د/ محمد النظاري – انتظر الشارع الرياضي انطلاق
المؤتمر الوطني الاول للرياضة اليمنية
الذي كان مقررا له ان يقام بمدينة تعز للفترة
من 15- 17 مارس الجاري
حيث بدأ التحضير له منذ اواخر العام
المنصرم ويجري الاعداد له بالتعاون
بين وزارة الشباب والرياضة ومحافظة
تعز… ويحسب له انه جاء في وقت
يحتاج فيه الجميع التطرق إلى المشاكل
الحقيقية التي تعاني منها رياضتنا.
بصفتي عضوا في اللجنة
الاستشارية -المؤقتة- ومن ثم اللجنة
العلمية وناطقاٍ باسمها فقد لمست
تفاعلاٍ كبيراٍ مع اقامة المؤتمر لاسيما
من الراعين الرسميين له في قيادة الوزارة
ومحافظة تعز جاء ذلك بعد سلسلة
من الاجتماعات التي حضرها الرجلان
وأكدا من خلالها ان المؤتمر ينبغي ان
يقام ولا يطاله التأجيل كون فكرته
قديمة ولم تنفذ لأن كابوس التأجيل
كتم انفاسها.
اللجنة العلمية هي المؤتمر ولهذا
فنحن اعضاء اللجنة العلمية الذين
حضرنا للعاصمة صنعاء من خمس
جامعات حكومية -صنعاء عدن
حضرموت الحديدة البيضاء- ايمانا
منا بثقل المسؤولية وبالأمانة الثقيلة
التي وضعها على كاهلنا القائمون
على المؤتمر وفي مقدمتهم الاخ معمر
الارياني وزير الشباب والرياضة الذي
احس اعضاء اللجنة من خلال التقائه
الدائم بهم بأنه يريد اقامة المؤتمر
لتصحيح الوضع المختل الذي تعيشه
الرياضة في بلادنا.
عملنا بجد وكانت ساعات
عملنا تصل الى الرابعة فجرا بصورة
مستمرة فحصنا من خلالها الابحاث
وورقات العمل التي تقدم بها المشاركون
بالمؤتمر ومددت اللجنة الاشرافية
آخر موعد لاستقبال الاعمال من 27
فبراير الى 5 مارس ولكن شيئا لم يتغير
فالاتحادات والأندية الرياضية خاصة
الكبيرة منها لم تتفاعل مع الدعوة لا
في المرة الاولى ولا عند التمديد وهنا
نضع علامة استفهام كبيرة: اذا كانت
هذه الاتحادات وتلك الاندية ترى ان
هناك عوائق ومشاكل تواجهها فلماذا
لم تتقدم بها للجنة العلمية ¿¿ وماذا
تنتظر تلك الأطر¿¿ هل تريد ان يأتي
من يكتب لها مشاكلها¿!.
من خلال اوراق العمل التي
وصلتنا شعرنا فعلاٍ بالعشوائية التي
يعيشون فيها فلو كان طْلب منهم
تقديم موازنة مالية لبطولة سفري
لفاقت الورقة المقدمة العشرات لأنها
بطبيعة الحال تحتوي على ارقام مالية
-مع ان الصعوبة التي تواجههم هي
في اخلاء عهدتها- شعرنا بخيبة امل
من اتحادات وأندية لا تستطيع ان
تصيغ ورقة عمل وإن احضرتها فهي
لا تعدو ورقتين سيكتبهما تلميذ في
المرحلة الابتدائية.. وهنا أيقنا بضرورة
الاحترافية في العمل الاداري وهي
مشكلة هامة يناقشها المؤتمر.
نحن لم نطالب الاتحادات والأندية
أن تأتي لنا بأبحاث علمية مائة في المائة
لكنها لو استعانت بأعضائها أو احد
اعضاء جمعيتها العمومية لوجدت
فيهم على الاقل خريج جامعة يستطيع
ان يكتب ورقة عمل.. لقد اخذت الاوراق
الناقصة التي تقدم بها المشاركون وقتاٍ
طويلاٍ من اعضاء اللجنة العلمية
الذين تحولوا الى مصححين ومدققين
وطباعين……الخ من اجل ان تكون ورقة
العمل لائقة للعرض امام الحضور.
اللجنة العلمية قامت بواجبها
وعملت مع الأخ الوزير كل ما تستطيع
من أجل اخراج المؤتمر بالصورة
اللائقة وقد تفاجأنا بالتأجيل بسبب
ان مدينة تعز سوف تستضيف جانبا
من جلسات الحوار الوطني مما أسفر
عن ترحيل الموعد من منتصف الشهر
الجاري الى بداية شهر ابريل القادم.
اجزم ان ورود اسم ابريل سوف
يكون مدعاة للسخرية من قبل البعض
فبعضهم هاتفني وقال لي: انتم معاكم
مؤتمر ولا كذبة ابريل.. وهلم جراٍ من
التعليقات والمقالات التي ستكون
الشغل الشاغل للجميع خلال الفترة
القادمة مع اني اريد الكل ان يقيم
الموضوع بعقلانية بعيدا عن التجريح.
وحتى لا أكون متشائماٍ فإن اقول
اذا لم يقم المؤتمر في ابريل القادم فإن
اقامته ستكون صعبة جدا كون اليمن
برمتها ستكون منشغلة بمؤتمر الحوار
الوطني ولن يكون هناك صوت يعلو
فوقه… وإذا اراد القائمون على الرياضة
ايصال توصيات مؤتمر الرياضة لمؤتمر
الحوار-كما يريد الاخ الوزير- فما
عليهم سوى الاصرار على اقامة المؤتمر
في الموعد البديل بدون تأجيل آخر.