
"لا يرحموا ولا يخلوا رحمة الله تنزل" بهذا المثل الشائع استهل المواطن علي الريمي 37 عام من منطقة شملان حديثة عن تسبب مليشيا الحوثي في حرمانهم من المساعدات التي قرر برنامج الغذاء العالمي ايقافها بشكل تدريجي.
يقول الريمي لـ"الثورة نت" كنا في منطقة شملان ،شمال غرب العاصمة صنعاء، نحصل _كل شهرين_ على سلة غذائية، مضيفا "لقد كانت تمثل لنا الكثير" انه يشعر بالقلق من قطع هذه المساعدة التي كان يقدمها البرنامج، ويحمل مليشيا الحوثي المدعومة من ايران مسؤولية ما قد يلحق بمئات الاسر في الحي الذي يسكنه جراء قطع المساعدة.
يعتقد أهالي حي شملان انهم محظوظين لانهم يحصلون على هذه المساعدة ،حتى لو لم تكن شهرية، فهناك الكثير من احياء مدينة صنعاء لم يحصلوا على شيء منذ دشنت المليشيات الازمة بانقلابها على الحكومة الشرعية رغم انهم مسجلين ضمن كشوفات المستحقين "لكن هناك من يسرق حصصهم"، ويختم علي حديثه "نعلم ان هناك سلال شهرية تصرف بأسمائنا ولكنا كنا نقول نصف البلاء ولا كله" في إشارة الى استيلاء المليشيات على نصف الكمية المقررة لهذا الحي.
وعلى بعد 200كم تقريبا من حي شملان اقنع أبو الحسن مشرف المليشيا على توزيع المساعدات في منطقة سمارة أهالي قرية الضبر ان ست سلال غذائية هي نصيبهم الشهري من مساعدات برنامج الغذاء العالمي وعلى مدى عام كان أهالي الضبر ،70 اسرة، يقتسمون الجوع والمعاناة و هذه السلال الغذائية ليكتشفوا بالصدفة ان حصة قريتهم الفعلية 64 سلة غذائية، يقول ناصر الجبري ،احد أبناء القرية، لقد حملنا السلاح لأخذ حقنا وبالفعل تم تغيير المشرف وحصلنا على الحصة كاملة لكن بعد ان سرقونا اكثر من عام.
الجبري اكد لـ"الثورة نت" ان معظم أهالي قريته والمنطقة بشكل كام يعتمدون على المساعدات الغذائية التي يحصلون عليها من البرنامج "قطعها سيمثل مشكلة كبيرة لمعظم الأهالي"، وعلى مقربة من سمارة لم يحصل أهالي مدينة كتاب والمناطق المجاورة لها مثل المنزل وبيت الدعوس ورباط الشعري على أي نوع من المساعدات رغم ان البرنامج يمتلك كشوفات بأسماء المئات من أهالي هذه المناطق.
كما يمتلك كشوفات لـ 15 الف مستفيد تحمل بصماتهم وجميعهم مسجلين في مركز الوحدة _شارع الجزائر_ الذي يشرف عليه القيادي عبدالوهاب شرف الدين ومن خلال التواصل معهم اتضح ان 75% منهم لم يحصلوا على أي نوع من المساعدات الغذائية التي قدمها البرنامج خلال الفترة الماضية.
وفي السياق نفسه قال عاقل حارة في منطقة الحصبة شمال العاصمة ان المدعو عبدالوهاب شرف الدين طلب منه كشف وبطائق أهالي الحي وقدمها له بالفعل لكنهم لم يحصلوا على أي مساعدة اطلاقا وحمل الجماعة الانقلابية المسئولية عن معاناة الناس وحرمانهم من ابسط حقوقهم.
وعلق المصدر عن الاجراء الأخير لبرنامج الغذاء الذي قضى بتعليق جزي لتوزيع المساعدات في صنعاء بقوله "شعرت بالسعادة والحزن في نفس الوقت" السعادة لحرمان الحوثيين من مليارات الريالات التي يسرقونها من قوت البسطاء وشعرت بالحزن على حرمان بعض الاسر ممن كانت تحصل على المساعدات.
و وصف المصدر مليشيا الحوثي بانهم "ابشع جماعة يمكن ان تحكم " متساءل عن مصير الشعب والبلد بشكل عام اذا ما استقر لهم الوضع واحكموا السيطرة على البلاد.
وكان برنامج الغذاء العالمي قد علق انشطته مؤخرا ، بشكل جزئي، في جميع المناطق التي تسيطر عليها المليشيا بعد فشل مفاوضات مطولة مع الميليشيات حول اتفاق لوضع ضوابط تمنع تحويل الغذاء بعيدا عن أكثر الناس ضعفا في اليمن، واتهم مدير البرنامج في احاطته التي قدمها يوم الاثنين لمجلس الامن الحوثيين بسرقة الغذاء من افواه الجوعى وايصاله الى الجهة الخطأ، في إشارة صريحة الى ان جماعة الحوثي تحولون المساعدات الغذائية المخصصة لمساعدة المحتاجين الى جهات أخرى تتبع الجماعة.
يذكر ان الجماعة الحوثي الانقلابية لم تكتفي بفرض عدد من القيود والإجراءات التعقيدية على أنشطة المنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الإنساني بل عملت أيضا على زرع عناصرها _اجبارا_ في هذه المنظمات لتصبح على اطلاع مستمر بكل الأنشطة .