اتهم الدكتور محمد صالح الكسادي رئيس قسم العلوم المالية والمصرفية في كلية العلوم الإدارية بجامعة حضرموت، ميليشيا الحوثي الإرهابية بتنفيذ مشروع سلالي خطير لتزييف العملات اليمنية، مؤكدًا أن هذا التزوير الممنهج يمثل محاولة لطمس هوية البلاد الحضارية وتدمير الاقتصاد الوطني.
وأوضح الدكتور الكسادي وهو خبير اقتصادي أن ميليشيا الحوثي بدأت يوم السبت الموافق 12 يوليو 2025، بإصدار بيان صحفي مذيل باسم البنك المركزي اليمني، دون تحديد مقره بشكل واضح، في خطوة تهدف إلى خلط الأوراق وإيهام الرأي العام بشرعيته قبل أن تعلن عن إصدار عملة معدنية من فئة خمسين ريالًا، تحمل شعارات سلالية طائفية مثيرة لحفيظة اليمنيين، وتكشف عن وجهها العنصري بمحاولة فرض رموز دينية حديثة العهد فضلًا عن حمل العملة تاريخًا هجريًا مزورًا يعود إلى عام 1446هـ بدلًا من 1447هـ، في محاولة متعمدة لطمس رموز الحضارة اليمنية.
وبين أن الميليشيا أعادت نشر البيان ذاته يوم الثلاثاء 15 يوليو 2025، بنفس التاريخ السابق، بالتزامن مع اجتماع عقده البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، المعترف به دوليًا، مع المدير الإقليمي للبنك الدولي وبعثة الاتحاد الأوروبي، في تحدٍ صارخ للمجتمع الإقليمي والدولي، ونقض واضح لإعلان 23 يوليو 2024، الذي أكد الالتزام بوقف الإجراءات الأحادية في القطاع المصرفي.
وأشار إلى أن ميليشيا الحوثي أعلنت عن إنزال فئة جديدة من العملة الورقية من فئة المئتي ريال، تحمل الخطأ نفسه في التاريخ الهجري لعام 1446هـ بدلًا من 1447هـ، ومن دون أي علامات مائية أو أمنية، ما يجعلها سهلة التزوير، ويؤكد نية الجماعة الممنهجة في التلاعب بالعملة وتدمير الثقة النقدية.
وشدد الدكتور الكسادي على أن هذه الأفعال تكشف امتلاك الميليشيا لمطابع داخلية مكرسة لتزوير العملة الوطنية، مؤكدًا أن الجماعة لن تتورع عن تدمير الاقتصاد الوطني بشكل ممنهج ومدروس.
وحمل البنك المركزي اليمني في عدن المسؤولية الوطنية في اتخاذ الإجراءات الصارمة وتنفيذ التعليمات الكفيلة بمنع التعامل بهذه العملة المزورة، وحماية العملة الوطنية من خطر التزوير الذي بات سلاحًا بيد ميليشيا إيران في اليمن، لتمويل مشاريعها التخريبية وضرب الاستقرار الاقتصادي للبلاد.