تتصاعد الخلافات داخل صفوف ميليشيا الحوثي الإرهابية مع تصادمات متزايدة على مواقع النفوذ في الهياكل القيادية العليا، في وقت تحاول فيه كل جهة تثبيت سيطرتها وسط ضغوط خارجية وضربات دقيقة استهدفت قيادات بارزة. تشير مصادر مطلعة إلى أن مهدي المشاط، رئيس ما يسمى المجلس السياسي للميليشيا، يعيش حالة توتر حاد ويعكف على اتخاذ إجراءات لحماية مواقعه، تشمل تحركات استخباراتية وإعلامية للتعامل مع منافسين محتملين ضمن الصفوف العليا للميليشيا.
تزامن ذلك مع ضربات جوية استهدفت قيادات بارزة وأدّت إلى إعادة توزيع المسؤوليات وإجراءات تأمين لمراكز النفوذ داخل الصفوف القيادية، ما كشف هشاشة التوازنات الداخلية وفرض ديناميكيات جديدة على صنع القرار. تظهر مصادر متابعة أن بعض القيادات كانت تُنظر إليها كمرشحين لتعزيز مواقع قيادية بديلة، إلا أن شبكة القرار المعقدة داخل صنعاء تزيد من حساسية المشهد أمام أي تغييرات محتملة.
تعكس هذه التحركات تأثير الضغوط الإقليمية والضربات المركزة على القيادة، حيث اضطرت القيادات المقربة من المشاط إلى تعديل مواقعها بسرعة، ما أدى إلى تغييرات أمنية وإدارية داخل مؤسسات الميليشيا. وفي الوقت نفسه، تتبع الجماعة سياسة تضييق إعلامي صارمة، مع حرص على إظهار خطاب الوحدة في العلن لضبط الشارع واحتواء أي علامات انقسام، بينما تتصاعد التوترات داخل مؤسساتها.
يمثل الصراع على النفوذ الداخلي تحديًا كبيرًا لقدرة الميليشيا على إدارة القرار العسكري والسياسي بفعالية، ويتيح لأجنحة محلية وإقليمية استثمار نفوذها لدعم تيارات محددة. هذه الانقسامات تؤثر في قدرة الميليشيا على الحفاظ على مؤسسات متماسكة وتزيد احتمالات إعادة هيكلة جزئية أو تغييرات شكلية في هياكل الحكم، مما يجعل متابعة التطورات الداخلية أمرًا بالغ الأهمية لفهم المشهد الكامل للميليشيا.
رصدت تقارير محلية ودولية استهداف قيادات خلال الفترة الماضية، ما زاد من حالة عدم الاستقرار داخل الصفوف العليا. وتؤكد مؤسسات رصد وتحليل على وجود إجراءات أمنية متسارعة بعد الخسائر القيادية، ما يعكس حرص الميليشيا على ضبط المشهد الداخلي وحماية مواقع النفوذ الحساسة. في هذا السياق، يبرز دور العمل الصحفي الدقيق في ترجمة المعلومات والرصد الميداني إلى ملفات موثوقة يمكن للجهات الدولية والمجتمع الحقوقي التعامل معها بشكل منهجي، مع الحفاظ على المصداقية والشفافية في كشف الوقائع.