2021/07/02
سجلُ أسود وجرائم حوثية لا تتوقف في البيضاء

لا يكاد يمر يوم دون أن ترتكب فيه مليشيا الحوثي عدداً من الجرائم والانتهاكات بحق سكان محافظة البيضاء منذ السيطرة عليها عام 2015م وحتى الساعة في ظل غياب شبه تام لوسائل الإعلام المحلية والدولية والمنظمات الحقوقية وتفاعل الناشطين والحقوقيين.

 

جرائم مليشيا الحوثي بحق نساء وأطفال البيضاء متنوعة ومتعددة ومتعمدة مع سبق الإصرار والترصد، وقليلة هي التقارير التي تحدثت بالأرقام عن انتهاكات وجرائم مليشيا الحوثي في محافظة البيضاء.

خلال الأسبوع الماضي ارتكبت مليشيا الحوثي عدداً من الجرائم بحق المدنيين، حيث استشهد ثلاثة أطفال في انفجار مقذوف من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية في مديرية الزاهر.

وذكرت المصادر أن الأطفال عوض عبدالله محمد عوض الحبجي 10 سنوات ، وعبدالرب محمد عبدالرب محمد الحبجي 10 سنوات، وعوني حسين ضيف الله عبدالرب الحبجي 11 سنة، استشهدوا أثناء قيامهم برعي الأغنام في منطقة الحبج  جراء انفجار أحد المقذوفات التي أطلقتها مليشيا الحوثي من أسلحتها الثقيلة (مقذوف بي إم بي) على منطقة الحبج بمديرية الزاهر آل حميقان الآهلة بالسكان.

 

مصدر في محافظة البيضاء أفاد لصحيفة 26سبتمبر أن عدد ضحايا الألغام والمقذوفات الحوثية في محافظة البيضاء يرتفع يوماً بعد آخر في مختلف مناطق المحافظة، وذلك يتسبب باستشهاد وإصابة العشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال، ونفوق العشرات من قطعان الأغنام، في الوقت الذي لاتزال المليشيا الإرهابية الموالية لإيران تزرع الألغام في مناطق سيطرتها على الطرق العامة والممرات لاستهداف المدنيين وإعاقة تقدم الجيش والمقاومة”.

 

ومن جرائم مليشيا الحوثي الأسبوع الماضي قصفها مدرسة وقرى بمنطقة آل حميقان في مديرية الزاهر، حيث شنت مليشيا الحوثي، يوم الجمعة 15 يونيو قصفاً مدفعياً وصاروخياً استهدف مناطق آهلة بالسكان ومدرسة بمديرية آل حميقان الزاهر غريي المحافظة.

 

وقالت مصادر محلية: إن مليشيا الحوثي الإرهابية استهدفت منازل المواطنين بقصف مدفعي تركز على منطقة المضبي، ما دفع العديد من الأهالي إلى النزوح من منازلهم.

 

وقد جاء هذا القصف بعد يوم على قصف مماثل استهدف قريتي ثرة وآل الحماطي بين مديريتي مكيراس البيضاء ولودر أبين، أدى إلى إصابة طفل يدعى علي عرفات الحماطي بجروح وتضرر منازل وممتلكات المواطنين ونزوح للسكان من القرى.

 

استهداف متعمد

استهداف مليشيا الحوثي للقرى والمساكن ومزارع المواطنين ليس حالة نادرة بل برنامج شبه يومي، حيث تشن قصفا عشوائيا على منازل وممتلكات المواطنين في مختلف مناطق المحافظة بشكل شبه يومي، ما يتسبب في سقوط ضحايا مدنيين وتهدم وتضرر مئات المنازل والممتلكات.

 

وفي مطلع هذا الأسبوع 26يونيو نفق 20 رأسا من الغنم، في انفجار شبكة ألغام زرعتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في مديرية الزاهر.

 

وأفاد المرصد اليمني للألغام في تدوينة على مواقع التواصل، بأن انفجار الألغام بقطيع الأغنام، وقع في أحد مراعي “آل حميقان” بمديرية الزاهر.

 

ويقول سكان محليون: إن هذه الجريمة ليست الأولى، حيث نفقت مئات الأغنام والجمال في حوادث مماثلة أسفرت أيضا عن استشهاد عددٍ من الرعاة، حيث أثبتت الأحداث أن مليشيا الحوثي تتعمد زراعة الألغام والعبوات الناسفة في المزارع والوديان ومناطق الرعي والاحتطاب، بهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا في أوساط الأبرياء، وهو ما يحدث فعلا عندما يدفع الإنسان والحيوان معًا ثمن تلك الأفعال الإرهابية.

 

غياب

الجرائم المذكورة لم تحض باهتمام من قبل المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام، وكذلك جرائم المليشيا في حق سكان البيضاء على مدى سبعة أعوام لم تحض بتقارير حقوقية واسعة ترصد كافة الانتهاكات باستثناء تقرير صدر في نهاية عام 2020 عن مركز رصد للحقوق والتنمية، وقد وثق التقرير زيادة في الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، بحق المدنيين في محافظة البيضاء.

 

ورصد التقرير 674 حالة انتهاك خلال العام 2020م، بنسبة زيادة 28% عن العام 2019م، وشملت الانتهاكات، 49 حالة قتل في صفوف المدنيين، و34 حالة إصابة، و399 حالة اختطاف.

 

كما وثق التقرير 79 حالة اعتداء على الممتلكات الخاصة، و22 حالة تدمير لمنازل، وسبع حالات اعتداء على الممتلكات العامة، إضافةً إلى ست حالات اعتداء على المساجد.

 

وأشار المركز إلى أن من أبرز تلك الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي الاستمرار في الجباية ونهب الأموال والممتلكات دون مراعاة للوضع المعيشي السيء الذي وصل الناس إليه جراء سيطرتهم على مقدرات الدولة والاستمرار في حملات الاقتحام للمحلات التجارية والمصرفية ومصادرة العملة المحلية الجديدة، وتمكين عناصرهم والموالين لهم ليكونوا مشرفين في الحارات والمؤسسات الحكومية والخاصة للمراقبة والتجسس على الآخرين، والاستمرار في ملاحقة من يحملون أجهزة اتصال حديثة وتفتيشها ونهبها في حالة وجدوا مقاطع لا توافق سياستهم مما جعل المواطن لا يحمل هاتفه في الأسواق والسفريات، بالإضافة إلى إجبار الموظفين والمعلمين لحضور أنشطة عنصرية اسبوعية، وكذا الاستمرار في الاستحواذ على المساجد واستبدال الأئمة والخطباء وتمكين عناصرهم في ذلك، وإيقاف الجمعيات والمؤسسات الخيرية عن العمل ونهب مقدراتها.

 

وبين التقرير أن مليشيا الحوثي عملت على إحلال عناصر تابعين لها من خارج المحافظة في المناصب الحكومية بدلا عن أبناء المحافظة، وواصلت عمليات إذلالها المستمر من قبل نقاط التفتيش للعابرين والمسافرين دون مراعاة حرمة الأطفال والنساء.

 

أعوام من الإرهاب

التقرير السنوي الصادر عن “مركز رصد للحقوق والتنمية” تقرير وحيد عن محافظة البيضاء قدم أرقاما كشفت فظائع السجل الأسود للحوثيين خلال 2020 والتي تعدت إلى الإذلال والقهر وسلب حق الحياة.

 

وبحسب متابعين فإن مديرية “ذي ناعم” الواقعة إلى الجهة الغربية من المحافظة شهدت أكبر جرائم مليشيا الحوثي بمعدل وصل 34% وهي حصيلة مثلت أكثر من ثلث إجمالي الانتهاكات.

 

وتأتي مديرية “ردمان” في المرتبة الثانية بعد “ذي ناعم” في معدل الانتهاكات، والتي بلغت نسبتها نحو 30% من إجمالي جرائم الحوثيين التي ترتكب بالبيضاء.

 

وأظهرت الحصيلة الإجمالية للانتهاكات الحوثية خلال 6 أعوام أرقاماً صادمة لمدى الإرهاب الحوثي في المحافظة التي تشكل بمثابة حلقة ربط بين ثماني محافظات.

 

حيث رصد التقرير منذ 2014 وحتى 2020، أكثر من 6 آلاف و363 انتهاكا من قبل مليشيا الحوثي بحق سكان المحافظة ورجال القبائل المعروفة بمناهضتها التاريخية للحكم السلالي.

 

وطبقا لذات التقرير فقد ارتفعت أعداد الضحايا لنيران مليشيا الحوثي إلى 1253 مدنيا بينهم 620 جريحا و633 قتيلا منذ الانقلاب أواخر 2014 وحتى نهاية العام الماضي.

 

كما طالت حملات الاعتقالات الحوثية أكثر من 2440 مدنيا و953 جريمة اعتداء وانتهاك للأملاك الخاصة والعامة و1751 انتهاكا يشمل الحصار والتهجير القسري.


* سبتمبر نت
 

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news117103.html