الشيخ / فهد مفتاح دهشوش، عضو مجلس الشورى، رئيس المؤتمر الشعبي العام بمحافظة حجة، وعضو مؤتمر الحوار الوطني، شخصية مثقفة جمعت بين الخبرة القبلية والدور السياسي الفاعل بمختلف المحطات التي شهدها الوطن خلال الثلاثة العقود الماضية.
شغل دهشوش منصب وكيل محافظة حجة، وممثلا لمديرية الجميمة في المجلس المحلي للمحافظة، ثم تولى منصب الأمين العام لمحلي المحافظة، ولازال حتى اللحظة.
من أوائل من واجهوا ميليشيا الحوثي وساندوا الدولة خلال الحروب الست، كغيره من القبائل والاحرار الذين ساهموا إلى جانب الدولة في إخماد تمرد الحوثيين على النظام والقانون.
ينحدر الشيخ دهشوش إلى مديرية الجميمة، وهو من أبرز مشائخ حجة، حاصل على بكالوريوس تجارة ( سياسة واقتصاد ) من جامعة صنعاء.
موقع (الثورة نت) التقى هذه الشخصية السياسية، للوقوف أمام عدد من القضايا التي يشهدها الوطن، ووضع المؤتمر الشعبي، وموضوع السلام مع المليشيا، وعدد من القضايا الهامة... الى تفاصيل اللقاء:
مع الاسف لم تترك هذه المليشيات من سبيل آخر غير تكاتف كل اليمنيين لردعها، وإجبارها لتسليم أسلحتها وتركها مؤسسات الدولة، وإجبارها على السلام العادل، وإنهاء المشروع العنصري السلالي وعودة مؤسسات الدولة والرضى بالديمقراطية، والاحتكام إلى الصندوق كطريق وحيد للحكم وممارسة السلطة.
نحن في المهجر ومعنا ملايين اليمنيين من كل الأحزاب والمذاهب والمناطق اليمنية مهجرين قسرا، بسبب سيطرة مليشيا الحوثي العنصرية على مؤسسات وإمكانيات الدولة ومنافذها، ووضعهم الشعب أسيرا أمام خيارات صعبة، إما تأييدها في عنصريتها وظلمها للشعب، أو السجن، أو التهجير ، وقد خاب كل أمل لنا ولغيرنا من اليمنين حول إمكانية التعايش مع هذا المشروع السلالي المستمد دعمه من دولة تخريبية في المنطقة لها أطماع غير مشروعة وغير ممكنة في السيطرة على المنطقة العربية وثرواتها.
تتمسك جماعة الحوثي بخيار الحرب لأنه لايوجد لديهم مشروع غيره ، فلا قبول لمشروعهم العنصري لدى الشعب ولاتوجد لديهم وسيلة لتنفيذه غير فرضه بالقوة.
وهذه جماعات موت هدفها بالأساس الحرب، ونشأت وتأسست منذ البداية عليها ولا تعيش بدونها ، وليس لديهم شيئا آخر ليقدموه غير الحرب والقتل والدمار.
أن توافق على جرائمهم، بل وتساعدهم عليها وتقدم مالك ودمك وأولادك للدفاع عنهم وعن مشروعهم العنصري، لكي يحكموك كتابع مطيع لهم (عبد) وهم السادة المتحكمين في كل شيء، وما عليك إلا السمع والطاعة، وإلا فأنت عميل وخائن وكافر وزنديق ومباح الدم والمال والعرض وهو نفس نهج أسلافهم من زمن بعيد، هذا هو مفهوم التعايش عند مليشيا الحوثي.
المؤتمر حزب يمني أصيل نبعت فكرته من عمق الأرض اليمنية، وبعقول وأفكار وأيادي يمنية بحتة، تجمع حوله اليمنيين من كل المناطق ومختلف الشرائح والالوان والمشارب الفكرية والسياسية ، مؤمن بالتسامح واحترام الآخر، وسيلته الصندوق والانتخابات.
وطبعا المؤتمر الان ليس بوضعه المثالي ، فآثار استشهاد مؤسسه ورئيسه الزعيم الراحل علي عبد الله صالح وأمينه العام الاستاذ عارف عوض الزوكا رحمة الله تغشاهم ، وما حل بالآلاف من قياداته إما بالقتل أو السجن أو التشريد، وكذلك أعراض ماحل بالوطن من الردة والكارثة العنصرية والانقلاب على مبادئ وأهداف ثورتي ال٢٦ من سبتمبر وال١٤من اكتوبر من قبل مليشيات الحوثي وتجويع وتشريد ملايين اليمنين.
أضف إلى ذلك وقوع قيادته بالداخل تحت سيطرتهم جعلهم أشبه بالأسرى ، يمارس عليهم الحوثي أشد أنواع الضغط والإذلال، ووقوع من استطاع منهم الخروج فريسة للحاجة والتشرد وتوزعهم على عواصم ومدن عدة، وأحيانا تأثير وجهة نظر البلد الذي يعيشون فيه على قرارهم، جعل أمامهم صعوبات شتى فهم كحال الوطن إذا الوطن بخير فهم بخير ، واذا مرض الوطن مرض المؤتمر وأثر ذلك مباشرة عليهم.
المؤتمر موحد في الداخل والخارج في صنعاء والرياض والقاهرة وابوظبي وغيرها من العواصم، إذا ما أتيحت له الفرصة في اتخاذ قراراته دون أي ضغوطات سواء من الداخل أو الخارج، وما تراه من تشظي لا يشكل الحالة الطبيعية للحزب، نتيجة الضغوطات والإكراه الذي يمارس بحق قيادات وأعضاء المؤتمر، فمن الداخل ترى إكراه الحوثة، وفي الخارج يواجه المؤتمريين سلطات العواصم التي يتواجدون فيها ولا تتاح لهم فيها حرية الرأي ، واذا أتيح في عاصمة ما فيأخذوا ما يوافق لرؤيتهم وليس رؤية المؤتمر.
والمشكلة أن كل الاطراف تحرص على وجود المؤتمريين فيها، وفقا لرؤيتهم فقط والإبقاء على المؤتمريين كصورة وديكور فقط، وهذا ساهم في غياب وتغييب رؤية المؤتمر الشعبي العام كحزب ريادي في هذه الأحداث ولديه وجهات نظر ومشروع قد يكون مختلف ، وعليه فقد فضل الحزب الصمت حتى لا يدخل الوضع في مزيد من الخلافات تزيد الطين بله والوضع تعقيدا.
صحيح محافظة حجة هي أول محافظة بعد صعدة اكتوت بنار وعنجهية هذا العصابة ، لأنها كانت من أوائل المحافظات التي واجهتهم ورفضت مشروعهم العنصري ، بالإضافة للكثافة البشرية والشجاعة التي تمتاز بها قبائل المحافظة ، مما جعلها في نظر الحوثي عدواً لابد من إخضاعه، والاستفادة من مخزونه البشري.
ما تحرر شيء إيجابي وقد أعطى معنويات كبيرة للذي بالداخل، ولكن ما زال أبناء المحافظة ينتظروا المزيد حتى يتخلصوا من قبضة الحوثي وظلم وتعسف مشرفيه، كما لا تنس أن حجة ذات امتداد جغرافي بالعاصمة صنعاء وميناء الحديدة وتقع على حدود برية وبحرية دولية، وكل ذلك يجعلها من الأهمية في الاسراع بإنهاء الانقلاب والتمرد واستعادة الدولة ومؤسساتها والنظام والقانون والتعايش السلمي.
دور المؤتمر الشعبي العام وكوادره كبير ولا شك، وهو بحجم كبر هذا التنظيم وتأثيره ، وهو متواجد ويقدم الشهداء في كل الجبهات ومعارك الشرف كأفراد، لأنه مع الاسف لم يعطى أو يمكن من الادوار القيادية المؤثرة ، ولم يمكن من العمل كحزب له كوادره ذات الخبرة والتجربة والمؤهلة، وأعضاءه الذين يملئون الساحة اليمنية وثقة المواطنين بالاطمئنان للتعامل معهم نظرا لتجربتهم.
شيئ مؤسف ومحزن وبالذات عندما نعرف أنه إجباري عليهم، فالكل مكره غير مختار، وإلا فالعقاب ما ينتظره واقلها في لقمة عيشه وأولاده التي انقطعت كل أسبابها لديهم، إلا عن طريق الحوثة، ولذا فإنك ستجد أغلب - إن لم نقل كل أبناء هذه المناطق - في صف الدولة والجمهورية ضد المليشيات، أول ما تصل قوات الشرعية إليها.
ختاما أشكركم وأشكر صحيفة الثورة الشعلة المضيئة، وآمل أن يعاد لها مجدها ودورها الريادي في الإعلام اليمني الهادف.
وعبركم اشكر كل إعلامي جعل الوطن وتحريره وجمع كلمة أبنائه نصب عينيه.