2019/06/10
مليشيا الحوثي تحول المؤسسات الإعلامية الرسمية إلى "أبواق" طائفية

باع مجوهرات زوجته البسيطة لينشئ بسطة لبيع الخضار في منطقة سواد حنش وسط العاصمة صنعاء جنبته الوقوع في العوز على مدى أربع سنوات من سيطرة المليشيا الحوثية على مقر عمله.
يقول الصحفي الذي كان يشغل رئيس قسم في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إنه يشعر بالحسرة كلما مر من أمام مبنى وكالة سبا "لقد أصبحت كبيت الأشباح" بعد أن كانت خلية نحل ومركز تنوير ومصدر معظم أخبار اليمن.
يعتقد هذا الصحفي الذي تحتفظ "الثورة نت" بإسمه انه أكثر حظا من مئات الصحفيين الذين فقدوا وظائفهم وأصبحوا معدمين، ويؤكد في حديثه لـ "الثورة نت" انه شاهد زميلاً له يتسول في احد شوارع العاصمة.
تكالبت تحديات مختلفة ومتداخلة على بيئة العمل الصحفي في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا التي فرضت أجندتها وتوجهاتها على وسائل الإعلام التي تعمل في مناطق نفوذها وفق قاعدة "من لم يكن معي فهو ضدي".
قضت مليشيا الحوثي الانقلابية على حرية العمل الصحفي بالكامل في المناطق التي تسيطر عليها ، واستخدمت كل الوسائل لقمع العمل الصحفي ؛ بدءً بالتحريض والتهديد وإعاقة الحركة والاعتقال والتعذيب وانتهاءً بالقتل.
وتمر مناسبة يوم الصحافة اليمنية للمرة الخامس ، ومازال 24 صحفياً في المختطفات يواجهون صنوف التعذيب الجسدي والنفسي، ما دفع بالكثير من الصحفيين ممن عجزوا عن الفرار من مناطق سيطرة المليشيات إلى ترك العمل الصحفي والبحث عن مصادر رزق أخرى.
يقول أحد أعضاء هيئة التدريس في كلية الإعلام بجامعة صنعاء لـ"الثورة نت" إنه من الصعوبة الحديث عن واقع الاعلام والصحفيين فيما يتعرض الصحفيون للضرب والاعتقال والتهديد.
وأضاف: "لا غرابة في تعامل الحوثيين مع الصحفيين ووسائل الاعلام فهذا نهج المليشيات في كل عصر" ويربط عودة الإعلام الحقيقي بعودة الدولة الشرعية.
وفرضت المليشيا سيطرتها بالقوة على جميع المؤسسات الإعلامية الرسمية في كل من صنعاء و تعز والحديدة مثل مؤسسة الثورة والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون بجميع القنوات والاذاعات التي تتبعها ، ووكالة الأنباء اليمنية سبأ ، وعينت على رأسها عناصر يتبعون لها ؛ عملوا على تحويلها إلى وسائل ناطقه باسمها، ما تسبب في تراجع دورها وتأثيرها على المتلقي بشكل كبير.
ويرفض معظم العاملين في المؤسسات الإعلامية الحكومية الاستمرار في العمل نظراً لانحراف تلك الوسائل الإعلامية عن أداء رسائلها الإعلامية، وتحولها إلى وسائل مروجة لأفكار الحوثي الطائفية والتدميرية، وتعيين مشرفين غير مؤهلين على تلك الوسائل الإعلامية. 
وخصصت مليشيا الحوثي مساحة واسعة في وسائل الإعلام الحكومية التي تحتلها لتمجيد ما يسمونها بالمسيرة القرآنية و رموزها ، ونشر المواد الدينية في جميع المناسبات الحوثية الطائفية مثل يوم الغدير وذكرى مصرع زعيم الجماعة الأول حسين الحوثي و غيرها ، حتى لا تكاد تخلو عدد من مادة صحفية تتحدث عن آل البيت أو المسيرة القرآنية أو استعراض واقعة تاريخية طائفية وهذا ما ساهم أيضا في عزوف القارئ عن شراء هذه الصحف ومتابعة باقي الوسائل.

 

* تحتفظ "الثورة نت" بالأسماء لدواعي أمنية
 

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news107213.html