عماد المسعودي – الكثير من الشباب يريد أن يبدع¡ يريد أن يخترع¡ ولكن لا يعرف من أين يبدأ¿ إليكم بعض الطرق التي استخدمها لإيجاد الجديد. في البداية¡ يجب أن تحاول التركيز على مجال معين¡ من الصعب جدا◌ٍ أن يجيد الشخص كل العلوم وكل المهارات¡ ولكن يسهل على أي فرد الإبداع في مجال معين. ركز جهدك على المجال الذي تحبه والذي تبدع فيه: الهندسة المعمارية¡ طب العيون¡ الكهرباء¡ الطاقة المغناطيسية¡ البرمجة¡ وغيرها. بعد تحديدك لنطاق اهتمامك¡ يجب عليك زيادة معلوماتك في هذا المجال¡ لا يمكن حصر العلم على الدرجات العلمية والشهائد الجامعية¡ يمكنك التعلم من القراءة أو تصفح الإنترنت¡ أو يمكنك التعلم من الخبرة والتجارب. المهم¡ أن تتعلم أكثر وأكثر عن مجال اهتمامك لكي تستطيع أن تبدع فيه¡ فكما قد قلت مسبقا◌ٍ في مدونتي فاقد الشيء لا يعطيه¡ الذي يجب أن يكون لديك علم وخبرة في مجالك لكي تستطيع أن تبدع فيه. أصعب مرحلة في الاختراع من وجهة نظري هي تحديد الشيء الذي تريد أن تخترعه. كم من مرة نرى فيها اختراعا◌ٍ ونسارع إلى التقليل من أهميته واستسهال تطبيقه¡ فتجد البعض يقول: “هذا شيء بسيط ويمكن تنفيذه عن طريق فعل كذا وكذا”¡ ولكن يبقى الشخص الأول الذي قام به هو المخترع لأنه قام بالمهمة الصعبة وهو تحديد الاختراع وتنفيذه. إليك طريقة بسيطة تساعدك على تحديد مجال يمكنك أن تخترع فيه. بما أنك تعرف مجال اهتمامك¡ ابدأ بتفحص الأشياء التي تضايقك في هذا المجال¡ الأشياء التي عادة ما تواجهك وتتمنى أن يتم حلها بطريقة أسهل. فمثلا◌ٍ لو كنت مهندس اتصالات¡ ولديك خبرة في الموجات اللاسلكية¡ سأخبرك بأني أتضايق جدا◌ٍ من رنين الهواتف في المساجد. تعليق اللوائح وتنبيه الإمام للمصلين لم يجد¡ ويبدو أن معظم المصلين يصعب عليهم تذكر إطفاء الهاتف قبل كل صلاة. إذا◌ٍ بحكم تخصصك يمكن أن تفكر في جهاز بسيط يقوم بتشتيت موجات الهاتف أو تضعيف الإرسال في المساجد. طبعا◌ٍ هذا مجرد مثال¡ وقد سمعت أن هذا الجهاز أصبح متوفرا◌ٍ منذ فترة وقد تم استخدامه بنجاح¡ ولكن أحببت أن أوضح الصورة. إذا◌ٍ ابحث عن شيء يضايقك وحاول أن تحله¡ هل هو الزحمة في الشوارع¡ أو الزكام المعدي¡ أو ارتفاع ثمن البنزين.. فكر وتعمق في المشكلة وحاول أن تحلها. أسلوب تعلمته خلال دراستي يسمى:“الإعصار الذهني” وخلاصة هذا المصطلح هو أن تقوم بكتابة أي فكرة تخطر على بالك أو على بال الفريق الذي تعمل معه. مهما كانت الفكرة¡ أعجبتك أو لم تعجبك¡ قم بكتابتها¡ واستمر بكتابة الأفكار (الحلول للمشكلة) على ورقة أو سبورة¡ وحدد مدة لعملية الإعصار الذهني¡ مثلا◌ٍ ساعة كاملة. بعد تسجيل جميع الأفكار ابدأ بالتحليل¡ ودمج الأفكار وتغييرها والتلاعب بها. قد يبدو هذا الأسلوب بدائيا◌ٍ أو غير مجد◌ُ¡ ولكني بصراحة استفدت منه كثيرا◌ٍ في أكثر من مكان. أخيرا◌ٍ¡ أنصح بالاستفادة من الموارد والمصادر المتوفرة حولنا. للأسف أن طبع الكثير يشدهم إلى حب البروز وتنفيذ الشيء بدون الاستعانة بالغير. وعلى الرغم من حلاوة الوصول إلى النجاح بالجهد الذاتي¡ إلا أن الفشل مربوط بالغرور والعناد. تمعن في إمكانيات من حولك¡ استعن بمدرسك أو زميلك¡ استشر واجمع آراء وأفكار زملائك. هناك مصطلح آخر أريد أن أذكره هنا “لا تحاول أن تعيد اختراع العجلة”¡ أي أنك إن كنت تريد أن تصنع سيارة جديدة مثلا◌ٍ لا تحاول أن تبدأ بصناعة عجلة السيارة¡ لأنه قد تم صناعتها من قبل ولا عيب فيها. قم باستخدام العجلات المتوفرة والمواد المتوفرة وركز على تطوير السيارة. بهذه الطريقة يتم توفير الجهد المبذول وتركيزه على الاختراع الجديد. إذا لا تحاول أن تخترع شيئا◌ٍ قد تم اختراعه إلا إن كنت ستضيف عليه خصائص تجعله أكثر قابلية للاستخدام أو أكثر جاذبية أو أرخص …الخ.