صنعاء المحتلة - «الثورة»
أطلّ مهدي المشاط، رئيس ما يُعرف بـ«المجلس السياسي الأعلى» التابع لجماعة الحوثيين العنصرية، في خطاب متلفز بثّ مساء السبت 20 أبريل (نيسان)، زاعمًا تحقيق «إنجازات نوعية» في مواجهة الحملة العسكرية الأميركية المستمرة على اليمن منذ منتصف مارس الماضي، على خلفية هجمات حوثية استهدفت الملاحة الدولية ومصالح إسرائيلية.
الخطاب الذي حمل طابعًا تعبويًا، تضمّن جملة من الادعاءات التي ناقضتها الوقائع الميدانية والتصريحات العسكرية الرسمية الأميركية.
*ادعاء تعطيل حاملة طائرات أميركية*
تورد منطمة صدق اليمنية في تقرير وزعته للصحف اليوم، أبرز المزاعم التي أطلقها المشاط تمثلت في تأكيده خروج حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس هاري ترومان عن الخدمة، مدعيًا أن السفينة «فقدت القيادة والسيطرة» واضطرت للانسحاب مبكرًا من مسرح العمليات.
غير أن بيانات القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) وثّقت عبر تسجيلات مصوّرة متكررة استمرار عمليات الطيران القتالي من على متن الحاملة، كما بثّ قائد السفينة، الكابتن تشاوداه هيل، مقاطع فيديو تظهر بوضوح جاهزية الحاملة ومشاركتها الفعّالة في الضربات الجوية. كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية وصول حاملة طائرات إضافية (كارل فينسون) إلى منطقة العمليات، ما يدل على توسّع الحملة وليس تراجعها.
*ادعاء أن جميع الضحايا مدنيون*
وفي محاولة لتكثيف خطاب المظلومية، زعم المشاط أن «كل من سقط في الضربات الأميركية هم من المدنيين الأبرياء»، وهو ادعاء تجاهل بيانات موثّقة تُظهر سقوط عناصر حوثيين في مواقع عسكرية مستهدفة.
ففي أحد أبرز الأمثلة، قُتل القيادي الحوثي جلال صالح عبدالله السهيلي في قصف استهدف منزل والده في صنعاء، وقد نُعِي رسميًا بصفته «شهيدًا ومجاهدًا»، مما ينقض رواية سقوط مدنيين حصراً.
*ادعاء شلّ القدرات الأميركية*
كما ادّعى المشاط أن جماعته نجحت في «شل» القدرات العسكرية الأميركية، مؤكدًا أن «الهجمات الأميركية لم تؤثر علينا حتى بنسبة 1%»، في الوقت الذي تؤكد فيه الوقائع الميدانية تعرض البنية العسكرية الحوثية لضربات مكثفة استهدفت مراكز قيادة ومنشآت تصنيع وتخزين أسلحة.
وبحسب تصريحات مسؤولين في البنتاغون، نفذت الولايات المتحدة قرابة 1000 ضربة جوية منذ 15 مارس، استهدفت خلالها مواقع نوعية تابعة للحوثيين، فيما لم تسجل أي خسائر أميركية كبيرة في العتاد أو الأرواح، كما تم اعتراض كافة محاولات الرد الحوثية بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
*قراءة عامة*
خطاب المشاط جاء في سياق محاولة خلق توازن إعلامي أمام حملة عسكرية متصاعدة، إلا أن الادعاءات التي وردت فيه، من تعطيل حاملات طائرات إلى حصيلة مدنية بحتة للضحايا، لا تصمد أمام الحقائق المتاحة.
ويرى مراقبون أن الجماعة تسعى من خلال هذا الخطاب إلى ترميم معنويات قواعدها الداخلية، في ظل خسائر متزايدة، وتراجع في القدرة على تنفيذ هجمات مؤثرة.