لقاء/ أمين الجرموزي – , المخرج هو قائد الميدان وهو الذي يدير العمل
, قلة عدد الكتاب الفنيين يجعل كلفة التأليف الدرامي عالية جداٍ
قال المخرج التلفزيوني ياسر الظاهري إن مشكلتنا أنه من لديه المال يفتح قناة ويصرف على القناة والمعدات ولا يصرف على أعمال وبرامج , والعمل الإعلامي يشبه كمن يلقي بماله أمام الجمهور ويحرقها على أساس يثير الانتباه , فإذا قدر على إثارة انتباه وإعجاب الجمهور استطاع أن يستعيدها وإن لم يقدر على ذلك أصبح ماله رماداٍ وانتهى بمجرد ما ينتهي البرنامج .
وذكر في لقاء لـ (دنيا الإعلام) أسباب تراجع العمل الإعلامي وكلفة التأليف الدرامي وتحول الانفتاح الإعلامي إلى ورقة بيد أطراف سياسية ومذهبية فتحت قنوات وصحف لخدمة أغراضها الشخصية دون الاهتمام بالجمهور المتلقي .. وغيرها من القضايا والمواضيع نتابعها في سياق الحوار التالي :
¶ في البداية نود أن تعطينا نبذة عن الإخراج الإذاعي والتلفزيوني ¿ _ الإخراج يشبه القيادة والمخرج هو قائد الميدان وهو الذي يدير العمل وكلما كان المخرج أكثر إلماماٍ بأدواته الفنية من تصوير ومونتاج وممثلين وإخراج وكل شيء كلما كان أداءه أكثر جمالية وإبداعاٍ وبالمقابل كلما كان المخرج ثقافته أعلى كلما كان مضمونه وعمله أفضل . ويتركز عمل المخرج في تحويل النص المكتوب من فكرة أو تصور أو سيناريو درامي إلى صورة للمشاهد سواء كان في برنامج أو فكرة فيصنع صورة متحركة بكل تفاصيلها من اختيار الطاقم واللكيشن والممثلين والمصورين. ويعتمد الإخراج على اختيارات المخرج وطريقة إدارته فيها فهو الأساس في العمل. فإبداع المخرج يعتمد على رؤيته الفنية وثقافته واهتمامه . ¶ بصفتك مخرج لك باع طويل في الإخراج, ترى ما أهم العراقيل التي وقفت في وجه التلفزيون اليمني وحالت دون تطوره ¿ – التلفزيون اليمني كانت فترة ازدهاره تكمن في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي لأن المخرجين في تلك الأيام كانوا يسافرون إلى بلدان أوروبية مثل روسيا والتشيك وبلجيكا للدراسة ومن ثم يعودون وهم بهمة وروح عالية فاشتغلوا أعمالاٍ كانت تعتبر في تلك الفترة مقارنة بمصر كانت في تقارب وبعد ذلك انقطع هذا التقارب ويعود ذلك إلى التعمد في تكميم وتكبيت أفواه الفنانين القدماء إلى أن أدى ذلك إلى نشوء عقدة لديهم واختفائهم عن الساحة الفنية , فتوقف العمل الفني قرابة عشرين سنة وانتعشت الأعمال اليمنية مع ظهور القنوات الخاصة التي لم تكن موجودة من قبل وهذا جزء من المشكلة والجزء الثاني في الكوادر الذين درسوا في الخارج ولم يحصلوا على بيئة خصبة في اليمن لينشروا أعمالهم على أرض الواقع كمعاهد وجامعات . ¶ هناك ازدياد ملحوظ في أعداد المخرجين اليمنيين, وبالمقابل اليمنية. ما سبب ذلك¿ – ازدياد المخرجين كان عشوائياٍ أي بدون تخصص أو مؤهل بمعنى أنه من مسك كاميرا وألتقط صورة تحول إلى مخرج فالازدياد عشوائي وغير صحيح وغير قابل للتطوير فالمشكلة ليست من المخرجين والفنيين فقط وإنما من القنوات والقائمين عليها , في أنها تسمح بأخذ أعمال الناس الهواة ولو هي بسيطة ومتواضعة ولا تلجأ لأصحاب التخصص والكوادر , أي أن القنوات تكتفي بالبسيط والموجود بسبب أمور مالية , فلو كل قناة عندها ضوابط في الشغل لا تقبل أي عمل إلا بمواصفات معينة تبدأ بالكاميرا والتصوير ثم المونتاج ثم الإخراج عندها لن يثبت إلا من كان مخرجاٍ بحق سؤال كان هاوياٍ أو دارساٍ. ¶ لماذا لا تنهض الدراما اليمنية إلا في رمضان , وهل هذا له علاقة بالمخرجين ¿ – هذا الشيء له علاقة بشركات الإنتاج وكذلك قلة عدد كتاب الدراما في اليمن وبالإمكان القول إنهم يعدون بالأصابع فهذه العقبات فلو وجد الكتاب لتحركت عجلة الدراما قليلاٍ إلى الأمام, وإعادة لا يستطيع المخرج العمل إلا إذا كان هناك نص جاهز والعمل لا يستطيع أن يقوم به شخص عادي وإنما يحتاج إلى شخص ممارس وفاهم ودارس . فقلة عدد الكتاب الفنيين يجعل من كلفة التأليف الدرامي عاليا جداٍ, وبالمقابل إذا وجد عدد كبير من الكوادر سيحصل تنافس وتنخفض الكلفة وتزدهر الدراما في غير رمضان على مدار السنة , وخير مثال مسلسل (همي همك) احتاج تأليف السيناريو من خمسة إلى ستة أشهر وكذلك المخرج يحتاج إلى قرابة أربعة أشهر للكتابة لتحويل النص إلى صورة وقد تزداد على حسب العمل مثل المخرج عمرو جمال في مسلسل (فرصة أخيرة) بذل جهداٍ كبيراٍ يصل إلى سنة كاملة وهو يحضر لهذا العمل . ¶ هل قلة الكوادر اليمنية هو السبب في تراجع الإنتاج الإعلامي¿ – فأي دولة ليس لها تاريخ وليس لها كادر بشري لا تستطيع النهوض واليمن لديها كلتا المقومتين التاريخ وكادر بشري كبير يستطيع في فترة قصيرة وسريعة إنجاز أي عمل إذا وجدت البيئة التي تستقطبهم وتهيئ لهم المناخ للعمل فنسبة تقبل اليمني لأي عمل واستيعابه يتم في فترة زمنية أقل لذلك اليمني عندما يخرج عن البلد يصبح عملاقاٍ والسبب أنه وجد بيئة والدليل على ذلك أنه يضرب بالمثل أن التركيبة العقلية تركيبة ناضجة بسبب تراكم التاريخ والأجيال فأصبح ناضجاٍ سريعاٍ فعندما تأتي بشخص من الريف وتضعه عند مهندس سيارات وبعد شهر تلاحظ انه بدأ يتقن الهندسة على السيارات بالرغم من أنه لا يقرأ ولا يكتب فهذا يعود إلى تراكم جينات تاريخية موجودة في الكادر البشري اليمني فهو قادر أن يتطور بشكل أسرع أذا وجد من يحتويه. ¶ كيف تقرأ واقع الإعلام اليمني في ظل تزايد القنوات الفضائية دون إحداث أي تطور¿ – يوجد توسع في القنوات ولكن هناك قلة في عدد الكوادر وأيضا قلة الخبرة لدى القائمين على القنوات ومشكلتنا أنه من لديه المال يفتح قناة ويصرف على القناة والمعدات ولا يصرف على أعمال وبرامج , والعمل الإعلامي يشبه كمن يلقي بماله أمام الجمهور ويحرقها على أساس يثير الانتباه , فإذا قدر على إثارة انتباه وإعجاب الجمهور استطاع أن يستعيدها وأن لم يقدر على ذلك أصبح ماله رماد وانتهى مجرد ما ينتهي البرنامج , فمعظم مدراء القنوات يخافون أن يجازفوا في هذا الشي وذلك لقلة التجربة والخبرة وأيضا وهو الأهم عدم وجود تخصص إعلامي وليس ممارس لمعظم من يديرون القنوات الفضائية ويعتبرون مجرد متحمسين للإعلام ويضطرون إلى تعلم العمل الإعلامي حتى يتقنوه فمنهم من يتعلم وينطلق ويبقى مديراٍ جيداٍ بسبب التراكم للخبرة لسنة إلى سنتين ومنهم عكس ذلك , والطامة الكبرى أن كل ما تفتح قناة تكرر أخطاء قناة سابقة وقعت فيها أي أنها تبدأ من حيث ما بدأت قناة سابقة لها في الظهور على الشاشة اليمنية , والملاحظ أن هناك قرابة 14 إلى 15 قناة يمنية واحدة تجارية والبقية موجهة تتبع توجهات أو أحزاب , فأصحاب التوجهات يحاولون أن يصنعوا أعمال بما يتناسب مع أفكارهم دون الاهتمام بما يريده الجمهور فأهم شيء هو إقناع الجمهور بأفكارهم وتوصيل رسائلهم والوحيدة التي استطاعت أن تحظى بنصيب الأغلبية هي قناة السعيدة لأنها تجارية وتعرض كوكتيلاٍ من البرامج لكسب الجمهور وليس كسب أو ترويج لاتجاه القناة بعكس القنوات المسيسة تنزل برامجها دون أن تأبه للجمهور سواء يعجبه أو لم يعجبه . ويعتبر الصراع السياسي القائم خطوة سلبية للفن والإعلام وسيعمل على إرجاعها خطوات كثيرة إلى الخلف وهذا مالا يحمد عقباه . ¶ برأيك .لماذا السينما اليمنية غائبة عن الحضور العربي ¿ – في البداية لا توجد دور سينما أي أماكن عرض للسينما لكي يحضرها الناس , فلو وجدت دور للسينما في كل محافظة ويتم استقطاب أفلام خارجية والناس يحضروها سيتم تشجيع الداخل لتصنيع أفلام سينمائية محلية يقدر يشاهدها الناس , فمن قبل كانت توجد دور سينما ولكن لم توظف صح فانهارت فالسينما في الخارج لكل أفراد العائلة يستطيع مشاهدتها كل فرد الصغير والكبير, فعرض الأفلام السينمائية تتم عرضها لأول مرة داخل البلد فإذا حقق نسبة قبول كبيرة يتم عرضه خارجيا فهناك دول تعتبر السينما من مقوماتها الأساسية مثل الهند , فالسينما تعتبر نزهة للناس يستمتعون بها لها خصوصيتها ولها ضوابطها وقوانينها وأصبحت الآن تمثل توجه دولة فأصبحت الدول توجه سياستها عن طريق السينما مثل أمريكا وفرنسا وغيرها من البلدان الأوربية وكذلك تركيا أصبحت مقدمة على هذا النوع . ¶ ترى ما الحلول أو المعالجات للوضع الإعلامي القائم ¿ هذه الحلول تكمن في شيئين ,الأول إيجاد تكتل قوة إما تكون من توجه الدولة من قبل وزارة الإعلام والثقافة لتضع قوانين وشروطاٍ أو تكتل منظمات إعلامية كمجموعة إعلامية يصنعون هوية وسياسة تشرع قوانين وشروط , هذه القوانين من شأنها تعجل العمل الإبداعي في شكل فترة زمنية أقل ولكن الآن لاتوجد تكتلات فنية نهائيا أي لا توجد قوانين ولوائح فكل قناة تشتغل بفكرها وعلى حسب هواها وهذا بيعمل على تأخير الإبداع والتقدم لفترة أطول , و لاتوجد أي مشكلة في الشاب اليمني فهو يستطيع أن ينمو ويتطور بشكل ملحوظ وسريع بس أذا وجد من يحتويه ,فالعتب ليس على الفني فإذا كانت هناك بيئة ستصنع منه فنياٍ وتحتويه ,فمهرجان الأفلام عندما عمل قوانين وشروط الكل صنع أفلام ممتازة وكنا نتمنى من كل القنوات التي افتتحت مؤخرا أن تحتوي إبداعات الشباب بالكامل وتضعهم في أنظمة تخرج إبداعاتهم . ¶ السيرة الذاتية ¿ الاسم / ياسر محمد صغير الظاهري . تاريخ الميلاد / 1982م . الحالة الاجتماعية / متزوج ولدي بنتين وولد . العمل / مخرج تلفزيوني المؤهل / بكالوريوس كلية الفنون الجميلة . الأعمال الفنية : -إخراج برنامج وثائقي بعدة دول قناديل في المهجر -إخراج برنامج كوميدي الكاميرا في الريف -إخراج برنامج الموسوعة الخضراء -إخراج برنامج أحلى لقاء -إخراج برنامج مسابقة قارئ اليمن – إخراج إعلانات تلفزيونية وكليبات عدد 200 كليب فني.