2019/05/27
حملات شعبية على الانترنت تتخطى الحدود وتعزز مواقف الشرعية

العليي: اليمنيون حاليا بحاجة إلى تعزيز مكانة الشرعية من خلال العمل الجماهيري


"رداً على أسئلة الصحفيين بشأن التعليقات الأخيرة حول المبعوث الاممي إلى اليمن مارتن غريفيثس، أفاد المتحدث باسم الأمين العام بأن الأمم المتحدة تتابع بقلق شديد الأحداث الأخيرة وتشدد الخطاب في اليمن خلال الأيام الماضية".  
كان ذلك نص لمطلع خبر في موقع أخبار الأمم المتحدة نشر في 20 مايو الحالي بالتزامن مع حملة شعبية إلكترونية واسعة عبر وسائل التواصل الإجتماعي طالبت الحكومة برفض التعامل مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
الحملة جاءت عقب إظهار المبعوث الاممي إلى اليمن انحيازه إلى مليشيا الحوثي من خلال محاولاته التماشي مع "الانسحاب الصوري" الأحادي الجانب لمليشيا الحوثي من موانئ الحديدة بغياب الرقابة الثلاثية التي نص عليها اتفاق استوكهولم.
في 11 مايو نشر السفير البريطاني إلى اليمن مايكل آرون تغريدة انتقد فيها ماوصفه بـ"تهكّم اليمنيين" على مزاعم الحوثيين بالانسحاب من موانئ الحديدة ؛ أثارت استنكار الأوساط الشعبية اليمنية على وسائل التواصل.
هذه التغريدة قوبلت بأكثر من 800 تعليق ناقد ، مادفع السفير البريطاني للاعتذار عبر صحيفة الشرق الأوسط، ، والتبرير بأن الهدف من وراء تغريدته الانتظار لمعرفة هل عملية الانسحاب الحوثية إيجابية أم سلبية.. شارحاً موقف بلاده المعترف والداعم للحكومة الشرعية والتحالف العربي. 
تغريدة السفير آرون دفعت بالصحفيين اليمنيين المتواجدين في الرياض لإطلاق حملة مقاطعة مأدبة إفطار كان قد دعا لإقامتها في 19 مايو الحالي ؛ حيث نجحت الحملة في امتناع الغالبية من المدعوين عن الحضور وعدم نشر السفارة لأي خبر عن المؤدبة.

استعادة الدور المجتمعي

يقول الصحفي والكاتب همدان العليي - أبرز الفاعلين في الحملات الشعبية الأخيرة عبر وسائل التواصل الإجتماعي - إن الحملات العفوية والصادقة التي أطلقت مؤخراً عبر وسائل التواصل الإجتماعي استعادت الدور المجتمعي الهام في مسألة الرقابة المجتمعية وتعزيز العمل الشفاف.
وأكد لـ"الثورة نت" أن "حملة #أين_الفلوس التي هدفت لتعرية فساد المنظمات الدولية كان لها تأثيراً كبيراً جدا" إذ سارعت الكثير من المنظمات الدولية لكشف تقارير حساباتها المالية على مواقعها في وسائل التواصل الإجتماعي حتى لا تطالها اتهامات الفساد.
هذه الحملات - وفق العليي - تأتي في إطار العمل المجتمعي الذي يتم من خلاله التأثير على أصحاب القرار في الكثير من القضايا سواءً كانت سياسية أو مجتمعية، ولتعزيز موقف الحكومة الشرعية التي تواجه الضغوط الدولية نظراً لعدم ظهور الإسناد المجتمعي لها.
وبحسب العليي فإن اليمنيين في هذه المرحلة بحاجة إلى تعزيز مكانة الشرعية من خلال العمل الجماهيري سواءً المنتقد لبعض الممارسات الخاطئة من قبل بعض قيادات الدولة ، أو الرافض لبعض الخطوات الدولية التي لن تسهم بشكل حقيقي ومباشر في تحقيق السلام ، وإنما تصنع حالة من اللاسلم واللاحرب والتي ستؤثر على اليمن واليمنيين وستزيد من معاناتهم. 
وشدد العليي في حديثه مع "الثورة نت" على ضرورة استمرار هذا الدور والإسناد المجتمعي .. متمنياً أن ينتقل هذا الحراك المجتمعي من العالم الافتراضي إلى الواقع المجتمعي؛ من خلال خروج المسيرات المساندة أو الرافضة في المناطق المحررة لرفض العبث الأممي.
وقال: "إن الرسائل التي يبعثها اليمنيون هي رسائل مؤثرة في المجتمع الدولي ؛ لأن المجتمع الدولي يتعامل مع السلطة باعتبارها طرف، وعندما يتحرك المجتمع تتغير النظرة الدولية ،وتصبح الرسالة أكثر وضوحاً ونضجاً ؛ وليس أمام المتلقي الدولي إلا أن يخضع لها".
 

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news107007.html