حوار/ صدام المثيل
في ظل المعركة الوطنية ضد ميليشيات الحوثي، تبرز جبهة رازح بمحور مران كبوابة استراتيجية نحو صعدة، معقل المليشيات.
ومع تصاعد الزيارات الميدانية للقيادات العسكرية إلى جبهات صعدة، تتزايد الحاجة لفهم تفاصيل الميدان.
في حوار خاص مع "الثورة نت" يكشف اللواء/ حمود الخرام، أركان حرب محور مران، عن أهمية جبهة رازح، والتحديات الراهنة، في قراءة دقيقة لمشهد التحرير الوطني.
محور مران يعد من أهم المحاور العسكرية في محافظة صعدة، وقد تم تشكيله وفق رؤية عملياتية دقيقة تعتمد على التكامل بين مختلف الوحدات، من قتالية وهندسية واستخباراتية. الجبهة تشمل مناطق حساسة مثل الملاحيظ، وقطابر، ورازح، وهذا يمنحنا مرونة كبيرة في تنفيذ عمليات نوعية في عمق مناطق سيطرة الحوثي. التشكيل هذا ليس عشوائيًا، بل جزء من استراتيجية شاملة لتحرير صعدة بشكل تدريجي ومنظم.
جبهة رازح ليست جبهة تقليدية، بل تعتبر بوابة استراتيجية بين صعدة والمناطق المحررة في محافظة حجة. السيطرة على رازح تعني عزل الميليشيا عن أهم طرق إمدادها، وتوفير عمق دفاعي متقدم لحماية المحاور المجاورة. كذلك، تضاريس المنطقة تمنحنا ميزة تكتيكية مهمة في الرصد والمراقبة، وتُسهل عمليات الالتفاف والمباغتة. أبطال الوية جبهة رازح متمثلة باللواء السادس والسابع والواجب، أثبتوا كفاءة عالية في المهام الموكلة إليهم، سواء في القتال المباشر أو في تنفيذ المهام النوعية.
التحديات عديدة، أولها الطبيعة الجبلية الوعرة التي تعيق الحركة، وتفرض على قواتنا اعتماد تكتيكات خاصة. التحدي الآخر هو الألغام، حيث زرعت الميليشيات الحوثية كميات كبيرة بشكل عشوائي، مما يهدد المدنيين قبل العسكريين. الأخطر من ذلك، هو استخدام الحوثيين للمدنيين كدروع بشرية في بعض المناطق، وهذا ما يدفعنا إلى العمل بحذر شديد لحماية الأبرياء. لدينا فرق هندسية متخصصة تعمل على تطهير الطرق والمواقع، ولدينا خطط ميدانية تراعي الأبعاد الإنسانية قبل العسكرية.
ببساطة، موقعها الجغرافي يحدد ذلك. تقع رازح في شمال غرب صعدة، وهي نقطة تقاطع بين عدة محاور. من خلالها يمكن قطع طرق إمداد الحوثيين، وفتح المجال للالتفاف نحو العمق الحوثي. كما أن المعنويات في هذه الجبهة مرتفعة جدًا، مما يمنحها تأثيرًا معنويًا كبيرًا داخل صفوف المقاتلين. علاوة على ذلك، التنسيق القائم بين جبهة رازح والجبهات المجاورة يجعلها جزءًا من منظومة مترابطة تؤدي دورًا محوريًا في كسر مشروع الحوثي.
هذه الزيارات لا تعد مجرد استعراض أو رمزية، بل تعبّر عن توجه استراتيجي حقيقي نحو التحرير. عندما يتواجد القادة في الخطوط الأمامية، فإن هذا يرسل رسائل واضحة للعدو والمقاتلين على حد سواء. الرسالة للحوثي أن الوقت قد حان لتغيير المعادلة، وللمقاتلين أن القيادة معهم، تشاركهم الخطر والقرار. هذه الزيارات تعزز الروح القتالية والانضباط في الميدان بشكل كبير.
نعم، بالتأكيد. التركيز على صعدة في هذه المرحلة يعكس إدراكًا حقيقيًا من القيادة الشرعية أن المعركة الحاسمة يجب أن تكون في مركز الثقل الحوثي. صعدة هي المنطلق الأيديولوجي والسياسي للميليشيات، وضربها في عمقها يعني تقويض المشروع الانقلابي من جذوره. هناك إعادة تموضع استراتيجي لتسريع وتيرة التحرير وتقليص نفوذ الحوثيين تدريجيًا.
بشكل كبير جدًا. عندما يرى الجندي أن القائد الأعلى يزور الموقع ويتحدث معه مباشرة، يشعر أن المعركة ليست مسؤولية فردية بل جماعية. الروح المعنوية في جبهة رازح مرتفعة، والمقاتلون على أتم الجاهزية لتنفيذ المهام، لأنهم يشعرون أن هناك دعمًا مباشرًا وثقة من القيادة العليا.
التنسيق يتم عبر غرفة عمليات مشتركة، وتعد هذه ميزة كبيرة تضمن عدم حدوث فراغات أو تضارب في التحركات. نحن نعمل ضمن منظومة واحدة، وكل جبهة تُكمل الأخرى في إطار خطة تحرير متكاملة. هذا التنسيق يمنحنا مرونة كبيرة ويمنع المليشيا من الاستفادة من أي فجوات.
نعم، هناك مؤشرات واضحة على تراجع المليشيا في صعدة. شهدنا انهيارًا في بعض جبهاتهم بعد استهداف مراكز قيادة ومخازن أسلحة، كما أن هناك تفككًا داخليًا بسبب مقتل عدد من قادتهم. إلى جانب ذلك، حالة التذمر الشعبي داخل مناطق سيطرتهم تتصاعد، وهناك تقارير عن رفض بعض المجندين المشاركة في القتال.
المعركة مستمرة، والقرار في الميدان. الحوثيون يرفضون السلام ويتمسكون بالسلاح، ولكن أمام الضغط العسكري والسياسي المتزايد، سيجدون أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما: الانهيار أو الانصياع. لدينا دعم دولي وإقليمي واضح، وهناك إرادة داخلية صلبة للمضي نحو التحرير الكامل.
السعودية تضطلع بدور قيادي في دعم الاستقرار الإقليمي، من مناصرة القضية الفلسطينية إلى الوساطة في النزاعات، وصولًا إلى قيادة التحالف في اليمن لمواجهة الانقلاب الحوثي والنفوذ الإيراني، مع حضور إنساني وسياسي مؤثر رغم التحديات المعقدة.
نقول لأبناء صعدة: أنتم في قلب المعركة الوطنية، وثباتكم يُحدث الفارق. ولكل اليمنيين: هذه معركة هوية وكرامة، وليست فقط معركة حدود أو سلطة. النصر قادم بإذن الله، لأننا نحمل قضية عادلة، وسنظل نضحي من أجل وطن حر، مستقل، ودولة قائمة على العدالة والمساواة.