استنطق المكان/ أحمد الطرس العرامي –
(1) – أين تقع صنعاء¿ – ليس على الأرض طبعاٍ…
< للمكان خطاه للمكان يداه للمكان ذاكرته المكان حجرة الوجود فضاء التشكل مسرح البشرية سبورة التاريخ للمكان سيرة الإنسان: تولد المدن من العدم وتذهب إليه وبين هذا وذاك تعيش طفولتها تراهق تنمو تتضخم تتقزم تسير وهي في مكانها تشيخ وتشيب تتغطرس تغني تحزن تضيء تنزوي وحيدةٍ وتفكر تتنكر تغير من شخصيتها تعشق البعيد تقترب من نفسها تنأى عن الدروب تحملها على ظهرها قبل مائة سنة تقريباٍ لم تكن صنعاء ما هي عليه الآن كانت طفلةٍ أو فتاةٍ أو امرأةٍ مكتملةٍ لكنها لم تكن بهذا الورم (بتعبير المقالح) الصور القديمة لهذه المدينة تقول ذلك بملء ذاكرتها. يكاد غيمان يسبل جفنيه على مدينة سام تبدو أحياناٍ كابتسامةُ في ثغره أحياناٍ كدمعةُ هربت تنام داخل سورها كي لا تقع في فم العدو… سوار الحسناء قد يتحول إلى إسارُ أسوار المدن قد تتحول إلى (قيودُ) على معاصمها… منازل صنعاء تهترئ والأماكن السلطوية السياسية تزدهر لكن صنعاء تحلم وحين تكاد تفيض من الحلم يكبح جماحها العرضي تكاد تطير شرقاٍ فيصدها قصر البشائر وعساكر الإمام تغسل شعرها في السائلة فيعلق ببنادق العسكر ومخالب السطوة. هي صنعاء قبل خمسين عاماٍ حيث بوسع اللغة أن تنزاح عن معجم الجغرافيا وهي تجيب على سؤال أين تقع صنعاء¿ فتأتي الإجابات متعددة الألوان مفتوحة الأبواب والدلالات: تقع صنعاء داخل سورها تقع في قبضة الإمامة بين فكي الجهل تحت مخالب النسيان تقع في قلب اليمن تقع على بوابة التاريخ على كتف القمريات تقع في قلوب الثوار في ملحمةُ ستكتبها الثورة لاحقاٍ: تقع صنعاء ليس على الأرض طبعاٍ… مهما تعثرت بجراحها وأغانيها فبوسع المكان أن يزهر وبوسع القيود أن تتحول إلى ورودُ وأمنيات في ميدان شرارة تنبثق الشرارة ومن قصر البشائر تم نشر تغريدة الثورة الأولى وفي العرضي قلم الثوار أظافر الوحش ونزعوا مخالب قلبه وعلى جدران هذه الأماكن كتب التاريخ ومحا ومنها عبر نهرَ من الناس أجيال من السياسة دول ودلائل…
(2) المكان والسلطة الرمزية ليست الثورة (إلا تركيز النشاطات الثورية في جهد منظم واحد للإطاحة بحكم الإمام.) إنها نتاج مجموعة من العوامل التاريخية الإنسانية الاجتماعية السابقة كما هي نتاج أو تمخض لقناعة ثورية شعبية بضرورة التخلص من الحكم الإمامي المغلق على نفسه تجلت في محاولات سابقة لم يكتب لها النجاح وكان لها أن تكتمل في سبتمبر 62م… وهي بمقدار كونها كذلك تمثل تياراٍ أو نهراٍ من العوامل التي ستحدث أثراٍ فيما بعد.. وعلى كل المستويات… مع اختلاف أو تفاوت نسبة التأثير من مجال إلى آخر أو من مستوى إلى غيره… فالفرق بين الأحداث العابرة والأحداث التاريخية الفاعلة كالثورات هو في حجم التأثير الذي يمكن أن يمثله الحدث الثوري كقوة فاعلة في التاريخ والإنسان والمجتمع بوصفها _الثورات_ تحولات في حركة التاريخ وفي صيرورته. يتسع أثرها ليغطي مساحةٍ طويلةٍ من التاريخ ومن حركة أجياله أبعد من الحدث نفسه… الثورة كفعل رمزي تقوم على تقويض منظومة رمزية محددة وتشكيل منظومة رمزية جديدة تمثل في جانبُ من جوانبها… التمثلات الفعلية لقوة الحدث/فاعليته في حركة التاريخ… وفي المنظومة الرمزية التي يأتي من بين عناصرها أو مكوناتها المكان باعتباره مسرح الحياة وإنائها والمساحة التي يتحرك فيها الإنسان وتتموضع فيه أفعاله ويصبح لها وجود ما وهو بذلك يصبح ذاكرة الحدث _الثورة هنا_ ذاكرة ما قبله ذاكرة الأثر اللاحق… **** (3) أماكن الثورة ثورة الأماكن… يموت الإمام أحمد في 19 سبتمبر يعلن البدر نفسه إماماٍ على اليمن خلفاٍ لأبيه ويعلن الأمير الحسن ولياٍ لعهده وينوي الحسن العودة عشية السادس والعشرين من سبتمبر يجتمع البدر بقياداته في قصر البشائر على رأسها (عبدالله السلال عبدالرحمن الإرياني محمد علي عثمان) ينتهي الاجتماع الحادية عشر مساءٍ يغادر السلال على وجه السرعة… تْفتح مخازن الأسلحة في الكلية الحربية ويتم تسليح الثوار يخطر في بال الثورة: “الأماكن الهامة التي يجب تأمينها: قصر البشائر (قصر الإمام)º قصر الوصول (قصر استقبال الشخصيات الهامة)º الإذاعةº الاتصالات التليفونيةº قصر السلاح (مخزن السلاح الرئيسي)º ومقرات الأمن الداخلي والمخابرات.” ويقصف القصر وتستمر معركته (حتى استسلم الحرس الملكي في صباح اليوم التالي. وكانت الإذاعة قد سقطت منذ البداية بعد مقتل ضابط ملكي واحد وانهيار المقاومة. أما مخزن السلاح فكان أسهلها كان يكفي أمر مكتوب من العقيد السلال لفتح المنشأة ثم تنحية الملكيين منها وتأمين البنادق المدفعية والذخيرة. وقد سقطت الاتصالات التليفونية أيضاٍ بدون أي مقاومة. وفي قصر الوصول فقد ظلت الوحدات الثورية آمنه تحت ستار حماية وتأمين الدبلوماسيين والشخصيات الهامة التي جاءت لتبارك لولي العهد الجديد. وفي صباح 26 سبتمبر تم تأمين كل المناطق في صنعاء وأعلنت الإذاعة أنه قد تمت الإطاحة بالإمام البدر وحلت محله حكومة ثورية جديدة. ثم بدأت الوحدات الثورية في مدن تعز حجة وميناء الحديدة تأمين ترسانات السفن المطارات ومنشآت الميناء.)
العرضي: مسروداٍ العرضي: سارداٍ
(4) العرضي (مجمع الدفاع) كما تظهره الصورة الجوية يقع العرضي وحيداٍ خارج سور صنعاء من جهة الجنوب وأمام بابها الرئيسي ومدخلها الشهير: (باب اليمن) يمتد العرضي بمحاذاة السور الجنوبي ويتسع في الخلف (كما يبدو في الصورة) ليظهر كما لو كان مدينةٍ خارج المدينة أبهة السلطة وسطوة المكان وسلطته الرمزية صحيح أنه يقبع خارج الأسوار كما لو كان يحرسها من الغريب لكنه لم يكن يمثل الحارس/الحاجب بقدر ما كان يحاصرها…لكنه حين تنطلق الثورة سيلعب دره المحوري فــ(من هذا المكان كانت انطلاقة الثورة اليمنية في سبتمبر 1962م/ ربيع الآخر 1382ه) يمثل العرضي أهم الأماكن السيادية في اليمن كقيادة للجيش منذ العثمانيين وحتى الآن تعاقبت الأدوار وتتالت التحولات والعرضي يحتفظ بغموضه بسلطته الرمزية… وبصفته العسكرية في المقام الأول أو بكونه منشأة عسكرية في الأساس ويعد الآن أكبر التجمعات الحكومية في اليمن ويضم داخله مبنى وزارة الدفاع وهيئة الاركان العامة ومستشفى “العرضي” العسكري وهيئتي شئون الضباط والافراد ودائرة التدريب العسكري. ويتكون مبنى العرضي من خمسة أدوار بمساحة 3000 متر مربع للدور الواحد ومساحة إجمالية للأدوار الخمسة 15000 متر مربع… (5) العرضي.. البناء والتكوين: معماري يمني (أسطى) يدعى (الحاج أحمد بن أحمد قصعة) استحق لقب باشا بملابس رسمية منحه إياها الأتراك هو الاسم الأبرز في الحديث عن بناء العرضي الذي استغرق 22 عاماٍ… منذ البدء في بنائه بأمر من السلطان عبدالحميد خان الثاني عام 1301هـ الموافق 1848ميلادي وفي عهد المشير عزت باشا الذي كان والياٍ على اليمن. والعرضي وفقاٍ لـ(الموسوعة اليمنية) (هو النطق العربي للكلمة التركية “أوردو” وتعني جيشاٍ أو قوة عسكرية في لغة الترك والمغول وأطلقت هذه التسمية على الجيوش المغولية التي اجتاحت أجزاءٍ واسعةٍ من آسيا وأوروبا وأصبحت تعني ثكنة عسكرية أو منطقة التجييش وتجميع الجند. ويتكون مبنى العرضي من عدة أقسام فإلى جوار البوابة الشرقية يقع مبنى ما يسمى بمعسكر القوانين ويقصد به المعنيون بتطبيق القانون العسكري وهو ما يسمى اليوم الشرطة العسكرية. والجزء الأسفل من المبنى كان سكناٍ للجنود والدور الثاني منه كان مقراٍ لقيادة جنود القوانين وشمال البوابة توجد مبانُ خاصة بالورزانات والفرقة العسكرية التركية وإلى جوارها يوجد حمام تركي يعد نموذجاٍ للحمامات التركية التي بني الكثير منها في صنعاء القديمة إضافةٍ إلى وجود جامع بني في عهد الوالي التركي المشير عبدالله باشا يوجد فيه مصلى خاص بالوالي تزين منارته بالأحجار السوداء المعروفة (بالحبش) يبلغ ارتفاعها أكثر من 35 متراٍ أسطوانية تأخذ الشكل المخروطي عند نهايتها (نسبةٍ إلى شكل سقفه الاسطواني الانسيابي) وفي جنوب الدامع يقع مخزن الأسلحة (الدبابة). حيث يضع الجنود أسلحتهم قبل المغادرة في الإجازة بشكل منظم فكل سلاح له مكانه الخاص واسم صاحبه كما كان يخزن فيه البارود _مؤونة البنادق التركية_ في تلك الفترة. وفي نهاية السور من الجهة الجنوبية تقع النقلية وهي عبارة عن حوش “اسطبل” للبغال كانت تنقل الأسلحة التابعة للجيش التركي وأمام البوابة الغربية للعرضي يمتد مبنى طويل من الجنوب إلى الشمال كان مدرسة لتدريب وتأهيل جنود “الأسكي” وكلمة أسكي تعني العسكريين النظاميين المحترفين وهو أول مبنى بناه الأتراك عام 1301ه/1884م وسموه القشلة التي تعني الحصن أما عناصر الجش الدفاعي فكان لهم عرضي خاص بهم يسمى “العرضي الدفاعي” وهو اليوم تابع للموسيقى العسكرية استخدم في بنائه أحجار من داره صبره في سوق البقر ومن دار الذهب يزين بوابته المصنوعة من خشب الطنب الخالص زخرفات إسلامية. وبقية مرافق المبنى كانت تسمى بكوش “الأرانيط” وهم الجيش الرئيسي للقوات التركية في اليمن إضافة إلى وجود السجن العسكري بحوش “دهاق” وبنيت هذه المباني من الحجر الحبش.) وتنقسم مكونات العرضي إلى عدة قشلات والقشلة تعني (الحصن) بالإضافة إلى عدد من الملحقات وهي كالآتي: القشلة الأولى « القشلة الغربية»: انشئت على اساس ان يكون المبنى حائط صد لأي هجوم يمكن أن يشن على دار الجيوش الذي كان يبعد عن موقعها بمقدار 137.5متر. وكانت القشلة قد خصصت لاحتواء هيئات تدريب الافراد وسكن لهم وهي بناء كبير مكون من طابقين يتبعه بعض الملحقات العامة وهما المطبخان والجسر الذي يبلغ طوله 92 متراٍ وعرضه عشرة أمتار والذي كان يربطها مع الجزء الشرقي للسائلة. القشلة الثانية «دار الجيوش»: هذا الجزء من العرضي كان يعرف ايضاٍ باسم القشلة الحميدية الثانية وقد بني ليكون داراٍ للجيوش وهذا المبنى لأهميته انشئ ليتوسط مباني العرضي الاخرى وهندسته اخذت شكل U على غرار المباني ذات الثلاثة أوجه التي يحيط بها فناء مستطيل وقد بني المبنى ليمتد من الشرق الى الغرب. القشلة الثالثة «البيادة»: يقع هذا المبنى في الجهة الشمالية الشرقية للعرضي وهو بناء من طابق واحد مستطيل الشكل ممتد من الشمال الى الجنوب وكان المبنى قد خصص ليكون مقراٍ وسكناٍ لأفراد كتيبة جنود المشاه في الجيش العثماني, والبيادة في اللغة التركية تعني المشاه. القشلة الرابعة: هذا المبنى الذي يأخذ شكلاٍ مستطيلاٍ والمبني من طابقين ممتد من الشرق إلى الغرب وكانت هذه القشلة تمثل مقراٍ لدائرة الضباط وسكنهم.
ملحقات العرضي جامع العرضي: يقع الجامع في الجزء الشرقي من الجهة الجنوبية للعرضي ويبعد عن سورها بمقدار 34 متراٍ وقد بني المسجد بنفس مواد البناء التي بنيت بها المباني الرئيسية واشتمل الجامع على عدد من الملحقات والمرافق مثل البئر والمطاهير والمنزلة. مستودع الأغذية: يقع هذا المرفق خلف مبنى الجامع مباشرة وهذا المرفق نظراٍ لدوره الهام كمخزن لحفظ الطعام والمؤن الغذائية فقد اتخذ شكلاٍ متميزاٍ فسقفه اسطواني ومبني من الياجور والقضاض التي تكسب الجو فيه برودة وتسهل عملية حفظ الاغذية كما ساهمت فتحات التهوية الموضوعة على جانبيه الشمالي والجنوبي في السماح بمرور الهواء وتجدده مما يكسب المكان تياراٍ من الهواء البارد في عملية حفظ الاغذية. الخزانة: الوزنة – مركز القانون – الحمام البخاري – المماشي – السجن – المطابخ – الاستراحة – مصادر المياه: وهي عبارة عن آبار جوفية حفرت بشكل متقن وقد وجدت في العرضي بئران هما البئر الجنوبية الشرقية والبئر الشمالية الغربية. (6) العرضي السارد: يمكن للعرضي أن يسرد سيرة العثمانيين في اليمن يمكن أن يكون وثيقة مهمةٍ لتعاقب الولاة الأتراك عليها قصة بنائه تتضمن ذلك لقد تم بناؤه على (فترات ومراحل سجلها العثمانيون الذين كانوا حريصين على توثيق كل الاعمال وتضمين سجلاتهم كل ما يتعلق بالفترة التي انجز فيها كل قسم بانتهاء العمل فيه حيث دون على ألواح تذكارية اسم المبنى واسم السلطان الذي انجز العمل في عهده وتاريخ بداية العمل والانتهاء منه وكان التوثيق يتم من خلال نقش على الواح حجرية من الرخام الابيض يسمى «نص التأسيس» ويتم تعليقه في أعلى البناء أو وسطه أو على مدخله الرئيسي.) يمكنه من جانب آخر أن يحكي قصة اليمن سياسياٍ لقد ظل أهم الأماكن السيادية في اليمن ومن العرضي مر كل الذين حكموا اليمن ومرت حكوماتهم وقاداتهم وأديرت جيوشهم فقد (ظل العرضي يؤدي دوره كقيادة للجيش على مدى فترة الحكم العثماني وعهد الإمام والعهد الجمهوري بعد نجاح الثورة اليمنية في السادس والعشرين من سبتمبر وحتى عام 2000 الذي شهد مرحلة إحياء وتجديد للعرضي ومبانيه.
في العهد العثماني: وقد استخدم العثمانيون مباني ومنشآت العرضي منذ العام 1301ه حتى جلائهم من اليمن عام 1336هـ. وكانت القشلة الثانية من العرضي قد خصصت مقراٍ لقيادة الجيش السابع…. أما القشلة الأولى فكانت مقراٍ لتدريب وتعليم الجنود.. كما خصص العثمانيون القشلة الرابعة مقراٍ لدائرة الضباط.. وغرب القشلة الثانية كمقر لسجن الضباط.. وكذلك كانت القشلة الثالثة «البيادة» مقراٍ لقوات المشاة.. أما البوابة الشرقية بطابقيها فاستخدمت مقراٍ لمركز القانون «الشرطة العسكرية».. ثم جرى أيضاٍ استخدام القشلة الأولى كمقر لقيادة الألوية العسكرية.. واستخدم جنوب البوابة الشرقية مقراٍ أما شمال البوابة الشرقية فقد كان مقراٍ للوزنة «الخزانة العسكرية» للموسيقى العسكرية «الطبل خانة» فيما اعتمد العثمانيون على مبنى من الطين غرب الجامع كمقر للخيل.. وهذا المبنى أزاله الأتراك من مباني العرضي.. وقد عمل العثمانيون على الاستفادة من ساحات العرضي في إقامة الاستعراضات العسكرية..
أثناء فترة حكم بيت حميد الدين (1918-1962م): في فترة حكم بيت حميد الدين استخدمت مباني العرضي لأغراض عسكرية ايضاٍ.. فقد خصصت القشلة الأولى كمقر لأمير الجيش المظفر النظامي وخصصت القشلة الثانية كمقر للوزنة «الخزانة العسكرية» ومقر لقيادة الجيش البراني.. واستحدث مبنى تم انشاؤه ما بين القشلة الأولى وجامع العرضي ليكون مقراٍ للمدرسة الحربية ثم انتقل مقر الكلية الحربية الى القشلة الثالثة الشرقية في عامي 1956-1960 التي مثلت بحق نواة لمصنع الابطال ورواد الثورة الذين هبوا في ساحته لدك معاقل الحكم الإمامي والايذان ببزوغ فجر يمني جديد ثم استخدمت القشلة الثالثة مقراٍ لكلية الطيران.. وتحولت القشلة الرابعة بين عامي 1960-1962م الى مقر لمدرسة الاسلحة وخصص جنوب البوابة الشرقية مقراٍ للموسيقى اما القشلة الثانية فكانت مقراٍ للواء «النمونة» فيما استخدم مبنى من الطين بين القشلة الاولى والجامع مقراٍ للهجانة والخيل.. وخصصت القشلة الأولى مقراٍ لقيادة الثكنة.. أما مقر قيادة المخابرة فخصص له مبنى من الطين شمال القشلة الأولى.. كما خصصت البوابة الشرقية كمقر لدائرة مركز الانضباط «الشرطة العسكرية».. واستخدمت القشلة الأولى مقراٍ لديوان حرب «القضاء العسكري».. أما القشلة الثانية فاستخدمت كمقر للمجلس الأعلى للجيش ومقر للشعبة الأولى أركان حرب «العمليات الحربية» ومقر للشعبة الثانية أركان حرب «شؤون الأفراد» ومقر للشعبة الثالثة أركان حرب «الدائرة المالية» ومقر لرئاسة القمسيون «التجنيد العام» أما مقر محكمة الجيش- محكمة شرعية- فقد كان مقرها في القشلة الرابعة. بعد قيام الثورة: وخلال الفترة من 1962م وحتى العام 2000م جرى استخدام مباني العرضي كمنشآت عسكرية ايضاٍ في البدء مقر لمجلس قيادة الثورة ثم مقر للعمليات الحربية.. والكلية الحربية بين عامي 1962-1965م وكذا مقر للحرس الوطني من 1963-1964م.. كما استخدمت منشآته كمقار للحرس الجمهوري ومدرسة الأسلحة ومدرسة الإشارة والاستطلاع الحربي والشرطة العسكرية والشؤون المالية وفرع الضباط وشؤون الأفراد ومحكمة الثورة ومعسكر الاستقبال وقوات المظلات وقوات الصاعقة وسلاح الإشارة ومدرسة الشرطة العسكرية ودائرة الإمداد والتموين ومحروقات الجيش والمجلس الأعلى لخدمة الدفاع الوطني ودائرة التجنيد العام والمعهد الإداري ومدرسة الاستخبارات والدائرة المالية والموسيقى العسكرية ودائرة القضاء العسكري والاحتياط العام.
مصادر المادة: الموسوعة اليمنية اليمن ثورة وثوار: عبدالرحيم عبدالله تاريخ اليمن المعاصر: مجموعة من المؤلفين السوفيت ترجمة: محمد علي البحر أئمة اليمن في القرن الرابع عشر: محمد بن محمد زبارة. اليمن الثورة والحرب: إدجار أوبلانس ترجمة: د.عبدالخالق لاشيد. ويكيبيديا موقع صحيفة 26 سبتمبر: تقرير عن “العرضي” نشرته صحيفة 26 سبتمبر مواكبة للزيارة التي قام بها الرئيس التركي عبد الله غل إلى اليمن. في يناير 2011م.