2019/12/26
بعد هزيمة الواي فاي والكافيهات.. الحوثيون يواجهون الحرب الناعمة في عبايات النساء وقصات الشعر

 

منذ مطلع ديسمبر الجاري، وبعد خطاب ألقاه زعيمهم تخوض مليشيات الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن حرباً شاملة ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، ابتداء من شبكات الانترنت، ومروراً بالمقاهي والكافيهات، ووصولاً إلى البالطوهات والملابس النسائية وصوالين الحلاقة، في إطار ممارساتها الممنهجة لإذلال اليمنيين وقهرهم واستلاب حقوقهم وخصوصياتهم.


وجاءت هذه الممارسات بعد خطاب متلفز لزعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، في نوفمبر الماضي، قال فيه إن أعظم خطر يتهدد جماعته في هذه المرحلة، يتمثل في "الحرب الناعمة، حرب الضلال والإبعاد عن الهوية الدينية". محذراً أتباعه من مواقع التواصل الإجتماعي بقوله: "البعض يدخل على مواقع التواصل الاجتماعي يتأثر بأي شيءٍ يطَّلع عليه، بأي شيءٍ، أي عنوانٍ قد يكون عنواناً مغرياً".


وبعدها نفّذت مليشيات الحوثي حملة أمنية داهمت خلالها عدداً من المقاهي والكافيهات بصنعاء بحجّة الاختلاط ، وهي ذات الحجة التي كانت تستخدمها على مدى السنوات الماضية لجباية الأموال من هذه المقاهي وابتزاز ملاكها.


ومنذ الثاني من ديسمبر الجاري، أغلقت المليشيات معظم الكافيهات والمقاهي والاستراحات النسائية والرجالية، بقوّة السلاح، والتي تعد المتنفس الأخير للشباب خصوصاً الذين لا يتعاطون القات.


كما وسعت مليشيا الحوثي من حملتها لتشمل النوادي الرياضية الخاصة بالسيدات في صنعاء، رغم عدم وجود رجال فيها، إلى جانب المعاهد التعليمية الخاصّة، في إطار التضييق الممنهج الذي تمارسه الجماعة بحق المواطنين في مناطق سيطرتها.


وبعدها دشنت المليشيات الحوثية حملة واسعة اقتحمت خلالها معامل الخياطة ومحلات بيع الملابس النسائية في مختلف الأحياء والمناطق بصنعاء، وفي مقدمتها المحلات المتواجدة بشارع هائل، وقامت بتفتيشها ومصادرة الأحزمة الخاصة بالبالطوهات والعبايات النساء وأحرقتها.


و"الأحزمة" هي قطعة قماشية ملحقة بـ"البالطو النسائي" وتستخدمها المرأة لشد وسطها، وبررت المليشيات إحراقها بمخالفتها للباس الشرعي، وتعد أحد أسباب "تأخير النصر" الذي تسعى إليه. حد زعمهم.


وبحسب مصادر محلية فإن المليشيا ألزمت محلات ببيع الملابس النسائية بإخفاء الدمى البلاستيكية الإعلانية وإزالتها من واجهة المحلات التجارية، وحذّرتهم من بيع العبايات النسائية "المخصرة" بأحزمة قماش بذريعة أن هذه المجسّمات تثير الغرائز الجنسية لدى الرجال وتعد أحد أدوات الحرب الناعمة ضد الجماعة.


وتداول نشطاء يمنيون، صوراً ومقاطع فيديو تظهر قيام مسلحي الحوثي بنزع الأحزمة عن مئات "العبايات النسائية"، وإحراقها في الشوارع أمام المحلات التجارية، مع ترديد شعار الصرخة الخمينية.


وقبلها، كانت المليشيات الحوثية قد شنّت حملات واسعة لمصادرة شبكات الانترنت المحلية (الواي فاي)، على مستوى المحافظات والمديريات والقرى، وصادرت الأطباق الخاصّة بالبث، ولكن بذريعة أنها غير مصرّحة من الجماعة.


ومؤخّراً، أصدرت مليشيات الحوثي تعميمات جديدة لمحلّات الحلاقة، وبحسب وثائق تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد حذّرتهم خلالها من إجراء أي قصّات شعر التي وصفتها بـ"المنافية لقيمنا ومبادئنا ومنافية ومخالفة لعاداتنا وتقاليدنا".


حروب ثانوية

وفي هذا السياق، قالت حورية مشهور وزير حقوق الإنسان الأسبق إن "موضوع إحراق مرابط أو أحزمة بالطوهات النساء في صنعاء وتوجيهات إدارية خاصة بقصات الشعر هي أتفه من إثارتها لأني أعتقد إنها لحرف الأنظار عن إنتهاكات خطيرة". 


وأضافت مشهور في تغريدة بحسابها على تويتر: "دعونا في الأهم .. دعونا في الانهيار الشامل الذي تعيشه البلاد .. دعونا في الصعوبات والتحديات التي تحول دون الوصول إلى السلام".


فيما علّق الإعلامي مبروك المسمري، بقوله: "جماعة الحوثي الكهنوتية تواصل وصايتها على حريات الناس وحياتهم الخاصة، وهذه المرة من خلال توجيه ملّاك صوالين الحلاقة بالامتناع عن أي قصات شعر منافية للعادات والتقاليد كما يزعم توجيههم، علما بأن الجماعة تمارس القتل والتشريد والنهب والفساد بشكل علني، بينما تدعي الفضيلة في بعض التفاصيل الثانوية".


من جهته، تساءل الناشط الحقوقي رياض الدبعي، وهو مسئول وحدة الرصد والتوثيق في ‎"تحالف رصد" الحقوقي، بقوله: "تضييق الحريات الشخصية لسكان مناطق سيطرة الحوثيين. هل هي محل اهتمام للمنظمات الحقوقية العاملة في صنعاء وعلاقاتها جيدة معهم. أم هي مشغولة بإيقاف تصدير الأسلحة إلى دول التحالف العربي وتربية البسس؟".

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news110922.html