
في جناح أنيق يتوسط فعاليات الأيام الثقافية اليمنية في حديقة السويدي ضمن مبادرة "انسجام عالمي" المصاحبة لـ موسم الرياض يقدم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن نفسه هذه المرة من زاوية مختلفة، زاوية الفن والثقافة والإنسان لا من زاوية الأرقام والتقارير فقط.
مدير الإبداع في البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محمد الغامدي يؤكد في حديث لـ الثورة أن مشاركة البرنامج في مثل هذه الفعاليات يجسد العلاقة التاريخية بين المملكة العربية السعودية واليمن وترجمة حية لشراكة تنموية راسخة بين البلدين.
يقول الغامدي" لا شك أن وجود البرنامج في مثل هذه الفعاليات يجسد العلاقة التاريخية بين المملكة واليمن ويعكس في الوقت نفسه عمق الشراكة التنموية بين البلدين فنحن لا نقدم أرقام جامدة إنما نحاول أن نقرب صورة هذه المشاريع للناس في مساحة من الفرح والفن والثقافة."
على خارطة بارزة في الجناح يشرح الغامدي للزوار حصيلة هذه السنوات حيث نفذ البرنامج حتى الآن 286 مشروعاً في 16 محافظة يمنية، توزعت على ثماني قطاعات أساسية تمس حياة المواطن اليمني بشكل مباشر.
الجناح كما يصفه الغامدي ليس ركن تعريفي فقط إنما "نافذة مختلفة على اليمن" ويوضح "نحن موجودون هنا لنفتح للناس نافذة مختلفة عن الصورة النمطية التي اعتادوا رؤيتها عن اليمن نافذة الإبداع، نافذة الفن، نافذة الثقافة، نافذة الفرح، نافذة الأمل."
ويضيف أن الزوار يطلعون من خلال خارطة المشاريع المعروضة على أثر البرنامج في المحافظات اليمنية بينما يطّلع فريق البرنامج في المقابل على مشاعر الناس وانطباعاتهم بشكل مباشر وقريب، من خلال تفاعلهم مع المعروضات والمواد المرئية التي تملأ شاشة العرض العملاقة في واجهة الجناح.
البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن تأسس في عام 2018م بأمر سام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بهدف تنفيذ مشاريع تنموية في مختلف المحافظات اليمنية وفي عام 2025م يكون البرنامج قد أتم عامه السابع من العمل المتواصل في الميدان.
وعلى خارطة بارزة في الجناح يشرح الغامدي للزوار حصيلة هذه السنوات حيث نفذ البرنامج حتى الآن 286 مشروعاً في 16 محافظة يمنية، توزعت على ثماني قطاعات أساسية تمس حياة المواطن اليمني بشكل مباشر.
قطاع المياه تصدر قائمة المشاريع بعدد 61 مشروعاً نظراً للحاجة الماسة للمياه في كثير من المحافظات اليمنية، يليه قطاع التعليم بـ56 مشروعاً، ثم القطاع الصحي بـ34 مشروعاً، فقطاع النقل بـ32 مشروعاً، والبرامج التنموية بـ28 مشروعاً، وقطاع الطاقة بـ24 مشروعاً، ثم قطاع الزراعة والثروة السمكية بـ21 مشروعاً، وأخيراً مشاريع تنمية القدرات الحكومية بعدد 12 مشروعاً.
ومن بين المشاريع البارزة التي يعرضها الجناح، إعادة تأهيل طريق العبر ومنفذ الوديعة الحدودي، وطريق هيجة العبد الشريان الرئيسي لمدينة تعز، ومطار عدن الدولي، إضافة إلى مدينة الملك سلمان الطبية التعليمية في المهرة، ومستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن، إلى جانب عدد كبير من مشاريع تأهيل الطرق وبناء المدارس والمرافق الصحية ومشاريع خدمية أخرى.
هذه المشاريع بحسب الغامدي لا تقرأ فقط كمنجزات إنشائية إنما كمسارات أمل جديدة في حياة الناس تربط بين قرى ومدن وتفتح أبواب التعليم والعلاج وفرص العيش الكريم.
وعن مشاعر اليمنيين تجاه البرنامج وتجاه المملكة بشكل عام كما يلمسها خلال زيارتهم للجناح يقول الغامدي
"بلا شك هناك مشاعر تقدير كبيرة نلمسها في عيون الناس قبل كلماتهم، هناك حاجة ملحة لإبراز هذه المشاريع لأنها تعطي للناس إحساساً بأن هناك مستقبلاً أفضل ينتظرهم وأن ما يُنفذ على أرضهم ليس وعود فقط، إنما واقع يرونه ويعيشونه."
ويضيف"نرى هذا التقدير في تفاعل الزوار مع خارطة المشاريع ومع ما يشاهدونه من مواد مرئية على شاشة العرض العملاقة التي تعكس أثر المشاريع ووجودها على أرض الواقع، كثيرون يأتون ليقولوا إن هذه المشاريع غيرت تفاصيل يومهم طريق أصبح أسهل ومدرسة صارت أقرب وخدمة صحية أضحت متاحة."
بهذا الحضور في فضاء ثقافي وفني مفتوح يحاول البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن أن ينقل تجربته من إطار التقارير الفنية إلى مساحة الحكاية الإنسانية حيث يصبح المشروع جسراً بين بلدين، لا مجرد رقم في سجل إنجازات.
ويختتم الغامدي حديثه بالتأكيد على أن الشراكة بين المملكة واليمن في بعدها التنموي مستمرة ومتجددة وأن البرنامج سيواصل عمله على مشاريع تمس حياة الناس مباشرة وتدعم استقرار اليمن وتنميته وتبقي نافذة الأمل مفتوحة أمام وجوه الزوار الذين يمرون من جناح صغير… لكن بحكاية كبيرة.
