صنعاء – تتواصل حالة الانهيار والاحتقان داخل الأوساط القبلية في مناطق سيطرة الحوثيين، مع تصاعد جرائم الميليشيا الإرهابية بحق مشائخ القبائل ورجالاتها الذين كانوا لعقود يمثلون ركائز الاستقرار الاجتماعي ورافعة السلم الأهلي.
آخر تلك الممارسات تمثّل في استمرار احتجاز رجل الأعمال الشيخ سيف علي مشالي الحميدي، أحد أبرز مشائخ بني ضبيان من قبائل خولان، داخل سجون وزارة الداخلية الخاضعة للميليشيا الإرهابية منذ أكثر من شهرين، دون أي مسوغ قانوني، وسط اتهامات مباشرة لها باستخدام أساليب الابتزاز والضغط بحق وجهاء القبائل.
وفي تطور لافت، أقدمت الميليشيا الإرهابية مساء الأربعاء على تفريق اعتصام قبلي سلمي بالقوة في ميدان السبعين وسط صنعاء، كان يطالب بالإفراج عن الشيخ الحميدي، واختطفت عدداً من مشايخ خولان السبع المشاركين في الاعتصام.
وذكرت مصادر محلية أن أطقمًا عسكرية تابعة للميليشيا الإرهابية حاصرت الموقع، قبل أن تستخدم القوة لتفريق المحتجين، ما أدى إلى إصابات في صفوف المعتصمين، إلى جانب اختطاف عدد من المشايخ. وأكدت المصادر أن المسلحين الحوثيين اعتدوا على المعتصمين أثناء محاولتهم التفاوض سلمياً، واصفة ما حدث بأنه “إهانة متعمدة لرموز قبائل خولان”، الأمر الذي أثار استياءً واسعاً في الأوساط القبلية.
مصادر قبلية اعتبرت أن ما يجري يمثل “تجاوزاً لكل الأعراف القبلية”، ويعكس حجم الجحود الذي تمارسه الميليشيا الإرهابية بحق حلفائها الاجتماعيين، بعدما تحوّل المشايخ والوجهاء إلى أهداف مباشرة لسياسة الترهيب والاعتقال.
ويرى مراقبون أن هذه الحوادث ليست معزولة، بل تأتي ضمن مسار من الاستهداف الممنهج الذي يطال المشايخ على نحو منفرد، في مسعى من الميليشيا الإرهابية لإضعاف البنية القبلية وتفكيك التضامن الاجتماعي. ويضيف هؤلاء أن الميليشيا تسعى لتكريس وصايتها المطلقة عبر إهانة الرموز التقليدية للقبائل، ما ينذر بتحولات خطيرة في علاقة المجتمع القبلي بها.