2022/04/20
دفعت بهم للهلاك وتوارت: عام على وعود إيران للحوثيين بالإفطار في مأرب .. ماذا حققت؟
  • 19 ألف قتيل بحسب اعترافات الحوثيين فضلًا عن آلاف الجرحى.
  • في ديسمبر 2021 نعت الخارجية الإيرانية ضابطها الإرهابي حسن إيرلو.
  • تراجع الدعم الإعلامي الإيراني المعلن للعدوان الحوثي على مأرب.

استبقت وكالة "مهر" الإيرانية رمضان الماضي بخبر نشرته تحت عنوان "لنصومن غداً في مأرب ولنفطرن بتمرها"، ضمن حملة الإسناد الدعائي الإيراني للعملية الهجومية الحوثية على محافظة مأرب.
كانت المليشيا الحوثية وبدعم عسكري وسياسي ودبلوماسي وإعلامي غير مسبوق من إيران، قد صعّدت هجماتها على مأرب في جميع جبهات مأرب منذُ مطلع 2020 بالتزامن مع وعود أطلقتها لأتباعها الحوثيين بحسم المعركة سريعا، أبرز تلك الوعود هو قضاء رمضان 2021 في مأرب.
ومع أول أيام رمضان 2021 نشرت وكالة مهر الإيرانية افتتاحية تعد الحوثيين بالصوم والإفطار في مأرب بعد عام ونصف من الهجمات التي لم تتوقف على أطراف المحافظة، على أمل تحقيق الحلم الإيراني بإسقاطها وتحقيق المعادل الجوهري في معركتها بالجزيرة العربية.
وتواصل مليشيا الحوثي الزج بالمغررين على أطراف مأرب وقصف الأحياء السكنية ومخيمات النزوح فيها رغم الهدنة الإنسانية والدعوات والمناشدات المتكررة التي أطلقتها دول العالم والجهات الدولية الفاعلة، معرضة حياة أكثر مليوني نازح يطالهم القصف الحوثي للخطر.
ورغم الصلف الحوثي والحشود التي جمعها والوعود التي أطلقها لأتباعه ولداعميه في طهران، إلا أن رمضان 2020 ورمضان 2021 ورمضان 2022 يأتي ومأرب تحقق وعد اليمنيين بالانتصار لمشروع الدولة والجمهورية وثورة 26 سبتمبر، ضد المشروع الإمامي المدعوم إيرانياً.
وشهد رمضان الماضي أعنف مليشيا الحوثي باتجاه مأرب، لكنها وككل مرة عادت تحمل جثث قتلاها والجرحى. وبلغت خسائرها البشرية خلال رمضان فقط (12 أبريل- 12 مايو 2021) أكثر من 500 قتيل ناهيك عن أعداد الجرحى والمفقودين، وفقاً لوسائل إعلام المليشيا.
عام الخسائر
ومنذ 13 إبريل 2021 يوم وعدت إيران مرتزقتها بدخول مأرب وحتى الآن تكبدت مليشيا الحوثي خسائر وصفت بالمهولة، وقدرت بعشرات آلاف القتلى والجرحى، فضلًا عن قتلاها الذين قضوا بأطراف مأرب منذ مطلع 2020م.
فبحسب اعترافات قيادي حوثي لدى ما يسمى بوزارة الدفاع التابعة لمليشيا الحوثي أدلى بها لوكالة فرانس برس يوم 18 نوفمبر 2021 فإن عدد قتلى المليشيا خلال فترة خمسة أشهر فقط، من منتصف يونيو وحتى نوفمبر، بلغ 14 ألف و700 قتيل، فضلًا عن الجرحى.
وخلال إبريل ومايو رصد مختصون مقتل 969 حوثيًا في أطراف مأرب ممن أعلنت عنهم المليشيا، في حين بلغ عدد قتلاها المعلن عنهم خلال ديسمبر من ذات العام 789 قتيل حوثي.
وخلال الثلاثة الأشهر الأولى من 2022 والنصف الأول من أبريل الجاري، رصد محرر "الثورة نت" إعلان المليشيا الحوثية تشييع (٢,٣١٨) من عناصرها ومعظم هؤلاء قتلوا خلال هجمات المليشيا على مارب بنيران قوات الجيش والمقاومة ورجال القبائل.
فخلال يناير 2022، أعلنت وسائل إعلام حوثية تشييع أكثر من 819 من قتلاها بينهم أكثر من 500 قتيل ينتحلون رتب ضباط، ويلاحظ أن العدد يفوق خسائرها في يناير من العام الماضي بنحو أربعة أضعاف.
وخلال فبراير أعلنت تشييع 809 قتيلاً حوثياً بينهم نحو ثلثي العدد ينتحلون رتب ضابط أعلاها "لواء" وأدناها ملازم2". وفي مارس أعلنت تشييع ٦٢٠ قتيلاً بينهم عدد كبير ينتحلون رتب عسكرية عالية.
وفي النصف الأول من أبريل أعلنت المليشيا الحوثية تشييع ٧٠ عنصراً من قتلاها فقط وهي الحصيلة الشهرية الأدنى ربما منذ بداية حروبها إذ أن هذا الشهر تزامن مع الهدنة الأممية والتي التزمت بها قوات الجيش والتحالف العربي المساند لها رغم استمرار الخروقات الحوثية.
وفي حين أعلن تحالف دعم الشرعية في 26 ديسمبر 2021 مقتل أكثر من 30 ألف حوثيا خلال 2021، فإن حاصل جمع عدد قتلى الحوثيين خلال الفترة من يونيو إلى نوفمبر والتي اعترفت بها المليشيا لوكالة فرانس برس، إضافة إلى إبريل ومايو وديسمبر 2021، والأشهر الثلاثة الأولى من 2022 بلغ 18 ألف و776 قتيل وآلاف الجرحى.
ويرجح خبراء عسكريون أن خسائرها من الجرحى والمعاقين والمفقودين يصل إلى ضعف عدد القتلى، وهي خسائر فادحة يجدر بالمليشيا الحوثية أن تتوقف عن ارتكاب جرائم الإبادة بحق من يقاتلون معها.
ورغم الخسائر المهولة التي تكبّدتها المليشيا الحوثية إلا أنها تستمر في المغامرة مدفوعة بالأوامر الإيرانية التي تلزمها بالسيطرة على محافظة مارب مهما كان الثمن، وإن كان الثمن آخر مقاتل في صفوف الحوثيين كما يعلق بعض النشطاء ساخرون.
وسبق لقيادات الجيش والمقاومة الشعبية أن أطلقت خلال السنوات الماضية تحذيرات متكررة للمليشيا الحوثية بوقف حربها العبثية والجلوس إلى طاولة الحوار وعدم إقحام المغرر بهم في محارق الموت إلا أنها ازدادت عتواً ونفوراً.
كما وجهت قيادات الجيش ومسؤولين في الحكومة دعوات ومناشدات لأولياء الأمور في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية بعدم الزج بأبنائهم في معارك الحوثيين الخاسرة.
تواري الدعاية الإيرانية
ومع بداية المليشيا الحوثية عام جديد من الهجمات الإرهابية على مأرب، التي تضم نحو 60% من إجمالي عدد النازحين في الجمهورية اليمنية، يلاحظ تراجع في الاحتشاد الإيراني "العلني" خلف العدوان الحوثي على مارب والذي أظهرته بداية العام الماضي.
ورجحت مصادر سياسية وعسكرية أن التراجع الإيراني جاء بعد مصرع ضابط الحرس الثوري الإيراني الإرهابي حسن إيرلو، الذي أعلنت إيران وفاته الغامضة في ديسمبر 2021، وكانت قيادات عسكرية قد أكّدت ضلوعه في قيادة الحملة العسكرية الواسعة على مارب وتنسيق الاحتشاد الإيراني الكبير خلفها.
ونوهت إلى أن تراجع الإسناد الإعلامي الإيراني لا يعني تراجع الدعم الإيراني للحملة العسكرية الحوثية على مأرب، وإنما خوفاً من تداعيات الهزيمة على معنويات جيشها ومليشياتها المنتشرة في المنطقة، حيث كانت قد رفعت سقف آمالها باحتلال مأرب وظهرت كقائد مباشر للمعركة منذ فبراير 2021 وحتى مصرع ضابطها في صنعاء حسن إيرلو.
مؤكدة أن الدعم والإسناد الإيراني الميداني للمليشيا الحوثية متواصل على ذات الوتيرة، وبالطريقة السرّية المعمول بها سابقًا، وبالأخص التخطيط والإعداد والإشراف على المعارك المتواصلة على مارب.
وقالت المصادر إن الصمود والاستبسال الذي جسّدته قوات الجيش والمقاومة الشعبية ورجال القبائل في مارب والإسناد الحاسم من قبل طيران تحالف دعم الشرعية قد أحال أحلام الإيرانيين والحوثيين إلى سراب وتسبب لهم بحالة نزيف معنوي حاد أثّرت على خططهم العملياتية والمعنوية. مؤكدة أن حضور قيادة المحافظة والإلتفاف الشعبي حول قوات الجيش والإسناد القوي من قبل التحالف كان حاسماً في المعركة الأهم لليمنيين وأيضاً لإيران ووكلائها الحوثيين.
خسائر عيار الثقيل
ورصد محرر "الثورة نت" خسارة المليشيا الحوثية لعشرات من قياداتها العقديين، البعض منهم كانوا قد توعّدوا باجتياح مارب وهدم منازلها على رؤوس ساكنيها إلا أنهم سقطوا قتلى في أولى معاركهم بنيران قوات الجيش والمقاومة ورجال قبائل مارب الذين تصدّوا لهجماتهم الإرهابية بكل بسالة.
وفيما يلي يسرد "الثورة نت" مصارع أبرز 14 قيادياً ميدانياً حوثياً على أطراف مارب بنيران قوات الجيش والمقاومة وطيران تحالف دعم الشرعية أثناء قيادتهم للعمليات الإرهابية تجاه مارب وقصفهم لتجمعات النازحين بالمحافظة في أوقات متفرقة عام 2021 وبداية 2022م.
2 إبريل 2021: مقتل القيادي الحوثي صالح بن علي عايض الشريف، المعين من قبل الميليشيات مديراً لمديرية ‎مجزر بمحافظة مأرب، في جبهة المشجح غرب مأرب.
٢٨ أغسطس ٢٠٢١: أعلنت المليشيا الحوثية تشييع جثّة أحد قياداتها الميدانية في جبهة صرواح غرب مارب المدعو حميد محسن العروسي، وكان قد ظهر في مقطع فيديو يتوعد بدخول مأرب قبل مصرعه.
٦ سبتمبر ٢٠٢١: أعلن ناشطون حوثيون مصرع القيادي الحوثي المدعو نايف محمد العوسجي، وهو منتحل رتبة وعينته المليشيا قائداً للواء 413 خلال هجماتها الإرهابية على مارب.
سبتمبر 2021: قتل القيادي الحوثي المدعو محمد حسين الحوثي، وقيل أنه مقرب من زعيم الجماعة الإرهابية عبدالملك الحوثي بغارة  لطيران تحالف دعم الشرعية بأطراف مارب.
١ اكتوبر ٢٠٢١: قتل القيادي الحوثي المدعو صالح حسين الطاهري، منتحل رتبة عقيد، بنيران الجيش والمقاومة على أطراف مارب، بعد أيام من ظهوره على قناة حوثية متوعدًا باجتياحها.
5 أكتوبر 2021: قتل القيادي الحوثي المدعو ماجد هجوان، ينتحل رتبة عميد، وعيّنته المليشيا قائدًا للواء 139مشاة، بغارة لطيران التحالف إلى الشمال الغربي من محافظة مارب.
٨ أكتوبر ٢٠٢١: أعلنت المليشيا الحوثية تشييع أحد قياداتها الميدانية يدعى علي أحمد المؤيد، ولقي مصرعه بنيران الجيش والمقاومة بإحدى جبهات مارب 
١٠ نوفمبر ٢٠٢١: قتل القيادي الحوثي المدعو بالشيخ عبدالوهاب نشطان، بنيران الجيش والمقاومة الشعبية بإحدى جبهات محافظة مارب.
6 ديسمبر 2021: قتل القيادي الحوثي المدعو عبدالناصر علي عيضة علي المثنى، بأطراف مارب، وينتحل رتبة عقيد وعيّنته المليشيا قائدًا لما يعرف بـ"اللواء الرابع حرس حدود" التابع لها.
11 ديسمبر2021: قتل قيادي ميداني حوثي منتحل رتبة عميد يدعى علي محمد علوان، أثناء قيادته لمجاميع حوثية إرهابية على أطراف مارب، وعيّنته المليشيا قائداً للواء الثاني مشاه جبلي.
٢ يناير 2022: قتل القيادي الحوثي المدعو مجاهد الهبيري، بنيران الجيش والمقاومة جنوب مارب. وكان ينتحل رتبة "لواء" وعينته الميليشيا قائدًا للواء 107 مشاه.
١٩ يناير 2022: قتل قيادي حوثي يدعى جلال أحمد الجلال، وينتحل رتبة "لواء". ورج ناشطون مقتله بغارة لطيران التحالف على أطراف مارب.
31 مارس 2022: قتل القيادي الحوثي خالد يحي المراني المكنى أبو جبريل، ويشغل قائد المهام الخاصة الحوثية إلى جانب عشرات الحوثيين.
11 أبريل 2022: مصرع القيادي الحوثي الإرهابي المدعو يحيى محمد اليوسفي، ويكنى "أبو بارق" مع عدد من العناصر الإرهابية المرافقة له أثناء محاولتهم التسلل نحو مواقع عسكرية جنوب مارب.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news120398.html