2013/12/30
تنظيم القاعدة يترنح تحت وطأة ضربات الجيش والأمن

> العناصر الإرهابية تلجأ إلى أعمال طائشة وجنونية بعد تضييق الخناق عليها

> العدوان الغادر على مستشفى مجمع الدفاع كشف القناع الأخير عن قبح وبشاعة الإرهاب

> محاولات يائسة لعرقلة مسيرة التحول الحضاري وبث الفوضى والفتنة بين أبناء المجتمع

شهد العام المنصرم تصاعدا ملحوظا في نسبة وقوع الأعمال الإرهابية والتخريبية في اليمن والتي صنفها محللون سياسيون في إطار المحاولات الممحوقة لإفشال العملية الانتقالية والتحول السياسي في البلاد فيما رآها البعض درة فعل متوقعة من عناصر الإرهاب بعد أن تكبدت الخسائر الكبيرة في العام 2012م حين سطر أبطال القوات المسلحة والأمن أروع ملاحم البطولة والفداء ضد تنظيم القاعدة ونجحت الوحدات العسكرية الأمنية بالتعاون مع اللجان الشعبية في تطهير محافظات أبين ولحج وشبوة من عناصر الإرهاب وإفشال مشروعها في تأسيس ما يسمى بدولة أنصار الشريعة. فبعد الهزيمة التي لحقت بتنظيم القاعدة وفرار عناصره إلى عدد من المناطق الجبلية والصحراوية في محاولة منه لاستعادة توازنه عمد على تغيير خطة الحرب التي يستهدف بها المؤسسات العسكرية والأمنية فإن العام 2013م وفقا لمراقبين بداية تنفيذ تلك الخطة بأسلوبها الجديد من خلال اقتناص الفرص واستغلال الظروف السياسية والاختلالات الأمنية وصراع القوى الحزبية داخل اليمن الأمر الذي ساعد على اتساع دائرة الأعمال الإرهابية والإجرامية فكانت وجهة هذا التنظيم هي المقرات العسكرية والألوية والنقاط الأمنية في عدد من المحافظات فضلاٍ عن تنفيذ العديد من جرائم الاغتيالات التي طالت عدداٍ من الضباط والجنود سواء بعبوات ناسفة أو استهداف مباشر على متن دراجات نارية. وكشفت تقارير أمنية وصحفية أن العام 2013م سجل أعلى نسبة في معدل الأعمال الإرهابية مقارنة بالأعوام السابقة حيث نفذ تنظيم القاعدة أكثر من 80 عملية إجرامية مختلفة تتمثل في زرع عبوات ناسفة وهجوم على نقاط أمنية وعسكرية واقتحام مقرات تابعة للجيش والأمن إلى جانب تنفيذ أكثر من خمسين عملية اغتيال وأغلب ضحايا تلك الأعمال الإرهابية والإجرامية هم من منتسبي القوات المسلحة والأمن. وبالمقابل تمكنت وحدات مكافحة الإرهاب ووحدات عسكرية خلال الأشهر الأول من العام 2013م من القضاء على العشرات من عناصر القاعدة وإلقاء القبض على عدد آخر وتضييق الخناق عليهم من خلال تتبع أماكن تواجدهم ورصد حركاتهم. جرائم الاغتيالات لا يختلف اثنان على أن الظروف الأمنية السيئة وصراع القوى ساعد كثيراٍ على تفشي ظاهرة الاغتيالات خلال العام 2013م والتي استهدفت عسكريين وسياسيين في معظم محافظات الجمهورية. ولتسليط الضوء أكثر على جرائم الاغتيالات وإجراء رصد ومقارنة بين نسبة الجرائم خلال الأثنى عشر شهرا يلاحظ أن شهر أكتوبر 2013م أكثر نشاطاٍ للأيادي الإجرامية حيث شهد أكثر من ثمانية اغتيالات طالت عدداٍ من الضباط منهم المقدم وليد الوهابي قائد قوات الأمن الخاصة في عدن الذي اغتيل مع نجله مروان في الثالث من أكتوبر والعميد الركن علي عمر يسلم بن فريحان نائب مدير الكلية الحربية اغتيل أيضا في حضرموت أثناء خروجه من المسجد والعقيد بجهاز الأمن السياسي عبدالرحمن الشامي اغتيل في أمانة العاصمة وغيرهم من الضباط والجنود والصف.. كما سجل شهر أبريل 2013م نحو ست عمليات اغتيال استهدفت أيضا ضباط سياسيين أبرزهم العميد أحمد محمد عبدالرزاق رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بحضرموت الساحل. وسجلت الأشهر الأخرى عمليات اغتيالات مشابهة طالت الكثير من القادة والجنود العسكريين والطيارين. ولوضع مقارنة بسيطة نرى أن العناصر الإرهابية والتخريبية زادت من أعمالها الإجرامية خلال الأشهر الأخيرة من العام 2013م رغم محاولات الأجهزة الأمنية الحد من اتساع دائرة جرائم الاغتيالات حيث يرى مراقبون أن ذلك يأتي انعكاساٍ للسياسة العامة للبلاد فكلما شهدت اليمن استقراراٍ سياسياٍ يكون فيها الأمن أكثر اتساعا وانتشارا وتقل نسبة الجرائم والاعتداءات. عمليات نوعية بعد جريمة الاغتيال الغادرة التي حدثت في الثامن من مايو 2013م واستهدفت ثلاثة ضباط وطيارين من قاعدة العند وهم العميد طلال شهاب والعميد محسن المقداد والعميد ناصر محمد فارع أثناء مرورهم على متن إحدى السيارات في الطريق العام بمحافظة لحج عملت الأجهزة الأمنية والوحدات المختصة على رفع جاهزيتها من خلال رصد المعلومات وأخذ الدلائل والبراهين لتعقب الجناة حتى توصلت إلى أماكن وأوكار العناصر الإرهابية في محافظتي عدن ولحج لتقوم عقب ذلك وحدات من قوة مكافحة الإرهابي بعمليات نوعية وناجحة ضد الإرهابيين في عدن وعملية أخرى في محافظة لحج. وكانت وزارة الدفاع أشارت إلى أن الرجال الشجعان في قوات مكافحة الإرهاب وجهوا ضربات موجعة للعناصر الإرهابية وتمكنوا من قتل أعداد من الإرهابيين والقبض على آخرين متهمين بقتل الطيارين الثلاثة نافية ما تناولته بعض وسائل الإعلام حول مشاركة قوات أجنبية في هذه العمليات. نجاح العملية حظيت بإشادة الجميع قيادة وحكومة وشعباٍ حيث قلد الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في يوم الثاني والعشرين من مايو العيد الـ23 للجمهورية اليمنية 84 ن الضباط والصف من فريق مكافحة الإرهاب وسام الواجب والشجاعة الذين كلفوا بتنفيذ مهام خاصة ضد عناصر القاعدة في محافظتي لحج وعدن بنجاح كبير. وفي الخامس من يوليو 2013م أعلنت وزارة الدفاع مقتل سبعة من قيادات وعناصر الإرهاب وجرح عدد كبير منهم وتدمير مخازن الأسلحة في مديريتي الشحر وغيل باوزير بمحافظة حضرموت. الوزارة أكدت أيضاٍ أنه تم الاستيلاء على عدد من الأطقم والمتفجرات والدراجات النارية التي يستخدمها الإرهابيين في عمليات الاغتيالات الدنيئة مشيرة إلى أن العملية أدت إلى استشهاد المقدم غالب المنصوب وجرح خمسة من المقاتلين الأبطال المشاركين في الحملة. استهداف مقرات عسكرية وأمنية قبيل احتفالات بلادنا بالعيد الـ51 لثورة سبتمبر المجيدة نفذت العناصر الإرهابية في العشرين من سبتمبر 2013م ثلاث هجمات إرهابية استهدفت مواقع عسكرية في منطقة ميفعة والنشيمة والنقطة المتقدمة عند باب محسوس بمحافظة شبوة حيث تمكن الإرهابيون من اختراق أحد المواقع بسيارة مفخخة وتفجيرها.. الهجمات الثلاث أدت إلى استشهاد نحو 56 جندياٍ وجرح العشرات وفقاٍ لتصريح مصدر بوزارة الدفاع الذي أشار أيضا إلى أن القوات الأمنية نجحت في نفس اليوم من تفجير سيارة مفخخة كانت متوجهة إلى مواقع تابعة لقوات الأمن الخاصة في منطقة عين بامعبد ومنشأة بلحاف الغازية. ولم تكتف تلك الأداة الإجرامية والإرهابية من عملياتها السابقة وسفك الدماء وقتل الجنود والضباط حيث أقدمت في الثلاثين من سبتمبر 2013م على اقتحام قيادة المنطقة العسكرية الثانية متنكرين بلباس عسكري ومدني وتتقدمهم سيارة محملة بالمتفجرات. المسلحون حينها تمكنوا من دخول المنطقة الثانية إلا أن سيطرتها لم تدم طويلاٍ حيث نجحت قوة مكافحة الإرهاب من استعادة المقر والسيطرة عليه وقتل كافة العناصر الإرهابية. وحظي نجاح قوة مكافحة الإرهاب بإشادة الجميع حيث قام رئيس هيئة الأركان اللواء أحمد الأشول بتكريم الجنود والضباط المشاركين في عملية استعادة مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية ومنحهم الترقيات. ديسمبر الأكثر إيلاماٍ ووحشية في صباح يوم الخميس الخامس من ديسمبر 2013م استيقظ اليمنيون على وقائع جريمة جديدة لعناصر التخريب والإرهاب ولكنها كانت أكثر إيلاماٍ وأشد قسوة أبطالها وحوش بشرية تجردت من كل قيم الإنسانية حين أقدمت على مهاجمة مستشفى العرضي بمجمع وزارة الدفاع بأمانة العاصمة وهم يرتدون الزي العسكري وأقدمت هذه الوحوش على قتل الأطباء والممرضين والمرضى لم يفرقوا بين كبير أو صغير ولا بين رجل أو امرأة بعد أن قتلوا أفراد الحراسة في البوابة وتمكنها من دخول سيارة محملة بالمتفجرات إلى ساحة قريبة من المستشفى واعتراضها من قبل حاجز حديدي والتي انفجرت في مكان توقفها لتهز المجمع وتحدث خراباٍ وأضراراٍ كبيرة في المستشفى والمباني المجاورة. وتبدأ حينها وقائع أكثر دموية ووحشية حيث أظهرت الشاشة الصغيرة جزءاٍ من ذلك الاعتداء الإرهابي الفاشي والمعتدون يقتلون بدم بارد ويمشون بخطى ثابتة وكأنهم يلهون لا يذبحون ولا يسفكون الدماء. بدوره رئيس الجمهورية ومن منطلق مسؤوليته في قيادة الوطن إلى بر الأمان وحرصه على استقرار وأمن البلاد سارع إلى التواجد في موقع الحدث لإدارة المواجهات وتفقد مجمع وزارة الدفاع وهو ما اعتبره مراقبون أنها خطوة جريئة وشجاعة يقدم عليها رئيس جمهورية. الرئيس عبدربه منصور هادي رأس اجتماعاٍ في مقر وزارة الدفاع في وقت لا تزال المواجهات مستمرة بين وحدات الجيش والعناصر الإرهابية التي تمركزت في عدد من أسطح المجمع. وفي الاجتماع الذي ضم عدداٍ من القيادات العسكرية وجه رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة رئيس هيئة الأركان ورفع تقريرها خلال أربعة وعشرين ساعة. وبعد تطهير محيط مجمع الدفاع ومستشفى العرضي من العناصر الإرهابية واتخاذ لجنة التحقيق إجراءاتها في جمع المعلومات والأدلة والإطلاع على أقوال الشهود رفعت تقريرها في اليوم الثاني تماماٍ بعد الجريمة والتي كشفت فيه تفاصيل أولية عن الجريمة البشعة التي هزت أركان الوطن والعالم ككل بينت أن أغلب المنفذين يحملون الجنسية السعودية. التقرير أشار إلى أن الهجوم أدى إلى استشهاد وجرح (273) من الجنود والضباط والمرضى والأجانب. ولاقت الجريمة استنكاراٍ واسعاٍ محلياٍ ودولياٍ وبشاعتها ووحشيتها والتي تعد مؤشراٍ خطيراٍ لانحدار تلك العناصر الإرهابية إلى مستنقع الوحشية اللا إنسانية والإدمان على القتل من أجل القتل وسفك الدماء والتلذذ بإزهاق الأرواح البريئة. خيارات متاحة ولعل اليمن بعد هذه الجريمة والاعتداء الغادر غير المسبوق أمام عدة خيارات لدخول العام الجديد 2014م فأما أن ترفع جاهزيتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية وبسط هيبة الدولة في مختلف أراضيها وحماية مقدرات ومكتسبات الوطن وتعزيز الأمن والاستقرار ومحاربة العناصر الإرهابية والتخريبية واستئصال .. وتطهير الأراضي اليمنية من شرها إلى جانب تأمين الحدود والممرات الجوية والبرية والبحرية وتعزيز الشراكة المجتمعية في مختلف المجالات الثقافية والتوعوية والسياسية.. إلخ. وأما أن تترك الحبل على الغارب وتساهم في إنجاح المؤامرات التي تحاك ضد هذا الوطن حتى يتم وأد مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة فهناك شر مسيطر ينتظر هذه اللحظة لا سمح الله.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news67119.html