2021/08/08
حذروا من خطر قادم.. باحثون يتحدثون لـ(الثورة نت) عن دوافع تفشي ظاهرة العنف ضد الأقارب من قبل الحوثيين - انفوغرافيك
  • د. بادي: الظاهرة حاصل جمع الخلل القيمي والاعتلال النفسي والأفكار الضالة.
  • الصادر: قتل الأقارب مؤشر لمنظومة عنف جديدة أسوأ من داعش والقاعدة.
  • د. الحداد: الظاهرة انعكاس للتعبئة ومؤشر خطير لمستوى العنف الأيديولوجي.

اعتبر متخصصون ومهتمون أن انتشار ظاهرة العنف ضد الأقارب من قبل العناصر الملتحقة بصفوف مليشيا الحوثي الإرهابية انعكاسا للايدلوجيها المتطرفة التي تحملها مليشيا الحوثي، ومؤشراً على منظومة عنف خطيرة تجاوزت التنظيمات الارهابية مثل داعش والقاعدة.
وتحدثوا في تعليقات لـ"الثورة نت" عن جملة من الأسباب التي دفعت عناصر مليشيا الحوثي للتحول إلى خطر يهدد حياة الآباء والأمهات والأقارب، من أبرزها الافكار الأيدلوجية الخطيرة التي يتم شحنهم بها في الدورات الثقافية، واعتبار من حولهم كفارا يجوز قتلهم لمخالفتهم منهج الولاية.
ونشر موقع الثورة نت سابقاً تقريراً رصد فيه 13 أبا وأما قتلوا على يد أبنائهم من عناصر مليشيا الحوثي الذين خضعوا لما يسمى بالدورات الثقافية التي تقيمها مليشيا الحوثي، إضافة إلى 21 آخرين قتلوا على يد أقاربهم الحوثيين بينهم زوجات وأبناء وأخوات وإخوة منذ يناير 2020 وحتى يوليو الماضي.
اعتلال وأفكار ضالة
يؤكد الدكتور. محسن بادي باحث في علم الاجتماع والفكر والديني أن ظاهرة  قتل الوالدين أو أحد أفراد الأسرة القريبين يعد نمطا شاذاً من الجرائم، يعرفه المتخصّصون في علم الجريمة باسم Parricide  (قتل الأب أو الأم) وهي حاصل جمع الخلل القيمي والاعتلال النفسي والأفكار الضالة.
وقال بادي لـ"الثورة نت" إن الأفكار الضالة من أبرز الأسباب وراء انتشار قتل الآباء والأمهات ، سيما في اليمن وتحديداً  في المناطق الواقعة  تحت سيطرة المليشيات الحوثية.
وأكد أن مليشيا الحوثي اتجهت مؤخراً لأساليب جديدة في التجنيد تعتمد على الشحن الطائفي الذي لا يعدو عن كونه إرهاباً أيديولوجياً قائماً على تكفير الآخر ، وإباحة دمه، كونه لا يؤمن، حتى وإن كان ذلك الآخر أقرب أقربائه (والديه).
واعتبر قتل الآباء والأمهات والأقارب ظاهرة جديدة دخيلة على المجتمع اليمني،  من شأنها أن تخلق اضطرابات اجتماعية وتفكك أسري.. معربا عن عن خشيته من أن تصبح تلك الحالات الموتورة ضمن الحوادث المتكررة التي يعتاد عليها المجتمع.

كارثية السنوات القادمة

من جانبه ذكر الدكتور أحمد الحداد – أستاذ علم اجتماع وفلسفة – أن مليشيا الحوثي تسعى لإقامة دولة الإمامة، ويرون أنفسهم أنهم الأحق بالولاية لأنهم كما يدعون آل البيت ، ويسعون للبحث عن مشروعية دينية من أجل البقاء في السلطة ،فينظمون الدورات لحشو عقول الناس بأفكارهم الخطيرة التدميرية، ومن يخالفهم  فجزاءه القتل او السجن والتشريد.
وتابع في حديث مع "الثورة نت": اليوم من يعارض الجماعة وعناصرها المتطرفة أو ينتقدهم يقومون بالتنكيل به.. مؤكدا وقوع أكثر من حادثة قتل آباء وأمهات وأقارب من بينها تلك التي وقعت في حفاش بالمحويت عشية ليلة عرفة، حيث قتل أحد من خدعهم الحوثي والديه امام مسمع ومرأى من الجميع.
وحذر الحداد من خطورة استمرار سيطرة مليشيا الحوثي على بع المحافظات.. وقال إن عدم وجود مقاومة مجتمعيه لمشروعه التدميري، فإن اليمن أمام كارثة حقيقية في غضون سنوات قليلة ، وسنكون وأمام جيل متطرف وإرهابي ومتعصب وطائفي.
وتابع: مليشيا الحوثي جماعة  مغلقة، تريد إقناع الناس بأنها تحكم بالقرآن ومشروعها هو القرآن ، وثقافتها مستمدة منه ، لتجعل من يعارضها في مواجهة مع القرآن .. هذه المجموعة لها سقف معروف ، وحدود في التفكير والنقاش لا يمكن تجاوزه، ومن تجاوزه فدمه مباح.
وقال الباحث بعلم الاجتماع: جماعة الحوثي فرضت حظراً إعلامياً على الشعب اليمني في المناطق التي تسيطر عليها، وفرضت رؤيتها الخاصة للحكم من خلال القوة والقمع للخصم ، وعبر دورات إجبارية تشبه جلسات غسيل المخ ، لفرض أفكار واتجاهات بالقوة على كافة مجالات الحياة.
وأكد أن تلك السياسة المتبعة تثير المخاوف من تأثير الثقافة الدينية الحوثية على الناس في اليمن ، مما ينتج عنه تأثر جيل بأداة التعبئة الطائفية التي قادت الآلاف من الرجال والأطفال اليمنيين إلى ساحات معارك الحرب التي أشعلتها.
وأكد أن مليشيا الحوثي تعمل على إخراج القيم والأفكار والسلوكيات الإيجابية من المجتمع، واستبدالها بأفكار عصبية وعنصرية .. مشيرا إلى أن محاضرات مؤسس الجماعة حسين الحوثي وزعيمها الحالي عبد الملك التي تعتبر الأهم في الدورات الطائفية تسوق لايدلوجيا عنصرية قائمة على فكرة الاصطفاء الإلهي.
وعن تأثير جرائم قتل الأبناء للأقارب قال الباحث الحداد إن هذه الجرائم من أخطر الظواهر التي تدمر الأسر والمجتمعات، وتقتل روح التسامح بين الناس، وتخلق أنماطًا من العقول المتعصبة المليئة بالكراهية والبغضاء تجاه الآخر.
وأكد أن المجتمع الذي ينشأ أفراده على التطرف تنعدم فيه كل أنواع التسامح، حيث  يستمد قوته من نوعية الأفكار السلبية التي يتلقاها من خلال الدورات التعليمية وما يصاحبها من إقصاء وتهميش وإقصاء للآخر.. مضيفا: المتطرف مستعد دائمًا لمواجهة الاختلاف في المعتقد أو الرأي بالعنف ، ويسعى دائما إلى فرض هذا الاعتقاد بالقوة على الآخرين.
وتابع: قد يتخذ التطرف أشكالاً عديدة ، منها التطرف الديني، وهو الانحراف عن المسار المعتدل في التفاهم والعمل مع الدين ، والتطرف الفكري هو خروج عن القواعد الفكرية والثقافية المعتدلة السائدة في المجتمع في أي جانب من جوانب الحياة.
وختم حديثه بالقول إن "المجتمعات المشحونة بالتطرف تكون مكاناً للغلو  ، بالإضافة إلى أن أفرادها ينزلقون في الجهل والعزلة والتبعية والعنصرية والتمييز والاستبداد وفرض الرأي والمعتقد بالقوة".
مؤشر للعنف الأيدلوجي
أما الكاتب والمهتم بقضايا المجتمع حسين الصادر فقد وصف ظاهرة قتل الشباب المنتمين إلى مليشيا الحوثي لأقاربهم بالخطيرة.. معتبراً هذه الظاهرة مؤشرا خطيراً على مستوى العنف الأيديولوجي الذي تجاوز كل التنظيمات المتطرفة مثل داعش والقاعدة.
وقال الصادر لـ"الثورة نت" إن قتل عناصر الحوثي لآبائهم وأمهاتهم وأقاربهم ليس إلا انعكاساً لما تلقوه في ما يسمى بالدورات الثقافية، والتي تمثل عملية غسيل مخ وعبارة عن استجابة للحقن الفكري، ونتيجة طبيعية لتهاون المجتمع الدولي عن الإرهاب الحوثي.
وأكد الصادر - وهو مدير الأخبار في إذاعة مأرب - أن الظاهرة جرس إنذار للجميع، وتدل على وجود منظومة عنف جديدة ستكون أسوأ من التنظيمات الإرهابية المعروفة.
وشدد الصادر على أهمية أن تتظافر كل الجهود للمضي قدمًا في مسار واحد ، وهو منع الحوثيين من خلق بؤر جديدة للعنف الأيديولوجي ، وهو ما يمثل نسخة قادمة من الإرهاب سيشكل خطراً على الجميع.
وتزايدت في المحافظات الخاضعة لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران الشكاوى من انتشار جرائم العنف ضد الأقارب من قبل عناصر المليشيا كقتل الآباء والأمهات والمقربين، والاعتداء عليهم بالضرب، ومحاولات القتل بعد أن قامت مليشيا الحوثي بإخضاعهم لدورات أيدلوجية مغلقة.
ودفعت جريمة قتل مشرف حوثي في المحويت يدعى محمد علي الحرازي لوالدية ليلة يوم عرفة إلى استعادة ورصد الكثير من الجرائم التي ارتكبتها عناصر مليشيا الحوثي بحق آبائهم وأمهاتهم، حيث رصد موقع الثورة نت خلال عام ونصف فقط مقتل 34 من قبل أقاربهم الحوثيين جاء على رأسهم الآباء والأمهات، في حين تداول ناشطون قوائم لجرائم قتل أقارب منذ العام 2016 أظهرت جميعها تفشي جرائم العنف ضد الأقارب، ممن انضموا إلى صفوف بمليشيا الحوثي الإرهابية.
وكان ناشطون قد أطلقوا حملة ألكترونية تحت وسم #الحوثيون_يقتلون_اهاليهم طالبوا خلال الباحثين والمهتمين إلى قراءة الدوافع وراء قتل الحوثيين لأقاربهم، وناشدوا المجتمع الدولي إلى إنقاذ اليمنيين من الخطر من الإرهاب الحوثي الذي تجاوز إرهاب القاعدة وداعش.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news117475.html