2020/03/29
فتك باليمنيين قبل أن يصل .. كورونا يوكل مهمته في اليمن للحوثيين ويكتفي بدور المراقب

- رصد "الثورة نت" عشرة أساليب سلكتها مليشيا الحوثي للإستفادة من كورونا

- هددت المليشيا بالتعامل مع كورونا كعمل عدائي بهدف التحشيد للجبهات

- أحد الحوثيين توعد بتوفير موت أفضل من كورونا بالذهاب للجبهات

- نفذت حملات جباية واسعة، وفرضت مبالغ طائلة على القادمين من السعودية

- استغلت المليشيا كورونا لتشديد الحصار المفروض على تعز

 

بينما يستنفر العالم بأكمله في وجه الفيروس المتوحش الذي أرعب البشرية، (كورونا) بعد أن فتك بحياة الآلاف، ويزداد توسعا كل يوم، وجدت مليشيا الحوثي في الفيروس الذي لازالت اليمن بمنأى منه فرصة لتحويله إلى أداة لاستخدامه في معركتها، للفتك باليمنيين وتحقيق هدافها في خدمة المشروع الإيراني.
فبعد ظهور كورونا وانتشاره عالميا سارعت مليشيا الحوثي للاستفادة بأقصى مايمكنها من الوباء لصالح تمكين المشروع الإيراني من خلال الترويج للوباء باعتباره واحدة من الحروب التي تستهدف الشعب اليمني من قبل أمريكا والسعودية، ودعوة المواطنين في مناطق سيطرتها للموت في الجبهات بدلا من الموت بكورونا، واستغلال انشغال العالم بكورونا للتصعيد في الجبهات، وتشديد الحصار على محافظة تعز.
كما عملت مليشيا الحوثي تحت لافتة مواجهة الوباء على جني مزيد من المكاسب المالية لعناصرها من خلال تنفيذ حملات جباية واسعة طالت أصحاب المحلات التجارية والصيدليات  والمستشفيات والشركات الخاصة والمطاعم تحت لافتة حملة معا ضد كورونا، وفرض مبالغ باهضة على المغتربين القادمين من المملكة لاتقل عن 400 ريال سعودي، فضلا عن اتخاذ كورونا وسيلة للابتزاز.

عمل عدائي

ورغم أن إيران كانت الدولة الثانية التي انتقل إليها كورونا بعد الصين، وكانت السبب الرئيسي في انتشار العدوى إلى كثير من الدول العربية، إلا أن زعيم مليشيا الحوثي في خطابه يوم 25 مارس تناسى ذلك وحاول استغلال الفيروس لتأليب الرأي العام في حربه على الشعب اليمني من خلال تحميل أمريكا والسعودية والإمارات مسؤولية دخول الوباء إلى اليمن، في محاولة لإقناع المنخدعين أن كورونا من الحروب التي تشن عليهم.
زعيم المليشيا قال إن "أي وصول للكورونا إلى اليمن سيكون بفعل وإشراف أمريكي عبر أدواته السعودية والإمارات وسيتم التصدي له على أنه عمل عدائي".
ليس ذلك فحسب بل سعى للقول إن تفشي كورونا يأتي عن توجه أمريكي لنشر الوباء واستغلاله، مع أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاني اليوم إصابة عشرات الآلاف من الامريكيين، ومتوقع أن ينتقل بؤرة الوباء إليها.
وقبله كان محمد علي الحوثي رئيس مايسمى باللجنة الثورة العليا قد كتب على صفحته في تويتر تغريدة قال فيها إنه ناقش موضوع وباء كورونا العالمي مع المبعوث الأممي الى اليمن "مارتن غريفيث"، وأن وباء كورونا "صناعة أميركية".
ومطلع مارس الحالي قال وزير صحة المليشيا طه المتوكل إنه "لا يوجد في اليمن حالات إصابة بفيروس كورونا، لكنهم سيحملون دول التحالف المسؤولية إذا ما ظهرت أي إصابة في البلاد".
يقول الكاتب والناشط همدان العليي تعليقا على استغلال الحوثيين لكورونا "ربما مليشيا الحوثي الوحيدة في العالم التي تستفيد من الكوارث، بل وتعيش عليها، مثل الدودة التي لا تعيش إلا على الأجساد الميتة ، تستفيد من الخلافات .. تستفيد من الجهل .. تستفيد من الفقر والمجاعة .. تستفيد من الكوليرا والكورونا، ولهذا لا تعمل على الحد من هذه المشاكل والكوارث بل تسعى لحدوثها.

تحشيد المقاتلين

وضمن أساليب مليشيا الحوثي لاستغلال "كورونا" وتحويله إلى وباء يخدم أجندتها في حروبها التي تخوضها لقتال الشعب اليمني لصالح إيران، وجدت المليشيا في الوباء فرصة لتحشيد المقاتلين والزج بهم في جبهات القتال، تحت خديعة الموت في الجبهة أشرف من الموت بكورونا.
ففي برنامج تلفزيوني على إحدى القنوات الموالية لمليشيا الحوثي دعا ناشطي حوثي يدعى شفيع ناشر المواطنين للذهاب للقتال في الجبهات على اعتبار أن الموت في الجبهة خير من الموت بكورونا، مع أن اليمن لم تسجل أية حالة إصابة حتى الآن.
وقال إن "جبهات القتال هي المكان الآمن من فيروس كورونا، حيث لا يوجد اختلاط هناك، ومن الأفضل أن يموت اليمني وهو يقاتل في الجبهة بدلاً من أن يموت مثل البعير من فيروس كورونا". مضيفا: "نحن سنقرب لكم الأمور، ونقرب لكم المسألة ، بدلاً أن تموت موتة الأغنام محبوس في البيت تموت في الجبهة".
وزير الإعلام معمر الارياني اعتبر استغلال الحوثيين لكورونا في التحشيد لجبها القتال يكشف بشاعة وقبح وإجرام ودموية المليشيا الحوثية التي تسوق المواطنين للجبهات دون اكتراث لمصيرهم، وتوظف الجائحة العالمية خدمة لأهدافها في تثبيت الانقلاب وتحويل اليمن منصة لاستهداف دول الجوار وإقلاق امن المنطقة والعالم.
واتهم الوزير الإرياني مليشيا الحوثي الانقلابية باستغلال الوباء العالمي كورونا وحالة الفزع لدى المدنيين من احتمالية تفشي الفيروس لحشد اليمنيين إلى محارق الموت خدمة لأجندة إيران التوسعية، وهو ماكشفت عنه تصريحات قيادات المليشيا مؤخرا. مطالبا المنظمات الدولية ومنظمتي الصحة العالمية واليونيسيف بمراجعة أسلوب عملها في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، بعد انكشاف استغلال مليشيا الحوثي الإنقلابية لفيروس كورونا لتثبيت انقلابها وتحويل اليمن إلى منصة لاستهداف دول الجوار وإقلاق أمن المنطقة والعالم.

الوباء للثراء

وتحت مبرر مواجهة كورونا عملت مليشيا الحوثي على تحقيق أقصى درجات الاستفادة من هذه الجائحة العالمية، من خلال جني أرباح طائلة من الأموال تحت مبررات عدة، منها مخالفة تطبيق الإجراءات الإحترازية، والمساهمة في مواجهة الوباء.
ونفذت مليشيا الحوثي الإنقلابية حملات جباية واسعة طالت أصحاب المحلات التجارية والصيدليات  والمستشفيات والشركات الخاصة في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها تحت لافتة حملة معا ضد كورونا، فرضت خلالها مبالغ طائلة.
كما نفذت حملات واسعة شملت المئات من المطاعم والكافتيريات وأجبرتهم على دفع مبالغ مالية تتراوح بين 10 آلاف الى 100 ألف ريال بحجة الدعم والتمويل المجتمعي لحملات الوقاية من كورونا.
وفي السياق أقدمت مليشيا الحوثي على احتجاز آلاف العائدين من المملكة العربية السعودية تحت مبرر حجر صحي في منطقة رداع بمحافظة البيضاء، وأخضعت كل من لم يدفع مبلغ 400 ريال سعودي على البقاء في الحجر في ظروف غاية في السوء.
وبلغ عدد المحتجزين في الحجر الذي فرضته في رداع خلال الأسبوع الأول ثلاثة آلاف محتجز في أماكن لاتتوفر بها أدنى خدمات الرعاية، رغم أن الجميع خضعوا للفحص ولم تسجل أية حالة تستدعي إخضاعهم للحجر.
واتهم مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان مليشيا الحوثي بارتكاب باحتجاز المواطنين، في نقطة عسكرية خارج مدينة البيضاء في ظروف غير آدمية وتعمل على تعرضيهم لمختلف الأمراض والأوبئة تحت مبرر الحجر الصحي.
وأكد المركز توثيق شهادات لمواطنين تعرضوا لإهانات مباشرة ومتعمدة بأبعاد سياسية ومناطقية، وأن مسلحي الميليشيا عمدوا لابتزاز المسافرين ماليا بحجة مكافحة أمراض فيروس كورونا.
وطالب المركز منظمة الصحة العالمية بالإشراف الكامل على مناطق الحجر الصحي، وتشكيل فرق عمل محايدة، تخضع لمعايير السلامة الحقيقية وتنأى بها عن سبل الابتزاز المالي والسياسي الذي تقوم به ميليشيا الحوثي.

واتهمت الحكومة مليشيا الحوثي بالانتقال من "مرحلة استغلال جائحة كورونا لمضاعفة معاناة اليمنيين في المنافذ بين المحافظات وتصفية حساباتها مع المواطنين وتشديد الحصار على محافظة تعز، ومحاولة ابتزاز المجتمع الدولي والمنظمات الدولية تحت مبرر دعم الإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

تصعيد ميداني

وضمن محاولات مليشيا الحوثي للاستفادة أكبر قدر ممكن من كورونا في حربها أقدمت مليشيا الحوثي على تصعيد جبهات القتال في أكثر من محور استغلالا لانشغال العالم والشرعية والتحالف بمواجهة فيروس كورونا، متناقضة مع إعلان استجابتها لدعوة الأمم المتحدة بتخفيض التصعيد العسكري التي دعت لها الأمم المتحدة لمواجهة فيروس كورونا.
وظهر زعيم المليشيا الحوثية يوم الجمعة الماضية متوعدا بمزيد من التصعيد، واستخدام أسلحة جديدة، إضافة إلى قيام المليشيا بتسيير طائرات مسيرة باتجاه المملكة العربية السعودية في تصعيد تجاوز دعوات المجتمع الدولي، واستعداد الشرعية والتحالف للتهدئة.

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news112171.html