحية مكشوفة، لأن ممثلي الطرف الحكومي لم يكونوا حاضرين، ثم إن الحوثي يسلم الموانئ لخفر السواحل الموالي له. 
واعتبر أن ما يجري من انسحاب في الحديدة مجرد "مسرحية غرضها تبييض وجه غريفيث، وخدمة الحوثي".

غريفيث ودور الشرعنة
وفيما تقول مليشيا الحوثي إنها بدأت فعلياً الانسحاب من موانئ الحديدة بغياب رقابة الحكومة الشرعية، اتجهت الأنظار إلى المبعوث الاممي إلى اليمن مارتن غريفيث ودوره في شرعنة انقلاب المليشيا ؛ بدلاً من تطبيق قرارات الأمم المتحدة واتفاق استوكهولم.
محافظ الحديدة الحسن طاهر اعتبر مايجري في الحديدة بمثابة محاولة للتغطية على فشل المبعوث الأممي مارتن غريفيث .. مؤكداً أن هذه الانسحابات لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه من خطوات نصت على مراقبة ثلاثية وإزالة الألغام.
من جهته يقول المحلل العسكري السعودي سليمان العقيلي إن مارتن غريفيث يقود عملية تطويل الأزمة اليمنية .. معتبراً أن تواطؤ غريفيث مع مليشيا الحوثي سيتأكد إذا وافق على تمثيلية الانسحاب من الحديدة بدون آليات اتفاق استوكهولم المتمثلة في إدارة الشرطة المحلية التابعة للحكومة قبل الانقلاب للموانئ ، وأن يتم الانسحاب بحضور اللجنة الثلاثية.
وتابع: "ما يهم موظفو الأمم المتحدة هو استمرار مرتباتهم الضخمة وليس حل الأزمة اليمنية" .. مضيفاً: بالله قولوا لي ماهي القضايا العربية التي عالجتها الأمم المتحدة منذ نكبة فلسطين عام 1948 وحتى الان !؟.
ويصف عبدالوهاب طواف - دبلوماسي سابق - ما يجري في الحديدة بـ "قصة عبثية جديدة" من شأنها أن تطيل معاناة الناس وتنهي أي أمل بتنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وأكد في تغريدة على صفحته في تويتر أن إعلان الانسحاب من قبل مليشيا الحوثي خطوة تمنح غريفيث فرصة حياة جديدة لمواصلة مسلسل "التفاؤل".
مضيفاً : "نجحت ميليشيا الحوثي بجر الجميع إلى التعاطي والانشغال بعبث المراوغة والكذب والتدليس والتلاعب بالوقت وبمعاناة الناس ودمائهم".

تقزيم الدور الأممي

من جهته يقول الصحفي والكاتب كامل الخوداني: "قبل كل جلسه لمجلس الأمن يزور غريفيث الحوثيين يتفق معهم يعلنوا موافقتهم على تنفيذ اتفاق ستوكهولم ويروح مجلس الأمن يقدم تقرير أنه حقق تقدم والحوثيين وافقوا على الانسحاب وبعد انعقاد الجلسة يعود الحال إلى ما كان عليه". 
ويرى الخوذاني في إعلان الحوثي الانسحاب من الحديدة بمثابة ضحك على الشرعية وعلى مجلس الأمن الدولي.
في حين يؤكد الإعلامي خالد العلواني أنه بمجاراة غريفيث لألاعيب مليشيا الحوثي في الحديدة يكون قد قزم دور الأمم المتحدة في اليمن وجعلها تظهر وكأنها شريك فاعل في شرعنة عصابات التمرد والانقلاب الحوثي.
واستدرك "لكن المؤكد أن انكشاف أدوار غريفيث لن تزيد الشعب اليمني إلا إصراراً على استعادة دولته وإنهاء الانقلاب الكهنوتي".
من جهته حذر المحلل العسكري يحيى أبو حاتم من الاستمرار في التماهي مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي يرتكب جريمة بحق الشعب اليمني .. داعياً إلى الحسم العسكري.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news106811.html