– ثائر الشرعبي
تعد هجرة الكفاءات العلمية والمهنية اليمنية إلى الخارج ظاهرة معقدة متعددة الأبعاد¡ حيث تشير الدراسات والأبحاث إلى أن العمولمة لعبت دورا◌ٍ مباشرا◌ٍ في تناميها.
فالكفاءات العلمية والمهنية هي أحد أهم مقومات التنمية¡ بل هم صانعوها¡ وأعدت من أجلهم¡ وهجرتهم هدر على بناء الوطن ونمائه وأمنه الاجتماعي.
فبعض من هذه الكفاءات أنفقت الدولة عليهم ليعودا بالنهوض بها ولكنهم في نهاية المطاف لا يعودون لأن الفرق بين بلدهم والبلدان الأجنبية شاسع¡ من حيث المعيشة وظروف العمل والمناخ التعليمي¡ والبعض الآخر هاجر نتيجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية في بلده ومن السهل استقطابه في الخارج¡ ويعد فقدانه من أخطر ما يهدد حياة أي مجتمع.
المبادرة التي أطلقها وزير المغتربين مجاهد القهالي والمتمثلة في تدشين الوزارة لعملية حصر الكفاءات العلمية والمهنية في الخارج ودعوته لهم بمساعدة وطنهم ووزارتهم بإبداء آراøئهم وملاحظاتهم حول الكيفية التي يتمنون رؤية بلدهم ووزارتهم بها¡ خطوة في الاتجاه الصحيح ونتمنى أن تلقى الدعوة من قبل الكفاءات في الخارج تجاوبا◌ٍ معها وإرسال ملاحظاتهم وآرائهم وبياناتهم للتواصل معهم¡ باعتبار ذلك واجبا◌ٍ وطنيا◌ٍ يتحتم عليهم.
وعلى المعنيين في الوزارة تنفيذ تلك المبادرة ووضع إستراتيجية مستقبلية لرعايتهم واحتضانهم وخصوصا◌ٍ الكفاءات العلمية من خلال تنظيم برامج للاستفادة منهم¡ وعلى الحكومة توفير المناخ المناسب لهم في وطنهم عند عودتهم¡ وبناء شراكة حقيقية وفعالة مع تلك العقول المهاجرة.
من خلال استعراضي وبحثي عن الكنوز اليمنية بالخارج أصبت بالدهشة والحسرة معا◌ٍ¡ لما يمتلك اليمن بالخارج من علماء ومفكرين وعمداء كليات ورؤساء أحزاب ومخترعين وأطباء وجراحين وأدباء وإعلاميين واقتصاديين¡ وصلوا إلى مراتب البروفسورات والأستاذية في العديد من المجالات العلمية والنادرة¡ ويعملون في إدارة اكبر مؤسسات العالم الخدمية والصناعية والتعليمية¡ فكم الوطن بحاجة إليهم وإلى خبراتهم¿!