2025/10/14
14 أكتوبر.. من نار الكفاح إلى نور البناء ومواصلة مسيرة الحرية وصون الأرض والإنسان

لم تكن ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963 م، مجرّد انتفاضة في وجه الاستعمار، بل كانت إعادة ولادةٍ لرُوح الوطن، واستنهاضاً لإرادة الإنسان اليمني، في الدفاع عن أرضه وكرامته ومستقبله، فمن بين رماد القهر، خرج صوت الشعب، يعلن ميلاد فجرٍ جديد، ترسَّخت فيه قيم الحرية، وتحوَّل فيه الحلم، إلى مشروعٍ وطنيٍ متكاملٍ، لبناء الدولة، وحماية سيادتها.

 

ومع مرور 62 عاماً، على تلك المحطَّة المفصلية، ما تزال ثورة 14 أكتوبر، شاهدةً على قدرة اليمنيين على تبديل التَّحدِّيات، إلى فرص، إذ امتدت جذوتها من ميادين النضال، إلى ميادين البناء، فأثمرت أمناً واستقراراً، ووعياً ثقافياً، وازدهاراً اقتصادياً، لتظل الثورة عنواناً لنهضةٍ متجدِّدة لا تنطفئ شعلتها.

 

وبهذه المناسبة الخالدة، أجرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) لقاءاتٍ مع عددٍ من القيادات التنفيذية بمحافظة لحج، للحديث عن معاني الثورة وتجلِّياتها التنموية، وإسهاماتها في ترسيخ قيم الاستقلال، وبناء الإنسان، على امتداد مسيرة الوطن:

 

14 أكتوبر.. الأمن والاستقرار

 

يشدِّد نائب مدير عام الشرطة بمحافظة لحج، العميد الركن علي أحمد عامر، في حديثه الخاص إلى وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، على أن النصر لم يكن ليتحقَّق من دون جهاز أمني متماسك يحمي ظهر الثورو، ويحوِّل وحدة الصف، إلى درع منيعة في مواجهة المؤامرات والتَّحدِّيات الداخلية، والخارجية.

 

ويضيف العميد علي، يقول: "إن الاستقلال أسَّس جهاز شرطة وطني مدرَّب، أطلق برامج لحماية الممتلكات وصون النظام العام، فانتقل الأمن من أداة قمع مارسه الاحتلال البريطاني، إلى مؤسسة وطنية لخدمة المواطن، ورافق عملية البناء الوطني بكل أمانة ومسؤولية".

 

وينوه بأن رجال الأمن جسَّدوا فلسفة جديدة، جوهرها أن الأمن التزام أخلاقي قبل أن يكون عملاً إدارياً، فهم حماة للقيم والحقوق، لا مجرَّد منفِّذين للأوامر فقط، مكرِّسين جهودهم، في حماية المجتمع، واستقرار الدولة الوليدة.

 

ويؤكد العميد علي، في ختام حديثه، أن تجديد رُوح ثورة 14 أكتوبر 1963 م، في المجال الأمني، اليوم، يعني التحديث الدائم، مع الحفاظ على الرسالة الأصلية، فحماية الاستقرار، امتداد طبيعي لمعركة التحرر، والالتزام بالقيم الوطنية هو الدِّرع الحقيقي للأمة.

 

الثورة.. منحت الأرض والبيئة صوتها

 

ويشدِّد مدير عام فرع الهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة لحج، المهندس فتحي عبد اللَّه الصُعُو، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، على أن التحرر الوطني لم يكن تحرير الإنسان فحسب، وإنما أيضاً حماية الطبيعة من الاستنزاف، إذ كانت الموارد تُنهَب بلا رادع، والوعي البيئي شبه معدوم.

 

ويشير المهندس فتحي، إلى أن مرحلة ما بعد الاستقلال، شهدت تأسيس الوعي البيئي، وسن تشريعات لحماية المياه والسواحل والمحميَّات الطبيعية والبحرية، وأُطلِقَت حملات توعوية لصون التَّنوُّع الحيوي، لتصبح البيئة جزءاً من الكرامة الوطنية، ومصدر اعتزاز للأجيال القادمة.

 

وينوِّه بأن رعاية البيئة، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالكرامة الإنسانية، فالأضرار المفرطة للموارد الطبيعية، تُعَدُّ انتقاصاً من حقوق الأجيال القادمة، والاستدامة البيئية، تعكس المسؤولية الوطنية والاجتماعية المشتركة.

 

ويؤكد المهندس فتحي، في ختام حديثه، أن أهداف الثورة الأكتوبرية، تحفِّز الجميع على الاستثمار في الطاقة النظيفة، وتحسين إدارة النُّفايات، وحماية الثروات الطبيعية، لتظل الأرض خضراء نابضة بالحياة، امتداداً للحرية، التي انتزعها الأجداد بتضحياتهم الجليلة.

 

الثورة.. أيقظت الوعي الحضاري والثقافي

 

ويقول مدير عام مكتب وزارة الثقافة بمحافظة لحج، باسل فيصل علوي، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): "إن ثورة 14 أكتوبر 1963 م، لم تكن نصراً سياسياً فحسب، بل نهضة ثقافية أعادت الاعتبار للهوية الوطنية، إذ حاول الاحتلال طمس الموروث الثقافي الشعبي، لكن الحركة التحررية، أطلقت طاقات الإبداع لدى الجماهير".

 

ويشير باسل، إلى أن الدولة شجَّعت المشهد الثقافي، بإقامتها لخشبات المسارح، وقاعات الموسيقى، وأنشأت دور السينمات، واحتضنت المواهب الأدبية، فحوَّلت الثقافة إلى منبر لترسيخ الانتماء الوطني، ولتكون الكلمة سلاحاً مسانداً للبندقية، في تعزيز الوعي الجمعي.

 

وينوِّه بأن الصحف الوطنية ظهرت، والأقلام المبدعة حَمَلَت مشعل الوعي، لتعميق الهوية، والانتماء، ولتأصيل قيم الحرية، والاستقلال، لدى الشباب والأجيال الصاعدة.

 

ويؤكد باسل، في ختام حديثه، أن مواصلة المشوار اليوم تتطلَّب دعم الفنون، وإحياء المهرجانات، وتفعيل دور المؤسسات الثقافية، فالثقافة هي الحارس الأمين للذاكرة الجمعية، وضمان استدامة رُوح الثورة الأكتوبرية، بين الأجيال.

 

14 أكتوبر.. حفظ الانتماء الوطني وتنمية الوعي

 

يشير مدير عام فرع الهيئة العامة للكتاب والنشر والتوزيع بمحافظة لحج، رياض عبد الجليل ردمان، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إلى أن ثورة 14 أكتوبر 1963 ، انطلقت من روحها حركة ثقافية هدفها حفظ الانتماء الوطني، وتنمية وعي الشعب.

 

ويتابع رياض، قائلاً: " إن الدولة أسَّست المكتبات العامة، وأتاحت وصول الكتب للمناطق النائية، ووفَّرت الدعم للنشر المحلي، لتصبح المعرفة متاحة لكل مواطن، لبناء أجيال قادرة، على فهم تاريخها، ومشاركتها في رسم معالم الغد، وصياغتها للمستقبل".

 

ويوضح أن نشر الثقافة، والتعليم، كان امتداداً لروح الثورة، إذ جعلت من الكلمة والمعلومة سلاحاً حضارياً، يوازي التَّضحيات، التي قدمها الأجداد، ويعزِّز الوعي بالقيم الإنسانية والولاء الوطني.

 

ويؤكد رياض، في ختام حديثه، أن الوفاء لأمانة ثورة 14 أكتوبر، اليوم، يتجسَّد في استمرار دعم الكتاب والمثقفين، وتوسيع مشاريع النشر والتوزيع، بما يضمن نقل الإرث الثقافي والتاريخي للأجيال الصاعدة، وإحياء روح النهضة الوطنية، في كل زاوية من الوطن.

 

الثورة.. نهضة اقتصادية مستدامة للمصائد السمكية

 

يشدِّد مدير عام فرع الهيئة العامة للمصائد السمكية في خليج عدن بمحافظة لحج، أحمد ذيبان الصُبَيحِي، في حديثه إلى وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، على أن الثورة لم تنجز الحرية السياسية فحسب، بل أسَّست لبنية اقتصادية جديدة، شملت القطاع البحري، ليكون مصدر رزق، واستقرار للمجتمع.

 

و يشير أحمد، إلى أن مرحلة ما بعد الاستقلال، شهدت تطوير موانئ الصيد، وإنشاء محطات تبريد، وتوفير الأدوات، والتدريب للصيادين، مما عزَّز من إنتاجية القطاع السمكي، ورفع مستوى معيشة الأُسَر العاملة فيه.

 

ويوضح أن الهيئة العامة للمصائد السمكية، أصبحت نموذجاً للنهج الحديث في ديمومة الموارد الطبيعية، إذ تم وضع الخطط للحفاظ على الثروة البحرية، ومنع الاستنزاف، وضمان الأمن الغذائي على المدى الطويل.

 

ويؤكد أحمد، في ختام حديثه، أن استمرار مسيرة ثورة 14 أكتوبر 1963 م، يتطلَّب تحسين أساليب الصيد، وتجويد البنية التحتية للموانئ، وتشجيع الاستثمارات البحرية، ليظل القطاع البحري، رافداً اقتصادياً مهمَّاً، ومصدراً للكرامة والاعتماد الذاتي للأجيال القادمة.

* سبأ نت

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news144602.html