بكل شغف الكلمة وسحر المعنى، نتفيأ ظلال القصيدة في أرض سبأ، من خلال شاعرة مبدعة، نستكشف تجربتها الشعرية وآفاقها وتطلعاتها.
استطاعت الشاعرة المبدعة لطيفة حِبال، أن تلامس أشجان الحرف وتلج القلوب بكلماتها العذبة وقصائدها الباذخة.
تؤكد لطيفة، أن الإبداع ليس مجرد موهبة فطرية فحسب، بل هو نتاج التجارب الحياتية وعميق التأملات.
في هذا الحوار، يستكشف "الثورة نت"، العالم الشعري للشاعرة لطيفة، يستكشف مصادر إلهامها، ويزيح الستار عن قصائد أذكت مواجيدها، وأسرّت إليها بفيض مكنونها.
نص الحوار:
أهلاً بك، لطيفة. لنبدأ هذا الحوار بالتعرف على بداياتك الشعرية. كيف اكتشفتِ موهبتك في الشعر ، وما ألهمك الكتابة؟
بسم الله.. وبعد:
لا يُنضِجُ الشِّعرَ إلا النّارُ في كبدِ الـ
المَشوقِ بالحُبِّ أو بالبُعدِ والهَجرِ
ولا تفيضُ كؤوسٌ من جوانبِها
إلا إذا امتلأتْ خمرًا من الشعرِ
كان فتيل الشعر موجودًا منذ وهلة الوعي الأولى، فأشعلتهُ التجارب القاسية، كتجربة الهجرة من الأرض والوطن ظلمًا وعدوا، ونمَّاهُ حفظُ الشعر والتّرنّم بهِ مما خلق عندي موسيقى شعرية لا تُخطئ الوزن والقافية.
- كيف بدأتِ رحلتكِ مع الشعر؟ وما الذي جذبكِ إلى هذا الفن الأدبي؟
أتى الشعر يجذبني من فؤادي
(هلُمِّي إليَّ سريعًا) ينــــــادي
فحَلَّقتُ حُبًّا بدورًا بليغًا
وفيهِ سكنتُ فصارَ بِلادي
- من هم الشعراء أو الأدباء الذين أثّروا في تجربتكِ الشعرية؟ وهل هناك أعمال محددة تركت بصمة في مسيرتكِ؟
كان هناك برنامج تُجمع فيه أشعار البردوني، في الإنترنت وكان هو أول ما اطلعت عليه من الشعر الفصيح الموزون كمطالعة، وهو أكثر ما أثر على بداياتي وأثرى فيَّ جانب الشعر والأدب.
- هل تكتبين الشعر تلقائيا أم هناك طقوس معينة أو أوقات تلهمكِ للكتابة؟
بالتأكيد هناكَ طقوس معينة كلحظات الهدوء والسكينة، واللحظات الغامرة بالفرحـ وأحيانًا بالحزن! لكنني أستطيع كتابة الشعر في أي وقت شئت.
- ما الموضوعات أو القضايا التي تهمكِ وتسعين لتناولها في قصائدكِ؟
حُرية العقول، مكانة المرأة في الإسلام، وحدة الراية الإسلامية، والتجارب الإجتماعية أحيانًا.
-الشعر الموزون.. التفعيلة.. قصيدة النثر.. إلى أي التصنيفات تنتسبين؟
الشعر الموزون، هو أكثر ما برعتُ فيه، حاولت كتابة شعر التفعيلة فأجدته ولكن ليس بمقدار إجادة الشعر الموزون
- هل تفضلين الكتابة الشعرية أم إلقاء الشعر؟ ولماذا؟
إلقاء الشعر هو الأفضل بالنسبة لي، لأن إلقاء القصيدة أبلغ في إيصال الفكرة لكل شرائح المجتمع وأيضًا إيصال الروح الشعرية للجمهور من خلال طبقات الصوت وتكرار الكلمة أو البيت.
- قصيدة من قصائدك المفضلة؟
سُحُبُ المنيَّةِ لا محالةَ آتيَة
فتُطِمّ لا تُبقي لعبدٍ باقية
والخيرُ فيما اختارَ ربُّكَ لا بِما
تختارُ أنتَ وإن فررتَ مُلاقِيَهْ
والناسُ لو خُلِقوا ببطنٍ واحدٍ
واستطعموا دهرًا بذاتِ الآنية
وتعلّموا ذاتَ العلومِ فإنّهم
ليسوا على جبلِ الرُّماةِ سَواسِيَة
هل يستوي أُهل الثبات ومن لهم
فوقَ الثّبات هُدى ونفسٌ راضية؟
العازمون على البقاء كأنهم
من فرطِ ما ثبتوا جبالٌ راسيَة
هل يستوون مع الذين تخلّفوا
واستبدلوا الأخرى بدنيا فانية؟
في الكهفِ كانوا سبعةً لكنهم
مع كلبهم قرب الوصيد ثمانية
إن لم تكن منهم فكُن كلبًا لهم
أو صخرةً تأوي وعينًا جارية
فلسوف تُسأل أين كنت ولم تكن
بين الصفوف أو العيون الباكية؟
أيام كان المسلمون على الطوى
يمسون والإصباح عيشُ كراهية
أيام كان الخير إسمًا مُضمرًا
والشر يعبث في الحياة علانية
والدين مضطهد وأهل الحق في
كل البقاع لهم معايشُ قاسية
والمسجد الأقصى العظيم مقيدٌ
والموتُ يسقي كل شربٍ ساقية
وبمكةَ الهدي الكريم مضيعٌ
لو لا التّقاةُ لأُهلكوا بالطاغية
والكعبة الأم الشريفة حولها
أهل المجون، تسير فيهم حافية
وبموطنِ الإيمان حوثيٌّ له
رجسٌ بهِ الأحقادُ لا متناهية
يسبي العقول ويصطفي الأنقى لكي
تغدو بجهلِ الفكر ذات رفاهية
أصبحتَ تبصر كل أهل عقيدةٍ
من حولهم كل الجهاتِ مُعادية
حتى غدى البيت الحرام بحاجةٍ
للفتحِ؛ فتحٌ كالقرون الماضية
أيام جاء محمدٌ وبسيفهِ
وحيُ السماءِ ﴿لنسفعَنْ بالناصية﴾
﴿فاصدع بما تُؤْمر﴾ بإنك مُرسلٌ
وجميعهم ﴿أعجازُ نخلٍ خاوية﴾
فحصون كسرى في يديك جميعها
وليدعُ كل ذوي ضلالٍ ناديه
لو لا حصار الشعب كنت الآن في الـ
مسرى تصلي والسماءُ مُباهية
﴿فاصبِر فإنَّكَ﴾ في العيون حبيبا
حتى يجيءَ النصرُ شمسًا ضاوية
ومع الرسولِ صحابةٌ وقلوبهم
ليست على ربِّ الرسولِ بِخافية
كالماءِ فيما بينهم لكنهم
إن قابلوا الكفارَ نارٌ حامية
وعلى البُغاةِ سيوف قتلٍ دامية
وعلى ضعيفِ الحَيلِ أمٌّ حانية..
لو أنهم فينا لما كُنا كـــــما
نبدو ولن تبقى الأمور كما هيهَ
ضعفاءُ مغلوبون، لسنا قلةً
لكن غفلتنا النحيسةَ داهية
ونُعلِّلُ الآمالُ أنَّ عيوننا
فيها البصيرةُ والأيادي عامية!
"لا تبرحوا" نادى المنادي إنما
لَسْنا على جبلِ الرُّماةِ سواسِية
ولعلّ مُعظمنا يُهروِلُ طامِعًا
نحو الدنيئةِ ثم ينسى الباقية!
وإذا أتاهُ الله يسأل ما جرى؟
سيقولُ: شيطانِي الذي أغوانِيَهْ!
هلكت قرونٌ قبلنا فبدت لنا
بئرٌ معطلة وأرضٌ خاوية
ما أهلكَ الأقوامَ مثلُ نفوسهم
فإذا اتبعناها فتلك القاضية
من جاهدوا في الله يهدِ قلوبهم
ويجر عبّاد الهوى للهاوية.
- كيف ترين واقع المرأة في الساحة الشعرية اليمنية؟ وما التحديات تواجهينها كامرأة شاعرة؟
واقع المرأة في الساحة الشعرية اليمنية مرير، وخاصةً الأشعار الفصيحة والموزونة..
والتحديات أمام المرأة الشاعرة كثيرة، منها التمييز والتحيز وقلة انتشار القصائد الشعرية لهُنّ مما يؤدي إلى تراجع الكثير من المواهب الشعرية قبل بداية الخوض في الشعر أصلاً.
- هل هناك تجارب أو مشاريع شعرية مستقبلية تخططين لها؟ وما هي تطلعاتكِ في مجال الشعر خلال السنوات القادمة؟
في الحقيقة المشاريع والخطط كثيرة، غير أني في القريب العاجل- بإذن الله- مقبلة على خطوة محورية، وهي تفعيل قناتي على اليوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي لنشر محتوى شعر ديني ووطني..
أما تطلعاتي، فعند إنهائي لمرحلة البكالوريوس سأتفرغ أكثر للإنتاج الأدبي والشعري.
- إذا كانت لديكِ رسالة توجهينها للشباب المهتمين بالشعر، فماذا تودين أن تقولي لهم؟
أوجه لهم قول الرسول ﷺ" إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا"
وقول أبي بكر الصديق رضوان الله عليه: "علموا أولادكم الشعر، فإنه يعلمهم الأخلاق"
-هل صدر لك عمل شعري حتى الآن؟
لا، لكن نشرت لي أعمال ومنها قيد الإصدار.
- قصيدة أخيرة؟
كن بألف واحدِ
كن واحدًا بألفِ ألفِ واحدِ
كن ثابتًا كالكفِّ فوقَ السَاعدِ
إن السبيل كي تكون ناجحًا
أن تستبينَ ما تريد في الغدِ
أن تتبع الحقَّ ولو عارضَهُ الـ
ـورى وتتقي شُرورَ السائدِ
وأن تقول إنَّ مجدي ما أنا
صنعتُ لا ما كانَ فيهِ والِدي
ألا تقودَكَ الظروفُ خلفها
بل أن تعيشَ العمرَ عيشَ قائدِ
وأن تكونَ في الصعابِ صابرًا
تعتدُّ فيها عُدة المجَاهدِ
ولْتعلَمَنْ ما كلُّ وجهٍ ضاحكٍ
بذائدٍ عند احتياجِ الذائدِ
ولا تكن فردًا فللمولى يدٌ
تكون حيثُ وِحدةُ السواعِدِ
لكن حذاري أن تكونَ زائدًا
فالمجدُ لا يكون للزوائدِ!
-بطاقة تعريفية:
- الاسم/لطيفة حِبال /محافظة الحديدة.
- العمر/عشرون سنة
- المستوى التعليمي: المستوى الثاني لغة عربية وآدابها.. جامعة إقليم سبأ.
- هوايات أخرى/الكتابة الروائية.
- الجوائز التي حصلت عليها:
- جائزة محافظ محافظة مأرب في الشعر العربي الفصيح (الطالب المبدع) الدورة الثانية.
- جائزة مؤسسة وطن في الشعر العربي الفصيح المساند للجيش الوطني.
- جائزة جامعة إقليم سبأ (شاعر الجامعة).