2020/04/20
أنباء متضاربة حول أسباب وفاة ابن شقيق زعيم الحوثيين


اعترفت الجماعة الحوثية بوفاة نجل شقيق زعيم الجماعة محمد أحمد بدر الدين الحوثي، وسط تضارب في الأنباء حول الأسباب الحقيقية وراء وفاته المفاجئة.
ففي حين زعم قادة الجماعة في برقيات التعازي التي رفعوها إلى زعيمهم عبد الملك الحوثي أن وفاته كانت نتيجة صراعه مع «مرض عضال»، ذكرت مصادر محسوبة على الحكومة الشرعية أنه لقي حتفه في المعارك الأخيرة مع الجيش الوطني في جبهة صرواح غرب مدينة مأرب.
وفي حين لم تستبعد المصادر الحكومية أن تكون الجماعة تحاول التغطية على مقتله بخبر وفاته بالمرض، توقعت مصادر محلية في صنعاء على صلة بما يدور في أروقة الجماعة أن يكون قد تمت تصفيته ضمن مسلسل الصراع على النفوذ بين أجنحة النفوذ داخل الأسرة الحوثية نفسها.
وزعم القادة الحوثيون - بحسب ما جاء في تعازيهم - أن نجل شقيق زعيم الجماعة الحوثية كانت له أدوار في جبهات القتال، وأنه تنقل بين أغلب الجبهات، وهو ما يتناقض مع فكرة إصابته بالمرض.
ووالده هو أحمد بدر الدين الحوثي الذي قتل هو الآخر مع شقيقه حسين الحوثي، مؤسس الجماعة، في مديرية مران بمحافظة صعدة في عام 2004، خلال تمرده آنذاك.
ولم يظهر محمد بدر الدين من قبل في وسائل إعلام الجماعة رسمياً غير أن صوره التي بثتها تشير إلى أنه في العشرينيات من عمره.
وكانت الميليشيات الحوثية اعترفت رسمياً في أغسطس (آب) الماضي بمقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي شقيق زعيمها عبد الملك بدر الدين الحوثي، في بيان يلفه الغموض دون الإشارة إلى ملابسات مقتله أو المكان أو الزمان، وفق ما جاء في بيان نعيه الصادر عن داخلية الجماعة الانقلابية غير المعترف بها دولياً.
واتهمت الجماعة الموالية لإيران من وصفتها بـ«أيادي الغدر والخيانة التابعة لأميركا وإسرائيل وأدواتها» بأنها المسؤولة عن اغتيال شقيق زعيمها، في وقت أشارت ترجيحات مراقبين إلى احتمال تصفيته في إطار الصراع المتبادل بين أجنحة الميليشيات.
وعادة ما تتكتم الجماعة على مقتل كبار قياداتها ولا تعلن ذلك إلا بعد مرور أشهر، كما حدث مع القيادي البارز والمقرب من زعيمها طه المداني، حيث اعترفت بمقتله بعد نحو عام كامل.
ومنذ بدء انقلاب الميليشيات الحوثية على الحكومة الشرعية في 2014 أحاط زعيمها عبد الملك الحوثي تحركاته وتحركات أشقائه بالمزيد من السرية والتخفي فيما دفع بالآلاف من أتباعه ومن زعماء القبائل الموالين له إلى الموت في جبهات القتال المختلفة، ويعد شقيقه إبراهيم أبرز أقاربه الذين سقطوا حتى الآن منذ الانقلاب.
وسواء إذا ما ثبت أن نجل شقيق الحوثي لقي مصرعه في جبهات القتال أم ثبت مقتله ضمن عملية تصفية داخلية بين أجنحة الجماعة، يرجح المراقبون أن ذلك سينعكس أمنياً على الترتيبات المتبعة لتحركات قادة الميليشيات ما يجعلهم يتخذون تدابير أكثر حذراً خشية الاستهداف.
يشار إلى أنه يعتمد على شقيقه عبد الخالق الحوثي في قيادة ما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري، فيما يعهد إلى بقية أشقائه وأبنائهم بمهام أمنية وعسكرية وإشرافية باستثناء شقيقه يحيى المعين وزيرا لتربية الانقلاب في حكومة الجماعة غير المعترف بها، وكذلك ابن عمه محمد علي الحوثي الحاكم الفعلي لمجلس حكم الجماعة.
وتصاعدت أخيراً حدة الصراع بين أجنحة الجماعة الحوثية على الأموال والمناصب والنفوذ، حيث بدأ ذلك يظهر للعلن، ما جعل زعيم الجماعة يتبنى وفق مصادر خاصة تحدثت لـ«الشرق الأوسط» دعم الجناح الذي يقوده رئيس مجلس حكم الانقلاب مهدي المشاط في مقابل الأجنحة التي يقودها أقاربه وعلى وجه التحديد الجناح الموالي لمحمد علي الحوثي ابن عمه، والجناح الموالي لعمه المعين وزيراً للداخلية عبد الكريم الحوثي.

* الشرق الأوسط

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news112456.html