
بلهفة المشتاقين للوطن والتواقين لريحته، وتذوقاً للفن اليمني الأصيل، يكتظ المغتربون اليمنيون ومعهم عرب واجانب، لمتابعة الفعاليات الايام الثقافية اليمنية التي تختتم، اليوم الجمعة، ضمن فعاليات "انسجام عالمي ٢" التي تحتضنها حديقة السويدي وسط العاصمة السعودية الرياض وتجاوز عدد المترددين عليها خلال ذلك المليون نسمة.
يصطف المتابعين أمام المنصة التي تستضيف فنانين يمنيين يغنوا مختلف الألوان الفنية اليمنية، ويرددون معهم معزوفاتهم الفنية بإعجاب شديد، ولا تتوقف التصفيقات الحارة، وسرعان ما ينفضوا من حول المنصة للاكتظاظ حول منطقة المسار المخصص لمسيرة فرق الرقص والاستعراض للفنون الشعبية التي تجاوز عدد المشاركين فيها ١٠٠ شاباً يتقدمهم عشرات الفتيات اللواتي يرتدين الأزياء اليمنية المتميزة والمتنوعة.
وأوضح مسؤول المركز الإعلامي للفعالية التي تنظمها ووزارة الإعلام وهيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية الشقيقة، لوكالة سبأ، ان عدد المترددين على الفعاليات خلال ٦ أيام تجاوز الـ ٨٠٠ ألف زائر.
وقال "من المتوقع ان يتجاوز العدد في اليومين الأخيرين المليون إنسان"..مشيداً بتفاعل الجمهور اليمني المتميز عن بقية الجاليات العربية والأجنبية.. مشيراً الى ان جمهور اليمن ملتزم بالأنظمة والنظام ومتفاعل مع فن بلاده بشكل لم نعهده من الجاليات الأخرى.
وأضاف "أن تفاعل الجمهور اليمني الموسم الماضي خلال الثلاث الأيام التي خصصت لليمن، دفع الجهات المختصة في هيئة الترفيه ووزارتي الإعلام والثقافة بالمملكة، إلى ان تجعل الأيام المخصصة لليمن ٨ أيام".
ولفت إلى أن اليمن فيها فن اصيل وتنوع عجيب ومدهش، والشعب السعودي كان له حضور لافت في الأيام والفعاليات اليمنية لم نلمسه في فعاليات الدول الأخرى، لما يجد من تقارب فني وثقافي وهناك عوامل مشتركة للشعبين الشقيقين اليمني والسعودي لا تجدها في الآخرين.
وأشادت شذى الشماخ، في حديث نقلته وكالة سبأ، بالسلطات السعودية التي أتاحت لليمنيين فرصة الحضور ومتابعة الفعاليات اليمنية بسلاسة وتنظيم متميز، وقالت "كدت ان اذرف الدموع فرحاً بذلك الجمال الذي رأيناه واشتياقاً للوطن الذي نحب وما لمسناه من فن وثقافة اصيلة والتنوع الكبير للفنون والأزياء التي تمثل مختلف مناطق بلدنا".
ويرى سامي محمد، أن حضوره المتعدد للفعاليات هو لمعرفة فن بلده الذي لا يجده إلا عبر الفضائيات والوسائط الاجتماعية ولأول مرة يطلع عليه وجهاً لوجه بتلك الطريقة المنظمة والعروض المدهشة، واستدرك "نتمنى المزيد من هذه الفعاليات الثقافية والفنية التي تربط اليمنيين بوطنهم وثقافتهم الأصيلة وهويتهم الحضارية الضاربة في عمق التاريخ".
وفي الاتجاه الآخر، كانت البازارات التي تعرض في محلات المنسوجات والمسوغات واللوحات التشكيلية والمنتجات اليمنية الشعبية من ملبوسات ومأكولات وحلويات.
وأشاد مدير البازار، لطف الكحلاني، في حديث لوكالة سبأ، بالمملكة العربية السعودية الشقيقة لما تقدمه من فعاليات فنية وثقافية واظهار الثقافة اليمنية بالشكل المطلوب وهو ما كان اليمنيين يشعرون بالافتقاد لها.
وقال الكحلاني "اكبر حضور إلى الآن وأكبر تفاعل حتى الآن وتصريف بضائع هي الجالية اليمنية من جميع النواحي كالأشياء الشعبية مثل البخور، والعطور، وأطواق الورد، والنرجس، والملبوسات الرجالية، والنسائية، والكل كان عليها حضور وإقبال".
واختتم قائلًا "الحضور متميز ومشرف لليمنيين وكذلك لفعاليات "انسجام عالمي ٢" وكذلك لوجه اليمن الحضاري وهويتها الثقافية الأصيلة والمتميزة".