ة نت /شوقي العباسي
شهدت محافظة أبين خلال الأسابيع الماضية أحداث وأوضاع مؤسفة نتيجة الصراع الدائر بين مسلحي تنظيم القاعدة وبين قوات الجيش التي تحاول تطهير المدينة من العناصر الإرهابية وقد ارتسمت عدد من صور المعاناة المؤلمة على أولئك النازحين إلى محافظتي عدن ولحج أبرزها معاناة المواطنين الذين نزحوا من جعار وزنجبار والقرى الأخرى كقرية المخزن إلى عدن ولحج .
حكايات 60 ألف من النازحين المتواجدين في عدد من مدارس محافظتي عدن ولحج توحي بما يعانوه من مأساة يعيشونها جراء حرب أكلت الأخضر واليابس تركوا ديارهم التي ألفوها وعاشوا فيها سنوات من العيش الآمن مجبرين لتكون ركاماٍ وأطلالاٍ شاهدة على جريمة لحقت بهم ومأساة بهم لكنهم على أمل أن تنتهي تلك الحرب والعودة إلى قراهم ومساكنهم التي يأملون أن يعودوا إليها سليمة غير منهوبة أو تم تدميرها جراء الأحداث التي تشهدها أبين جراء ما يقوم به عناصر تنظم القاعدة من أعمال إرهابية أدت إلى نزوح عشرات الآلف من السكان إلى المدن المجاورة .
يعيش في مدارس عدن ولحج وخارجها نحو 60 ألف نازح بحسب الإحصائيات الرسمية من الجهات المعنية بإدارة شؤون النازحين على إمدادات وإغاثة أهل الخير والإحسان وما تجود به المنظمات الإنسانية من معونات غذائية وكسائية وتوفير بعض المتطلبات التي يحتاج لها النازحين إلا أن تلك المنظمات تخشى من حدوث كارثة إنسانية خصوصاٍ مع استمرار تدفق النازحين وشح الخدمات أو عدم كفايتها.
يتحدث النازحون لــ”الثورة نت ” بمرارة عن مأساتهم عندما اندلعت الحرب مع المسلحين ومأساتهم الآن بعدما أصبحوا نازحين في مدارس عدن تقول نوال بكير خرجنا من قرية المخزن بعد أن اشتدت الحرب بين القوات المسلحة وبين المسلحين من عناصر القاعدة الذين كانوا يهربون إلى الأحياء السكنية ويهاجمون الجيش مما أدى إلى قصفهم بالطائرات مما جعلنا نصاب بحالة من الرعب من الوضع الذي شاهدنا من القتل وهربنا من منازلنا التي خربت نازحين إلى محافظة عدن وتم إيوائنا في المدارس حيث تسكن عدد من الأسر في فصل واحد وهناك ازدحام بسبب زيادة النازحين تؤكد نوال بان هناك دعم من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية وأهل الخير ولكنه ليس كافي ولا بالمستوى المطلوب ونتمنى أن يكون هناك اهتمام اكبر وان تراعي الجهات المعنية ظروفنا التي نحن فيها ودعمنا بالمواد الأساسية حتى لا تزداد ماساتنا نزوح ونقص بالغذاء والدواء والمبادرة التي قام بها صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوزيع حقيبة الكرامة للنساء النازحات وهي خطوة مهمة في التخفيف من معاناة النساء خصوصاٍ وأنهن خرجن من غير أي ملابس أو أدوات خاصة وبالتالي سيكون لهذه الحقيبة دور في توفير ولو بعض الاحتياجات للنساء.
أما حسناء تقول بان الأحياء التي تسكن فيها مع أسرتها المكونة من 6 أبناء مع أطفالهم دخلوا فيه عناصر تنظيم القاعدة حيث تم الاستيلاء على سكن الأطباء الصينيين الذين يعملون في المستشفى الخاص بالمدينة وبعد أن اشتد القصف هربنا ودخلنا إلى عدن ولكن بعد رحلة شاقة حيث دخلنا من منطقة الهرور والحبيلين ولحج إلى أن وصلنا إلى عدن وجلسنا مع احد الأسر وبعدها انتقلنا إلى هذه المدرسة مدرسة بلقيس حيث تم توفير الكثير من المتطلبات لنا من قبل الحكومة والمنظمات ولكن مشكلتنا في الزحام الكبير في أوساط الأسر النازحة حيث أننا خمس اسر في فصل واحد مما يجعل الرجال ينامون في الساحة وتبقى النساء وتقول الحاجة حسناء بان بعض الشباب جالسين في منازلهم في أبين لحراستها من السرقة .
وتتمنى أن يتوفر للنازحين سكن مناسب ومواد غذائية كافة ومناسبة تقيهم شر الجوع والمأساة التي يعشونها بسبب نزوحهم من قراهم ومنازلهم بسبب ما تقوم به عناصر تنظيم القاعدة الارهابين من قتل وتشريد للمواطنين الأبرياء وقتل الكثير منهم من قبل تلك العناصر الإرهابية التي استولت على المرافق الحكومية والمراكز الصحية وأخذت بوابير وسيارات الناس والمعدات الحكومية في قرية المخزن التي نزحنا منها واتخذوا من تلك المرافق أماكن لهم وجلسوا فيها ونرجو من الحكومة أن تؤمنا في بلادنا وان تقضي على تلك العناصر من اجل أن نعود إلى قرانا ومنازلنا ونعيش بسلام وامن .
الحاج علوي علي من زنجبار يقول نحن مشردين لنا شهر ونصف أنا وعيالي وأبنائهم وزوجاتهم ونحن 16 فرد نسكن داخل فصل واحد نزحنا بعد أن قصفت بيوتنا نتيجة الحرب بين القاعدة والجيش الذين يقومون بقصف أماكن تواجد العناصر الإرهابية الذين دخلوا إلى الأحياء السكنية وتخذوا المواطنين دروع لحماية أنفسهم ونحن أصبحنا ضحية لهذا الصراع يقول الحاج علوي بأنه يعاني من مرض الضغط ولم يجد قيمة الدواء خصوصا وان المعونات المقدمة لا تشمل العلاج وإنما توفير بعض المواد الغذائية التي توزعها بعض المنظمات وهي غير كافية في ظل الزيادة الكبيرة في أعداد النازحين .
يقول عزي علوي نزحنا من مدينة زنجبار جراء الأحداث التي شهدتها المدينة من قتال بين عناصر تنظيم القاعدة وبين القوات الحكومية وسبب نزوحنا دخول مقاتلين القاعدة إلى الأحياء التي نسكن فيها واستولوا على بعض المرافق من اجل المقاومة لقوات الجيش والأمن التي تقوم بضرب أماكن تواجد تلك العناصر لتطهيرها إلا أن القصف سبب في هروب ونزوح المواطنين الذين دمرت منازلهم ونحن منهم وها نحن نعاني من هذه الأزمة ونأمل أن تنظر الحكومة والمنظمات الإنسانية إلى ما نعانيه والعمل على توفير المواد الأساسية حتى لا تزداد المعاناة داخل المخيمات الخاصة بالنازحين ونتمنى أن يتم تطهير المدينة من تلك العناصر وان نعود إلى منازلنا بسلام.
أما الأخ رامي شريان يقول هناك نزوح لعدد كبير من أبناء مدينة زنجبار نتيجة للقصف الذي شهدته عدد من المناطق في المدينة والمديرية ونتيجة لما آل إليه حال زنجبار وبسبب مخاوف عدد من المواطنين في جعار من تداعيات ما حصل لجأوا إلى النزوح إلى مناطق في إطار المديرية وعدد منهم توجه إلى محافظتي عدن ولحج كما أن حركة النزوح مستمرة ومتواصلة من هذه المدينة التي تمثل أكبر مدن ومناطق أبين كثافة سكانيةنحن في الحقيقة نثمن ونقدر دور الشخصيات الاجتماعية والتربوية والثقافية والإعلامية والجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية وتفاعلهم مع مشكلة النازحين وتلبية احتياجاتهم ولو بالجزء اليسير خصوصا ونحن في المخيم نعاني الكثير من الأوضاع الصعبة من حيث السكن حيث ان هناك أكثر من 5- 6 اسر يسكنون في غرفة واحدة بالإضافة إلى معناه الكثير من المشكلات في الخدمات الصحية والبيئة يؤكد رامي أن عناصر القاعدة عملوا من المواطنين دروع بشرية في مقاومة الجيش مما خلق الرعب لدى الناس واللجوء إلى النزوح وترك منازلهم وهربوا بأرواحهم وأنفسهم من كارثة القتال إلى بؤس التشرد ومعاناة النزوح وكل ما نأمله هو عودة الأمن والاستقرار والسكينة والحياة الطبيعية لهذه المدينة .
النازحون يشكون من شح الخدمات والمواد الغذائية والدواء خصوصا وان بعضهم قد غادر منزله من دون مال أو مواد غذائية او ملابس ورغم كل الأوضاع التي يعيشها النازحون في عدن إلا أن كل ذلك لم ينسي أهالي المدينة التي نزحوا عنها قسرا الحنين إلى العودة إلى مدينتهم العتيقة غير أن بصيص أمل لن يتوارى عن إزاحة المحنة التي تعصف بمحافظة أبين وعودة النازحين إلى منازلهم بسلام بعد أن يقضى على تلك العناصر الإرهابية التي زعزعت الأمن والاستقرار وشردت الناس.