في تصعيد إرهابي خطير، أقدمت ميليشيا الحوثي الإرهابية على استهداف وتفجير محطة وقود عساج في مدينة تعز بقصف طيران مسير، بالتزامن مع هجوم عنيف على مواقع في الجبهة الشرقية القريبة من منفذ جولة القصر في المدينة المحاصرة.
هذا التصعيد، الذي أسفر عن ضحايا في صفوف المدنيين وخسائر مادية كبيرة في ممتلكاتهم، يكشف عن استراتيجية حوثية جديدة تعتمد على استهداف البنية التحتية الحيوية ومصادر عيش المواطنين لتركيع المدينة وزيادة معاناتها الإنسانية.
ضحايا الهجوم
في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل من صباح يوم الخميس الموافق 3 يوليو 2025م، وقعت انفجارات عنيفة في محطة القدسي للمحروقات الواقعة في منطقة الحوض، وسط مدينة تعز، نتيجة قصف مباشر نفذته طائرة مسيرة تابعة للمليشيا الحوثية، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة وسلسلة انفجارات متلاحقة، بحسب بيان لشرطة تعز.
مصادر عسكرية بمحور تعز، أكدت أيضا أن طائرة مسيّرة حوثية استهدفت المحطة بقذائف، مما أدى إلى اندلاع حريق هائل امتدت ألسنته إلى المنازل السكنية، مسبباً أضراراً كبيرة في الممتلكات.
بحسب بيان الشرطة، انتقلت فرق الدفاع المدني إلى الموقع بعربتي إطفاء وباشرت أعمال الإخماد، كما جرى الدفع بفرق التحريات والأدلة الجنائية وأطقم الحملة الأمنية للتعامل مع الحادث، بالتنسيق مع الجهات المختصة لتوفير سيارات الإسعاف ونقل المصابين.
وبحسب المعلومات، أسفر الحادث عن وفاة شخص واحد، وإصابة 23 آخرين، بينهم 6 من كوادر الدفاع المدني، كما خلف الحريق أضرارًا كبيرة في 12 منزلًا و8 مركبات ومحطة الوقود وعدد من المحال التجارية المجاورة.
مكتب الصحة بالمحافظة، اكد استقبال المستشفيات 23 مصاباً وحالة وفاة واحدة، احد المصابين كان بحالة خطرة.
تكتيك جديد
يكشف هذا التصعيد عن تكتيك حوثي جديد يستهدف البنية التحتية، وخاصة محطات الوقود، في محاولة لقطع شريان الحياة عن المدينة المحاصرة وزيادة معاناة السكان.
يتزامن هذا التصعيد، مع محاولة المليشيا زرع خلايا ارهابية بالمحافظة، لكن يقظة قوات الامن الجيش تحول دون نجاح تلك المحاولات، حيث كشف مؤخرا عن ضبط خليه ارهابية خطيرة تابعة للمليشيا الحوثية الإرهابية.
بحسب بيان شرطة تعز، تمكنت الأجهزة الأمنية في تعز مؤخراً من تفكيك واحدة من أخطر الخلايا الإرهابية، الامر الذي لاقى إشادات واسعة من قبل فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
الشبكة الارهابية كانت تخطط لتنفيذ عمليات ارهابية كبيرة، وضبط بحوزتها على أسلحة ومعدات تفجير وسيارات مفخخة.
من جانبها، قالت اللجنة الأمنية بالمحافظة في بيان صادر عنها: إن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال الفترة الماضية من ضبط وإحباط العديد من المخططات الإرهابية والإجرامية التي تستهدف إقلاق السكينة العامة وترويع الآمنين.
ونوهت اللجنة في بيانها الى نتائج الحملة الأمنية والعسكرية المشتركة في مديرية الشمايتين “التربة” والتي أسفرت عن ضبط عدد من العناصر التي تنتمي الى عصابات إرهابية متخادمة مع مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وأوضحت اللجنة في هذا السياق أن العناصر المضبوطة ارتكبت العديد من جرائم القتل والتخريب التي طالت الممتلكات العامة والخاصة ومقاومة سلطات إنفاذ القانون في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظتي تعز ولحج بما في ذلك ارتباطها الوثيق بجريمة القتل التي طالت موظف برنامج الأغذية العالمي مؤيد حميدي بمدينة التربة في يوليو 2023م.
كما أفاد البيان الصادر عن اللجنة بضبط مواد متفجرة وأسلحة متوسطة وخفيفة وسيارات مفخخة معدة للاستعمال في عمليات التخريب بمساكن أفراد تلك العصابة التي كانت تخطط لاستهداف قيادات أمنية وعسكرية ومدنية ومرافق حكومية في تعز وعدد آخر من المحافظات المحررة.
وأكد البيان مواصلة الأجهزة المختصة إجراءاتها القانونية من أجل إحالة تلك العناصر الإجرامية إلى القضاء والاستمرار في ملاحقة وتعقب الفارين منهم لتقدميهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع.
يُعد هذا التطور تأكيداً على طبيعة المليشيا الحوثية كجماعة إرهابية لا تتورع عن التحالف مع أخطر التنظيمات الإرهابية لتحقيق أهدافها، ويسلط الضوء على ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة هذا الخطر المتعدد الأوجه على اليمن والمنطقة.
محاولة إطباق الحصار
بحسب مراقبين ومصادر عسكرية، تركز المليشيا الحوثية جزءاً كبيراً من مجهودها في اتجاه الجبهة الغربية، وتحديداً في جبهة الضباب، بهدف السيطرة على مواقع حاكمة تمكنها من قطع طريق تعز- التربة- عدن، وهو المنفذ الوحيد للمدينة، بهدف إحكام الحصار بشكل كامل، بالتزامن مع هجمات محاولات تسلل تنتهي بالفشل، باتجاه الجبهات الشرقية والشمالية.
الحكومة على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، أدانت “التصعيد الخطير الذي تشهده جبهات محافظة تعز من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني”. وأوضح أن هذا التصعيد، الذي يشمل هجمات مستمرة على القرى والأحياء السكنية والتحشيد المتواصل للمقاتلين والأسلحة، يعكس “توجيهات إيران في مواصلة التحدي لجهود التهدئة وتقويض فرص الحل السلمي”.
وأشار الإرياني إلى أن المليشيا استهدفت أحياء سكنية في الكمب، ومحيط جامع الخير، وشعب الدبا، وعقبة منيف شرقاً، ومناطق في الجبهة الغربية لمدينة تعز، باستخدام المدفعية والذخائر الثقيلة، بالإضافة إلى هجمات بالطائرات المسيرة.
تتوالى الإدانات لهذه الجرائم الحوثية المتصاعدة. وقد طالب وزير الإعلام، معمر الإرياني، “المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص باتخاذ خطوات عملية، عبر إصدار إدانة واضحة ومباشرة لهذا التصعيد الخطير واستهداف المدنيين، وتصنيف المليشيا “منظمة إرهابية عالمية”، وفرض عقوبات مشددة وتجميد أصولها المالية، وملاحقة قياداتها”.
وأكد أن “استمرار الصمت الدولي يشجع المليشيا الحوثية على المزيد من التمادي في أنشطتها الإرهابية، وتصعيدها الميداني وجرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين”.
- سبتمبر نت