2021/10/17
رئيس ملتقى الفنانين والأدباء اليمنيين: النضال الفني لا يقل أهمّية عن المعركة العسكرية ، والنخب الفنية تحت مجهر الشعب (حوار)

 

  • الفنان والأديب والمثقف صوت الشعب وضميره ويجب ألا ينفصل عنه.
  • ما زلنا نردد الأعمال الفنية لثورة 26 سبتمبر ونتذكر أبطالها بإجلال وفخر.
  • نحن اليوم بحاجة إلى ثورة النخب الفنية والتحامها بأبناء الشعب في المعركة.

 

إلى جانب أصوات لعلعة الرصاص ودويّ المدافع في الجبال والسهول والصحاري وفي كل ميادين الدفاع عن الجمهورية والثوابت والمكتسبات الوطنية، تصدح مئات الأغاني والشيلات والزوامل والقصائد الحماسية والهادفة ويقع أثرها على العدو كالرصاص.

يقول الفنان طه الرجوي، رئيس ملتقى الفنانين والأدباء اليمنيين، إن النضال الفني عبر الفنون السمعية أو البصرية أو الأدبية لا يقل أهمّية عن الدور العسكري في أي معركة تخوضها الدول والشعوب للتحرر من الاستعمار والاستبداد والطغيان.

ويضيف الرجوي، في حوار خاص مع "الثورة نت" أن الفنان والأديب والمثقف عليه التزام أخلاقي وإنساني تجاه قضايا وطنه وهموم شعبه، ويكون هذا الالتزام أشد إلحاحاً في حال تعرّض الوطن للخطر ووقوع الشعب في المعاناة كما يجري في بلدنا اليوم.

ويشدد الفنان الرجوي على أن الشعب اليمني يراقب بشدّة مواقف النخب الفنية من الحرب المدمّرة التي تخوضها مليشيا الحوثي بدعم وتمويل إيراني ضد اليمنيين ودولتهم ومستقبلهم، مشدداً على أن حماية الجمهورية والهوية الوطنية مسؤولية النخب الفنية بدرجة رئيسية لأهمّية دورها في رفع الروح الوطنية وإيقاظ همم الشعب وتوعيته بأهمّية المعركة الوجودية.

ويتحدّث الرجوي، في الحوار، عن دور الأعمال الفنية في المعركة ومستوى أداء الأشخاص والمؤسسات والكيانات التي تعني بالفن والأدب، وعن أبرز الأعمال الفنية التي قدّمها ملتقى الفنانين اليمنيين لإسناد الجيش والمعركة، موجهاً عدّة رسائل للفنانين والمثقفين، وبالأخص منهم الفئة الصامتة، ورسالة إلى الجيش والمقاومة وإلى الشعب في الداخل والخارج.

 

فإلى نص الحوار:

  • في البداية حدّثنا عن أوبريت "سبتمبر المجد" الذي يعد آخر إنتاجات الملتقى، وربما أضخمها، كيف تبلورت الفكرة وما هي طبيعة الإنتاج وكيف وجدّتم رجع الصدى؟

بدايةً، أود أن أعبّر عن شكري وتقديري لكم ولكافة طاقم (الثورة نت) على تفانيكم وجهودكم الوطنية المشهودة.

وبالنسبة لأوبريت (سبتمبر المجد)، فبالفعل يعد أضخم عمل أنتجه الملتقى حتى الآن، وفكرة إنتاج الأوبريت بهذا الشكل جاءت من منطلق مسؤولية الملتقى وأعضاءه جميعاً تجاه الجمهورية ومبادئها العظيمة وأهدافها السامية، ومن الحرص على مشاركة شعبنا في إحياء العيد الـ59 لثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة، والذي يأتي وأحفاد الإمامة يحاولون إعادة إنتاج نظام أسلافهم البائد الذي أطاحت به ثورة 26 سبتمبر، ويسعون بصورة حثيثة لطمس معالم الثورة السبتمبرية.

لهذا حرصنا في الملتقى على مشاركة شعبنا الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة بعمل فني يليق بعظمة الثورة والجمهورية، يليق بشعبنا الذي يعتز بثورته الأم التي أرست مداميك الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية، وكان الاتفاق على إنتاج أوبريت يختلف كلياً عما سبق وأنتجناه في المناسبات السابقة منذ تأسيس الملتقى عام 2019، والحمد لله كان هذا الأوبريت أحد مظاهر الاحتفاء والابتهاج بهذه المناسبة.

  • كم الذين شاركوا في هذا العمل الفني؟

شارك في إعداد وإنتاج هذا الأوبريت 50 فناناً يمنياً و40 شخصاً من فرق الفنون الشعبية، إضافة إلى الفنيين من مصورين ورسامين وصوت وخدمات وتنسيق، وتم تنفيذ التوزيع بالآلات الموسيقية الحيّه، الكمنجات والقيتارات والعود والمزمار الشعبي وغيرها، والحمد لله خرج العمل بصورة فوق المتوقع في ظل الظروف الصعبة والخطرة التي أنتج فيها.

  • كيف هو صدى الأوبريت؟

وبالنسبة للصدى الذي أحدثه الأوبريت، فقد كان كبيراً، وهذا بفضل الله أولاً ثم بفضل الجهود المخلصة التي بذلها كل الزملاء، وهنا انتهز الفرصة لأوجّه لهم كل التحية والتقدير، ولكل من تعاون معنا لإنتاج هذا العمل. كما أوجّه التحية لكل من تفاعل معنا بالتعليق والثناء والنقد الإيجابي.

دور الفن في المعركة

  • كفنان ومنشد كيف ترى دور الفن في إسناد المعركة الوطنية؟

جميعنا ندرك أهمية الفن كأداة حيوية لديها القدرة على خلق حراك شعبي مقاوم لكل صور الإستبداد والاستعباد والطغيان والقهر والحرمان، سواء من خلال الفنون السمعية أو البصرية الهادفة والتي من شأنها توعية الشعوب واستعادة الوعي الوطني المعطل بفعل الخطاب المظلل والمغلف بالشعارات الرنانة أو الخرافات والمزاعم الدينية الزائفة.

وفي المعركة الوطنية التي يخوضها شعبنا اليوم، يبرز دور الفنان والشاعر والأديب والمثقف والإعلامي كدور الجندي والمدفع والصاروخ في أرض المعركة، فالأغنية والموسيقى والإيقاعات الحماسية حاضرة بقوّة في كل جبهة ومعركة تشعل الحماس في قلوب الجنود والقادة، ولا غنى لهم عنها. وهذا يؤكد أن الفن- بمختلف أشكاله وصوره- ركيزة أساسية في المعركة، وعادة ما يتم تخصيص فرق للأغاني والموسيقى ترافق الجيوش والمقاتلين وترفع معنوياتهم في كل حين.

ولنا في ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين خير مثال، فما زلنا حتى اليوم نردد أناشيد وأغاني وقصائد الثوار الأحرار، والتي كانت تشعل حماس للثوار حينها، واليوم ونحن نعيش ذكرى الثورة السبتمبرية نستعذب هذه الأعمال الفنية ونستذكر الفنانين والشعراء الأحرار الذين رحلوا عنا وظلت أعمالهم الفنية والأدبية باقية شاهدة على جهودهم الجبارة المساندة للثورة وأدوارهم في استنهاض همم الشعب لصناعة فجر اليمن الجديد. كما نتذكر الفنانين والأدباء والملحنين من الأشقاء العرب وعلى رأسهم أشقاءنا من أبناء جمهورية مصر العربية الذين ساندوا ثورتنا بكلماتهم وأغانيهم وألحانهم وما تزال أعمالهم العظيمة خالدة في وجداننا ونرددها في كل حين بحماس وفخر.

  • كيف تقيّم دور النخب الفنية في معركة الدفاع عن الجمهورية والهوية الوطنية؟

هناك أدوار جيدة، وأغلبها بجهود ذاتية، أسهمت في تلبية بعض الحاجة؛ لكن ما يزال هناك حاجة ملحّة لأعمال فنية توازي حجم المعركة والتضحيات والبطولات التي يجترها أبطال اليمن في مختلف ميادين الدفاع عن الجمهورية.

نحن اليوم بحاجة إلى ثورة النخب الفنية، والتحامها بالمعركة الوطنية انطلاقاً من مشروع فني واضح المعالم والأهداف ومحدد الغايات بحيث يرقى بالوعي الشعبي إلى مستوى الخطر الذي يهدد جمهوريتنا ومستقبلنا، ويعيد تعريف المعركة القائمة بين مشروع الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ومشروع الاستبداد والاستعباد والظلام والكهنوت.

وأيضاً، على النخب الفنية اليوم مسؤولية المساهمة في توحيد الصف الوطني تحقيق الوحدة الوطنية، ولقد كان الفن سباقاً إلى الدعوة والمطالبة بفتح صفحة جديدة من خلال الأغاني والقصائد والفنون التشكيلية، وهي الحاجة التي ينادي بها اليوم كل يمني، فالواقع اليوم يستدعي توحيد كل الطاقات والجهود لمواجهة الأخطار المحدّقة بالجميع.

وقبل ذلك، لم تقم النخب الفنية بأي دور فاعل في مواجهة الحرب التي تشنها المليشيا الحوثية على التراث الفني اليمني الأصيل وأنشطتها الحثيثة لطمس الهوية الوطنية واستبدالها بهوية وتراث عنصري دخيل على المجتمع اليمني ومحاولة فرضه علينا بالقوّة.

وفي المجمل نحن بحاجة إلى جهد منظم من قبل الجميع للحفاظ تراثنا وهويتنا وعلى الذاكرة الوطنية وتخليد شهداء الجمهورية وتضحيات أبطال المعركة الوطنية وتوثيق الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها أبناء شعبنا في أرجاء البلاد.

  • ماذا قدم الملتقى من إنتاجات منذ التأسيس؟ وما الجديد الذي انفرد به؟

رغم الفترة القصيرة منذ تأسيس الملتقى إلا أننا قدمنا الكثير، فقد عملنا بإمكانيات متواضعة في عدة مجالات منها الأوبريتات والكليبات الفنية والزوامل والشيلات والفلاشات الدرامية والتوعوية والبرامج الأدبية والقصائد الشعرية الهادفة والرسوم التشكيلية المعبرة، وجميعها تساند المعركة الوطنية وتمجيد ثورتي سبتمبر وأكتوبر.

وتفصيلاً، أنتجنا نحو 10 أوبريت، أبرزها (يمانيون) و(خطى الأحرار) و(هذا اليمن) و(حماة الجمهورية)، و20 شيلة وزامل لإسناد الجيش والمعركة وحشد الطاقات لدعم المعركة الوطنية، وأبرزها (إلى الجبهات) و(رسالة سبأ) و(يدي بيدك يا رفيقي)، ونحو 10 أعمال درامية وفلاشات توعوية لحشد الجهود والطاقات خلف الجيش والمقاومة وتشيد بدور القبائل اليمنية المساندة للمعركة.

وفي مجال الشعر والأدب أنتج الملتقى برنامج (فنون يمانية) وحلقات أدبية عن الجمهورية وجملة من القصائد الهادفة، وأعمال فنية أخرى في مجال الكاريكاتير والرسم وغيرها من الأعمال في هذا المجال والتي ستجدونها على صفحات الملتقى في اليوتيوب والفيسبوك وتويتر.

الزامل كأداة للحرب

  • لماذا برأيك طغى الزامل على المنتجات الفنية للملتقى، وأين العود من هذه الأعمال؟

واقع الحال هو ما فرض الزامل، فالزامل بطبيعته ملازم للقتال وأداة من أدوات الحرب؛ لأنه أنسب الفنون المصاحبة للمقاتل التي ترفع معنوياته وتشعل حماسه وكما يقال "لكل مقام مقال". ونحن في الملتقى ندرك أهمية هذه الوسيلة، وأن هذا النوع من الفن هو ما يتطلبه الأمر.

وبالنسبة للعود، لو تلاحظ فهو من أهم الآلات التي تصاحب العديد من الأعمال الفنية بما فيها "الزامل"، وكما أسلفنا فالمقاتل في ميدان المعركة يحتاج إلى موسيقى حربية تسنده وتساعده في مواجهة العدو لا على الاسترخاء والاستمتاع بتقاسيم آلة العود.

  • كيف ترى أثر الأعمال الفنية التي قدّمها الملتقى حتى الآن، خصوصاً في المعركة؟

اعتقد هذا الأمر بحاجة إلى استبيان من المقاتلين والجمهور، لكننا في المجمل نلمس ردود فعل إيجابية جدًا والحمد لله، وحينما نذهب إلى الجبهات ونلتقي بالأبطال المقاتلين نستمع لإنتاجاتنا هناك، وأيضًا في المحطات الإذاعية والتلفزيونية وغيرها، وهذا حافز كبير بالنسبة لنا.

كما أننا نسعى جاهدين لأن نطور أعمالنا باستمرار ونطمح لأن يكون لأعمالنا الفنية والأدبية الأثر الكبير.

  • البعض يرى بأن الملتقى مجرد شركة استثمارية أكثر منه منصة فنية وأدبية لإسناد المعركة الوطنية، كيف توضح ذلك؟

أولاً، الملتقى تم تأسيسه كمنظمة مجتمعيه بتصريح من الشؤون الاجتماعية ووزارة الثقافة؛ وهذه المنظمات عادة تكون طوعية وليس استثمارية؛ كما أنه لا يمتلكها شخص أو أشخاص محددين؛ فلها جمعية عموميه وهي صاحبة القرار فيه.

وما دمنا نعمل ونجتهد فبالتأكيد سيكون هناك من يرمي ببعض التُهم أو التوصيفات الخاطئة وهذا أمر طبيعي. وهنا أقول للجميع، باب الملتقى مفتوح لكل فنان أو صاحب موهبة ليأتي ويعمل معنا أو يتحقق من سير العمل بنفسه فليس لدينا ما نُخفيه، وأعمالنا وإجراءاتنا الإدارية والمالية متاحة لجميع الأعضاء في الملتقى وتمضي بشكل مؤسسي وواضح للجميع.

وبالطبع هناك بعض الأشخاص لديهم عداء غريزي لكل من يعمل ويجتهد، وهذا النوع من الأشخاص نقول لهم حنانيكم وعلى رسلكم، إنها اليمن! تربينا وعشنا على حبها، وسنعمل دومًا للوطن ماحيينا حتى نراه في أمن وأمان وحرية وتنمية.

وهنا، أنوه إلى أن كل أعضاء ملتقى الفنانين والأدباء المينيين يعملون دون أي مقابل، بل إن الأغلب يضحي من ماله الخاص وجهده لأن الرؤية والهدف واضح أمام الجميع وهو الدفاع عن الوطن والتضحية من أجله.

كما أؤكد أن الملتقى سيظل منبرًا داعماً ومسانداً لحماة الجمهورية بالأعمال الفنية والأدبية، وبالأخص في ظل غياب المؤسسات الرسمية والأهلية والتزام أغلب الفنانين الحياد، والذي يفترض بهم جميعً الحضور في هذه اللحظة التاريخية.

  • ما هي مشاريع الملتقى المستقبلية؟

لدينا في الملتقى خطه سنوية مليئة بالأعمال الاعتيادية والدورية ومنها إحياء المناسبات الوطنية بالأعمال الغنائية والدرامية والبرامج الشعرية والأدبية وغيرها من أنواع الفنون. وبالإضافة إلى ذلك لدينا برامج تنمية وتأهيل أعضاء الملتقى في شتى المجالات الأدبية والفنية. والأهم من ذلك هو مساندة أبطال الجيش والمقاومة الشعبية في كل خطوة يخطونها نحو استكمال تحرير البلاد وتخليص أبناء شعبنا من الظلم والطغيان والمعاناة التي تسببت بها مليشيا الحوثي.

  • ما هي الأمنية الأبرز التي يسعى الفنان الرجوي لتحقيقها؟

في هذه المرحلة، أنا واحد من أعضاء الملتقى، وأنا وزملائي أكبر أمنية لنا هي هزيمة العدو الحوثي واستعادة الدولة ليتسنى لكل واحد منا تحقيق طموحاته الشخصية.

ما يهمنا ونعمل جميعًا من أجله هو إثراء الحياة الفنية والأدبية المواكبة لطبيعة المرحلة التي يعيشها شعبنا وأن يتاح للجميع أن يبدع وينتج بكل طاقته وبحرية تام.

وإن كان لي من أمنية أذكرها هنا فهي الارتقاء بعمل الملتقى أثناء فترة انتخابي الثانية التي تمت قبل شهرين وأن ننجح في تحقيق الحلم الجامع لنا جميعاً.

دور الفنان والشاعر

  • ما هي رسالتك للفنانين والشعراء؟

رسالتي لكل إخواني الفنانين والأدباء المتواجدين في الميدان.. رسالة المحب والناصح الصادق أن نعمل بكل ما نملك من الابداع والتميز والإمكانيات من أجل وطننا الحبيب، فالمرحلة مرحلة وضع البصمة والتاريخ يسجل تضحياتنا جميعاً.. فهيا بنا جميعًا نخط تاريخنا بالنضال والابداع والتميز والإصرار وأن نقف جميعًا مع جيشنا ومقاومتنا الشعبية الباسلة ونسندهم بالأعمال الفنية والأدبية حتى يتحرر كل شبر في اليمن من انقلاب الحوثي، فأنتم ركيزة مهمه ودوركم دور كبير وأثره عظيم.

وإلى الفئة الصامتة من الفنانين الذين لم يعلنوا موقفهم مما يجري في بلادنا إلى اليوم، أقول لهم أنتم تخسرون جمهوركم الذي طالما ساندكم ووثق بأنكم إلى جانبه في الرخاء والشدّة، وأدعوكم اليوم كأخ محب لكم أن تلتحموا بشعبكم وجماهيركم الذين يسطرون اليوم البطولات دفاعاً عن الوطن الذي أنجبكم وبفضله أصبحتم ما أنتم عليه، فتعالوا شاركوا شعبكم معركته بحناجركم وأعمالهم الفنية والإبداعية فمن غير المعقول أن تتخلوا عنه.

وأخص برسالتي المشاهير اليمنيين في الخارج والذين يظنون أنه لا دخل لهم بما يجري في اليمن، أقول إن عليكم التزام تجاه شعبكم فأين أنتم مما يكابده اليوم، واعتبروا بنظرائكم في العالم الذين أشعلوا فتيل الثورات وكانوا في مقدمة شعوبهم وأطلق عليهم بعدها الألقاب المرتبطة بنجاح الثورات.

الفنان والأديب والمثقف هو صوت الشعب وضميره ويجب ألا ينفصل عن الشعب وقضاياه ومعاناته واللحظة تقتضي من كل فنان وشاعر ومثقف يمني أن لا يبتعد عن قضايا وطنه تحت ذرائع واهية، وأن يهب الجميع للمساهمة في استعادة الوعي الوطني بأهمية الثورة والجمهورية التي دفع شعبنا ثمناً خالياً لتحقيقها والتخلص من عصور الظلام والكهنوت.

ولكل فنان أو شاعر لم يسجل موقفاً من المعركة، أقول له إن دور المتفرج لا يليق بك كفنان أو شاعر أو مثقف مرموق، فلا تشاركوا أعداء الوطن في قتل الشعب وتدمير مقدراته وإجهاض أحلامه في المستقبل الآمن والعيش الكريم، هبوا جميعاً لتدشين انتفاضة فنية حضارية كل من موقعه، هبوا جميعاً إلى الميدان وشاركوا أبناءكم وإخوانكم المعركة وساهموا في تحقيق النصر وصناعة مستقبل اليمن.

إلى كل يمني صاحب موهبة.. إذا لم تقدم شيء للوطن في هذه المرحلة ووطنك وأهلك بحاجتك متى ستقدم؟، متى ستضع لك بصمة تاريخية؟، متى سيكون عطائك وسخائك إن لم تقف مع الوطن وأحرار اليمن في هذه المرحلة؟، لا تتركوا فرصة للأبواق الصدئة التي تسعى بكل جهدها لترسيخ نظام الإمامة الكهنوتي البائد الذي عانى منه آباءنا وأجدادنا لسنوات طويلة.

  • رسالتك للشعب اليمني في هذه المرحلة؟

رسالتي إلى كل يمني حر.. لا تيأسوا ولا تستسلموا لعصابة الحوثي الإيرانية فهي إلى زوال مهما انتفشت وانتفخ ريشها، ثقوا بأحرار اليمن الذين لا يمكن أن يسمحوا لهذه العصابة بأن تجعل بلادنا المقدّسة حضيرة خلفية للمليشيا الإيرانية الطائفية ومخططاتها الإرهابية في المنطقة.

إلى أبطال جيشنا ومقاومتنا الشعبية الباسلة ورجال القبائل الشرفاء، امضوا إلى الأمام في معركة الهوية والعروبة المقدّسة، ونحن خلفكم ومعكم ولن نترككم ولن نخذلكم مهما كانت الظروف والتضحيات، والنصر حليفنا جميعاً بإذن الله.

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news118223.html