
في واحد من أكثر الاعترافات الإعلامية صراحةً الصادرة من داخل النظام، كشفت صحيفة “ستاره صبح”، التابعة للتيار المحسوب على ما يسمى بـ“الإصلاحيين”، الأبعاد الكارثية للفشل الاقتصادي للنظام حیث أقرت الصحيفة في تقرير بتاريخ 10 نوفمبر 2025، بأنه خلافاً لوعود “وثيقة الرؤية العشرين عاماً” التي كان من المفترض أن تجعل إيران “الدولة الأولى في المنطقة” بحلول عام 2025، فإن “اقتصاد إيران ودخل الفرد فيها اليوم أصبحا أدنى من العديد من دول الشرق الأوسط”.
هذا الاعتراف الصادم، الذي يضع فعلياً نهاية للأوهام الدعائية للنظام، يُستكمل بحقيقة أخرى. تنقل “ستاره صبح” عن سفير النظام السابق في الصين قوله: “الصينيون يعتقدون أن إيران بلد بلا خطة في الشرق الأوسط”.
الحل الذي تقدمه الصحيفة يكشف أيضاً عن طبيعة “حرب الذئاب” هذه. فـ “ستاره صبح” لا ترى الحل في الإطاحة بالنظام برمته، بل في “الاستفادة من التكنوقراط وإجراء انتخابات حرة دون إشراف مجلس صيانة الدستور”.
هذه هي بالتحديد المطالبة بالحصة السياسية. “الإشراف الاستصوابي” هو الأداة التي استخدمها خامنئي لإقصاء هذا الجناح عن السلطة. والآن، هم يتخذون من الاقتصاد المنهار ومعيشة الناس رهينة للضغط على خامنئي لإعادة حصتهم من السلطة.
لكن الشعب الإيراني أظهر في انتفاضتي نوفمبر 2019 و 2022 أنه لن ينخدع بهذا الصراع المصطنع. لقد أدرك الشعب أن الحل ليس في استبدال هذا الجناح بذلك في إطار نظام الولي الفقيه. الحل الحقيقي، الذي يمثل كابوساً لكلا جناحي النظام، ليس في “انتخابات” مزيفة داخل هذا النظام، بل في تفكيك منظومة هذا النظام الفاسد بجميع فئاته وزمره وإقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على التصويت الحر للشعب.