2020/01/09
في حوار مع (الثورة): السفير الصيني: هناك عشرات الدوافع لتنفيذ اتفاق الرياض ولا حجة لغير ذلك 

     - اتفاق الرياض نموذج لحل شامل في اليمن وهو في صالح الجميع.

     - نتمنى من الجميع تقديم تنازلات والابتعاد عن المهاترات الإعلامية.

     - نقوم بالتنسيق بين مختلف الأطراف اليمنية لتقريب وجهات النظر.

     - في الصين  20 مليون مسلم وأمريكا تثير الشائعات حول إقليم شينج يانج.

 

يقوم السفير الصيني لدى اليمن كانغ يونغ بجهود كبيرة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف اليمنية، ولا يكاد ينقضي أسبوع واحد دون أن يكون على طاولة لقاءاته إحدى الشخصيات اليمنية من القيادات الحكومية أو قيادات الأحزاب أو من منظمات المجتمع المدني والشباب والنساء لمناقشة الأوضاع الحالية في اليمن، والإطلاع على مختلف وجهات النظر.

يؤكد يونغ في حوار خاص لـ "الثورة نت" أنه كسفير لجمهورية الصين الشعبية يرى في اليمنيين أهل حكمة وذكاء، ولديهم القدرة على تجاوز هذه الحرب ، إذا ما أقدمت جميع الأطراف على تقديم التنازلات المناسبة والكف عن المهاترات الإعلامية، والعمل بجد على تنفيذ استفاق استوكهولم واتفاق الرياض.

كما يرى السفير الصيني أن مخرجات الحوار الوطني تشير إلى طريق صحيح لبناء وإدارة اليمن، وأنه حان الوقت لترك الخلافات وتنفيذ هذه المخرجات، لأن الشعب اليمني لا يستطيع أن يتحمل مزيدا من المعاناة..

 

نص الحوار/

- بداية نشكر لك سعادة السفير إتاحة هذا الوقت لإجراء هذا الحوار مع "الثورة نت" ودعنا نبدأ من اتفاق الرياض الذي وقعته الحكومة الشرعية مع المجلس الانتقالي ..  كيف تنظر إلى الإتفاق وكيف ترى مسار العملية السلمية في اليمن؟

شكراً جزيلاً لكم .. اتفاق الرياض، أظن بأنه اتفاق تاريخي، ولهذا الاتفاق ثلاث خصائص مهمة، أولها التمسك بالحوار السياسي لحل القضية الجنوبية، والثانية نصه على مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في الحكومة كمنظمة سياسية مشروعة تساهم في إدارة شؤون البلد، والثالثة تأكيده على دمج كل القوى العسكرية والأمنية في الجيش الوطني والقوى الأمنية الوطنية.

أعتقد أن هذا الاتفاق لا تكمن أهميته في حل القضية الجنوبية فقط، بل يعدُ نموذجاً لمصالحة تشمل كل الأطراف في اليمن، وقد هنأت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي كثيراً وآمل في تنفيذ الاتفاق بشكل عملي، وأعتقد بأن اتفاق الرياض يتناسب مع مصالح الحكومة اليمنية، والمجلس الانتقالي ، والأحزاب والمنظمات الجنوبية المختلفة، وأهم من ذلك أن هذا الاتفاق يصب في مصلحة الشعب اليمني.

ولذلك أقول إنّ لدينا عشرات الدوافع لتنفيذ الاتفاق ،ولا توجد أي حجة لعدم تنفيذه، وأنا على تواصل مستمر مع كل الأطراف لتنفيذ الاتفاق، وآمل من كل الأطراف أن تنفذ الاتفاق، وكل الأطراف تبدي نوايا جيدة لتنفيذ بنوده، وأنا أقدر ذلك تقديراً عالياً.

ومثل كل الاتفاقيات في العالم، يقابل تنفيذ الاتفاق بعض الصعوبات، ولذلك يجب على الأطراف المختلفة تغليب مصالح الشعب اليمني، والاستفادة من اللجنة المشتركة لمناقشة المشاكل وجها لوجه، وتقديم التنازلات اللازمة، والتوصل إلى الحلول المناسبة.

 بالإضافة إلى ذلك يجب على الأطراف المعنية خلق البيئة الإعلامية المناسبة لتنفيذ الاتفاق، وعدم الانجرار وراء المهاترات الإعلامية، وباعتباري سفيراً لجمهورية الصين الشعبية، سأتابع تنفيذ اتفاق الرياض، وأبذل جهوداً كبيرة للحد من الخلافات بين الأطراف، وتقريب وجهات النظر، من أجل تنفيذ الاتفاق.

 

اتفاق استوكهولم

- سعادة السفير كيف تنظر إلى اتفاق استوكهولم بعد مرور عام على توقيعه؟

نحن الآن في العام 2020، وهذا العام هو العام السادس للحرب في اليمن، وبداية عام ثاني من توقيع اتفاق استوكهولم، وأنا أتمنى من صميم القلب أن تظهر كل الأطراف المرونة في تنفيذ هذا الاتفاق ، حرصاً على مصالح الشعب اليمني. نحن نجد كثيراً من الاتهامات المتبادلة بين الجانبين، وهذه الاتهامات تطال المبعوث الدولي أيضاً، وأظن أن هذه الاتهامات لا معنى لها، والأهم هو التغلب على كل الصعوبات وبذل أقصى الجهود في تنفيذه، لأن الشعب اليمني يحتاج  إلى السلام والحياة الطبيعية.

- ماذا تتوقع للأوضاع في اليمن خلال العام الجديد 2020م؟

في السنة الجديدة أتمنى أن تستأنف العملية السلمية، فالشعب اليمني شعب حكيم، وقد توصل اليمنيون بعد حوار شامل وموسع  إلى مخرجات الحوار الوطني اليمني في العام 2014 ، وقد قرأت هذه المخرجات بدقة، ويمكن القول إن هذه المخرجات تشير إلى طريق صحيح لبناء وإدارة الوطن.. وحان الوقت لترك الخلافات وتنفيذ هذه المخرجات ، لأن الشعب اليمني لا يستطيع أن يتحمل مزيداً من المعاناة.


- كيف تنظر إلى الوضع حالياً على الساحة اليمنية؟
في الفترة الأخيرة ، لاحظت بعض التطورات الإيجابية، إذ أن وتيرة الحرب انخفضت، وتم تبادل بعض الأسرى وعقد الحوار بين الأطراف المعنية ، وآمل أن تزداد هذه التطورات الإيجابية باستمرار لبناء الثقة المتبادلة ، بما يؤدي إلى التوصل إلى سلام وطني شامل.

وكسفير لجمهورية الصين الشعبية سأواصل تقديم النصائح لمختلف الأطراف بمواصلة المباحثات حتى يتحقق السلام، كذلك سأواصل جهودي للتنسيق بين الجهات المختلفة الصينية واليمنية، لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، وكل هذه الجهود هي في سبيل استتباب السلام في اليمن، ولاستعادة الشعب اليمني للحياة الطبيعية.

قضية الإيغور

- نتمنى سعادة السفير أن توضح لنا القمع الذي يتعرض له الأيغور بحسب الأخبار القادمة من هناك؟

الصين دولة تشتهر بالتعددية العرقية والدينية، يعيش في الصين 56 قومية مختلفة ، والحقيقة أن احترام وحماية حرية الاعتقاد الديني سياسة أساسية للحزب الشيوعي الصيني، وللحكومة الصينية ، فكل مواطن صيني يتمتع بحرية الإيمان أو عدم الإيمان بعقيدة دينية.

يتمتع المواطنون ، سواءً معتنقي الأديان أو غيرهم بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها على قدم المساواة ، ولا يكون اختلاف العقائد سبباً لعدم المساواة في حقوقهم ، وتحترم الدولة حرية المواطنين في الاعتقاد الديني ، وتحمي النشاطات الدينية الطبيعية ، ويمارس المواطنون حقهم في حرية الاعتقاد الديني ، على أن لا يعوقوا الحقوق المشروعة للمواطنين الآخرين ، أو يجبروا غيرهم على الاعتقاد بدين معين ، أو يعاملوا المواطنين غير المتدينين أو المواطنين المعتقدين بالأديان الأخرى بصورة غير عادلة ، أو يستغلوا الدين للإساءة إلى الحقوق والمصالح المشروعة للمواطنين.

 ولكي تمارس حقك في حرية الاعتقاد الديني يجب أن تحترم النظام العام والعادات الطيبة ، وتحترم التقاليد الثقافية والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية للمجتمع الصيني، والقوانين الصينية تحظر أي سلوك تمييزي تحت مبررات إقليمية أو عرقية أو دينية وغيرها ، وتنص (لوائح الشؤون الدينية) على أنه لا يجوز نشر التطرف الديني وتأييده وتمويله، ولا يجوز استغلال الدين لتخريب الوحدة القومية وتفتيت الدولة وممارسة النشاطات الإرهابية..

 

- كيف هو وضع المسلمين في الصين، ونشاطهم الديني؟
من نافلة القول إن الأديان الرئيسية في الصين هي البوذية، والطاوية، والإسلام، والكاثوليكية، والمسيحية ، وغيرها ، ويبلغ عدد مواطني الصين من المتدينين ما يقرب من مائتي مليون فرد ، ويبلغ عدد رجال الدين أكثر من 380 ألف فرد ، ويبلغ عدد رجال الدين البوذي حوالي 222 ألف فرد ، ويبلغ عدد رجال الدين الطاوي أكثر من 40 ألف فرد ، ويزيد عدد أبناء الأقليات القومية العشر التي يعتنق أغلبية أبنائها الإسلام ، عن 20 مليون نسمة ، ويبلغ عدد رجال الدين الإسلامي أكثر من 57 ألف فرد ، ويبلغ عدد معتنقي الكاثوليكية حوالي 6 ملايين فرد ، ويبلغ عدد رجال الدين الكاثوليكي حوالي 8 آلاف فرد ، ويتجاوز عدد معتنقي المسيحية 38 مليون فرد ، ويبلغ عدد رجال الدين المسيحي نحو 57 ألف فرد ، ويبلغ عدد الجمعيات الدينية في الصين حوالي 5500 ، منها 7 على المستوى الوطني، وهي الجمعية البوذية الصينية ، والجمعية الطاوية الصينية ، والجمعية الإسلامية الصينية ، والجمعية الكاثوليكية الوطنية الصينية ، وفرقة الأساقفة الكاثوليكية الصينية ، واللجنة البروتستانتية الصينية للحركة الوطنية الذاتية الثلاثية ، والجمعية المسيحية الصينية..

- بكل تأكيد سيكون لكل دين أو طائفة فعالياتها وأنشطتها .. كيف تتعامل الدولة الصينية مع أنشطة هذه الأديان والمتدينين؟

تقوم الدولة بتسجيل المواقع التي يقيم المواطنون المتدينون النشاطات الدينية الجماعية فيها وفقا للقانون ، مع إدراجها ضمن نطاق الحماية القانونية ، لضمان ممارسة النشاطات الدينية حسب التحديدات المعيارية وبانتظام.

حالياً، يبلغ عدد المعابد البوذية نحو 33.5 ألفا ، ويبلغ عدد المعابد الطاوية أكثر من 9000 ، ويبلغ عدد المساجد الإسلامية أكثر من 35 ألفا ، ويبلغ عدد الأبرشيات الكاثوليكية 98 ، ويبلغ عدد الكنائس وقاعات النشاطات أكثر من 6000 ، ويبلغ عدد الكنائس المسيحية ومواقع التجمع حوالي 60 ألفا.

- نعود لموضوع القمع الذي نسمعه عن الإيغور .. ماهي الصورة الحقيقية لما يحدث؟  

 لم يحدث أي اعتداءات أو قمع للإيغور ، بعض الصور والفيديوهات المعينة يمكننا أن نكشف بأنها مفبركة بسهولة ، كما أشرت بأن احترام وحماية حرية الاعتقاد الديني سياسة أساسية للحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية.

وحول الحملة الإعلامية ضد الصين ، أريد أن أؤكد على أن منطقة شينجيانغ الإيغورية ذاتية الحكم وتتعرض كثيراً للإرهاب والتطرف وفي سبعينيات القرن الماضي ، قامت الولايات المتحدة بدعم تنظيم القاعدة وبن لادن في أفغانستان للتنافس مع الاتحاد السوفيتي ، والأمر أدى إلى انتشار القوى الإرهابية والمتطرفة بشكل واسع في أفغانستان والمناطق المجاورة ، وشينجيانغ الصينية أول الضحايا لذلك التطرف فمنذ تسعينات القرن الماضي ، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر ، قامت المنظمات الإرهابية بآلاف العمليات الإرهابية في شينجيانغ والتي أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة ويمكننا أن نقول أن الولايات المتحدة هي أول سبب لظهور القوى الإرهابية في شينجيانغ..

- إذا ما الإجراءات التي تقوم بها الحكومة الصينية في وجه ماذكرت من عمليات التطرق والإرهاب؟

الحكومة الصينية تكافح العمليات الإرهابية بشدة، وحسب خطة الأمم المتحدة لمنع التطرف العنيف ، حيث قامت الحكومة الصينية بإنشاء مركز التعليم والتدريب للمهارات المهنية، لإعداد وتأهيل الشباب، خاصة الذين تأثروا  بأفكار التطرف والإرهاب، ليساعدهم على التخلص منها، وإيجاد بعض المهارات للعمل وكسب لقمة العيش ، ومركز التعليم والتدريب للمهارات المهنية .. هذا مثله مثل مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في السعودية.

- هل حققت هذه الجهود شيئاً على الأرض؟

هذه الجهود حققت النتائج الإيجابية ، فكثير من الشباب تخلصوا من أفكار التطرف والإرهاب ، وأصبحوا من  المواطنين الذين يلتزمون بقانون الدولة ويبذلون جهودا لتحسين معيشتهم ، والأوضاع الأمنية في شينجيانغ تحسنت كثيراً، ولم تحدث  أي حادثة إرهابية فيها ، وقطاع السياحة في شينجيانغ يستأنف نشاطه من جديد.

- أنت ذكرت أن الولايات المتحدة هي أول سبب لظهور القوى الإرهابية في شينجيانغ .. ماذا تقصد بذلك؟

الولايات المتحدة تريد أن تستغل قضية شينجيانغ بالتشويش ووضع حد للتنمية الصينية.. شينجيانغ حققت الأمن بأبنائها والشعب الصيني كله سعيد بذلك ، لكن الولايات المتحدة غير سعيدة بهذا الأمر ، لأن تحقيق الأمن في شينجيانغ سيساعد على مزيد من التنمية الصينية، وهذا يؤدي بدوره إلى تقليص الفجوة بين الصين والولايات المتحدة ، وهذا يتعارض مع فكرة " الولايات المتحدة الأولى"،  والأمريكيون قلقون من ذلك ، ويخلقون الشائعات في قضية شينجيانغ ويقومون بتشويه الصين لكي يضروا بالتنمية الصينية وزرع الخلافات بين الصين والدول العربية والإسلامية. 

- هل من أهداف وراء ذلك؟

الولايات المتحدة تتعامل  بمعايير مزدوجة في قضية مكافحة الإرهاب، فبعد أحداث الحادي عشر من  سبتمبر طلبت الولايات المتحدة من كل دول العالم أن تقف إلى جانبها ، وإن لم تفعل  فأنت  تدعم الإرهاب ، ولكن عندما حدث العملية الإرهابية في شينجيانغ الصينية ، وصفتها الولايات المتحدة العملية بأنها للحصول على الديمقراطية والحرية ، و سلوك الولايات المتحدة التي لا تميز بين الخطأ والصواب قد عاد بالضرر الكبير على المجتمع الدولي ، وإذا واصلت الولايات المتحدة سياسية المعايير المزدوجة ، فهذا سيؤدي لتشجيع  الإرهاب ويجعل المزيد  من الدول والشعوب ضحايا للإرهاب.

 

كلمة أخيرة
- مالذي تود قوه في نهاية هذا الحوار سعادة السفير؟

نشكر اليمن حكومةً وشعباً على وقوفهم إلى جانب الصين، ونحن نقدر موقفهم، ونثق بأن الشعب اليمني شعب ذكي ويستطيع أن يميز بين الخطأ والصواب، ولن يُخدع بأكاذيب الولايات المتحدة ، وعند لقاءاتي مع الأصدقاء اليمنيين ، نتساءل! أين أسلحة الدمار الشامل في العراق؟!وأريد أن إقول إن الصين باعتبارها أكبر دولة نامية، وثاني أكبر اقتصاد، إذا فشلت تحت ضغط التشويه والأكاذيب الأمريكية ، فيمكن للولايات المتحدة أن تظلم كل الدول النامية كما تشاء ، ولن تنجو الدول النامية من ذلك!.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news111159.html