2022/11/30
الـ 30 من نوفمبر.. استقلال وطن وتحرر شعب

شكّل الـ (30) من نوفمبر 1967 م نقطة مفصلية في تاريخ اليمن، ففيه توجت سنون من النضال، والكفاح، بالحرية والانعتاق من وصايا المحتل والغازي البريطاني واستعماره القبيح جنوب الوطن، والذي مارس طيلة القرن ونيف من الزمن أبشع الجرائم بحق اليمنيين.

نعم ففي الـ (30) من نوفمبر، يوم الاستقلال الوطني، تنفس اليمنيون فيه، في جنوب الوطن الصعداء، على إثر رحيل آخر جندي بريطاني محتل عن أراضي جنوب اليمن، مدحورًا حامل الهزيمة على كتفه.

اليوم، وفرحةً بتلك الحرية واحتفاء بالخلاص من فلول المستعمر البغيض، يشهد اليمن جنوباً وشمالاً احتفاءات بهيجة بتلك الإنجازات التي حققها الثوار والأبطال قبل 55 عاماً، جاءت تتويجاً لكفاح ضد احتلال استمر لقرابة 129 عاماً، وخلاصة ثورة فجرها الأحرار وأشعلوها في كبل شبر، من جبال ووهاد اليمن الجنوبي وصولاً إلى عدن التي تحولت إلى نار تستعر ضد المستعمر، حتى الاستقلال، ليغدو ذلك اليوم شامة عزة وفخار في مسيرة ونضالات اليمنيين الشامخة.

55 عاماً مرت على التحرر من الانتداب والوصاية، لنستذكر اليوم، وتستذكر كل الجموع أن أي نضال لن يذهب هدراً فلا بد أن تتحقق الأهداف، وأن ثمرة نضالنا وكفاحنا اليوم في كل الجبهات والميادين ضد مليشيا الحوثي الإرهابية وأجندة إيران لا بد أن تثمر ويكون لها يوماً يمانياً آخر، ناصع البياض استقلالاً وتخلصاً من مشاريع التمزيق والتطييف إلى غير رجعة، فكما انتصر شعبنا ورسم وصنع بكفاحه وجلده وصبره لوحة الانتصار اليماني الكبير على “بريطانيا” والتي كانت تسمي نفسها “الإمبراطورية العظمى، التي لا تغيب عنها الشمس”، سينتصر اليوم على الاستكبار الإيراني والصلف والإرهاب الحوثي، وأنه لقادر.


وكما كانت رحلة التحرر طويلة حينها، ووصلت إلى الـ 30 من نوفمبر، قدمت فيها تضحيات وقوافل شهداء أبرار، وخاضها صف طويل من المناضلين والمقاتلين الأشداء، أشعلوا ثورة 26 سبتمبر شمالاً في 1962، ليشعل صنوهم شرارة الـ 14 أكتوبر جنوباً ولتستمر بعدها معركة التحرر الوطنية، مأمورة، ومحفوفة بكل أولئك الرجال، الذي لن نقول، بأنه لا يجود الزمان بمثلهم، وقد جاد بأبطال يمانين أُخر، يكتبون ملحمة الانتصار للوطن، من أبطال الجيش الوطني والمقاومة، وكل وحدات وتشكيلات القوات المسلحة، التي تنافح وتضحي وتجود بدمها وعرقها في كل الميادين والجبهات، وقد أقسمت على تخليص الشعب من آفة التجهيل والخرافة والسلالة الحوثية المقيتة.

نعم فنحن اليوم نعيش التجربة ذاتها، تجربة النضال من أجل تخليص الوطن من أذناب الاحتلال والوصاية، والمتمثلة بالمليشيا الحوثية، التي أرادت بكل قبحها أن تفرض على الشعب التبعية والإذلال والاستعباد مجدداً، وهذا الشعب كعادته لا يقبل أي وصاية أو استغلال أو استعباد أو استبداد، فكان حائط صد ضد هذا المشروع حماية للمكتسبات والثوابت الوطنية، وحماية للعروبة ولكل ما يهدد الأمن والاستقرار في البحرين الأحمر والعربي.

ومثل ما انتصر في مثل هذا اليوم كوكبة من خيرة رجال اليمن، فظهروا حينها بهامات مرفوعة، كونهم قاتلوا بكل شجاعة، دفاعاً عن الوطن وحرية وكرامة الشعب اليمني من الغزاة، سنقف هذا الموقف، ونراه قريباً، ولم لا وإيماننا بهذا اليوم، إيمان قوي وراسخ وثابت، نقول ذلك كوننا نعلم بأن الحرية، هي الخيار الوحيد أمام شعبنا من أجل التحرر من طغيان وإرهاب الإمامة الجديدة بنسختها الإيرانية.

لهذا الـ30 من نوفمبر، يمثل لنا حقيقة نقطة تحول فارقة ومنارة نهتدي بها اليوم في مسار النضال الوطني الذي يخوضه الشعب اليمني وبمختلف مكوناته ضد مليشيا الظلام الحوثية، لهذا قدمنا ونقدم تلك الصور البارزة في الفداء والتضحية لأنها معركة عزة وكرامة، وعندنا يقين بأن الانتصار آت، وكما رسخ آباؤنا وأجدادنا مداميك الجمهورية سنرسخ مبادئ الحرية والديمقراطية، ولا صوت غير صوت الشعب.

ثم في مثل هكذا مناسبة وطنية لخصت كل ركائز التضحية والفداء والحب للوطن، فإن هذه الجماهير الحاضرة في ربوع الوطن، لإحياء الذكرى الوطنية الكبيرة، تلخص لنا معنا الوفاء، وتعيد لنا الأمل والثقة، بأن معركة اليمنيين اليوم ضد مليشيا الحوثي الإرهابية منتصرة ولا شيء غير ذلك.

 

سبتمبر نت

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news123104.html