2013/04/26
مؤتمر الرياضة الأول .. انطباعات وأمنيات

رصدها/ عبدالهادي ناجي علي – شكل مؤتمر الرياضة اليمنية الأول الذي استضافته تعز خلال الأسبوع الثاني من إبريل الجاري حدثاٍ بارزاٍ على مستوى الساحة اليمنية كونه يحمل كثير من الآمال والتطلعات للرياضيين والشباب اليمنيين ولذلك ينظر إليه البعض بروح التفاؤل والأمل في تغيير الواقع الذي نحن فيه. ويرى البعض الآخر أن المؤتمر مثله مثل باقي المؤتمرات أوراق وكلام وإعلام وينتهي إلى الأدراج .. وبين الرأيين يظل الأمل هو الباعث للتفاؤل في رياضة يمنية قادمة بوجه جميل وتحقيق الكثير إن صدقت النوايا في تطبيق مخرجات المؤتمر الرياضي. “الثورة” استطلعت الآراء حول تلك المخرجات والتوصيات التي نتجت عن المؤتمر والذي لازالت أصداء انعقاده تتردد في كثير من الأوساط وخرجت بالحصيلة التالية:

اللبنة الأولى > عضو مجلس النواب عبدالكريم شيبان قال: ” المؤتمر الأول كان ناجحاٍ بكل المقاييس وإطلاق المؤتمر الأول عليه لأنه الأول بالفعل منذ تحقيق الوحدة المباركة أي منذ 23 عاماٍ وهو اللبنة الأولى في إعادة صياغة الرياضة وتحسين مستواها ولو بنسبة بسيطة حتى وحقيقة قضية الرياضة ليست قضية وزارة الشباب والرياضة أو قضية جهة معينة بل هي قضية الدولة بكل مكوناتها”. وأشار إلى أن المؤتمر وضع اللبنات الأولى وشخص ما هي المشكلة مطالباٍ مجلس النواب بالتفاعل وصياغة التشريعات الخاصة بذلك خاصة فيما يتعلق بإعادة النظر في قضية موارد الشباب والرياضة التي تعتبر ضعيفة جداٍ. المؤتمر وسيلة وليس غاية > أما مدير المؤتمر الوطني الأول للرياضة زيد النهاري فقد أكد أن ما تضمنته أوراق العمل من توصيات ومقترحات تم استيعابها في توصيات المؤتمر موضحاٍ أنه تم التركيز على التوصيات التي يمكن تنفيذها معتبراٍ أن أهم توصية خرج بها المؤتمر هي إصدار قانون الرياضة اليمنية كون القانون سيكون وعاء يستوعب كل الملاحظات والآراء والمقترحات والتوصيات الواردة في أوراق العمل وأيضا التوصيات التي رفعت أثناء النقاش. وقال: قانون الرياضة سيستوعب حاجات متنوعة وكثيرة جداٍ بالإضافة إلى أن وجود نص في الدستور على إصدار قانون للرياضة اليمنية خاصة أن البلد حالياٍ تتشكل من جديد في إطار الحوار الوطني الشامل ولهذا كان أفضل توقيت للمؤتمر هو التوقيت الذي عقد فيه على أساس أن الملف الرياضي يدرج ضمن ملف مؤتمر الحوار فالرياضة جزء من الوطن وهمومه ومشاكله”. وأشار إلى أن من ضمن التوصيات الهامة تشكيل فريق عمل برئاسة وزير الشباب لمتابعة تنفيذ التوصيات وأن هذا جانب مهم على اعتبار أن المؤتمر وسيلة وليس غاية منوهاٍ بأن وسيلة المؤتمر كانت تتمثل في التقاء الرياضيين ليتناقشوا حول الهموم والصعاب ويطلعوا على تجارب الآخرين. خطوة عملية > وتطرق إلى أن من أهم ايجابيات المؤتمر أيضا أن الإعلاميين شكلوا لجنة تحضيرية لمعالجة أوضاع الإعلام الرياضي وأوجاعه التي يعاني منها وذلك مكسب كبير للإعلام الرياضي وخطوة عملية رائعة نتجت عن التقاء الإعلاميين في مؤتمر الرياضة. عملية احترافية > وواصل حديثه بالقول: “بالإضافة إلى ذلك علينا وفي ظل الدولة الجديدة أن نبعد السياسة تماما عن الرياضة وتصبح الرياضة عملية احترافية مهنية. رؤى واستراتيجيات > المدير التنفيذي لصندوق رعاية النشء والشباب نظمية عبدالسلام أكدت أن فكرة المؤتمر كانت ممتازة كونها ستوجد رؤى واستراتجيات وخططاٍ سواء قصيرة المدى أو طويلة لتنظم العمل الرياضي والشبابي برمته وأسفت لكون الشباب والرياضة تأتي في أدنى سلم الاهتمام. وعن دور صندوق النشء في المساهمة في إنجاح توصيات المؤتمر قالت: بصراحة صندوق النشء لن يستطيع الإيفاء حتى ولو بجزء من التوصيات لأن صرفياته أكثر من إيراداته والصندوق مثقل بالديون لأن إيراداته ما تزال كما هي عليه منذ تأسيسه فرغم ارتفاع أسعار المنتجات التي تغذي الصندوق إلا أن نسبته منه لم ترتفع في حين تطورت وتوسعت القاعدة الرياضية والاحتياجات فأصبحت مبالغ الصندوق لا تمكن من تنفيذ البرامج بالصورة المطلوبة. وتمنت أن لا تبقى توصيات المؤتمر حبيسة الأدراج وأن يتم تبني التوصيات من قبل مؤتمر الحوار الوطني الشامل بل وتكون من أهم الأولويات كون الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل. رفع الدعم للأندية والاتحادات الرياضة > مدير عام مكتب الشباب والرياضة بتعز عبد الناصر الاكحلي عبر عن سعادته للحضور الكبير والنوعي الذي تواجد في المؤتمر معتبراٍ أن الجميع يعلق الآمال على توصيات المؤتمر لتنقل الرياضة اليمنية إلى المستوى المنشود. وقال: إن شاء الله تعالى أن يتم إيجاد قانون الرياضة اليمنية الذي أوصى به المؤتمر فهذا القانون سيصون الحقوق والواجبات للرياضيين وأتمنى أن يكون هناك تشريعات واضحة ومحددة لحقوق اللاعبين والرياضيين بشكل عام وأيضاٍ نأمل رفع الدعم للأندية والاتحادات الرياضة. اللجنة الأولمبية درست ورقتها > أمين عام اللجنة الأولمبية محمد الأهجري أوضح أن المؤتمر درس عدد من الأوراق التي تبشر بالخير وأن هناك كثيراٍ من الأوراق التي كانت مجرد عادية ولم تكن مرتبطة بأعمال ومخرجات مؤتمر من هذا النوع معتبراٍ أن ذلك خطوة للأمام وأفضل من الركود الذي كانت الرياضة اليمنية تعيشه في الفترة الماضية. وعن ما يخص ورقة اللجنة الأولمبية قال: الورقة درست على مستوى اللجنة الأولمبية حيث أقمنا ورشة عمل للجمعية العمومية تم خلالها مناقشة الورقة لنخرج في نهاية الأمر بالاتفاق على تقديم ورقة تساعدنا في التطوير والرقي. الوقت قصير جداٍ > مدير عام مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة عبدالله عبيد قال: المؤتمر الوطني الأول للرياضة حدث مهم جدا شارك فيه الكثير من الشخصيات والقيادات الرياضية والمؤسسات والأندية والاتحادات والإعلام بالإضافة إلى عرض مجموعة من تجارب الدول العربية والتي كان لها دور كبير في إثراء المؤتمر بكثير من الخبرات والمعارف والمعلومات ولكن حقيقة الوقت كان قصيراٍ جداٍ لتقديم الأوراق على اعتبار أن هناك زخماٍ كبيراٍ في أوراق العمل مما أضطر القائمين على المؤتمر إلى تقسيم المشاركين إلى ثلاث قاعات وهذا لم يكن موفقاٍ حيث لم تأخذ كل الأوراق حقها في النقاش. وأشار إلى أنه وبالنسبة للتجارب التي عرضت فهي متفاوتة فمنها ما يتناسب مع وضع بلادنا ومنها ما لا يتناسب بسبب أن هناك دولاٍ تقدمت بشكل كبير. أمل وتفاؤل > رئيس جمعية قدامى الرياضيين بتعز عبد الجليل جازم تمنى أن يكون المؤتمر نقطة تحول وتغير الرياضة اليمنية إلى الأفضل وأن ترى مخرجات المؤتمر النور حتى تعم الفائدة والتطور جميع الأندية والاتحادات. وأشار إلى أنه خلال المؤتمر كان هناك لقاء لجمعية قدامى الرياضيين مع الوزير والذي تم خلاله تكوين لجنة صاغت أربع توصيات سلمت للجنة صياغة توصيات المؤتمر برئاسة الدكتور يحيى الشعيبي متطرقاٍ إلى أنه وبإذن الله تعالى يتم النظر إلى هذه التوصيات بعين الاهتمام وبكل أمل وتفاؤل. أشياء ممتازة > الإعلامي القدير عبده جحيش قال: المؤتمر بداية ممتازة ونتمنى أن توضع مخرجاته على طاولة مؤتمر الحوار الوطني الشامل لتضاف ضمن مسودة الدستور وضمن المخرجات الجديدة للرياضة اليمنية وإن شاء الله تعالى تتحقق أشياء ممتازة للرياضة اليمنية والأهم هو التنفيذ. يجب أن يكون ملزماٍ > الإعلامي والمعلق الرياضي علي العصري أكد أن المؤتمر يعد بداية ونقلة تأتي بعدها نقلات أخرى. وقال: المؤتمر أسس للعمل الصحيح فيكفينا عشوائية وارتجال فالرياضة هي اتحادات والاتحادات غابت وهذا أمر محسوب عليها فعدم حضورها المؤتمر يعني محاولتها الهروب مما هي فيه من عشوائية وكان يفترض بها أن تشارك في لمؤتمر وتضع كل ماتريد ولكننا نؤكد أن هذا المؤتمر أسس لعمل منظم ولو كان هناك أيضا بعض الأمور السلبية لكن السلبية تظهر لنا من خلال العمل وعلى الجميع أن يعي الدرس ويعمل على التطوير فواقعنا لا تشريعات ولا لوائح ولا نظم فيه ورغم أنه كانت هناك قوانين منذ أكثر من عشرين سنة إلا أنه لم يعمل بها ولا أحد يريد أن يعمل بها”. وأوضح العصري أنه يجب أن يثبت هذا المؤتمر وتوصياته بقرارات من القيادة السياسية من أجل يكون ملزم لكل الجهات والأطراف التي تعنى بالرياضة كالتربية والتعليم والخدمة المدنية والشؤون القانونية. قرارات مفعلة > الزميل الدكتور محمد النظاري قال: “أعتقد أن الشارع الرياضي سيكون عند مستوى المؤتمر الذي أقيم أساسا من اجل الشارع الرياضي وبالنسبة للمخرجات فاعتقد أنها تلبي لا أقول السقف الأعلى وإنما الحدود الوسطى حيث أن أهم معضلة واجهت الشارع الرياضي عدم اهتمام الدولة بالمجال الرياضي والشبابي ومن خلال التوصيات تم مطالبة القيادة السياسية بأن تكون هناك إرادة حقيقية لتغيير الوضع الرياضي من خلال مصفوفة من القوانين والتشريعات التي تساعد على الرقي بهذا الواقع خاصة أن التوصيات وزعت على جميع المحاور سواء كانت خاصة بوزارة الشباب والرياضة أو وزارت التربية والتعليم والمغتربين والشؤون القانونية والتعليم العالي. وأضاف: أهم توصية في نظري هي إلزامية تدريس مادة التربية الرياضية وإصدار قرار جمهوري خاص بذلك فهذه المادة هي التي ستفتح الطريق الكبير لحصة التربية البدنية التي من خلالها يأتي الرياضيون إلى مختلف الأنشطة الرياضية وكذلك التامين الصحي والقوانين المتعلقة بالاستثمار والاحتراف الرياضي وأنا أعتقد أن التوصيات تلبي الكثير من المطلوب. وأشار إلى أنه يجب على لجنة متابعة تنفيذ التوصيات أن تكون جادة في عملها من أجل أن تخرج هذه التوصيات إلى النور وهذا هو الجانب الأهم. توفر الإرادة السياسية > رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة تعز الدكتور منذر إسحاق قال: في البداية النجاح في مثل هذه الفعالية يأتي بفضل الله سبحانه وتعالى خاصة أنه خطوة علمية تقام لأول مرة وذلك إيجابي ولكن بصراحة أعتقد أن المؤتمر تخلله قدر كبير من الشعور بالإحباط أو اليأس وعدم التفاؤل لدى كثير من المشاركين ولا يمكن القضاء على هذه الحالة إلا إذا شعر الجميع بان هذه التوصيات سترى النور وستطبق على أرض الواقع وحقيقة فقد قدمت توصيات أستطيع أقول عنها أنها كانت تأخذ طابع التمنيات والأمنيات وليس طابع الإمكانية في التطبيق على أرض الواقع. قدمنا بعض النصائح > أما الدكتورة لمياء الديوان مشاركة في المؤتمر من العراق الشقيق فقد قالت: أنا سعيدة جداٍ لتواجدي في اليمن وكنت سعيدة بالترحاب والضيافة وبالنسبة للمؤتمر فأنا اعتبره ناجحاٍ جداٍ خاصة أنه تضمن جلسات علمية وأطروحات مختلفة وكماٍ هائلاٍ من المشاركين”. وتمنت أن تحظى التوصيات باهتمام ودعم المسئولين ليأخذوا بها ويطوروا الرياضة اليمنية موضحة أنها تناقشت مع عدد من المسئولين حول التجربة العراقية عامة وقدمت بعض النصائح التي ستفيد الرياضة اليمنية إن شاء الله تعالى. تهميش الرياضة النسوية > رئيس اللجنة الرياضة النسوية بتعز أمة الرحمن جحاف قالت: “بحمد الله تعالى وتوفيقه كان جيداٍ من كافة النواحي ولكن لم يرق إلى المستوى الذي كنا نتمناه حيث كانت أوراق العمل كثيرة والوقت لم يكن كاف لمناقشتها بشكل كامل ومفصل وبصراحة فما حز في نفوسنا هو أن أوراق العمل الخاصة بالرياضة النسوية لم تأخذ حقها ولا أدري هل كان ذلك لسوء التنظيم أو لسوء التواصل مع الرياضة النسوية وتحديداٍ في محافظة تعز فاحتياجاتنا كانت كثيرة ولذا شعرنا ان هناك شيئاٍ من التهميش وعدم إعطاء الرياضة النسوية حقها في محافظة تعز كونها كانت الحاضنة لرياضة المرأة منذ العام 1998م ونتمنى في المستقبل إن شاء الله تعالى أن تحظى الرياضة النسوية بالكثير من الاهتمام والرعاية.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news42580.html